سليمان منصور

سليمان منصور

سليمان منصور (و. 1947)، هو فنان تشكيلي ورسام فلسطيني، ويعتبر من أبرز الفنانين الفلسطينيين المعاصرين. يعتبر منصور فنان فنان الانتفاضة الذي تعتبر أعماله عن المفهوم الثقافي للصمود.[1] حسب الفنانة والباحثة الفلسطينية سامية حلبي فإن منصور جزءاً من حركة تحرير الفن وتستشهد بأعماله الهامة كفنان وممارس ثقافي قبل وبعد الانتفاضة.[2] أثناء الانتفاضة، كان منصور جزءاً من مجموعة "الرؤى الجديدة" التي تضم فنانين فلسطينيين من بينهم تيسير بركات، ڤـِرا تماري ونبيل عناني. تحولت هذه المجموعة إلى الأعمال الترابية والوسائط المختلطة وتُنتج أعمالها الفنية باستخدام مواد مستمدة من البيئة الفلسطينية من أجل مقاطعة الخامات الفنية المصنوعة في إسرائيل احتجاجاً على استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.[3] عام 1988 رسم سلسلة من أربع لوحات حول القرى الفلسطينية المهجرة، حيث اختار أربع منها؛ يبنا، يالو، عمواس، وبيت دجن.[4]

شارك في تأليف جانبي السلام: إسرائيل وفنون الملصقات السياسية الفلسطينية، والذي نشره متحف الفن المعاصر ومطبوعات جامعة واشنطن عام 1998.[5]

يستخدم سليمان منصور خامات من البيئة الفلسطينية مثل الطين، الخشب، الفخار، الحناء، الخيش لرسم لوحاته، وهو صاحب اللوحة الشهيرة جمل المحامل، التي رسمها في منتصف السبعينيات تصور عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء ومتجه إلى وجهة غير معلومة يتركها منصور للقارئ، وربما للزمان، كي يقررا نهاية رحلة العجوز.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

جمل المحامل.
أشهر أعمال سليمان منصور. أُعجِب بها الزعيم الليبي معمر القذافي، فاشتراها، لكنها ضاعت في أحداث الحرب الليبية. فرسم منصور نسخ أخرى منها، بيعت أحدها في دبي بمبلغ 250,000 دولار.

وُلد سليمان منصور في بلدة بيرزيت، رام الله، فلسطين عام 1947، درس المرحلة الثانوية والابتدائية في بيت لحم وبيت جالا، درس الفن بكلية الفنون في القدس (1967 – 1970)، شارك (1985 – 1987) في تأليف كتاب الملابس الشعبية الفلسطينية وكتاب دليل التطريز الفلسطيني التي أصدرتها جمعية إنعاش الأسرة في البيرة.

عمل في مجال تدريس الفن في دار المعلمات التابع للأونروا برام الله (1975 – 1982)، وفي مجال تطوير الصناعات الحرفية في جامعة بيرزيت. وهو عضو الهيئة الإدارية لرابطة التشكيليين الفلسطينيين منذ عام 1975، ورئيسها في الفترة (1986 – 1990).[6]


فنه

جدارية على حائط مؤسسة إنعاش الأسرة، البيرة، فلسطين، من عمل سليمان منصور ونبيل عناني

مارس التصوير الزيتي ورسم الكاريكاتير السياسي في الصحافة المحلية والرسوم الإيضاحية في الكتب التعليمية كما أنتج المجمسات الناتئة بالجبس وقام بالدق على النحاس وتطعيمه وصب المينا عليه وبحرق الخشب وبصياغة الخزف وتصميم الملصق السياسي وتصوير الجداريات الفسيفسائية ذات الموضوع الكنسي. إلا أن تركيزه الأساسي إنصب على الأعمال الزيتية والطينية، حيث بدأ بإنتاج أعمال طينية في عام 1989 كجزء من ارهاصات الإنتفاضة الأولى واستخدام المواد المحلية كموقف سياسي، حيث بات إبتكار السبل التي تعزز الإكتفاء الذاتي عن طريق الإعتماد على الموارد المحلية في كافة أوجه الحياة اليومية كإمتداد طبيعي لمقاطعة المواد الإستهلاكية الإسرائيلية وكونه اكتسب من جدته في طفولته حرفة بناء بيوت النحل بواسطة خليط من طين الحور والتبن.[7]

جمل المحامل

تعتبر لوحة جمل المحامل من أشهر لوحات سليمان منصور، والتي رسمها في منتصف السبعينيات وتمثل عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء، إضافة لفكرته المبدعة، هناك حركة القدم الأيسر المتقدمة لحفظ التوازن، هذه اللوحة تبعث في قلوبنا شحنة عاطفية من الأسى، وتفتح اللوحة فضاء من الأسئلة (ولكن إلى أين يذهب العجوز؟) إنها وجهة المستقبل الغامض للدس الحزينة تحت الاحتلال، إن هذه اللوحة تطرح السؤال الضخم حول علاقة الإبداعي بالوطني، لتنجح في تقديم الجواب، لوحة ناجحة إبداعياً وتحقق التواصل مع الجمهور، بعيداً عن شعارات السياسة، بعيداً عن فذلكة ما بعد الحداثة، لوحة سريالية واقعية انطباعية تعبيرية.

