صلاح حافظ (الصحفي)

صلاح حافظ
صلاح حافظ.png
وُلِدَ(1925-10-27)أكتوبر 27, 1925
توفيمارس 4, 1992(1992-03-04) (aged 66)
سبب الوفاةسرطان
الجنسيةمصري
اللقبصحفي، رئيس تحرير روز اليوسف

محمد صلاح حافظ (و. 27 أكتوبر 1925 - ت. 4 مارس 1992)، هو صحفي مصري، ورئيس تحرير مجلة روز اليوسف. اشتهر صلاح حافظ بمجموعة مقالات تحت عنوان "قف".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النوات المبكرة

مودي حكيم
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

ولد صلاح حافظ في الفيوم في 27 أكتوبر 1925. ترك دراسة الطب من أجل التفرغ للصحافة حيث برز اسمه ومضت به الأيام بين الارتفاع والانحدار.

كَبِر حاظ تربى وترعرع في كنف عائلة ميسورة الحال، في قرية العقلية بمحافظة الفيوم، والده كان رجلا مسعودا، وصاحب همة عالية، يتمتع بقدر من العلم و المعرفة، ثاقب الفكر، واسع المدارك، فنشأ صلاح في حجر والده، وعنه أخذ أوليّات العلوم، و فنون الأدب، فكان جليدًا من صغره، على القراءة، والمطالعة، والبحث، فقد كانت الكُتُب تشفي صبابة نفسه.[1]

فَقه أفانين اللغة العربية، وضَبَط أوابدها، وشواردها، فامتلك ناصيتها، وشَغَف، بعد ذلك، بالكتابة، وتوّلع بها، ممّنيا النفس بأن يقتات خبزه من حبر قلمه، صحافيا وأديبًا.

وقد حباه الله بذاكرة حفّاظة، و عقلًا مستنيرًا، فنبه مبكرًا، فازداد إهتمام والده به، وفي باله أن يدفع إبنه، متى أنهى دراسته الثانوية، الى دراسة الطب.

كَتَم صلاح ما كان ينويه ويتمناه، لم يعصِ والده، دخل كلية الطب، جلس على مقعد بجوار يوسف إدريس، لتبدأ بينهما صداقة ، إمتدت على مدار العمر، كما زامله مصطفى محمود.

يوم جاء صلاح حافظ الي المحروسة للدراسة، كان البلد محبطًا، يكسر الهمم: إحتلال مقيت، صراع بين القصر والسراي، يكشف المستور بكل خبيئة، و الناس ناس و ناس : ناس يأكلون من عرق غيرهم، لا كدّ فيه و لا عمل، تأتيهم الراحة على السِعة، وناس يطحنهم الكدّ ، ولا يأتيهم سعيهم بالكفاف، والفقراء أيادِ ممدودة في الشوارع… فوجد صلاح حافظ في نظام الحكم عوار، ومآسيه كانت بلا حدود.

كلما صافحت عيناه عناوين الصحف، كان يزداد تكدرا وحنقا، يغلي فيه ويفور، وازع التمرد، لا يخفي في داخله آلام ناس بلده، الذين صاروا، مثل سكان الصين القدامى، يظنون أن كل الرعيّة خُلقت من أجل أن تجرّ عربة الإمبراطور!


الاشتراكية

كانت كتابات أناتول فرانس Anatole France الداعية للإشتراكية، لوضع حد للتفاوت الطبقي والعدل والمساواة، ونصرة المغلوبين، المسحوقين، الذين يعيشون في بلدهم بين حدّ الجوع والفقر…طريّة في ذهن صلاح حافظ، و وجد بعض من زملائه في الجامعة، على هوى كارل ماركس و جورج فيلهلم فردريش هيجل. قرأ حتى الثمالة، وتشبّع من فكر الرجلين، فكأنه بهما قد وجد شعاعا في طيّات العتمة، و أصبحت الشيوعية، كحركة نضال، لنصرة الغالبة، البارقة، الحارقة، المفارقة في حياة صلاح، فإعتنق الفكر الماركسي، إنضوى في جماعة "حدتو" الشيوعية، وإتخذ من كلمة "دبوس" إسما حركيا.

أحدى مقالات صلاح حافظ.

