طباعة بالشاشة الحريرية

تصميم طباعة بالشاشة الحريرية.
طباعة الشاشة الحريرية يمكن عمل الطباعة على الشاشة الحريرية بطرق عديدة. توضح الصور الأسلوب التقني الذي يستخدم سائلاً زيتي المظهر والملمس يسمى توشي. أولاً يقوم الفنان الرسام بدهن التصميم على الشاشة بالتوشي (صورة 1) ويترك السائل ليجف وبعد ذلك يتم استخدام خليط الماء والغراء. وبعد أن يجف الخليط يتم غسله بمحلول (صورة 2) يزيل مادة التوشي وطبقة الغراء التي تغطيها ثم يقوم الفنان الرسام بنشر الحبر بمدحاة مطاطية (صورة 3) ينفذ المداد من خلال المساحات المفتوحة فقط، وليس من خلال المساحات المغطاة بالغراء على الورقة من أسفل. وأخيرًا يقوم الفنان الرسام بنزع التصميم المطبوع (صورة 4) ويعلق الصحيفة عاليًا لتجف.

الطباعة بالشاشة الحريرية silk screen printing أو السيرگرافي serigraphy المشتقَّة من اللاتينية sericum (حرير)، ومن اليونانية graphein (كتابة)، هو تعبير عن إحدى طرق الطباعة الأصيلة المغرقة في القدم، ومبدأ هذه الطريقة هو دفع الحبر من الأعلى إلى الأسفل عبر سطح مسامي محدد الشكل يطلق عليه الاستنسل stencil «ورق مشمّع» باتجاه المادة المراد نقل الرسم إليها، وتعد من أوائل طرق الطباعة شبه المنظمة التي اعتمدها الإنسان القديم ليعبر بوساطتها عن نفسه وأغراضه ودوافعه. وبهذه الوسيلة استطاع سكان جزر فيجي Fiji البدائية طبع رموزهم وزخارفهم على ملابسهم المصنوعة من لحاء الأشجار، باستخدام أوراق الموز المثقَّبة والمخرَّمة لصنع الاستنسل اللازم. وبتقدم الحضارة وجد المبشرون الدينيون في هذه الطريقة وسيلة لطبع النسخ العديدة من الصور والتعاليم الدينية، واستطاع اليابانيون القدماء تطويرها لتحقيق نتائج أدق وعدد أكبر من النسخ بعد تطوير شبكة الاستنسل باستخدام طبقتين من الورق الرقيق المقاوم للماء، وتضمينها خيوط الحرير الناعمة جداً، أو شعر الأطفال حديثي الولادة حين يكون الغرض زخرفة ملابس المولود ذاته.

يستعمل الرسام، لعمل طباعة الشاشة الحريرية قطعةً من الحرير، يتم شدّها بإحكام على إطار خشبي، لتشكيل الشاشة. ويمكن استبدال مواد أخرى بالحرير مثل النايلون، والبوليستر، أو شبكة سلكية. ويقوم الرسام، بوضع المداد السميك على طول حافة واحدة للشاشة، ثم ينشر المداد عبر سطحها بشفرة مطاطية، تُسمى مدْحاة، تقوم بتوزيع المداد أو الدهان بصورة متساوية، ويمر من خلال نسيج الحرير على المادة من أسفل. وفي معظم الأحيان، تكون المادة ورقة، ولكن يستخدم الفنان أيضًا مواد أخرى، تشتمل على القماش، ومشمع الأرضيات، والزجاج، والخشب.

TeeshirtCopyleft encrage.jpg

ويستخدم الفنان الرسام الإستنسل (الروسم)، لتغطية الأجزاء التي لا يراد تلوينها من التصميم.

وتُصنع معظم الإستنسلات، من أوراق مقطوعة، لعمل تصميمات بحواف حادة وواضحة. كما يمكن أيضًا دهن التصميمات على الشاشة بالغراء، أو طلاء اللك، وعند طباعتها، تبدو تلك التصميمات وكأنها منفذة بفرشاة تلوين، وليست بأشكال مقطوعة.

A macro photo of a screenprint with a photographically produced stencil. The ink will be printed where the stencil does not cover the substrate.

ويمكن طباعة العديد من الألوان على سطح منفرد. وعلى أية حال، يجب تنظيف الشاشة، وإعدادها بإستَنْسل (روْسَم) جديد، وتحبيرها مع الطباعة بصورة منفصلة لكل لون إضافي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

طريقة صنع فانوس ورقي.

في نهاية القرن السادس عشر حين انتقلت الطباعة من ألمانيا إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا أصبحت الطباعة بالاستنسل فناً معترفاً به في أوربا، ووسيلة موازية ومشتركة أحياناً للقوالب الخشبية المحفورة وفرشاة الألوان لنشر الصور الدينية والكتابات المزخرفة التي تباع بالآلاف في مواسم الحج والتبرُّك.

