سلمان ناطور

الناطور في 2010

سلمان ناطور (3 يوليو 1949 - 15 فبراير 2016) هو كاتب وروائي فلسطيني من عرب 48، ولد في دالية الكرمل جنوب مدينة حيفا عام 1949. أنهى دراسته الثانوية في بلدته ثم واصل دراسته الجامعية في القدس ثم في جامعة حيفا التي حصل منها على بكالريوس في الفلسفة في 1976. درس الفلسفة العامة وعمل في الصحافة منذ العام 1968 وحتى 1990 حيث حرر الملحق الثقافي في جريدة الاتحاد الحيفاوية ومجلة الجديد الثقافية.
يحاضر في مواضيع الثقافة الفلسطينية، ويحرر مجله" قضايا إسرائيل "التي تصدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله.

كما أدار معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية الموجود في حيفا. وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية، بينها: الرئيس الأول لإتحاد الكتاب العرب، وجمعية تطوير الموسيقى العربية، ورئيس مركز اعلام للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل، ورئيس حلقة المبدعين العرب واليهود ضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل وعضو إدارة مركز عدالة.

عمل على توثيق التاريخ الشفهي لبلاده، ووقائع الإبادة لمئات القرى الفلسطينية، مفكّكاً الأسطورة الاستعمارية الإسرائيلية بالوثائق المضادة لهوية عصيّة على النسيان، بإماطة اللثام عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية قبل حوالى سبعين عاماً بحق الشعب الفلسطيني ولا تزال ترتكب أبشع منها إلى أيامنا هذه. كتابه «ذاكرة» (2006) صورة حيّة لتوظيف الألم التاريخي الذي عانته الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في ظل عنصرية دامغة، وفضح لما ارتكبته إسرائيل من مذابح بحق السكان الأصليين، ومحاولاتها طمس جرائمها بقوة الخرافة وتزييف الحقائق. بالطبع، لم تصمت السلطات الإسرائيلية على مواقفه الشجاعة، إذ اعتقلته أكثر من مرّة، كما تعرّض للإقامة الجبرية، والملاحقة والتحريض، ومنع مسرحيته «المستنقع» ليلة افتتاحها في مدينة الناصرة. لكنه لم يخضع للمساومات، بل استمر في مشروعه لتأصيل ثقافة وطنية تنهل من ذاكرة متوقّدة. عدا مقالاته في ملحق صحيفة «الاتحاد» في حيفا، كتب سلمان ناطور منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم عشرات الأعمال الأدبية التي تغلب عليها النبرة الساخرة، واستثمار المخزون الشفوي الفلسطيني في تأثيث نصوصه، مثل «ما وراء الكلمات»، و»أنت القاتل يا شيخ»، و»خمارة البلد»، و»ساعة واحدة وألف معسكر»، و»الشجرة التي تمتد جذورها إلى صدري»، و»ستون عاماً في رحلة الصحراء». كما انخرط في الترجمة عن العبرية لمعرفة تفكير الآخر عن كثب، وحاور كتّاباً إسرائيليين من موقع الضد.[1]

