رياض الريس

رياض الريس
رياض الريس.jpg
وُلِدَ
رياض نجيب الريس

1937
توفي26 سبتمبر 2020
سبب الوفاةڤيروس كورونا
الجنسيةسوري
المهنةصحفي وكاتب وناشر
الوالداننجيب الريس وراسمة سمينة

رياض نجيب الريس، (و. 1937 - 26 سبتمبر 2020)، هو صحافي وكاتب وناشر سوري.[1] وهو ابن الصحفي والكاتب الشهير نجيب الريس. كان الريس قد بدأ مسيرته الأدبية مع جريدة الحياة، حيث تم إيفاده مراسلاً إلى ڤيتنام سنة 1966، قبل أن يواصل تجربته في الميدان الصحفي مع غسان تويني. وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية، أصدر الريس من لندن جريدة المنار والتي كانت أول صحيفة عربية تصدر في أوروپا، ثم أسسّ شركة رياض الريس للكتب والنشر سنة 1986 ونقلها لاحقاً إلى بيروت. وللريس العديد من المؤلفات، حيث كان آخرها كتاب حمل توقيع الريس هو "صحافة النسيان".[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

وُلد الريس في دمشق عام 1937، حيث كان الابن الأول للصحفي والكاتب نجيب الريس من زوجته الثالثة سمينة راسمة، ذات الأصول التركية. على الأغلب لم تكن متعلمة غير أنها تجيد القراءة والكتابة. وصفها ولدها بأنها كانت حادة الذكاء. أدرات جريدة القبس لست سنوات بعد وفاة زوجها وفي ظروف سياسية صعبة.

نشأ رياض في جو ثقافي وصحفي ثري، وكانت القبس أول جريدة يمارس فيها خطواته العملية الأولى وذلك بعد التدريب الذي تلقاه في مدرسة برمانا التي كانت قد اكتسبت سمعة جيدة في أوساط الوجهاء السوريين فهي تتبع النمط الإنگليزي الذي كان قد بدأ في اجتذاب أنصار عديدين في مواجهة النمط السائد للمستعمر الفرنسي. في هذه المدرسة تلقى رياض الريس خبرات عديدة في السياسة والصحافة والفن، فقد كانت تضم نخبة النخبة وهو ما جعلها قبلة عائلات الطبقة البرجوازية المتوسطة في مختلف أنحاء البلدان العربية، يفهم رياض هناك السياسة من خلال الممارسة عندما يُضرب مع زملائه احتجاجاً على رفض رئيس المدرسة المستر دوبينغ تعطيل الدراسة يوم 22 آذار وهو عيد تأسيس الجامعة العربية. كما أنه هناك بدأ يتعلم على يد أحد المعلمين حب الشعر ويفهم علم العروض ويبدأ في قراءة التراث والأدب المعاصر، وفي برمانا يقوم مع زملائه بتجربة إصدار الجرائد والمجلات. ومن برمانا إلى لندن، وكانت أزمة السويس قد بدأت في الاشتعال فوجد المؤلف نفسه مرة أخرى في قلب السياسة والصحافة من خلال رابطة الطلاب العرب في المملكة المتحدة وأيرلندا ومن خلال مجلة آراب ريفيو التي تصدر عن الرابطة والتي تولي تحريرها ليحيلها من منشور طلابي مهلهل إلى مجلة تستقطب مجموعة من الكتاب من بين طلاب الدراسات العليا من العرب والأساتذة والمفكرين من خارج المحيط.


الحرب الأهلية السورية

Cquote2.png "وأنا بقيتُ أطاردُ ظِلَّ التاريخ من بلد إلى آخر.غير أنني لم أصل إلى سوريا. لم أصل قط إلى الحدث السوري. بلادي القريبة، والتي بت اليوم بعيداً عنها، شأن أي لاجئ، في أشد لحظات بلادي وحدة ومرارة." رياض نجيب الريس Cquote1.png

يحكي رياض في أحد مقالاته عن لحظة إصابته بالفشل الكلوي تزامناً مع بداية الثورة السورية، تعطلت الكليتان في الأسبوع الأول لأحداث درعا، مما يعني أنه حظي من ذلك الوقت بصديق جديد، هو جهاز غسيل الكلى، وأنه سيقوم برحلة بصورة منتظمة للمستشفى ثلاث مرات في الأسبوع، سيلغي ساعتها جدول أعماله المزدحم بالأسفار، وهو الذي تمنى أن يعود لزيارة البلاد التي كتب عنها قديماً مثل ڤيتنام وحضرموت، ليجدد الكتابة عنها.