آراؤه

التحرر

سلمى، مُلصق لسليمان منصور يصور الزي التقليدي الفلسطيني، 1988.

أعمال المكسيكي دييگو ريڤيرا بكل جمالياتها، صبغت تأثيراتها على أسلوب منصور الذي وجد خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات في ريڤيرا گايته، لا سيما وأن التحرر أو الطموح إليه شكل قاسماً مشتركاً بينهما، ووفقاً لمنصور فإن «التأثر بريفيرا كان لتوجهه العام نحو اعتبار الإنسان عنصراً أساسياً في العمل الفني.

وهو ما يتلاءم وتوجهاتي الفنية، علماً أن ميولي خاصة لرسم الإنسان الشعبي بدأت قبل أن أعرف ريفيرا، ولكن سبب التأثر به نابع من قضية البحث عن التحرر من الديكتاتورية والاستعمار».[8]

الجدار العازل

وكما كان الإنسان محفزاً لمخيلة منصور، فقد بدا كذلك [[الجدار الإسرائيلي العازل|جدار الفصل العنصري] الذي شيده الاحتلال في فلسطين، حيث استطاع فرض نفسه على أعمال تشكيلية كثيرة أبدعها منصور الذي يرفض أن يتم تحويل الجدار للوحة فنية، كما حدث مع جدار برلين قبل انهياره، قائلاً: «الجدار يجب أن يظل كما هو شاهد على بشاعته، ولا يجب علينا تجميله بتحويله إلى جدارية فنية، فذلك يعطيه الفرصة لأن يكون قريباً من النفس».

إسرائيل

أما عن العلاقة مع الآخر الإسرائيلي يقول: “يوجد من بين مئات الفنانين عدد قليل جدا يكرس جل عمله الفني لمهاجمة الاحتلال وسياساته العنصرية، ونحن على علاقة شخصية معهم، وقد ساهمت هذه العلاقة بالإضافة إلى وعي الفنانين بعدم انزلاق الفن الفلسطيني في الأرض المحتلة إلى فخ الصراع الديني، والتأكيد دوما بأن مشكلتنا مع الصهيونية، وليست مع اليهودية كدين، الأمر الذي حافظ على إنسانية الفن الفلسطيني ورسالته النبيلة التي تدعو إلى العدل والحرية”.

معارضه

شخصية

أقام عدة معارض شخصية منها:

  • جاليري 79 ـ رام الله، 198، مقر الأمم المتحدة، نيويورك 1992
  • بينالي الشارقة 1995
  • قاعة بلدية ستافانجر، النرويج، 1996
  • بينالي القاهرة التاسع 1998

جماعية

شارك في عدة معارك جماعية في فلسطين، واشنطن، بيروت، موسكو، أوسلو، الكويت، المغرب، نيويورك، عمان، ستوكهولم، باريس، كوريا، قطر، أصيلة (المغرب).


جوائز وتكريمات

حصل على عدة جوائز منها: الجائزة الأولى في معرض الربيع الأول، فلسطين، 1985، وجائزة فلسطين للفنون التشكيلية عام 1998، والجائزة الكبرى في بينالي القاهرة التاسع عام 1998.


انظر أيضاً

معرض الصور

مرئيات

سليمان منصور في لقاء مع برنامج هارد توك، بي بي سي، سبتمبر 2018.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ Ankori, 2006, p. 74.
  2. ^ "On "Liberation Art" and Revolutionary Aesthetics: An Interview with Samia Halaby," Jadaliyya, 2012, [1], retrieved January 28, 2014
  3. ^ Maymanah Farhat, Between Exits: Paintings by Hani Zurob, Jadaliyya, 2013, [2], retrieved January 28, 2014
  4. ^ Ankori, 2006, p. 82.
  5. ^ "Sliman Mansour". www.encyclopedia.mathaf.org.qa.
  6. ^ سليمان منصور، مؤسسة القدس الثقافية للتراث
  7. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة استحضار المكان
  8. ^ "سليمان منصور: أرفض تحويل الجدار الفاصل إلى لوحة فنية". جريدة البيان. 2015-11-23. Retrieved 2018-09-03.

وصلات خارجية

المراجع

Sliman Mansour, monograph published in 2011 by Palestinian Art Court-Al Hoash, Jerusalem, with essays by Bashir Makhoul, Nicola Gray and Tina Sherwell ISBN 978-9950-352-01-8