في جريدة المسائية، التي كان يرأس تحريرها كامل الشناوي، كتب صلاح حافظ قصصًا قصيرة، ثم مشى قلمه على صفحات جريدة "النداء"، التي كان ينشرها ياسين سراج الدين، و عندما أصدر مجلة "القصة" طلب من صلاح أن يترأس تحريرها ، و يُشرف عليها إشرافًا كاملا.

وكانت له مقالات سياسية كشفت عت غضب، وثورة ،وحياة، فبلغ في فن كتابة المقالة السياسية القدح المعّلى.

وكانت لكلماته عنين السوط، لاذعة بحق الملك فاروق والحاشية، ونظام حكمه رُمَّة. وكان صلاح قد أخطا، ناقما، رافضا، و لكنه لم ينحرف في كل ما كتب ونُشر عن الجدل المنطقي، والشواهد المدافعة، الى الشتم والسباب والكلام المبتذل.

وفي تلك المقالات، كان صوتًا صارخًا، أن أعِّدوا للثورة، قبل حتى أن يفكر "الضباط الاحرار" بها، وحدث أن إعترف جمال عبد الناصر، قبل أن يعزل محمد نجيب ويتنسم الحكم مكانه، بأن مقالات صلاح حافظ كانت الحافز، و المساعد، على تقبل الناس لفكرة الثورة والإطاحة بالملكية، وعندما هدرت الدبابات في شوارع المحروسة، كانت الناس مهيأة لتقبلها ، وتفهمها، ومناصرتها.

وعلى الرغم من هذا الاعتراف، والإقرار، سَجَن جمال عبد الناصر صلاح حافظ

وعندما قصده عدد من الصحافيين والكتّاب، طالبين منه عتق صلاح حافظ من الأسر ، مذكرين جمال عبد الناصر بكتابات صلاح الداعية للثورة قبل ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ، أجابهم عبد الناصر:

Cquote2.png الله، مالكو إنتو، صلاح ده ابني… وأنا بربيه! Cquote1.png

كان بعد في كلية الطب، في سنوات الدراسة الأخيرة، عندما بدأ في عيادة الدكتور إبراهيم ناجي، المران على تطبيق ما درسه نظريًا.

السجن

لم يستطع صلاح أن يتوارى أكثر من ذلك، فما تعوّد الإختباء في العتمة، وما ألَفَ الصمت والسكون و الإستكانة، فلطالما أُثير حوله الضجيج، وأُرهِف السمع لآرائه الجريئة.

وكان أن أُلقي القبض عليه سنة 1954، وسيق مخفورا الى السجن، ووقف بعدها أمام قوس المحكمة، ينتظر الحكم.

في جلسة النطق بالحكم، إنتصب صلاح في قفص الاتهام، رفع صوته عاليا، جهورا ونبرة، هي خليط من الحنق و السخرية، قال للقاضي، ليسمع جمال عبد الناصر، قبل غيره:

« طلّع القرار الجاهز … طلّع قرار السجن من جيبك ».

والقرار الجاهز قضِى بحبسه ثماني سنوات.

في زنزانة عتمة في معتقل "الواحات"، أقفلوا الباب عليه، قضوا على حريته، لكنهم لم يقضوا على عنفوانه، وكِبره، وإعتداده بنفسه، و لم يتمكنوا من إطفاء جذوة الإبداع و الخلق المشتعلة في داخله.

حول حائط الزنزانة الى مجلة حائط، يكتب عليها خطرات باله. و عندما سَرَبت له هدى ورقًا وأقلاما ملونة، صمّم مجلة "صباح الخير"، التي كانت الست فاطمة اليوسف قد حكته عنها، وطلبت منه أن يضع تصورًا لها على الورق .

في سكون الزنزانة، راح صلاح يضع على الورق، ما إمتلك من قدرات إبداعية، وخرجت من تحت سن قلمه مجلة شبابية، تضرب عرض الحائط القوالب الصحافية المعروفة.

وصدر عدد "صباح الخير"، الأول من الزنزانة، وبعدما قرأها السجناء معه، سربها الى خارج السجن، فنامت في درج الست فاطمة، نيف من سنتين، الى أن رأت النور بإشراف أحمد بهاء الدين.

