صندوق استكشاف فلسطين

PEQst1900.png
صخرة كان يستخدمها الصندوق لمعرفة مستوى سطح البحر الميت بدءاً من القرن العشرين.

صندوق استكشاف فلسطين، هي جمعية تأسست عام 1864 تحت رعاية الملكة ڤكتوريا ملكة إنگلترة، وكان رئيس الجمعية أسقف يورك. وساهمت وزارة الحرب البريطانية بخدمات بعض الضباط، وخصوصاً من المهندسين مثل الكابتن كلود كوندر والكابتن تشارلز وارن (الذي اشتهر فيما بعد في جنوب أفريقيا) والملازم هـ. كتشنر (وهو اللورد كتشنر الذي عُيِّن فيما بعد معتمداً بريطانياً في مصر واشتهر في السودان)، وت. إ. لورنس.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

"هذا البلد من فلسطين هو ملك لي ولكم ، وهو في الأساس بلدنا. وقد أُعطي لأبي إسرائيل بقوله: "اسلكوا في الأرض طولها وعرضها ، فإني سأعطيكم إياها". نقصد أن نسير في فلسطين طولاً وعرضًا ، لأن تلك الأرض قد أعطيت لنا. إنها الأرض التي تأتي منها أخبار فدائنا. إنها الأرض التي نتجه إليها كنبع كل آمالنا. إنها الأرض التي قد ننظر إليها باعتبارها وطنية حقيقية كما نفعل في إنجلترا القديمة العزيزة ، والتي نحبه كثيرًا."[1]

خطاب في الجلسة الأولى لصندوق استكشاف فلسطين: وليام تومسون، مطران يورك وأول رئيس لـ PEF

"مسقط رأسي المسجد الأقصى" من مسح غرب فلسطين-القدس (1884)


عند تأسيسه عام 1864 أعلن الصندوق أنه مؤسسة تهتم بالبحث الدقيق والمنظم في الآثار والطوبوجرافيا والجيولوجيا والجغرافية الطبيعية والتاريخ الطبيعي وعادات وتقاليـد الأرض المقدَّسة بهدف «التوضيح التوراتي»، والعبارة الأخيرة مبهمة إلى أقصى حد ولكنها تعني في نهـاية الأمر أن البحـث العلمـي قد وُظِّف في خـدمة الأهـداف التوراتية، أي «الأهداف الإسترجاعية العسكرية». وهذا ما وضحه كتاب المدنية والأرض الذي أصدره الصندوق، وهو يتألف من مجموعة من الدراسات كان من أهمها دراسة لوولتر بيسانت بيَّن فيها أن هدف الصندوق هو "الاستعادة": استعادة مجد فلسطين في عهد هيرود، واستعادة بلاد داود بحيث يمكن استعادة أسماء المدن التي دمرها القائد العظيم يوشع بن نون. وكذلك استعادة مكانة القدس ومجدها وأبهتها، واستعادة أسماء الأماكن المذكورة في التوراة (وكل هذا يبين مدى قوة العقيدة الاسترجاعية).

ويظهر تلاقي البُعْد التوراتي والبُعْد العسكري في الإشارة إلى يوشع بن نون وفي قول المؤلف: "عندما وُضعت الأسماء في أماكنها، أصبح في وسعنا تتبُّع سير الجيوش في زحفها" (ويمكن أن نضيف: وأصبح بإمكان جيوش الغزو الإمبريالي -البريطاني والصهيوني- أن تعرف طريقها). وقد ساهم كوندر بمقال في الكتاب نفسه ذي طابع صهيوني ديني عسكري.

