سيدي إفني

Sidi Ifni
Ifni
City
Vue partielle de Sidi Ifni.jpg
Préfecture de la province de Sidi Ifni.jpg
شاطئ الجزيرة نواحي سيدي افني.jpg
Sidi Ifni (partial view)
Sidi Ifni is located in المغرب
Sidi Ifni
Sidi Ifni
Location in Morocco
الإحداثيات: 29°23′N 10°10′W / 29.383°N 10.167°W / 29.383; -10.167
Country المغرب
RegionGuelmim-Oued Noun
ProvinceSidi Ifni Province
CitySidi Ifni
التعداد
 (2004)
 • الإجمالي20٬051
منطقة التوقيتUTC+0 (WET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+1 (WEST)

سيدي إفني مدينة مغربية تطل على المحيط الأطلسي. يبلغ عدد سكانها54،000 نسمة. مساحتها 1502km² وتعتمد المدينة اقتصاديا على الصيد البحري والسياحة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ المدينة

تعتبر انتفاضة أيت باعمران 23 نونير 1957 ملحمة مشرقة من ملاحم الشعب المغربي ضد الإمبريالية الأوربية خلال القرن 20. هذه الفترة التي تحمل الكثير من الملابسات التاريخية من طمس وتزييف للحقائق حيث ركزت أغلب الكتابات التاريخية للمؤرخين المغاربة على دراسة الأسر الحاكمة مما جعل إنجازات الشعب المغربي خارج التاريخ، إلا أننا نحن أبناء اليوم على وعي تام بضرورة إعادة كتابة تاريخ المغرب من أجل فهم عميق لمحددات مجتمعنا بغية تحقيق مستقبل مشرق، وتلك مسؤولية كل الأقلام الحرة.


تقع أيت باعمران في الجنوب المغربي من وادي سيدي محمد بن عبد الله شمالا إلى وادي أساكا جنوبا، ويحدها شمالا الساحل التي كانت سابقا قبيلة باعمرانية وجنوبا الصحراء وشرقا قبيلة لاخصاص التي كانت هي الأخرى في عداد فبائل أيت باعمران إلى أن شملها تقسيم مرحلة البصري إلى جانب قبيلة تالوين. وآيت براييم ويحدها من جهة الغرب المحيط الأطلسي. وتضم سبعة فيدراليات قبلية في الوقت الحالي : أيت الخمس، أيت إخلف، آيت إعز، آيت النص، آيت عبلا، إمستيتن، إصبويا.ستتعرض أيت باعمران لأول إجحاف في حق تاريخه إبان توقيع معاهدة تطوان 1860 بين عبد الرحمان بن هشام وسلطان إسبانيا، هذه المعاهدة التي خولت لإسبانيا حق التدخل في سيدي إيفني وهو القطاع المقابل لجزر كناريا والمسمى لدى الأسبان santa cruz de mar pequina. هذا التنازل المخزني لإسبانيا في حق آيت باعمران لا زال يطرح سؤال لماذا بالضبط منطقة آيت باعمران؟ ومنذ ذلك الحين وآيت باعمران تقاتل بالغالي والنفيس من أجل الأرض والهوية رافضة أية محاولة تدخل في مجالها الترابي بتماسكها القبلي وبإدراك المخزن لخطورة الأوضاع التي يتخبط فيها المغرب في هذه الظرفية التاريخية بين تمردات القبائل وبين ضعف قوة المخزن داخليا و خارجيا و تزايد الأطماع الأجنبية، في هذا الضرف بالذات عمل المخزن المغربي على توقيع معاهدة الحماية 1912 مع فرنسا والتي تجسد إرادة سياسية للسلطان مولاي عبد الحفيظ الذي طلب تدخل القوات الفرنسية لحمايته من القبائل حيث ستقوم فرنسا بعد معاهدة الحماية بعدة محاولات للتوغل إلى آيت باعمران بعد أن إمتد نفوذها وسيطرتها على أزغار. إلا أنها فشلت في تجاوز هذه الجبال المنيعة وكانت أقوى تلك الحملات العسكرية تلك التي قادها عميل فرنسا حيدة مايس المنبهي سنة 1912 والتي انهزم فيها شر هزيمة في بوادي "إكالفن بأكادير زكاغن" رغم حداثة الأسلحة التي يمتلكها جيشه، ليقطع رأس قائد هذه الحملة العسكرية حيدا مايس المنبهي ليطاف به لمدة شهر في أسواق القبائل الباعمرانية ليتبين لفرنسا أن مجال آيت باعمران ليس بالسهل التوغل إليه لسبب واحد كثيرا ما كتب عنه المؤرخون الغربيون أمثال Justinard، M.Fiber، Robert montagne. وقليلا ما تناولته أقلام مؤرخينا في تحليلاتهم للأحداث التاريخية بالمغرب، إنها الرغبة في الانتصار والاشتياق إلى الحرب وهو ما ذكره المؤرخ المسمى القبطان الشلح:Justinard

