عبد الفتاح مصطفى

عبد الفتاح مصطفى
عبد الفتاح مصطفى.jpg
وُلِدَ23 يناير 1924(1924-01-23)
توفي13 يوليو 1984 (العمر: 60 عاماً)
المدرسة الأمكلية الحقوق، جامعة القاهرة
المهنةمؤلف أغاني

عبد الفتاح مصطفى الغمراوي (1924 - 1984) شاعر غنائي بدأ حياته المهنية في الأربعينيات من القرن الماضي في كتابة الأغاني، وقد غنى من أشعاره العديد من المطربين الكبار أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم ومن أشهر أعماله لأم كلثوم لسه فاكر، التوبة، ليلي ونهاري.

في السبعينيات إتخذ الشاعر إتجاهاً صوفياً في قصائده فنظم الأغاني الدينية لعبد الحليم، كما كتب العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندي. حصل على جائزة أحسن سيناريو وحوار واغانى عن مسلسل محمد رسول الله كما قدم سيناريو وحوار واغانى فيلم الشيماء الذي غنته سعاد محمد. كما قدم العديد من الاعمال الاذاعيه منها ما يزال يعرض بنجاح (عوف الأصيل - مرزوق حصل مصطفى على جائزه نجيب محفوظ للادب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة المبكرة

عبد الفتاح مصطفى

والده هو الشيخ مصطفى الغمراوي العالم الأزهري المرموق. التحق في المدارس الحكومية مثل بقية أقرانه، وبعد المرحلة الثانوية التحق بكلية الحقوق التي تخرج فيها عام 1952، ثم حصل على دبلوم في الشريعة في عام 1954، ومع حصوله على هذا الدبلوم العالي بدأ يتجه إلى الكتابة الدينية، فكتب مجموعة من القصائد والأغاني الدينية.

التحق رئيسًا لمأمورية الشهر العقاري بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارًا قانونياً في بداية الستينات. كما شغل كذلك مهنة التدريس بالجامعة، عندما عين أستاذا زائرا في كلية الإعلام جامعة القاهرة. [1]


موهبته

بدأت موهبة عبد الفتاح تظهر بصورةٍ جليَّة في مراحل عمرهِ المبكِّرة، حيث بدأ في سن صغيرة بنظم القصائد باللغة العربية الفصحى الرصينة، وانضم إلى الإذاعةِ في سن الرابعة عشر وهو ما يزال في المرحلة الثانويَّة، لتلتقط بدورها الإذاعة جميع إنتاجه الفنيّ.

وكانت ضربةُ البداية لعبد الفتاح قويَّةً؛ فقد تحقَّق حُلمٌ له طالما كان مستحيلًا؛ ففي أحد الأيام شكَّلت الإذاعة المصرية لجنة لاختيار مجموعة من الأغنيَّات ليقوم بتلحينها الفنَّان محمد عبد الوهاب، وكانت هذه اللجنة برئاسة كلٍّ من «سعيد لطفي باشا» رئيس ال [2] إذاعة آنذاك، و«محمد صلاح الدين» وزير الخارجية الأسبق، و«عبد الحميد عبد الحق» وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق، ووقع اختيارهم على عددٍ من الأغنيَّات أولها «العروس والملاح» أو «عروس النيل» كما كانت شهرتها التي كتبها عبد الفتاح مصطفى، وبذلك تحقق الحلم وقابل الأخير موسيقار الأجيال في منزله وجهًا لوجه، بعد أن كان أقصى ما يطمح إليه أن يراه من بعيد؛ حيث كان ملتحقًا بمدرسة فؤاد الأول المقابِلة لمنزل عبد الوهاب.(2)

بعد تلك الواقعة بدأت الإذاعة المصرية في الاحتفاء بأعمال عبد الفتاح مصطفى التي ما لبثت أن اشتهرت وتلقفتها الجماهير بحُب، وهي لا تزال تمثل كنزًا في مكتبات الإذاعة.

