عبد السلام ياسين

عبد السلام ياسين

عبد السلام ياسين (4 ربيع الثاني 1347 هـ / 19 سبتمبر 1928 - 28 محرم 1434 هـ / 13 ديسمبر 2012[1]) هو المرشد العام ومؤسس أكبر الجماعات الإسلامية المغربية جماعة العدل والإحسان.[2][3] موظف سابق في وزارة التربية بالمغرب، مدرس فأستاذ فمفتش ثم داعية إسلامي. اشتهر ياسين بمعارضته الشديدة لنظام حكم الملك الحسن الثاني، عندما وجّه له سنة 1974، في أوج سنوات الرصاص، رسالة نصح بعنوان "الإسلام أو الطوفان".[4] ابنته هي الناشطة الإسلامية نادية ياسين. له العديد من المؤلفات في السياسة والدين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن إبراهيم. ولد صباح الاثنين لأربع خلون من ربيع الثاني من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة هجرية (1347) الموافق لـ1928م. كان أبوه فلاحا فقيرا، لكنه كان ينتسب إلى أسرة عريقة تدعى "آيت بيهي"، وهم أشراف أدارسة أصلهم من بلدة أولوز بمنطقة سوس جنوب المغرب.

وممن ذاعت شهرتهم من رجالات هذه العائلة القائد عبد الله ولد بيهي والذي يلتقي نسبه بنسب عبد السلام ياسين في الجد الرابع، فإبراهيم المذكور في سلسلة نسب عبد السلام ياسين هو عم عبد الله ولد بيهي. وقد كان لهذا الأخير الرياسة على اثني عشرة قبيلة، وقد قتله محمد بن عبد الرحمن أحد سلاطين العائلة العلوية الحاكمة.


الولادة والحياة المهنية

حياته وسط الزاوية البوتشيشية

  • سنة 1965: التحق بالزاوية البودشيشية، وفي حضنها وعلى يدي شيخها الحاج العباس رضي الله عنه ينهل العلوم الدينية مع ثلة من الطلبة الآخرين. لكن بعد وفاة الشيخ الحاج العباس رضي الله عنه، بدأت تسود الزاوية بعض المظاهر التي رآها الأستاذ عبد السلام ياسين تُجانب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُفْقِد الزاويةَ روحَ التصوف مُبقية على شكلياته فقط.

جهاد من غير تنظيم

  • 1974: بعث بنصيحة إلى ملك المغرب السابق الحسن الثاني، وهي عبارة عن رسالة في أكثر من مائة صفحة سماها "الإسلام أو الطوفان"، وقضى على إثرها ثلاث سنوات وستة أشهر سجنا دون محاكمة .
  • 1978: منع من إلقاء الدروس بالمسجد.
  • 1978/79: قام بجولة تشمل عددا من العلماء وزعماء الجماعات الإسلامية من أجل توحيد الجهود في إطار تنظيمي موحد، لكن دون جدوى، مما حذا به إلى خوض تجربة تنظيمية جديدة.
  • فبراير 1979: أصدر العدد الأول من مجلة "الجماعة" التي كانت تعبيرا عن خط "أسرة الجماعة". وقد لاقت مجموعة من المضايقات حيث صودر منها الأعداد: الخامس، والعاشر، والسادس عشر، ثم أوقفت بعد ذلك.

الجهاد المنظم

  • 1981-1983: أسس جماعة إسلامية، ورغم تنويعه لتسميتها من "أسرة الجماعة" إلى "جمعية الجماعة" فـ"الجماعة الخيرية" إلا أن السلطات لم تعترف بها.
  • يوليوز/جويلية 1982: كتب مقالا في "مجلة الجماعة" تحت عنوان: "قول وفعل" يرد على ما ورد في الرسالة الملكية التي نشرها الحسن الثاني بمناسبة حلول القرن الخامس عشر، وقد كان هذا المقال السبب في الاعتقال الثاني للأستاذ عبد السلام ياسين في 27 دجنبر 1983.
  • دجنبر/ديسمبر 1983  : اعتقل بسبب مقال ورد في صحيفة "الصبح" وحكم عليه، بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال الاحتياطي، بسنتين سجنا نافذا، وكان هذا الاتهام مجرد غطاء للسبب الحقيقي للاعتقال، وهو الرد على الرسالة الملكية.
  • يناير/جانفي 1984: صدر العدد الأول والوحيد من صحيفة "الخطاب" التي توقفت بسبب مضايقات السلطة، ومحاكمة بعض موزعيها.
  • شتنبر/سبتمبر 1987: جمعية "الجماعة الخيرية" تحمل اسم : "جماعة العدل والإحسان" مرشدها الأستاذ عبد السلام ياسين.