عكف على الكتابة، والتأليف، والإبداع ، بالحرف والكلمة: فكتب رواية "المتمردون"، و أتبعها برواية "القطار"، و للمسرح، الذي يعشق، كتب مسرحية "الخير"، و أختها "الحل الأخير"، ثم أدار صرير قلمه على فن القصة القصيرة، فترك مجموعتين: "أيام القلق"، و" الولد الذي جعلنا لا ندفع ".

وكل عشية، بعدما تُطفأ الأنوار في السجن، كان صلاح يشعل شمعة في ركنه، ويسهر الليل بطوله، في دراسة اللغة الفرنسية، التي كان يعرف، قبل السجن، بعض أصولها، في كتب سربتها له هدى، بوساطة أحد الخفراء.

فأتقن لغة فولتير، أجادها، نطقًا وكتابة، و عكف على ترجمة بعض أعمال مونتسكيو ، وأناتول فرانس… وتقطعت السنوات، سنة ميتة وأخرى مولودة، و"الرجل يحب مرتين"، "سبع وجوه للمرأة"، "لن اخلع ثوبي"، "دستور يا سيادي"، "روعة الحب"، "أطول رسالة عشق"، "هزيمتي أنا".


أرائه السياسية

في "إنتصار الحياة"، دافع عن " سجّانه" جمال عبد الناصر ، فكتب سنة 1975 ضد الحملة الشرسة على الحقبة الناصرية.

أما عن انتصار أكتوبر فكتب: « أطلقوا ألسنتهم فيه علي إعتبار أنه كان سبب الهزيمة ، بينما السادات سبب النصر ، وبعد أن كانوا يهاجمونه ضمناً في حملتهم علي مراكز القوي أصبحوا يهاجمونه شخصاً ، وعيناً ، وتاريخاً ، وإنجازات ، وأصبح في قفص الاتهام كل شئ قاله أو فعله ، وتدّفقت كُتُب ومقالات تعفي الإستعمار وإسرائيل من مسؤولية تخريب مصر ، وتُلقيها علي عاتق الإصلاح الزراعي ، والسد العالي ، ومحاربة الإستعمار ،والتطور الصناعي ، والتحول الإشتراكي إلي آخر هذه الجرائم الفادحة" .

وقد إعتبر صلاح حافظ أن وراء الحملة الشرسة تلك، يقف الإسلاميون الذين يتسترون وراء السياسة لضرب إرث جمال عبد الناصر، وتقويض دعائم النظام الذي أرساه "الضباط الاحرار " سنة ١٩٥٢، و ليس أدّل على ذلك، من دعوة أقطاب جماعة الإخوان المسلمين من منفاهم، و التصالح معهم. وكان التمهيد للهجمة الإخوانية واضح للعيان، ولمن له عينان مبصرتان ، وقرأ العبارة المشهورة " أعداء النظام ثلاث: الشيوعيون ، الناصريون والأقباط " التي أطلقها محافظ أسيوط السابق محمد عثمان اسماعيل الذي شرع في تأسيس " الجماعة الاسلامية " بالجامعات المصرية لمواجهة الطلاب اليساريين. ووفرّت اللعبة الخطرة بيئة سلبية إحتضنت الفتنة و زكّت نيرانها، داهمت المصريين إلي أن تمددت ، وأفضت تداعياتها الي إغتيال السادات نفسه في حادث المنصة الدموي.

رئاسة تحرير روز اليوسف

بعد أسابيع قليلة من تعيينه رئيسا لتحرير "روز اليوسف " بالمشاركة مع صديق عمره فتحي غانم، وتحت إشراف عبد الرحمن الشرقاوي، إرتفع توزيع المجلة الى مئة ألف نسخة أسبوعيًا.

وكانت لمعارك صلاح الصحافية مع التيارات السياسية، وخصوصا مع موسى صبري، صديقه اللدود، و محمد حسنين هيكل، دوّي قوي.

ففي مقال عنوّنه صلاح :"سادات هيكل و سادات موسى"، شقّ مشي القلم في المقارنة بين " خريف الغضب " لمحمد حسنين هيكل، و "السادات بين الأسطورة و الحقيقة" وكان في ما كتب يُقلب كلامه فوق البراهين و الحجج.