مسجد في ضواحي سيدي إفني

فقبائل آيت باعمران كانت دائما في صراعات قبلية سواء تعلق الأمر بين بعضها داخليا أو بينها وبين قبائل أخرى خارج مجال آيت باعمران أو بينها وبين المخزن عبر تكتلات أو تحالفات عسكرية كحلف تاكيزولت وحلف تحكات وآيت باعمران كانت دائما ضمن حلف تاكيزولت. هذا الحلف الذي كان له دور بارز في تاريخ سوس إلا أنه لم يكتب عنه إلا القليل ونجهل عنه الكثير، هكذا إذن ستحاول فرنسا بعد القضاء على عدة قبائل في سوس وإخضاع القواد وتنظيمهم ومدهم العتاد والذخيرة في محاولة منها لكسر شوكة الباعمرانيين وإخضاعهم و لهذا الغرض تم تنظيم حملة عسكرية قوية بمشاركة أغلب القبائل الموالية لها والخاضعة لسيطرتها بالجنوب المغربي وكانت القيادة هذه المرة للجنرال دولاموط سنة 1917 ، هذه الحملة التي تعرف في الذاكرة الشعبية لآيت باعمران بالحملة الجنرالية والتي يقول عنها الشاعر الباعمراني:

men Taza ar Tiznit

Igad kullu srngh yan

ومعناه بالعربية أن الكل من تازة إلى تزنيت قادم لاحتلال آيت باعمران، لكن لا شيء من ذلك وقع، فقد كانت مقاومة آيت باعمران سدا منيعا لفرنسا لتحقيق أطماعها التوسعية بالجنوب المغربي فلماذا رفضت أيت باعمران فرنسا؟ وهكذا بقيت آيت باعمران منطقة الثوار والرافضين لأية مساومة والمتشبتين بالحرية والكرامة، وأمام إ ستمرار محاصرة القوات الفرنسية ومنعها من التسرب إلى أيت باعمران ستجلس حينها فرنسا إلى طاولة المفاوضات ليتم توقيع هدنة أو ما سمي با تفاق "الهنا" أي السلام بين قبائل آيت باعمران والمخزن وفرنسا بثلاثاء لاخصاص 1934 وبهذا الانجاز قد تكون أيت باعمران أول قبيلة ترفض فرنسا بقوة ورفضت أن تدخل مجالها الترابي بل إستطاعت في زمن الإعصار الامبريالي الفرنسي أن يجالس إمغارن نأيت باعمران فرنسا في طاولة المفاوضات وعقد إتفاق السلام1934 ومن أهم بنوده: ـ يشمل هذا الهنا كافة قبائل آيت باعمران ما عدا أهل الساحل الذين هم كافة في المنطقة الفرنسية... ـ تلتزم قبائل آيت باعمران بتمهيد الهنا والصلح في جميع الأحوال فيما بينهم وبين المخزن والمصارفة معه بالإحسان. ـ يخرجون من بلادهم جميع القبائل التي هي عاصية للمخزن خصوصا آيت حربيل وآيت خباش ويمنعوهم من السكنى ببلادهم. ـ تلتزم قبائل آيت باعمران بحفظ جميع الطيارات التي عسى أن تقع ببلادهم... ـ التزام المخزن بأن لا يدخل بلاد آيت باعمران التي هي في المنطقة الفرنسوية بل الإسبانية على حساب الحدود التي ستغير في المستقبل حسبما ذكر أعلاه. ـ التزام أيضا السماح لآيت باعمران بالمرور في منطقته ويتسوق أسواقه غير أن السلعة المجلوبة من هذه الأسواق خاصة بآيت باعمران... اتفاق لخصاص 1934 سيبين بالواضح فشل فرنسا في القضاء على تكتل قبائل آيت باعمران والقبول بأبسط الحلول في التعامل التجاري وتقزيم المجال الترابي لآيت باعمران بالسيطرة على الساحل. ولعل أهم ما بينت عنه المقاومة الباعمرانية هو صمود القبيلة وسط إعصار الامبريالية فالى غاية 1934 لم تتمكن فرنسا من الدخول إلى المجال الترابي لايت باعمران مما يعزز قوة القبيلة وتجانسها سياسيا و عسكريا فلم تستطيع فرنسا لا بجواسيسها و لا بمعداتها العسكرية الحديثة إختراق هذا التكتل القبلي بالجنوب المغربي و هي التي دخلت تزنيت مند 1916.