شيبة بن ربيعة

ذرية وعقب أبو هاشم شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي

شيبة بن ربيعة (حوالي 560-624) هو شقيق عتبة بن ربيعة من عشيرة بني عبد شمس (عشيرة بني أمية الأم) من قبيلة قريش بمكة . كما كان من أبطال الجيش المكي أرسل مع أخيه عتبة بن ربيعة وابن أخيه وليد بن عتبة في معركة بدر [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نبذة

هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الكناني سيد عبد شمس، وأحد وجوه مكة البارزين، ولد عتبة في مكة قبل عام الفيل بثلاث سنوات، وتعلَّم القراءة والكتابة وعلم أنساب العرب، وأخبار العرب، والتاريخ على أيدي معلمين في تهامة، كما أنَّه كان فارسًا ومبارزًا طويل القامة وقويَّ البنية، كان أحد الرجال الحكماء في قريش، وقد برزت شخصيته أيضًا بعد الإسلام في مكة مع المشركين، وقد كان لقبه العدل لأنَّه يعدلُ كلَّ حلم قريش، كان السبب بإيقاف حرب الفجار في الجاهليَّة، وكان عظيمًا عند أهل مكة، جاء في القرآن الكريم: { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}، وقد قصد القرآن الكريم أنَّ العرب قالت بأنَّ النبوة كانت يجب أن تكون في رجلين من العرب وأحدهما هو عتبة بن ربيعة، لما كان له من الحكمة والعظمة في نظرهم، قُتل عتبة مع جيش الكفار في غزوة بدر في السنة الثانية هجرية.

موقف عتبة بن ربيعة مع النبيِّ

جلس النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يومًا بمفرده بجانب الكعبة في بداية البعثة، فجاءه عتبة وجلس جانبه، وقد كان عتبة محاورًا ذكيًا وقد جهز كلَّ ما يريده من كلام ونظمه، وكان في هذا الكلام ألوانًا من التهديد والإغراء للنبيِّ الكريم ليرجع عن دعوته، وبدأ عتبة كلامه: "يا ابنَ أَخِي، إنك منا حيثُ قد علمتَ من المكانِ في النسبِ، وقد أَتَيْتَ قومَك بأمرٍ عظيمٍ فَرَّقْتَ به جماعتَهم، فاسمَعْ مِنِّي أَعْرِضْ عليك أمورًا لعلك تقبلُ بعضَها " فردَّ عليه النبيُّ: " قل يا أبا الوليد اسمع"، فقال عتبة: " إن كنتَ إنما تريدُ بهذا الأمرِ مالًا جَمَعْنا لك من أموالِنا حتى تكونَ أكثرَنا مالًا، وإن كنتَ تريدُ شَرَفًا سَوَّدْناكَ علينا فلا نَقْطَعُ أمرًا دونَك، وإن كنتَ تريدُ مُلْكًا مَلَّكْناكَ علينا، وإن كان هذا الذي يأتِيكَ رِئْيًا تَرَاه لا تستطيعُ رَدَّه عن نفسِك، طَلَبْنا لك الطِّبَّ، وبَذَلْنا فيه أموالَنا حتى تَبْرَأَ"، فلما انتهى عتبة من كلامه قرأ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آيات سورة فُصلت، حتى وصل للآية الكريمة: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}، وفي أثناء قراءة النبيّ للقرآن أصابت عتبة الدهشة ووضع يده على فم النبي -صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم أن يكفَّ عن ذلك، وقام عتبة إلى المشركين من أصحابه وقد تغيَّر وجهه، فلما جلس سألوه: "ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي، إني سمعت قولًا، والله ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه مُلكُكُم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، قال: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم"، كان ذلك الموقف دليل حكمته ويقينه بصدق النبيِّ ولكنَّه كرؤوس الكفر في قريش أصرَّ على كفره.

مقتل عتبة بن ربيعة

خرج الصحابة ليأخذوا عير قريش التي كانت عائدةً من الشام وستمرُّ من المدينة، ولكنَّها أفلتت منهم بعد أن أرسلت بالخبر إلى قريش فجهزت قريش جيشًا وخرجت باتجاه المدينة لقتال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام، والتقى الجيشان عند آبار بدر، وبدأت المبارزة وكانت بين ثلاثة من المشركين هم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، وخرج لهم من المسلمين ثلاثة من الأنصار، ولكنَّ عتبة قال لهم: "أَكْفَاءٌ كِرَام، وإنما نريد بني عمنا"، فخرج له حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل حمزة وعليّ -رضي الله عنهما- شيبة والوليد، واختلف الطعان بين عتبة وأبو عبيدة فهمَّ عليٌّ وحمزة على عتبة فقتلاه، وحملا أبو عبيدة للنبيِّ وكان في أنفاسه الأخيرة -رضي الله عنه-، وهكذا قُتل عتبة وكان ابنه أبو حذيفة مسلمًا يقاتل مع جيش النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

أبناء عتبة بن ربيعة

تزوج عتبة ثلاث مرات ولم يجمع بين زوجاته، زوجه الأولى هالة بنت كبير العبسية، أنجبت له الوليد وهند وحذيفة، وطلقها وتزوج من أم خناس العامريّة القرشيَّة وولدت له فاطمة، أمَّا الثالثة فكانت صفيَّة السلميَّة وأنجبت له آمنة، وفيما يأتي أسماء من دخل الإسلام من أبناء عتبة:الصحابي أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، من أوائل من دخل في الإسلام في بداية بعثة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد تعرََّض للتعذيب من قريش فهاجر إلى الحبشة ثم هاجر للمدينة المنورة، وقاتل في غزوة بدر الذي قُتل فيها والده ضد النبيِّ، وقد استشهد في معركة اليمامة ولقب بالشهيد ذو الابتسامة. الصحابية أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، وهي زوجة طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان له منها ثلاثة أولاد. الصحابي أبو هشام بن عتبة، كان زاهدًا بعيدًا عن ملذات الدنيا، أسلم يوم فتح مكة، وقد روى الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد توفي أثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان، ابن اخته هند. الصحابية هند بنت عتبة، زوجة أبو سفيان بن حرب، وأم الخليفة الصحابي معاوية بن أبي سفيان، في البداية كانت أكثر المعادين للنبي ولكنها أسلمت بعد فتح مكة، وقد شاركت في معركة اليرموك مع المسلمين. الصحابية فاطمة بنت عتبة، وقد أسلمت مع اختها هند بعد فتح مكة، وقد تزوجها عقيل بن أبي طالب ابن عمِّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، وقد اشتهرت بفصاحتها ومالها الكثير.[2]

المصادر

  1. ^ Rashid, Ma'mar Ibn (2014-05-16). The Expeditions: An Early Biography of Muhammad. ISBN 9780814738290.
  2. ^ "نبذة عن عتبة بن ربيعة".