وبينما أصاب موسى صبري من لواذع نقده الشيء الكثير، أخذ على محمد حسنين هيكل، إلتصاقه، وقُربه الشديد بجمال عبد الناصر، ثم خصومته الشديدة لأنور السادات، وقد أعمته تلك الخصومة، فأوغل في التجّني و تمادى في الحقد الأسود ، فوصف صلاح كتاب "خريف الغضب" بأنه في الحقيقة " خريف الغلّ ".

نقد

لم يَسلم صلاح نفسه من هجوم اليمين و لا هجوم اليسار ، فاليمين هاجمه بضراوة لأنه في عيونهم شيوعي خطير ويساري مغامر وماركسي منذ مولده .. وهاجمه اليسار بشراسة أيضاً لأنه في نظرهم يساري حكومي و ماركسي مرتد ، ويساريته من قبيل الديكور و الوجاهة السياسية .

وكان رد صلاح علي هذا الهجوم " يكفي أن تؤدي مهمتك بإخلاص و حماس ، و أن تُعّبِر عما في ضميرك دون زيف لكي يكون لك دور في صياغة المستقبل ، سواء كنت زعيمًا أو رئيس تحرير أو أديبًا أو مجرد ريشة تصحح أخطاء الآخرين . "

ما كاد الدكتور عبد المنعم القيسوني، نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، ينهي خطابه في مجلس الشعب، الذي أعلن فيه عن إجراءات تقشفية، لتخفيض العجز في الموازنة العامة، بغية تدبير أموال إضافية، ترضي صندوق النقد والبنك الدوليين، حتى زأر الشعب.

خرج الناس الى الشوارع يومي 18 و19 يناير سنة 1977، حدث فيهما ومنهما ما حدث، وكان ما كان.

وبينما طلب أنور السادات من رؤساء تحرير الصحف، الذين كان عيّنهم بقرار جمهوري، أن يصفوا التظاهرات التي وقعت فيها أعمال شغب، أنها "إنتفاضة الحرامية"، رفض صلاح حافظ وفتحي غانم هذا التوصيف للنقمة الشعبية المُحِقة، ودَعَم عبد الرحمن الشرقاوي، رئيس مجلس إدارة " روز اليوسف"، رفضهما وقدم إستقالته، فتم إقالة حافظ وغانم من رئاسة التحرير!

في مقال : "صلاح حافظ…سيّد المقال "، الذي نَشَرته لها جريدة "الأهرام"، أخبرتنا سناء البيسي ما حدث ودار في اجتماع أنور السادات مع الصحافيين و رؤساء التحرير، ممن سمع عمن حضر ذلك الاجتماع التاريخي: " وجه السادات الى صلاح حافظ سؤالا حول أحداث 18/ 19 يناير قائلاً .. ما رأيك يا صلاح هيا إنتفاضة شعبية ولا إنتفاضة حرامية؟ فأجاب صلاح و هو يحتفظ بابتسامته .. أن هناك عوامل موضوعية أدّت الي الإنتفاضة ، و أن دخول العابثين في صفوفها لا يعني أنها إنتفاضة حرامية.

فرد عليه السادات : ( يعني يا صلاح " الدوجما " اللي في دماغك زي ما هي ، طب أنا كنت هختارك رئيس تحرير لروز اليوسف، خلّيك بقي المرة دي)، وعبد العزيز خميس هيكون رئيس التحرير .


وقد عيّن السادات عبد العزيز خميس رئيساً لمجلس الادارة ورئيساً لتحرير روز اليوسف بعد أن خَلَف مرسي الشافعي الوافد من دار الهلال . عبد العزيز خميس عُين أولا مديراً لتحرير روز اليوسف و صباح الخير ، ثم ورث إدارة المؤسسة بعد وفاة مرسي الشافعي بعد أقل من عامين علي تعيينه. لم يكن لخميس علاقة بالإعلام أو الإدارة أو أي شئ غير أنه هاوي كتابة شعر ، و كان رفيق السادات في قضية مقتل أمين عثمان. و قد عبّر محمود السعدني عن قرار تعيينه أثناء غربته خارج مصر بقوله :

" هذا العهد الخسيس .. الذي عُين فيه خميس "


الحياة العملية و المهنية

عُين محررًا في روزاليوسف في الأول من يناير عام 1951 بمرتب بلغ 15 جنيهًا، إذ بدأ صلاح حافظ كتاباته في روزاليوسف في باب "انتصار الحياة" ثم كتب باب "قف".