أسهمت طباعة الاستنسل في إنجلترا في القرن السابع عشر في ازدهار صناعة ورق الجدران المقطَّن، وعندما عُرِفت هذه الطريقة الطباعيَّة في أمريكا عام 1787 تطورت إلى وسيلة لتنفيذ التصاميم والرسوم والزخارف الجدارية، ووُظِّفت لزخرفة المفروشات وطباعة الأقمشة على نطاق واسع.

ونتيجة تطوُّر وسائل الطباعة المختلفة الأخرى وطرقها، لاحظ المشتغلون بالفنون الجوانب الإيجابية العديدة لطباعة الاستنسل، فكانت الشاشة الحريرية هي الوسيلة الأمثل لتحقيق إنتاج أوسع وجودة فنية عالية ومردود أكبر، وقد تحقق ذلك على أيدي العديد من الرواد؛ أمثال: صمويل سيمون Samuel Simon من مانشستر بإنجلترا الذي سُجِّلَتْ له سنة 1907 طريقة مد الحرير على الإطارات، ووليام موريس William Morris، وجون پلسوورث J.Pilsworth الذي أجرى على الطباعة تحسينات ملموسة، وأدخل عليها تعدد الألوان.

«أوراق شجر وموز» لباتريك كولفلد

وقد وجدت شركات الإعلان ومكاتب الدعاية في هذه التقانة الطباعية حلاً لمصاعب جمّة عانت منها طويلاً، إذ صارت طباعة الإعلانات الكبيرة وتعدد الألوان ووفرة الإنتاج وخفض التكاليف ممكنة ومتاحة، ممّا أدى إلى تسارع كبير في تطوير الوسائل والخامات والأدوات والمواد المستخدمة في طريقة الطباعة بالشاشة الحريرية.

إلا أن هذا الفن مع نموه المتسارع وتعدد استخداماته لم يحظ بالنظرة الفنية الخالصة وحسب، بل عُدَّ أداةً لكسب المال أيضاً، إلى أن حلَّ عام 1938 فاجتمع عدد من الفنانين الشباب في الولايات المتحدة بقيادة أنتوني ڤلونيس Anthony Velonis، وأقاموا معارض فنية لنتاجهم المنفذ بالشاشة الحريرية في صالات ومتاحف نيويورك وغيرها، وأطلقوا حينها تسمية (سيرغراف serigraph) على هذا الفن الذي بدأ يستعيد السمة الفنية الخالصة، ويتلقاه بشغف هواة الفنون الجميلة وتجَّار الأعمال الفنية، ولاسيما في الستينات من القرن المنصرم حينما عرض فنانون كبار أمثال: أندي وارهول Andy Warhol، وروي ليتشنشتاين Roy Lichtenstein، وروبرت روشينبيرگ Robert Rauschenberg، أعمالهم الأساسية منجزة بالشاشة الحريرية في معارض الفنون الغرافيكية والفنون الجميلة، وقدموا هذا الفن بوصفه أحد أجمل فروع الفن التي تتصدر متاحف العالم.

Silketrykk.svg
TeeshirtCopyleft encrage.jpg


مميزات الطباعة بالشاشة الحريرية

A macro photo of a screenprint with a photographically produced stencil. The ink will be printed where the stencil does not cover the substrate.

تعد الطباعة المسامية أو السيرغرافية اليوم من أكثر أنواع الطباعة شيوعاً واستخداماً، فهي تغطي مجالاتٍ عديدة تعجز الطرق الطباعية الأخرى عن أدائها، ويعود ذلك إلى بساطة الإجراءات المتبعة في طريقة إعداد الشبكات، أو في طريقة سحب الطبعات منها، باعتمادها على دخول الحبر من مسامات النسيج إلى مكان الرسم، وعدم دخوله من مسامات أخرى أُغْلِقَتْ بمواد عازلة ومقاومة، وبذلك يكون لهذه الطريقة في الطباعة خصائص متفردة ومتميزة، من أهمها:

ـ سهولة الطباعة وسرعتها؛ إذ يديرها شخص واحد ودون الحاجة لحيز كبير.

ـ يمكن الطباعة بوساطتها على العديد من المنتجات أيَّاً كانت نوعية الخامة المتلقية للحبر، لسهولة تعديل خواص الحبر، ولتوافره في الأسواق جاهزاً للطباعة على مختلف المواد كالورق والكرتون والقماش والبلاستيك بأنواعه والزجاج والمعادن والأخشاب والجلود، وكذلك الأحبار الموصلة للتيار الكهربائي لطباعة الدارات الخاصة بالأجهزة الإلكترونية.