ومن المعروف أن عبد الفتاح ارتبط ارتباطًا وثيقًا بثورة يوليو، وكانت هناك ثورة فنية توازي هذه الثورة السياسيَّة؛ حيث تطوّر الإعلام وبدأ التلفاز في الانتشار إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية ومحطات الإذاعة في الراديو، فأفرزت الثورة من خلال هذه العوامل مجموعة من الأعمالِ الفنيَّة التي تميَّزت بالحماسة الشديدة والقوة في التعبير والعمق في المشاعر، وكان عبد الفتاح من بين الذين أبدعوا في هذه الفترة.

علاقته بأم كلثوم

بدأت علاقة الشاعر عبد الفتاح مصطفى بالسيدة أم كلثوم في أواخر فترة الخمسينيات، وقدما سويًّا اثنتى عشرة أغنية متنوعة، وذلك في الفترة ما بين عاميّ 1959م و1967م

أول التعاون بينهما كان بشكلٍ غير مباشر؛ حيث انتقت أم كلثوم أغنيتيّ «لسه فاكر، وتائب تجري دموعي” من الإذاعة دون أن ترى عبد الفتاح، بعدها حدث اللقاء بينهما وأنتَّجا معًا عدد من الأغنيات مثل: ليلي نهاري، وأقولك إيه عن الشوق يا حبيبي، وطوف وشوف، ومنصورة يا ثورة أحرار، والزعيم والثورة» للملحن «رياض السنباطي»، و«يا سلام على الأمة» للملحن محمد الموجي، و«إنَّا فدائيون» للملحن بليغ حمدي ، بالإضافة إلى عدد من الأغنيات الأخرى مثل: يا حبنا الكبير، ويا صوت بلادنا»، وتُوفِّيت أم كلثوم قبل أن تغني أغنيةً أخيرة لعبد الفتاح كانت في طريقها للتنفيذ بعد الاطّلاعِ على رأي الملحن رياض السنباطي بها.


أشهر أعماله لأم كلثوم

و الكثير من الاغانى وفي السبعينيات إتخذ الشاعر إتجاهاً صوفياً في قصائده فنظم الأدعية لعبد الحليم، كما كتب العديد من الابتهالات لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندي.

علاقته مع عبدالحليم حافظ

تمتَّع الفنَّان عبد الحليم حافظ بذكاء فنيّ جعله مُتجددًا في عيون جمهوره وآذان مستمعيه طوال تاريخه الفني، وقد كتب الشاعر عبد الفتاح مصطفى اسمه في صفحات تاريخ عبد الحليم من خلال تقديم عدة ابتهالات دينية قصيرة من ألحان محمد الموجي، وقد لاقت إقبالًا كبيرًا منذ وقت عرضِها، وحتى الآن، وكان من هذه الابتهالات: «أدعوك يا سامع دعايا، وأنا من تراب، وبين صُحبة الورد، وبيني وبين الناس، وخليني كلمة، وع التوتة والساقية، ونفضِت عنيَّا المنام، والجنة في الأرض، ورحمتك في النسيم، وورق الشجر، ويا خالق الزهرة».


علاقته بسيد النقشبندي

كان الشيخ سيد النقشبندي حالةً نادرةً في تاريخ الابتهالات، فكثيرًا ما أمتّعنا بنور صوته الشجيّ في الليالي الظلماء بابتهالاته الخاشعة التي لا تزيد الإنسان إلا إيمانًا راسخًا بقدرةِ الخالقِ وتجلِّياته على عباده، وكان لابتهال «مولاي» خصوصيَّة شديدة في النفوس، خاصةً في شهر رمضان؛ حيث حرصت الإذاعة لفترةٍ طويلةٍ على إذاعته عقب أذان المغرب، فربط الناس بينه وبين ليالي رمضان وأصبح أيقونة من أيقوناته دون أن يدري الننقشبندي أن هذا الابتهال الذي طالما تخوَّف من أدائه سيكون أشهر أثرٍ لقدمه على الأرض.

ابتهال مولاي كان قرار دولة وقفت وراءه مؤسساتها بما فيها الإذاعة المصريَّة، وذلك بعد أن كلّف الرئيس السادات الإذاعي الكبير وجدي الحكيم بمتابعة كلٍّ من بليغ حمدي والنقشبندي في تنفيذهما لقراره الذي يتضمن عملهما معًا؛ حيث كان من المعروف عن الرئيس السادات ولعه الشديد بصوت النقشبندي.