عُين صلاح الدين حافظ رئيسًا لتحرير روزاليوسف مشاركة مع فتحي غانم في 27 مايو 1974. وفي عهده وصل توزيع المجلة إلى 150 ألف نسخة توزع بدون مرتجع. تولى رئاسة تحرير مجلة آخر ساعة عام 1964، ورئاسة تحرير مجلة صباح الخير خلال سفر لويس جريس خلال شهر مايو 1985، كما تولي رئاسة تحرير روز اليوسف خلال سفر السيد عبد العزيز خميس اعتبارًا من يوم الاثنين 6 سبتمبر 1982، وانتهت خدمته في روزاليوسف يوم 27 أكتوبر 1985.

الحياة الشخصية

الممثل زكي إبراهيم وابنته هدى زكي وحفيدته تحية صلاح حافظ.

وقع صلاح حافظ في حب هدى زكي (ابنة زكي إبراهيم، الممثل السينمائي الذي قدم للمسرح، عدا التمثيل على خشباته، مسرحيات إقتبسها وأخرى كتبها، إحداها « شيخ البلد » سنة ١٩٥٢) تعمل سكرتيرة في عيادة الدكتور ناجي، وتتّحضر لدخول الفن صنو والدها وتزوجها في النهاية

كانت هدى حبلى بالمولود الثاني، عندما بدأ جمال عبد الناصر يشنّ حملة على اليسار، وحركاته، وأحزابه، وإزور نظره نحو حركة « حدتو »، فنظر اليها نظرة تحسب وخشية، وأمر باعتقال الناشطين فيها، وعلى لائحة المطلوبين كان صلاح حافظ وزوجته الممثلة هدى زكي.

لجأت هدى الى تحية كاريوكا التي كانت ، وقتذاك، على ذِمّة المقدّم الطبيب حسن حسين، ففتحت لها باب بيتها، وأوتها وزوجها وإبنها، فأصبحت العائلة الصغيرة في مأمن من عيون العسكر المترصدة، و بحماية المقدّم الطبيب. وأزف زمن الوضع، فتركت هدى منزل تحية كاريوكا الى إحدى المستشفيات، لتضع مولودها، بينما لجأ صلاح الى أحد معارفه، فأخفاه عن العيون.

وحده كان يوسف إدريس، يعرف مكث صلاح، فكان همزة الوصل بينه وبين هدى، فأوصاه، بعدما عرف، أن المولود الجديد أنثى، أن تسميها تحية تيمنًا بتحية كاريوكا، حفظا للجميل وعرفانًا، فكان له ما أراد. وأصبحت الإبنة تحية ممثلة، لكن لم يطل مشوارها الفني، فاعتزلت ، وإبتعدت عن الأضواء. طالت سنوات سجن حافظ فطلبت الطلاق،وكان لها ما أرادت، وبقيت قريبة منه، صديقة و رفيقة، وظل هو يحفظ لها الود والعرفان.

بعد الطلاق من هدى، أقام فترة من الزمن في منزل الأخوين كامل ومأمون الشناوي، فكانت له علاقة مع معالي إبنة مأمون، تكللت بالزواج، إلا أن الوفق بين الحبيبين لم يدُم طويلا، فتراضيا على الفراق.

هالة الحفناوي وعدد من أعمال صلاح حافظ.

في « أخبار اليوم »، إلتقى المرأة الثالثة في حياته، التي كانت حبه الأخير، و على صدرها أرخى رأسه و أسلم الروح وهي هالة الحفناوي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

في مارس عام 1992 ، ترجّل الفارس و سقط القلم من يد صلاح وهو يكتب مقاله الاسبوعي بجريدة أخبار اليوم بعد أن أصيب بورم سرطاني، فأجريت له جراحة عاجلة في مصر، سافر بعدها الي مركز أبحاث في السويد يجري تجارب لعلاج جديد، تحمل مخاطر التجربة لهذا العلاج فكتب إقراراً باستعداده أن يجربه، فقد يكون سبباً لشفاء الكثيرين من المرض بعده، وتوفي محمد صلاح الدين حافظ بالسرطان في 4 مارس 1992.

كتبه


الهامش

  1. ^ مودي حكيم (2020-10-07). "المايسترو صلاح حافظ". مجلة روز اليوسف.