ـ يمكن بوساطتها الطباعة على مختلف الحجوم والأسطح المستوية والمقوَّصة والمحدبة والمقعرة والأسطوانية.

ـ يمكن بهذه الطريقة إنزال ثخانات مختلفة من الحبر، أو استخدام أحبار نفَّاشة رغوية تعالج بالحرارة، وتتمتع جميعها بمقاومة المؤثرات الكيميائية وعوامل الطقس.

ـ يمكن بوساطتها القيام بعمليات الحفر على الزجاج والمعادن باستخدام أحبار مركبة من الأحماض الخاصة التي تؤثر في سطوح هذه المواد.

تقنيات الطباعة

تحتاج عملية الطبع إلى منضدة مستوية تكون مجهزة في الغالب بغطاء من القماش السميك، الذي يلف طبقة من الجلد الصناعي المبطن بطبقة من الإسفنج الرقيق المشدود بقوة على سطح المنضدة، وإلى الراكل (السكويجة) التي تُمْسَكُ على نحوٍ مائل قليلاً, ويُمَدُ الحبر داخل إطار الطباعة من المستوى الأبعد باتجاه العامل القائم على الطباعة، ولإنجاز طبعة مثالية ناجحة ينبغي أن يرفع إطار الطبع قليلاً في حساب دقيق عن المادة التي ستتلقى الحبر، ويكون مستوى الضغط كاملاً فوق نقطة التماسّ التي تمر بها (السكويجة) الدافعة للحبر، وهذا الإجراء يمنع حدوث أي تلطخ أو تشويه للتصميم المطبوع عند رفع الشبكة.

الأدوات والخامات المستخدمة

الإطار الحامل للشبكة المسامية

Maker Faire 2008 San Mateo 246.JPG

تعد أنسجة الحرير الطبيعي وخيوط النايلون والبولي إستر polyester والرايون rayon (الحرير الصناعي) وخيوط الصلب غير القابلة للصدأ الأكثر ملاءمة للاستخدام في المحسِّسات الفوتوغرافية السيرغرافية الشائعة الاستخدام في الأسواق التجارية، والطريقة المثالية لشد هذه الأنسجة على الإطارات الخشبية أو المعدنية هي استخدام آلات الشد المجهزة بمَلازم خاصة تعمل بضغط الهواء وتكفل شداً منتظماً في مختلف الجوانب، وتمنع الاستطالات العشوائية التي تنتج بفعل الشد اليدوي، وتضمن لخيوط النسيج استقامة واحدة طولاً وعرضاً بقوة وانسجام.

السطح الطباعي الحامل للرسم (الاستنسل)

ثمة طرائق عدة متطورة لإعداد السطح الطباعي أهمها ثلاث؛ الأولى: يدوية وتدعى طريقة قطع مناطق الرسم وتفريغها بعد عملية إلصاق حرارية بدعامة رقيقة عازلة على الشبكة المسامية (الفيلم)، وأنواع مركبة من مواد متنوعة تدعى ورق الاستنسل وهو مقاوم للمواد الحالة للحبر، وما تزال هذه الطريقة تستخدم في طبع لوحات الإعلانات الكبيرة والشاخصات المرورية، وفي وضع العلامات والكتابات على الصناديق الكبيرة، والثانية: هي طريقة التغطية المباشرة وتتلخص بطلاء المناطق خارج حدود الرسم بقناع من مواد تعارض في تركيبها المواد الحالَّة للحبر، كاستخدام اللَّكَر عند الطباعة بالألوان المائية، أو استخدام الغِراء حين يتم الطبع بأحبار مضادة للماء. أما الطريقة الثالثة: فهي الأكثر شيوعاً ودقة، فهي طريقة المستحلبات الفوتوغرافية الحساسة للضوء، التي تفرش فوق الشاشة بوساطة مجرفة خاصة تملأ بالمستحلب الذي يمد من الأسفل للأعلى وباتجاهات متعامدة لإنجاز تغطية ناجحة، ثم تُتْرَكُ لتجفَّ في الظلام، ثم تخضع لعملية تعريض ضوئي بعد تثبيتها فوق الفلم الحامل للتصميم فتترسَّخ المواد الحساسة للضوء، وتَثْبُتُ مع المستحلب على سطح الشبكة الحريرية في المناطق التي تعرضت للضوء، بينما تنهار أجزاء المستحلب التي لم ينفذ إليها الضوء بفعل عمليات الغسيل بالماء المضغوط مع الهواء لِتُفْتَح المسامات كلها على سطح الشبكة في أماكن الرسم.

التنوع

تدخل الطباعة بالشاشة الحريرية في مختلف المجالات مثل:

انظر أيضا

المصادر

وصلات خارجية