إن الابتهال بطبيعته يعتمد على إلقاء الشيخ مٌنفردًا، وعلى الارتجال اللحني حيث لا يوجد لحنٌ له، والشيخ النقشبندي كان منتميًّا إلى الطريقة الصوفيَّة النقشبنديَّة حيث الغناء أمر صعب عليه، فهو قارئ قرآن ومُبتهل، وبالتالي فالغناء مغامرة، فانزعج الشيخ النقشبندي من هذا الأمر، خاصة وأنه كان يعتبر بليغ حمدي ملحن الأغنيات الوطنيَّة والعاطفيَّة التي يدخل بها المقسوم والإيقاعات الراقصة، وذلك على عكس بليغ الذي كان يرى في هذا الأمر هديَّةً من السماء، فقد كان مُحبًّا لصوت الشيخ النقشبندي ويعرف قدره ويتمنّى أن يصنع له عملًا يعيش مئة عامٍ وهو ما يحدث الآن.

اتضح ذكاء بليغ حمدي هنا في أمرين: الأمر الأول أنه استعان بشاعرِنا عبد الفتاح مصطفى لكتابة كلمات الابتهال فهو واحدٌ من أهم الشعراء في تاريخ الأغنية في المنطقة الصوفيَّة، وكان عبد الفتاح أيضًا من الذكاء أن يكتب كلمات مٌنتقاة بعناية شديدة، فهو يدرك قيمة الشيخ النقشبندي ويعلم إلى من يتوجه بكلماته، ويستوعب أن القاعدة العريضة لجمهور الشيخ من الطبقات الشعبيَّة البسيطة، فكتب كلمات مثّلت مفتاح كلماتٍ متداولةٍ، فأُعجب بها الشيخ.

الأمر الآخر كان يتعلق بموهبة بليغ حمدي ذاتِها، فقد وضع كلمات عبد الفتاح المعبرة على لحن ذي مقام “بياتي”، وهذا المقام من المقامات المصرية الصميمة؛ حيث يحوي نغمة الثلات أرباع التي لاحظها الفرنسيون أثناء حملتهم على مصر وقالوا أن المصريين يمتلكون نغمة “مرتعشة” وأطلقوا عليها «الفيتو»، وفوق ذلك كان هذا المقام من المقامات التي يفضلونها المشايخ ويطلقون عليه مقام “السلطنة”.

ولأن صوت الشيخ النقشبندي يصعُب التحكُّم به وتقييده بنوتةٍ موسيقيَّةٍ، إذ أنه يتمتَّع بمقدرةٍ فائقةٍ على الارتجال، إلى جانب أن الشيخ لم يكن يستطيع حفظ التيمة الموسيقيَّة؛ فاستغل بليغ حمدي هذا الأمر وشكَّل كورال في أرضية اللحن يُبنى عليه صوت الشيخ ويرتجل ويُظهر إمكانيات صوته وفي نفس الوقت يمثِّل بطانة كتلك المعهودة في فن التواشيح الدينية، فأصبح الابتهال لحنًا لبليغ مُغلَّف بطبقة نقشبنديَّة، وسر صنعةٍ يكمن في كلمات عبد الفتاح مصطفى.


الجوائز

  • حصل الشاعر عبد الفتاح مصطفى على جائزة أحسن سيناريو وحوار وأغاني عن مسلسل محمد رسول الله إخراج أحمد توفيق كما قدم سيناريو وحوار وأغاني فيلم الشيماء والذي غنته سعاد محمد، كما قدم العديد من الأعمال الاذاعيه منها ما زال يعرض بنجاح (عوف الأصيل -مرزوق -الشاطر حسن - شمس الأصيل- عذراءالربيع- البيرق النبوي)

المصادر

  1. ^ "عبد الفتاح مصطفي".
  2. ^ "الشاعِرُ الغنائيّ عبد الفتَّاح مُصطفى.. موهبةٌ نورانيَّةٌ مِن قَبَسِ الصُوفيَّة".