وقد لَعب الصندوق بالفعل دوراً عظيم الأهمية في مجال تزويد الساسة والعسكريين البريطانيين بالمعلومات الجغرافية والتاريخية والسياسية التي كانوا يحتاجون إليها لمد نفوذهم الاستعماري في المنطقة ولدراسة جدوى المشروع الاستعماري في فلسطين. وقد اعتمد الصندوق في ذلك على العديد من خبراء الآثار والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والمناخ. وكانت غالبية التقارير والدراسات الصادرة عن الصندوق ذات طابع صهيوني إذ كانت تشير إلى أهمية فلسطين وضرورة عودة اليهود إليها وإقامة كيان استيطاني لهم فيها تحت الحماية البريطانية. فالكابتن وارين نشر عدة مجلدات من أهمها إحياء القدس ومذكرات عملية مسح فلسطين، وذلك بالإضافة إلى كتاب أرض الوعد الذي دعا فيه إلى أن تتولَّى شركة الهند الشرقية تنمية موارد فلسطين، وخصوصاً مواردها الزراعية والتجارية، كما دعا إلى تدريب المستوطنين اليهود على إدارة شئونهم تمهيداً لتَسلُّمهم حكم فلسطين وإدارة شئونها (وهو المخطط الذي نُفِّذ فيما بعد من خلال حكومة الانتداب والوكالة اليهودية). وشارك الكابتن ويلسون في عدة عمليات بَحْث وتنقيب في بعض المناطق السورية واللبنانية، ولكن جهود الصندوق تركزت في النهاية على مرج ابن عامر ونابلس والقدس والخليل باعتبارها الأماكن التي شهدت تنقلات واستقرار "شعب إسرائيل" (كما ورد في تقريره للصندوق).[2]

وقد أصدر الصندوق، بالإضافة إلى العدد الكبير من الكتب والتقارير، خريطتين دقيقتين: إحداهما لفلسطين الغربية (1880) والثانية لفلسطين الشرقية (1884). وقد حملت الخرائط الأسماء الحـديثة والقـديمة بالإضـافة إلى إبراز تضـاريس البلاد وطبيعتها المناخية. وقد بلغت الخريطتان من الدقة حداً كبيراً حتى سَهُل استعمالهما في عملية تحريك الجيوش البريطانية وانتقالها عبر تلك الأراضي في الحرب العالمية الأولى. وللصندوق متحف في لندن، وهو ينشر مجلة علمية ربع سنوية منذ عام 1869 (أصبحت سنوية منذ عام 1904)، كما نشر مؤلفات كتشنر وكوندر وغيرهما.


أنشطة مماثلة

ولم يكن صندوق استكشاف فلسطين الوحيد من نوعه، فبعد خمس سنوات من تأسيسه أسَّس الأمريكان الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين American School of Oriental Study and Research in Palestine. وفي العام نفسه، أُسِّست جمعية الآثار التوراتية Biblical Archaeology Society في إنجلترا. وأنشأ الألمان جمعيتين: الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية Deutsche Orient-Gesellschaft ‏(1898) والجمعية الألمانية لاستكشاف فلسطين Deutscher Palästina-Verein ‏(1877). وأسس الفرنسيون أيضاً المدرسة التوراتية والأثرية الفرنسية École Biblique et Archéologique Française. وقد كان الحافز وراء الدراسة في كل هذه الجمعيات توراتياً (صهيونياً).

مشاهير الأعضاء

انظر أيضاً

قراءات إضافية

  • Gibson, S. 1999. British Archaeological Institutions in Mandatory Palestine, 1917-1948. Palestine Exploration Quarterly, 131, 115-143.
  • Moscrop, J. J. 1999. Measuring Jerusalem: The Palestine Exploration Fund and British Interests in the Holy Land. London: Leicester University Press.
  • Levin, N. 2006. The Palestine exploration fund map (1871–1877) of the holy land as a tool for analysing landscape changes: the coastal dunes of Israel as a case study. The Cartographic Journal, 43(1), 45-67.

المصادر

  1. ^ تقرير وقائع جلسة عامة، 22 يونيو 1865، 8، PEF/1865/2. مقتبس Bar-Yosef, Eitan (27 October 2005). The Holy Land in English Culture 1799-1917: Palestine and the Question of Orientalism. Clarendon Press. pp. 7–8. ISBN 978-0-19-926116-1.
  2. ^ عبد الوهاب المسيري. "صندوق استكشاف فلسطين". موسوعة المسيري. Retrieved 2014-11-09.

وصلات خارجية

  • Condor, Claude Reignier, Horatio Herbert Kitchener Kitchener, Edward Henry Palmer, and Walter Besant. The Survey of Western and Eastern Palestine. London: The Committee of the Palestine Exploration Fund, 1881-1889

Survey of Western Palestine

Survey of Eastern Palestine

المراجع

  • Shehadeh, Raja (2008), Palestinian Walks: Forays into a Vanishing Landscape, Simon and Schuster, ISBN 1416570098