حياته تحت الحصار

  • 30 دجنبر / ديسمبر 1989: فرض الحصار على بيت الأستاذ عبد السلام ياسين. وابتداء من هذا التاريخ منع من الخروج كما منع الناس، حتى أقرباؤه، من زيارته.
  • 03 غشت/أوت 1990: خرج المرشد لصلاة الجمعة بمسجد بنسعيد، وألقى كلمة في جموع المصلين من عموم الناس وأعضاء الجماعة معلنا فتح جبهة جديدة لا قِبَل للعدو بمواجهتها، وهي القنوت والدعاء على الظالمين طيلة شهر صفر 1411هـ.
  • 15 دجنبر/ديسمبر 1995: خرج الأستاذ من بيته بعد حوالي ست سنوات من الحصار ليصلي صلاة الجمعة بالمسجد وذلك بعد تناقل وسائل الإعلام، استنادا إلى تصريح مسؤول حكومي رفيع المستوى، نبأ إنهاء الحصار. لكنه أبلغ داخل المسجد من طرف مبعوث رسمي أن الحصار مازال مستمرا، وهو ما أبلغه الأستاذ عبد السلام ياسين لجموع المصلين من محبيه وتلامذته في كلمة ألقاها بعد صلاة الجمعة، ليمتد الحصار بعد ذلك إلى غاية سنة 2000.
  • 28 يناير/جانفي 2000: "مذكرة إلى من يهمه الأمر"، وهي رسالة مفتوحة بعث بها الأستاذ عبد السلام ياسين إلى الملك الجديد للمغرب محمد السادس، يحثه فيها على تقوى الله عز وجل في الشعب ومصالحه، ورد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده. ويجدد له النصيحة التي سبق أن وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة "الإسلام أو الطوفان"، وهي الاقتداء بالنموذج العادل الخالد للخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
  • فبراير/فيفري 2000: منع خمسة أفراد من عائلة عبد السلام ياسين لمن أداء فريضة الحج وهم: زوجه السيدة خديجة، وابنه كامل، وصهراه ذ. عبد الله الشيباني و ذ. منير ركراكي وزوجه.
  • 19 ماي 2000: عبد السلام ياسين يقتحم طوق الحصار، ويخرج لصلاة الجمعة واضعا السلطات المغربية أمام الأمر الواقع بعدما كانت تصرح، من باب التمويه، بأن ذ. عبد السلام ياسين غير محاصر. فلم تجد الدولة أمام هذا الوضع إلا مجاراة واقع الحال محاولة استثمار نهاية الحصار لصالحها، وتزيين واجهتها الحقوقية.

لكن، ورغم أن عبد السلام ياسين بدأ يخرج من بيته متى شاء ويزوره من شاء، إلا أن المضايقات لم تنته، فما زالت أعوان المخزن مرابطة أمام بيته وفي محيطه تحصي أنفاسه وأنفاس زواره، وتلاحقه في كل تحركاته أثرا بأثر.