وأمام مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية 1929والحروب مع أقوى الإمبرياليات الأوربية فرنسا نمودجا بالإضافة إلى سنوات الجفاف والمجاعة ما كان على قيادات آيت باعمران إلا التفاوض مع إسبانيا بضغط منها حول دخول مجال آيت باعمران و سيتم بمقتضى ذلك توقيع اتفاق أمزدوغ بإصبويا سنة 1934 بحضور ممثل الحكومة الإسبانية الكولونيل كباص وشيوخ قبائل آيت باعمران، هذا الاتفاق الذي تتلخص مضامينه في التعامل التجاري والمصارفة مع إسبانيا باحترام قبائل آيت باعمران بتقاليدها وأعرافها وديانتها ومواطنيها. إلا أن نوايا إسبانيا الخفية ستنكشف بعد توطيد أجهزتها الإدارية والعسكرية بآيت باعمران وبعد إيقاع الباعمرانيين في فخ المشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية سنوات (36-39) لتكسير شوكة المقاومة الباعمرانية وتصديرهم للموت من أجل ديكتاتورية فرانكو وموت أغلبهم في حصار برشلونة( ملف لا زال ينتظر من أبناء المنطقة فتحه و المطالبة بتعويض أبناء و اسر المجندين و المحاربين الذين تم إقتيادهم للمشاركة في حروب لا يعرفون عنها أي شيء و كذا المطالبة بالتاريخ المفقود لهؤلاء الأبطال )، وسيكون صدور قانون التجنيس 17 ماي 1947 القطرة التي أفاضت الكأس بخرق مواثيق اتفاق أمزدوغ بين آيت باعمران وإسبانيا بمحاولة سلخ آيت باعمران عن هويتهم وحضارتهم وتقاليدهم وديانتهم وجعلهم إسبانيين بالقوة وهو الأمر الذي أيقظ هواجس المقاومة لدى رجالات آيت باعمران لتتكتل من جديد لترد إسبانيا باعتقالات وسجن شيوخ آيت باعمران من بينهم أمغار سعيد الخمسي ونقلهم إلى سجونها بالصحراء خاصة الداخلة والكويرة مما زاد من حدة التوتر والمواجهة بين المقاومة والجيوش الإسبانية المتمركزة بسيدي إيفني خاصة، ومراكز متعددة في أسواق القبائل، وسيتم الإعداد لثورة 23 نونبر1957إنطلاقا من جبهة تاكنزا والتخطيط لقنبلة جميع المراكز الإسبانية.وزادت تجربة المحاربين الباعمرانين العائدين من الحرب الأهلية الإسبانية من إمكانية فهم الخطط العسكرية الإسبانية و محاولة إفشالها. وجبهة تاكنزا من أجل تحرير آيت باعمران ما هي إلا وجها من وجوه إعادة ما حاولت الامبريالية الأوربية والمخزن تفكيكه إنه أحد ركائز إستمرار المؤسسة القبلية إنه بنية الانسجام والتحالف ، لمواجهة أي تدخل أجنبي يعبر عن رغبته في مس حرية وكرامة الباعمرانين وقد تغنت الباعمرانيات بأبيات شعرية حماسية للمقاومة:

أمــــــــــــار كـــــيــــــــد إســـــوكـــن أبوهـــيا د إحيا أمــغار

د الـــكـــــامــــــل غ أوزيـــــــــــــلال اداغ نحـــــيــــــــــــو

تاكيزوت إما نيت تموت

ومعناه: أينك يا بوهيا و إحيا أومغار و الكامل من ازيلال للإحياء تاكيزولت فقد ماتت. جبهة تاكنزا من أجل تحرير آيت باعمران كانت محاولة إحياء التكثل القبلي وكل رموز الوحدة لدى القبيلة خاصة حين يتعلق الامر بعدو خارجي يهدد كيان القبيلة، و كان لجبهة تاكنزا دور هام في إعادة لم شمل أيت باعمران بعد الضعف الذي أصابهم بفعل توالي سنوات الحروب مع المخزن ثم فرنسا وأخيرا إسبانيا، وانطلقت ثورة 23 نونبر 1957 أي بعد سنة من خروج الاستعمار الفرنسي بالمغرب وأولى إرهاصات تشكل الحكومات السياسية بالمغرب وتشكل جيش التحرير وأساطير ما يسمى في أدبيات مؤرخينا بـ"الحركة الوطنية" وبعيدا عن هذا الصراع السياسي ستستمر مقاومة آيت باعمران وفي ظرف أقل من شهر ستسيطر على جميع مراكز الجيش الإسباني: مركز أسكا + مركز أملو + مركز ثلاثاء إصبويا + مركز تبلكوكت + مركز أربعاء إمستيتن... وضمن المعارك التي خاضتها المقاومة بشراسة معركة بويجاريفن + اسيق أوندر + تحنوت نبلا... وبفضل المقاومة الصامدة و نكران الذات والتشبث بالأرض تم تحرير جميع تراب آيت باعمران باستثناء مدينة إيفني التي لجأت إليها القوات الإسبانية معززة بالأسلحة الثقيلة وظلت محاصرة بمقاومة آيت باعمران إلى غاية 1969 وقد وصل عدد شهداء ثورة العز والكرامة أزيد من 104 شهيدا وبلغ عدد القتلى في صفوف القوات الإسبانية أزيد من 1700 قتيل وحتى لا تتكبد إسبانيا المزيد من الخسائر لجأت إلى طرح قضية إيفني في أوائل شهر يناير بين وزير خارجية البلدين في سينترا بالبرتغال حيث حصل المغرب على جزء من الساقية الحمراء أو ما يعرف بإقليم طرفاية ودخلته القوات المغربية أبريل 1958 واستمر الباعمرانيون في المقاومة بالقبض على عدد من الجنود الأسبان واحتجزوهم كرهائن وذلك خلال حوادث سيدي إيفني ووادي الذهب ثم تسليمهم فيما بعد للسفير الإسباني في حفل بالقصر الملكي بحضور محمد الخامس، وستبقى مدينة إيفني محاصرة بمقاومة أيت باعمران إلى غاية ماي. وأمام الالتباسات التي عرفتها الساحة الوطنية لما بعد 1956 من صراعات سياسية غالبا ما تتم وراء الستار وبعيدا عن الجماهير، وقليل منها كان يطفو على السطح أو يأخذ أشكالا درامية كاغتيال بعض رجالات المقاومة وكذا ملاحقة الشبيبة المغربية ذات الخيار التقدمي، وهنا لعبت آيت باعمران دورا تاريخيا بلجوء العديد من المقاومين والأطر الحزبية الحاملة للفكر الاشتراكي والمعارضين اليساريين إلى آيت باعمران كمجال لممارسة أنشطتهم النضالية ومن أهمهم: بن سعيد آيت إيدر، شيخ العرب، حسن الساحلي و غيرهم ممن لازالوا أحياء يرزقون... إنما كتاباتنا حول هذه الذكرى المجيدة من تاريخ قبائل آيت باعمران هو تعبير بل افتخار بهذا الإرث التاريخي في سبيل الانعتاق والتحرر ودرس يجب استقراؤه بعمق لإحياء الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل، هذا