قد يبدو سلمان ناطور كاتباً إشكالياً، بالنسبة إلى بعضهم، نظراً إلى انخراطه في سجالات علنية مع كتّاب إسرائيليين، وترجمته أعمالهم إلى العبرية، لكن الكاتب الفلسطيني الراحل لم يعبأ بمثل هذه الاتهامات التي كانت تغمز من قناته، لاقتناعه بأن مثل هذه السجالات لا تدينه كفلسطيني وجد نفسه محاصراً، ومقموعاً، ومنتهكاً، في أرضه، إنما تفضح تاريخ الخزي لدى الآخر أولاً، وتوضح الصورة الحقيقية للتراجيديا الفلسطينية من جهةٍ أخرى. قبل رحيله بأسابيع، استضافه معهد دراسات اللغة والحضارات الشرقية في باريس بمشاركة يهودا شنهاف شهرباني في ندوة أكاديمية بخصوص ترجمة الأخير لرواية سلمان ناطور «حدثتني الذاكرة ومضت» إلى اللغة العبرية. سيواجه المترجم مشكلة باختفاء هذه الأماكن من الخريطة بعدما استبدلتها السلطات الإسرائيلية بأسماء عبرية ضمن خطتها بمسح ذاكرة المكان، فيما أوضح الكاتب الفلسطيني أن مشروعه الأدبي لم يحد يوماً عن «استحضار ذاكرة جيل النكبة الذي كان يرحل يوماً بعد يوم آخذاً حكاياته معه، من دون أن تدوّن وتنقل للأبناء والأحفاد»، وأنه وضع نصب عينيه فكرة أساسية وهي تحرير هذا الجيل من «عقدة الذنب، وتحميل الضحية مسؤولية موتها لأنّ جيل الأبناء توجه إليه بسؤال قاس: لماذا هربتم؟ والحقيقة هي أن هذا الجيل كان أمامه خياران: الموت في مجزرة على أرض الوطن أو الحياة في المنفى، فاختار الحياة. ولكي تنفذ الحركة الصهيونية مشروع التطهير العرقي في فلسطين، فقد ارتكبت مجزرة في كل قرية ومدينة». مأساة الكاتب الفلسطيني في ظل الاحتلال كما عاناها سلمان ناطور وأقرانه، تتمثّل وفقاً لما يقوله في ذلك التناقض» بين مفهوم الوطن ومفهوم الدولة وبإقامة دولة يهودية على الوطن الفلسطيني، فهذا يجعل المكان الذي نعيش فيه وطناً لنا والدولة ليست لنا، وأما اليهودي فله دولة ولكن الوطن ليس له وهذا هو أساس الصراع». في هذا السياق، علينا أن نستحضر نصوصه المسرحية مثل «هزّة الغربال»، و»موّال»، و»ذاكرة»، و»هبوط اضطراري» بوصفها صورة حيّة للصراع وتفكيك آلياته، عبر منح الضحية موقع الراوي، وتصحيح ألوان الصورة التي تمّ تغييبها قسراً، طوال 70 عاماً من جرائم الاحتلال، بالتوازي مع مشاريع ثقافية أخرى في ترميم المكان الأصلي. إذ عمل كاتبنا الراحل على استعادة بيت المفكر الفلسطيني إميل توما وتحويله إلى مركز للتوثيق والدراسات، وإعادة الحياة إلى المقاهي الشعبية والأماكن المهملة في حيفا، وتحويلها إلى فضاءات ثقافية تحت عنوان «مواجهة ثقافة الموت بثقافة الحياة». ربما كان توصيف محمود شريح لسرديات الراحل سلمان ناطور تختزل صورته الكاملة بقوله إنه يجمع «لوعة غسان كنفاني وفكاهة إميل حبيبي» في فضاءٍ واحد.


وكان قد كتب سيرته في ثلاثية «ذاكرة»، و»سفر على سفر»، و»انتظار»، بمزج السيرة الشخصية بسيرة الجموع، في ما يخص الهوية، واللغة، والمواطنة، والشتات، وحق العودة، والانتظار على الحواجز، وفي قاعات المحاكم، مستنفراً ذاكرة لا تخضع للصمت أو النسيان. يقول منبّهاً «ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة... ستأكلنا الضباع». ويختزل سيرته المؤلمة بقوله «ولدت بعد حرب 1948، دخلت المدرسة في حرب حزيران، تزوجت في حرب أكتوبر، ولد ابني الأول في حرب لبنان، ومات أبي في حرب الخليج، حفيدتي سلمى ولدت في الحرب التي ما زالت مشتعلة».

صدر له حوالي ثلاثين كتابا بينها كتاب باللغة العبرية واربعة كتب للاطفال وخمس ترجمات عن العبرية.
مثل الثقافة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والأجنبية.