لم تغفل عينا رياض نجيب الريس حدثاً منذ منتصف الخمسينات. ولم يعتذر أمام مناسبة كبرى أو حرب أو انقلاب أو غزو. أما عند مرضه، فكان عليه أن يكون بطريقة ما غائباً ثلاث مرات في الأسبوع، غائباً لا عن العالم وحسب، بل عن سوريا تحديداً. سوريا التي عنت له أكثر من أي وقت. لقد عبر عن الأمر بمنتهى الألم "أنا مجبر في كل مرة على أن آخذ قسطاً طويلاً من الراحة قبل أن أعود إلى وعيي لأراقب سقوط العالم في بلادي".

يعبر رياض الريس عن عمق حنينه إلى سوريا الذي يجتمع فيه حنين الإنسان وحنين الناشط السياسي بالقول: "ألوّح لسوريا وهي تبتعد. سوريا التي كان لعائلتي دور أساسي في استقلالها، ما يزيد من شعوري بأنها توءمي. كما لو أن مصاباً واحداً ضرب جسدينا معاً." وهو يشير هنا إلى دور والده نجيب الريس مؤسس جريدة القبس السورية والذي كان مشاركاً في الكتلة الوطنية.

لقد شاهد رياض الريس أطفال درعا، ورأى ضخامة الوحشية التي تعرض لها الأطفال من نظام الأسد، وجعلته المشاهد القاسية يشعر بأنه عاش طفولة سوريا مترفة، يتذكر بيته الأول في حي بستان الرئيس بالشام، ينشر الصحف على حبال الغسيل في القبو، ويخرج إلى الشوارع التي لم يكن لحزب البعث أثر فيها أو سلطة، ويخط الشعارات على حيطانها رفقة الأولاد الآخرين.

حياته المهنية

يحكي فرانك ميرامييه في كتابه "الكتاب والمدينة: بيروت والنشر العربي" عن خروج رياض الريس من بيروت عام 1976، ليستقر في لندن، حيث أصدر بعد سنتين مجلة المنار الأسبوعي، وخلافاً لدار الساقي حرص نجيب الريس على ألا تكون دار النشر مهتمة بالترجمات في بداية نشأتها وأن تهتم بالكتاب العربي.

يسرد نجيب الريس سيرته في كتابه "آخر الخوارج: أشياء من سيرة صحافية" وقصة تفكيره في دار النشر عندما شعر أن السنوات تمر دون أن يصدر في العالم العربي كتاب يلفت الأنظار، كان هذا بعد الحرب الأهلية اللبنانية، لذلك فكر في إنشاء دار نشر عربية من لندن، فكر في هذه التجربة لأنها لا تحتاج إلى رأسمال ضخم مثل الصحافة، كتب نداء للمؤلفين العرب للمشاركة معه في هذا المشروع، وتلقى خلال ثلاثة أشهر ما يزيد على 80 مخطوطة من 80 كاتباً لا يعرفهم، وفي موضوعات تتراوح بين السياسة والتاريخ والمذكرات والتراثيات والأدب والشعر، يقول بأن كلمة السحر كانت هي الحرية والانفتاح.

في بداية نشأة الدار التزم نجيب الريس بألا ينشر إلا لكتاب عرب وفي موضوعات عربية، وقرر ألا يمارس أي نوع من الرقابة على المؤلفين الذين ينشرون معه، وقرر أن ينزل كتبه على شكل أربعة مواسم في السنة، فنشر كتاب واحد يبدو ضعيفاً مهما كان الكتاب مهماً، وتأسست شركة رياض الريس للكتب والنشر في لندن عام 1986، أصدرت الدار أكثر من 800 عنوان، وفي عام 1991 انتقل إلى بيروت نهائياً، وهو يشرح في إحدى مقالاته لماذا انتقل إلى لبنان بقوله: "بيروت هي المدينة الوحيدة في العالم العربي التي تستطيع أن تعمل فيها، بيروت قد تكون مدينة قذرة لا كهرباء فيها ولا ماء، فقيرة وهي تحمل أكياس الليرات اللبنانية التي لا قيمة لها... لكن يمكنك أن تبيع على أرصفتها ما شئت من أحلام، أو أن تفتح فيها معملاً للنفايات، أو أن تنشر فيها مجلة ثقافية دون أن يقول لك أحد ما هذا؟" ثم يحكي عن معاناته في غربة لندن، فهو لم يعرف قيمة بيروت إلا بعد خروجه منها، بل يرى عمره مهدوراً وينزعج من هؤلاء الحساد الذين يقولون له "نيالك ساكن في لندن"، كتب هذا الحديث وهو يعلن عودته إلى بيروت لأن لندن منفى وسنديانة بغير جذور.

