عبد الحميد يونس (المستشار)

المستشار عبد الحميد يونس () محامي وقاضي وصحفي وسياسي مصري.

ولد في قرية الحاكمية، مركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية.

لم تتوقف الحرية المتاحة لعبد الحميد يونس عند حدود السياسة بالطبع وإنما تعدتها إلي الممارسة الوطنية فقد وجد نفسه قادرا علي أن يبدأ العمل في المحاماة واختار أن يبدأ العمل في مكتب أحد الزعماء السياسيين ومارس المحاماة بالفعل في القاهرة والأقاليم‏,‏ وفي الوقت ذاته اجتذبته الصحافة وأتاح له مصطفي أمين أستاذ الصحافة ورائدها فرصة ذهبية لم تكن لتتاح له في أي عصر تال وهكذا أصبح عبدالحميد يونس قادرا علي أن يؤدي عملين لايبتعدان عن بعضهما لا في الجذور ولا في الثمار وإن بدا للبعض أنهما عملان مختلفان‏,‏ وما هما في رأيي وفي ممارسة عبدالحميد يونس نفسه إلا وجهان لعملة واحدة فالصحفي هو محامي الأمة من حيث هي كيان واحد وجسد واحد والمحامي هو صحفي الرأي في حالة خاصة أو مزرية يجلوه ويكتبه وينشره وينتصر له ويترافع من أجله وكأنه يحول العام إلي خاص‏,‏ كما يحول الصحفي الخاص إلي عام‏.‏ وواقع الأمر أن عبدالحميد يونس أدي وظيفتيه هاتين في المحاماة والصحافة باقتدار وتميز علي مدي ثمانية أعوام‏(1945‏ ـ‏1953)‏ وكل الذين عاشوا هذه الفترة يذكرون جهده واجتهاده بكل خير ومنهم علي سبيل المثال الأستاذ أنيس منصور والأستاذ صلاح منتصر والأستاذ ناصر الدين النشاشيبي‏.‏

بعد ثورة يوليو، بالرغم من تفوقه في الصحافة والمحاماة، فقد آثر مبكرا وقبل غيره أن ينخرط في سلك احدي الهيئات القضائية ومنها إلي هيئة قضائية أخري بدأ في النيابة الادارية وسرعان ما انتقل إلي هيئة قضايا الحكومة وقد وصل فيها إلي درجة المستشار عام ‏1973‏ ثم أصبح بدرجة نائب رئيس الهيئة.

وحين سئل لماذاآثر البقاء في هذه الهيئة علي سلك القضاء مع أنه كان في وسعه أن ينتقل إليه‏,‏ ولم يكن هذا بالصعب عليه في الظروف التي أتيحت له في عهد الثورة وفي بساطة شديدة أجابني بأن عمله في هذه الهيئة يتيح له أن يبقي في القاهرة علي حين أنه لايضمن تنقلات القضاء‏.‏ وهكذا كان الرجل صادقا في تعبيره عن النزعة الانسانية المتحضرة التي لاتطيق البعد عن عاصمة الحضارة والثقافة والنفوذ أيضا‏.‏ وبعد أن بلغ ما بلغ في القضاء وأدركه سن التقاعد سعي اليه صديقه الحميم موسي صبري واصطفاه مستشارا قانونيا لمؤسسة أخبار اليوم التي شهدت أحلي أيام شبابه ومن حسن حظها أنها شهدت أيضا أحلي أيام شيخوخته،‏ وكان مواظبا علي الحضور إلي تلك المؤسسة كل يوم يلتقي بهذا وذاك ويحل مشكلات بعض أهل قريته أو القري المجاورة‏.‏

ويتأمل في الأحداث الجارية ويستعيد الذكريات ويجيد كتابة لقطات صحفية متميزة في مجلة اكتوبر وكان متفوقا فيها.‏ وحين أتيح له أن ينشر أول كتاب من تأليفه وهو في حدود السبعين من عمره اختار أن يصور الأمر علي نحو ما صوره نجيب الهلالي في شأن الوزراء من أنهم يفقدون نصف عقلهم حين يصبحون وزراء‏، ولم يجد أبلغ من هذا الوصف ليصور به فرحته بصدور كتابه‏,‏ ثم توالت كتبه القليلة.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتبه

  • عبد الحميد يونس (1994). حكايات قضائية (كتاب). مؤسسة أخبار اليوم - قطاع الثقافة.
  • نجوم في حياتنا


الهامش