الأمل المعقود على شبيبة وأحفاد صانعي هذا التاريخ ليتحركوا من أجل رد الاعتبار للكثير من الرموز التاريخية وتصحيح التاريخ المغربي من الغموض وتزييف الحقائق، ومحاكمة ذوي الماضي الأسود والضغط على حكومات الدول الاستعمارية من فرنسا وإسبانيا لرد الاعتبار والاعتذار عن سلوكاتها اللإنسانية خلال المرحلة الاستعمارية. فمعاهدة فاس 19 ماي 1969 الموقعة بين وزير خارجية المغرب العراقي وبين ممثلي الحكومة الإسبانية السيد إدواردو إيبا نيير أى كرسيا دى بلاسكو سفير إسبانيا بالمغرب ، كانت مرفوقة ببروتوكول يضم العديد من الالتزامات التاريخية بخصوص منطقة آيت باعمران من أهمها: - بقاء القنصلية الإسبانية بإيفني. - تدريس اللغة الإسبانية بآيت باعمران. - الحفاظ على المنشآت الثقافية والإدارية الإسبانية لخدمة مواطني وشباب آيت باعمران. - فتح الطريق التجارية بين جزر كناريا وسيدي إيفني. -المنار، المطار... لكن لا شيء من هذا بقي ولا شيء تحقق ومنذ ذلك الحين وإلى الآن وآيت باعمران تتجرع مرارة سياسة التفقير والتهميش الممنهج ولم تشملها أية تنمية باستثناء مجهودات المجتمع المدني. تكثل طلبة أيت باعمران وتأسيس السكريتارية المحلية لأيت باعمران: وأمام هذا الوضع المتردي اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا... أشعر أبناء المقاومة بالحكرة و اللامبالاة التي تنهجها الدولة تجاههم بل أكثر من ذلك عرفت المنطقة تراجعا مهولا على كافة المستويات مند خروج إسبانيا 1969 فبدأت الأصوات المبحوحة تنذر بالوضع الخطير و الواقع الأليم لساكنة أيت باعمران وكان أول من ندد بهذا الواقع هم طلبة أيت باعمران بموقع اكادير خلال البيانات التي كانوا يصدرونها بعد الأيام التي ينظمونها للتعريف بواقع قبائل أيت باعمرا ن وتخليد ذكرى المقاومة المجيدة بمدرجات الكليات مند سنة 2000ورفعت شعارات من قبيل "لا للتهميش الممنهج لقبائل أيت باعمران " و"أيت باعمران بين الماضي المجيد والحاضر المميت" و" أيت باعمران ثرات تاريخ وحضارة" كانت هذه بعض شعارات الأيام المنظمة برحاب جامعة ابن زهر بأكادير، كما قام طلبة أيت باعمران بتحركات ميدانية وإجتماعات بمدينة سيدي إيفني لتفعيل بعض التوصيات التي يقترحونها بعد نهاية أنشطتهم إلى أن نظجت فكرة الاحتجاج ضد الواقع المر حيث تكتلت الجماهير في إطار سمي بالسكريتارية المحلية لايت باعمران وكان بيان 25 ابريل 2005 أول بيان لها موقع من طرف 15 إطار جمعوي تلاها في ما بعد أول مظاهرة سلمية يوم 22 ماي 2005 شارك فيها حوالي 30.000 مواطن نددوا خلالها بالحصار المفروض على المنطقة ولم تحرك الدولة والحكومة المغربية ساكنا بل تمادت في سياسة اللامبالاة تجاه الباعمرانيين لتأتي الانتفاضة التي أعادت الغضب و المواجهة إلى شوارع عاصمة الأبطال سيدي إيفني لتقمع هذه الانتفاضة بالرصاص المطاطي و القنابل المسيلة للدموع لكن مرة أخرى لا أحد من مسوؤلي الدولة المغربية حرك ساكنا أو على الأقل تفاعل مع ما وقع لتأتي ذكرى 30 يونيو التي خلدها أيت باعمران سنة 2006 برفع شعار" لا