وقام رياض الريس بتشجيع نشر الشعر عبر جائزة سنوية باسم "جائزة يوسف الخال للشعر"، تمنح لشاعر عربي شاب لم يسبق له أن نشر ديواناً من قبل، لم يكتف بذلك بل أسس مكتبة الكشكول في لندن لبيع الكتب العربية واستمرت هذه التجربة عشر سنوات.

وعند وصوله إلى بيروت لم تكن أوضاع النشر فيها "صحنا من الكرز" حسب التعبير الأميركي، بل تعرض لمضايقات عديدة، وصلت إلى مصادرة بعض العناوين التي نشرها، إذ صادرت قوى الأمن كتاب "الروض العاطر في نزهة الخاطر" للشيخ النفزاوي على سبيل المثال، بعد أن تقدم الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس مكتب مفتي لبنان في حينها بشكوى للنائب العام، وكانت التجربة الثانية مع المنع في عام 1995، بعد مصادرة الأمن اللبناني كتب الصادق النيهوم، وكذلك تم منع العديد من كتب رياض نجيب الريس من التداول في السعودية.[3]

في عام 2000، جرب أن يطرق أبواب دمشق، عارضاً على المسؤولين فكرة إصدار القبس من دمشق وبيروت "جريدة واحدة لشعبين"، وقد رأى أن ذلك أفضل ترجمة لعبارة "شعب واحد في بلدين" وتم رفض المشروع من النظام، ودفنت فكرة إحياء القبس جريدة الأب إلى الأبد، ولقد ولد هذا المنع من العودة لدمشق ألماً خاصاً لديه.

لقد قدمت دار رياض الريس العديد من الدراسات المهمة في تاريخ سوريا ونذكر هنا بعض المذكرات التي توثق للذاكرة السورية ولتاريخ سوريا مثل مذكرات "الجيل المدان" السيرة الذاتية لمنصور سلطان الأطرش، وكذلك مذكرات ضافي جمعان "من الحزب إلى السجن" الذي انضم للبعث ثم اعتقله حافظ الأسد عام 1971 وأفرج عنه عام 1994، وكذلك نشرت مذكرات نصوح بابيل "صحافة وسياسة" التي توفي عام 1986 وهو يخط آخر كلمة فيها، وهي أحد المراجع للباحثين في تاريخ سوريا، وكذلك كتاب "بين مدينتين: من حمص إلى الشام" لعدنان الملوحي، ومذكرات أحمد الجندي بعنوان "لهو الأيام: مذكرات سنوات المتعة والطرب والثقافة"، وكتاب "شاهد من المخابرات السورية" لفوزي شعيبي، وذكريات أيام السياسة" لعبد السلام العجيلي، وكتاب سعاد جروس بعنوان "سوريا زمان نجيب الريس".

ولن نستطيع في هذه المقال ذكر العناوين التي أصدرتها الدار عن تاريخ سوريا ونكتفي بذكر أمثلة مثل كتاب "السيطرة الغامضة" من تأليف ليزا ودين، وكتاب "الاقتصاد السياسي في سوريا تحت حكم الأسد" ومؤخراً أصدرت الدار كتاب سامي مبيض بعنوان "عبد الناصر والتأميم: وقائع انقلاب اقتصادي في سوريا".

مؤلفاته

قدم رياض الريس العديد من الكتب والدراسات عن الخليج العربي والجزيرة العربية بسبب اهتمامه بهذه المنطقة مبكراً، فهو متابع جيد للأحداث السياسية فيها.

  • الخليج العربي ورياح التغيير
  • رياح الجنوب
  • رياح السموم
  • ريَاح الشرق
  • صحافي ومدينتان
  • قبل أن تبهت الألوان صحافة ثلث قرن
  • مصاحف وسيوف
  • رياح الشمال
  • صراع الواحات والنفط: هموم الخليج العربي
  • الفترة الحرجة: دراسات نقدية
  • أرض التنين الصغير: رحلة إلى فيتنام
  • موت الآخرين، شعر

وفاته

توفي رياض الريس متأثراً بإصابته بڤيروس كورونا أثناء تلقيه العلاج في العاصمة اللبنانية بيروت في 26 سبتمبر 2020.[4]

المصادر

  1. ^ "وفاة الناشر السوري رياض الريس عن عمر ناهز 83 عاما". جريدة الأهرام. 2020-09-26. Retrieved 2020-09-27.
  2. ^ "وفاة الناشر رياض الريس في بيروت". سكاي نيوز عربية. 2020-09-27. Retrieved 2020-09-27.
  3. ^ "رياض الريس: رحيل صحفي المسافات الطويلة". سوريا تي ڤي. 2020-09-27. Retrieved 2020-09-27.
  4. ^ "كورونا يهزم رياض نجيب الريس.. رحيل"شيخ الكار"". العين الإخبارية. 2020-09-27. Retrieved 2020-09-27.

وصلات خارجية