  • 26 ماي 2000: بدأ عبد السلام ياسين جولات زيارة لآلاف مؤيديه المشتاقين لرؤيته والنهل من معينه الفياض في كل أرجاء المغرب. وكان كلما حط الرحال بمدينة إلا وجد مواكب المحبين له تأخذه بالأحضان طاوية مسافة عشر سنوات من الفراق الجسدي الإكراهي، وإن كانت الأرواح دوما في تلاق. كما كان يجد أيضا مواكب رجال السلطة الرسميين يطوقون موكبه في أي وجهة اتجهها.
  • 10 دجنبر/ديسمبر 2000: اعتُقل بعض أفراد عائلة عبد السلام ياسين أثناء وقفات في مجموعة من مدن المغرب نظمتها الجماعة احتجاجا على التردي الحاصل في أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب، خاصة في حق جماعة العدل والإحسان وإعلامها وطلبتها. وممن اعتقل زوجه، وأبناؤه كلهم، وصهراه، حيث حوكموا صحبة العشرات من أبناء جماعة العدل والإحسان بثلاثة أشهر نافذة ابتدائيا، حولت إلى موقوفة التنفيذ في مرحلة الاستئناف.

جماعة العدل والاحسان تحيي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:

هذه الرؤى والمبشرات مأخوذة من سلسلة المبشرات من موقع عبد السلام ياسين لهم البشرى

  • رأيت الملائكة تطوف فوق المؤمنين المرابطين، وعندما كنا ندعو للمرشد شاهدت الرسول والمرشد يؤَمِّنان على دعائنا، ورأيت أثناء الدعاء لعبد السلام ياسين ملَكا يهبط بجناحيه رافعا يديه ويقول : "ولكم بالمثل".
  • رأيت أن كل الطرق التي تؤدي إلى بيت عبد السلام مملوءة عن آخرها بالإخوة وهم يرتدون ثيابا بيضاء، وفجأة نظر إلينا سيدنا رسول الله من السماء فأضاء بنور وجهه على الإخوة، فسأله الصحابة الكرام: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال لهم: "هؤلاء أتباع عبد السلام ياسين، وأتباعه أتباعي".
  • شاهت قبل صدور قرار الإخوة بالمشاركة في المسيرة المباركة عبد السلام في المدينة المنورة يدعو الصحابة عليهم إلى الجهاد، فخرج الصحابة الكرام لتلبية النداء حاملين في أيديهم رماحا و عبد السلام يقودهم إلى سيدنا محمد لاستشارته في أمر الجهاد، و حين و صلوا منزل الحبيب المصطفى وجدوا على بابه عمر فسمح لعبد السلام بالدخول على سيدنا محمد فسأله عن كيفية الجهاد، فأجابه أن كل ما تفعله و كأني أنا الفاعل. فخرج عبد السلام فتلقاه عمر بعد أن سمع الحوار ثم قال: "والله إني لأغبطك ويغبطك أبو بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين".
  • سمعت هاتفا يقول : من أقبل على الله أقبل الله عليه، ومن زاد في الإقبال زاد الله في الإقبال عليه. أقبلوا على الله في هذا الشهر المعظم {أي رمضان} يطوي الله لكم مراحل السلوك إليه .. وتتلمذوا بين يديه {أي الأستاذ المرشد حفظه الله} بالملازمة والإتباع وعدم الالتفات، فالملتفت لا يصل.
  • رأيت أنني ومجموعة من الإخوان في قاعة كبيرة للتداريب الرياضية، وهؤلاء الإخوة جميعا يبدو عليهم أثر القوة الجسمية، والمشرف على هذه التداريب هو رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، بحيث أنه جالس أمام المتدربين ينظر إليهم. وبعد عدد كبير من الحصص التدريبية كانت الحصة الأخيرة، والتي عند انتهائها نهض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأخذ قلما كبيرا وبدأ يكتب في الدفتر الذهبي، فجئت إلى جانبه الأيمن لأرى ما يكتب فإذا بالكتابة خطوط من ذهب، كلما خط رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خطا ظهر عليه نور وبدأ يكبر (الخطوط تشبه الخطوط التي في الكتابة الصينية). ولم أفهم ما يكتب، وعندما انتهى عرفت أن ما كتبه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هو التالي: "أوصي بهذا الأمر إلى عبد السلام ياسين".