احتفال حتى تحقيق المطالب" كما تم طرد عامل إقليم تزنيت رفقة المندوب السامي للمندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري لترد السلطات الأمنية باعتقال بعض أعضاء السكريتارية المحلية لايت باعمران لكن الجماهير أبت إلا أن تخرج إلى الشوارع و الاعتصام بها مهددة بتصعيد أساليب الاحتجاج ضد إعتقال أبناء المقاومة ولم تمر 24 ساعة حتى تم إطلاق سراح المعتقلين خوفا من جر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباها فالى اليوم لا زالت الدولة و الحكومة المغربية تنهج نفس الاسلوب من اللامبالاة و عدم التجاوب مع مطالب أيت باعمران فمن يستطيع فك لغز قضية أيت باعمران الذين أرسلوا وفودا إلى القصر و رسائل و مذكرات و.... لعل حالة أيت باعمران هاته تطرح العديد من علامات استفهام: - هل هي عقدة التاريخ مع المخزن المغربي؟ -هل تم الاحتفاظ بأيت باعمران كرقم للاستثمار السياسي في معادلة الصحراء أنيا و مستقبلا؟ أكيد أن التاريخ و الأيام القادمة ستجيب عن كل الإشكالات العالقة وما ذلك بالوقوف عند فترات من التاريخ و قراءتها وتعميق النظر والتحليل في مجرياتها ومنها إتفاق استقلال أيت باعمران و ما صادقت عليه الدولة الأسبانية و المغربية في إتفاق 1969 و تحقيق التزاماتها التاريخية تجاه المنطقة أو رفع المشكلة إلى محكمة لاهاي الدولية حتى لا تبقى هموم أيت باعمران حبيسة جبالها فهناك من المنابر العالمية من يستطيع فك الغاز هذا الاحتقار، كما أن إسبانيا الملزمة بتقديم اعتدار للريف من جراء الإبادة الجماعية للمقاومة الريفية بالغازات السامة ملزمة أيضا برد الاعتبار للباعمرانيين المشاركين في الحرب الأهلية الإسبانية وتقديم المساعدات المادية والمعنوية لأسر هؤلاء المحاربين والعمل على فتح الطريق البحرية بين جزر كناريا سيدي إيفني لتعجيل التنمية بالمنطقة وغيرها من القضايا التي تم التوقيع عليها في معاهدة فاس 1969، والعمل على إخراج قبائل آيت باعمران من العزلة والتهميش وإنقاذ ما تبقى من شبابها من قوارب الموت، وحتى لا ننسى أن هناك تاريخا كتب بدماء الباعمرانيين لا بد من رد الاعتبار له وإنصافه قبل ان تنظاف دماء جديدة إلى التي تركتنا لنا هذه الذكرى المجيدة نفتخر بقراءتها فويل لمن ظن أن الامم تنسى تاريخها وويل لمن أعتقد ان الشعوب تنام . الإحالات:


1.سبعة قبائل باعمرانية حسب التقييم الإستعماري لمجال آيت باعمران إبان معاهدة لخصاص سنة 1934. 2. Santa Cruz de Mar Pequna القديس الصغير بجانب البحر . 3. Goulven J. la france au Maroc (vingt cinq ans de protectorat (1912-1937) publications de comité de l'afrique français Paris 1937.p.13 4. أزغار: تيزنيت معناه بالأمازيغية: السهل. 5. justinard ville et tribus berbère les Ait Baâmran/ p.90.


المصدر

موقع بوابة سيدي إفني


23°29' شمالا 10°10' غربا

Flag Map of Morocco.svg هذه بذرة مقالة عن موضوع ذي علاقة بجغرافيا المغرب تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.


موقع بوابة سيدي إفني