توفي صباح 15 فبراير 2016 إثر إصابته بأزمة قلبية حادة.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإنتاج الادبي والفكري

  • آراء ودراسات في الفكر والفلسفة، القدس 1971 مقالات
  • ما وراء الكلمات، القدس 1972 قصص قصيرة
  • أنت القاتل يا شيخ، القدس 1976 رواية
  • الشجرة التي تمتد جذورها إلى صدري 1978 الأسوار عكا قصص قصيرة
  • أبو العبد في قلعة زئيف 1980 بيروت دار المصير مقالات ساخرة
  • ساعة واحدة وألف معسكر 1981 حيفا دار اليسار مقالات ساخرة
  • وما نسينا 1983 دار الجديد حيفا قصص تسجيلية عن النكبة
  • كاتب غضب 1985 الاتحاد حيفا مقالات ساخرة
  • حكاية لم تنته بعد 1986 دار العماد حيفا مقالات ساخرة
  • خمارة البلد 1987 الاتحاد حيفا قصص ساخرة
  • يمشون على الريح 1992 مركز يافا كتابة تسجيلية (صدر باللغة العبرية أيضا)
  • فقسوسة 1995 قصة للأطفال
  • دكدوك 1995 قصة للأطفال
  • شرقشند 1995 قصة للأطفال
  • شيكي بيكي 1995 قصة للأطفال (وزارة الثقافة الفلسطينية أعادت طباعة القصص الأربع ووزعت على المدارس الفلسطينية عام 2004)
  • طائفة في بيت النار 1995 مقالات
  • من هناك حتى ثورة النعناع 1995 حوارات مع الكتاب الإسرائيليين
  • ثقافة لذاتها، ثقافة في ذاتها 1995 مقالات عن الثقافة الفلسطينية
  • دائرة الطباشير الفلسطينية 1995 مقالات سياسية
  • هل قتلتم أحدا هناك ؟ نص من وعن الذاكرة 2000 بيت الشعر رام الله
  • أريحا..رحلة يوم وعشرة آلاف عام 2000 مؤسسة تامر رام الله تسجيلي
  • فلسطيني على الطريق 2000 مؤسسة تامر رام الله تسجيلي
  • الاعلام الإسرائيلي والانتفاضة 20001 (دراسة)
  • ذاكرة 2006 مركز بديل – بيت لحم
  • سفر على سفر.2008، مؤسسة تامر رام الله.
  • ستون عاما/ رحلة الصحراء، 2009, دار الشروق عمان – رام الله.
  • هي أنا والخريف، رواية، 2011، دار راية للنشر، حيفا.


اعداد وترجمة عن العبرية

  • الزمن الأصفر دافيد غروسمان 1976
  • أحاديث في العلم والقيم يشعياهو لايبوفيتش 1995
  • عادة للريح قصص لسبعة كتاب عبريين 1990
  • لمن ترسم الحدود قصص إسرائيلية 1996
  • من بياليك إلى عميحاي قصائد إسرائيلية 2000
  • إسرائيل/ فلسطين الواقع وراء الأسطورة ميخائيل هرسيغور دراسة ناريخية
  • قصص إسرائيلية صدرت عن مركز مدار رام الله 2004
  • ما أروع هذه الحرب كتاب دان ياهف عن العسكرة في المجتمع الإسرائيلي صدر عن مدار 2004
  • جدلية المنفى والوطن ما، ايلان غور زئيف، مدار 2006
  • المسرح الإسرائيلي، شمعون ليفي، مدار 2006

مسرحيات

ترجمة واعداد مسرحيات

مراجع

  1. ^ خليل صويلح (2016-02-16). "وداعاً سلمان... «ناطور» الذاكرة الفلسطينية". صحيفة الأخبار اللبنانية.
  2. ^ سلمان ناطور... وداعاً مؤرخ الذاكرة الفلسطينية

ذاكرة: سلمان ناطور. إصدار بديل المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنه واللاجئين.