مؤلفاته

له مجموعة من الكتب و الكراسات منها

  • الإسلام بين الدعوة والدولة - 1971.
  • الإسلام غدا - 1972.
  • الإسلام أو الطوفان - 1974.
  • La révolution à l'heure de l'ISLAM - 1980.
  • Pour un dialogue Islamique avec l'élite occidentalisée - 1980.
  • المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا - 1982.
  • مقدمات في المنهاج - 1989.
  • نظرات في الفقه والتاريخ - 1990.
  • محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى - 1994.
  • مجموعة من الرسائل "رسائل الإحسان".
  • الشورى والديمقراطية - 1996.
  • حوار مع صديق أمازيغي - 1997.
  • العدل (الإسلاميون والحكم)، - 2000.
  • قطوف (شعر) - 2000.

كما كان قد أصدر مجلة "الجماعة"، إلا أنها لم تستمر سوى لستة عشر عددا.

كتب أخرى

  • العدل والإحسان
  • رسالة إلى الطالب والطالبة
  • وصيتي إلى الطلبة 1
  • وصيتي إلى الطلبة 2
  • وصيتي إلى الطلبة 3
  • وصيتي إلى الطلبة 4
  • الإحسان (جزئين)
  • العدل (الإسلاميون والحكم)، - 2000.
  • المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا - 1982.
  • تنوير المومنات
  • الشورى والديمقراطية - 1996.
  • حوار الماضي والمستقبل
  • حوار مع الفضلاء الديموقراطيين
  • حوار مع صديق أمازيغي - 1997.
  • محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى - 1994.
  • مقدمات لمسبقبل الإسلام
  • في الإقتصاد
  • الخلافة والملك
  • رجال القومة والإصلاح
  • الإسلام بين الدعوة والدولة - 1971.
  • الإسلام غدا - 1972.
  • La révolution à l'heure de l'ISLAM - 1980.
  • Pour un dialogue Islamique avec l'élite occidentalisée - 1980.
  • مقدمات في المنهاج - 1989.
  • نظرات في الفقه والتاريخ - 1990.
  • قطوف (ديوان شعر) - 2000.
  • شذرات(ديوان شعر)

وفاته

صبيحة يوم الخميس 28 محرم 1434 ه الموافق 13 دجنبر 2012 أسلم الإمام الروح لبارئها سبحانه، بعد مسيرة موفقة غنية بالعطاء العلمي والتربوي والدعوي كان من ثمارها البارزة انتظام الآلاف من المؤمنين والمؤمنات في فلك جماعة ومدرسة العدل والإحسان في أقطار شتى من العالم. لله الحمد والمنة . وفور سماع خبر الوفاة، حج بيته بالعاصمة الرباط الآلاف من محبيه ومن العلماء والدعاة والمفكرين والسياسيين، من المغرب وخارجه، لتقديم واجب التعزية والمواساة للعائلة الكريمة ولجماعة العدل والإحسان.

وبعد صلاة الجمعة في مسجد السنة أقيمت صلاة الجنازة على الإمام الفقيد، وانطلق مئات الآلاف في جنازة مهيبة اكتنفتها معاني السكينة والطمأنينة والصبر والاحتساب، ليُوارى الجسد الطاهر الثرى في مقبرة الشهداء.

ثم كانت مآتم التأبين في مدن المغرب وفي بلدان أوروبية وأمريكية وأفريقية فرصةً للإفصاح عن شهادات المحبة والتقدير والإكبار لما ميز فكر الإمام المجدد وأخلاقه ومواقفه من الحب المتعاظم للقرآن الكريم، والاستمساك المتين بالسنة الشريفة، وسعة الأفق، وعمق التحليل، والرفق بأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

مصادر

مراجع

  1. ^ الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين في ذمة الله موقع عبد السلام ياسين، تاريخ الولوج 13 ديسمبر 2012
  2. ^ وفاة أشهر معارضي النظام الملكي المغربي العرب القطرية، تاريخ الولوج 16 ديسمبر 2012
  3. ^ وفاة عبد السلام ياسين المرشد العام ومؤسس جماعة العدل والاحسان المحظورة في المغرب هنا أمستردام، تاريخ الولوج 16 ديسمبر 2012
  4. ^ الشيخ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان المغربية في ذمة الله إخوان سوريا، تاريخ الولوج 13 ديسمبر 2012


قالب:تصفح بوابة المغرب