رامون دل باله-إنكلان

رامون ماريا دل باله-إنكلان
ابراهيم العريس.jpg هذا الموضوع مبني على
مقالة لابراهيم العريس
بعنوان مقالة.

رامون ماريا دل باله-إنكلان إ دلا پنيا Ramón María del Valle-Inclán y de la Peña (في قرية أندراس، كوماركا بيانوبا ده عروسة، جليقية، اسبانيا، 28 اكتوبر 1866سانتياگو ده كومپوستلا، 5 يناير 1936روائي اسباني وكاتب دراما وعضو جيل 98 الاسباني، ربما يُعتبر أهم كاتب دراما وبالتأكيد أكثرهم راديكالية ويعمل لتخريب التقليدية في المؤسسة المسرحية الاسبانية في مطلع القرن 20. وزاد من أهمية أعماله الدرامية تأثيرها على الأجيال اللاحقة من كتاب الدراما. ولذلك، ففي يوم المسرح الوطني، يكون تمثاله في مدريد موضع حفاوة من جميع أفراد الالمهنة المسرحية.

حين رحل الكاتب الإسباني رامون ديل فالي انكلان عن عالمنا في العام 1936، كان وطنه يعيش حرباً أهلية مدوّية يتواجه فيها الديموقراطيون الجمهوريون وقوى اليسار وكل التوّاقين إلى الحرية، مع أنصار ديكتاتورية فرانكو. مات إنكلان من دون أن يعرف نتيجة ذلك الصراع، وطبعاً من دون أن يعرف أن فرانكو سيكون هو المنتصر في نهاية الأمر. ولسنا ندري ما الذي كان سيبدو عليه موقف هذا الكاتب، وأي الفريقين كان سيختار لو عاش ووجد نفسه في الدوامة التي عايشها عدد كبير من مفكري إسبانيا ومبدعيها. من ناحية منطقية، كان يمكن الافتراض أن إنكلان لن يكون راضياً عن انتصار فرانكو، هو الذي كان، منذ العام 1918، قد بدأ يتجه يساراً في نشاطه وأفكاره، معارضاً ديكتاتورية دي ريفيرا، التي منها انبثق فرانكو وجماعته لاحقاً... غير أن الأمور، بالنسبة إلى إنكلان، ليست على تلك البساطة. فهو خلال الحقبة من حياته، ومساره المهني، السابقة على الحرب العالمية الأولى، كان يميني التفكير قومي النزعة إلى حد التعصب. بل انه كان في العام 1898، من مؤسسي تلك الحركة الأدبية المسيّسة التي سمّيت «جيل 98» في إشارة إلى أن ذلك العام كان عام عار وذل بالنسبة إلى إسبانيا، إذ فقدت فيه ثلاثاً من مستعمراتها في العالم، أمام القوى الناهضة حديثاً، كوبا، الفلبين وبورتوريكو، ما دق ناقوس النهاية لعظمة إسبانيا. وكان من الواضح أن أعضاء تلك المجموعة إنما قاموا كرد فعل غاضب على ذلك الذل، من موقع شوفيني قومي، راح كل واحد منهم يعبّر عنه في أعماله الأدبية وحتى في مواقفه. غير أن انكلان، وإذ هدأ غضب رفاقه مع مرور السنين، ومع الجديد الذي جاء به القرن العشرون من عار لأمم أخرى، تبدّى اكبر من «العار» الإسباني، حتى وإن كان قد واصل غضبه عشرين سنة أخرى، ودائماً من موقع يميني... موصلاً ذلك الغضب إلى ذروته في ثنايا عمل أدبي، سيكون اشهر أعماله، أصدره في العام 1909، في عنوان جامع هو «الحروب الكارلية». ولأن أموراً كثيرة في تاريخ إسبانيا تنسب عادة إلى عام معين، انتجها، أو حدثت خلاله، فإن انكلان جعل الأجزاء الثلاثة من روايته تدور في عام واحد هو العام 1873.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسلوبه وأعماله

كتب بايه إنكلان أعماله الروائية بأسلوبين متباينين. ظهر أسلوبه الأول في مجموعات ثلاث: تتألف المجموعة الأولى من أربع «سوناتات» Sonatas: «الربيع» Primavera و«الصيف» Estío و«الخريف» Otoño و«الشتاء» Invierno كتبها بين عامي 1902 و1905، تروي ذكريات الماركيز برادومين Bradomin وهوشخصية مستهترة من القرن الثامن عشر. وقد كتب هذه المجموعة بأسلوب جديد مثل كتاباته الأولى التي تتحدث عن الأرستقراطيين.

وتتألف المجموعة الثانية من رواية «زهرة القداسة» (1904) Flor de santidad، ورواية «الكوميدية المتوحشة» Comedias Bórbaras. أما الأولى فهي أسطورة ممتعة تعد من أفضل مؤلفاته الروائية، ينتقل فيها من الأجواء الأرستقراطية ليتطرق إلى موضوعات شعبية خاصة بمنطقة غاليثيه أولاها أهمية كبيرة، وتظهر فيها الروح الغنائية والخرافية التي تمثل المنطقة تمثيلاً جميلاً ودقيقاً. في حين تهتم الرواية الثانية بالبيئة في منطقة غاليثيه أيضاً وتصور العواطف البدائية والعنف الدرامي.

أما المجموعة الثالثة فتتألف من قصص الحرب الكارلية (حرب دون كارلوس بن فرديناند السابع) (1909) La guerra carlista. وهي أكثر اعتدالاً وواقعية من الأعمال السابقة، وتتضمن رؤية جديدة لتلك الحرب على أنها صراع بين عصابات شعبية، من دون أي معنى سياسي أو سعي وراء التأثير الملحمي.

يظهر أسلوبه الثاني الذي يتميز بالهجاء في روايتيه: «حلبة مصارعة الثيران الإيبيرية» El Ruedo Ibérico وهي صورة ساخرة لبلاط الملكة إيزابلا الثانية، و«تيرانو بانديراس» (1929) Tirano Banderas وهو التاريخ المأساوي الكوميدي لإحدى الشخصيات الديكتاتورية في أمريكة، إذ يقلد فيها اللغة الإسبانية الدارجة في أمريكة بروح مرحة.

أما أعماله المسرحية فتضم مجموعات من المسرحيات منها ما هو قريب الشبه بالمسرح الشعري، وتتمثل في «أصوات المأثرة» (1912) Voces de gesta وهي مأساة مفعمة بالأحداث الملحمية. و«الماركيزة روسالندا» (1913) La Marquesa Rosalinda التي تتميز بروح مرهفة ساخرة. و«كلمات إلهية» (1920) Divinas palabras التي ترتبط بتقاليد الملهاة الشعبية، وهي ملهاة مأساوية كتبت نثراً يتحدث فيها عن أجواء الريف وعن حياة المتشردين مع عناصر خرافية أخرى.

وهناك مجموعة المسرحيات الهزلية Farsas التي كتبها عام 1920 وتتألف من: «هزلية وإجازة الملكة كاستيثا» Farsa y licencia de la Reina Cástiza، و«إسبربنتوس» النثرية Esperpentos، و«قرون السيد فريوليرا» Los cuernos de don Friolera، و«أضواء بوهيمية» Luces de Bohemia التي تتميز من أعماله السابقة بروح الدعابة الهجائية والرتوب الغريب المضحك، وتصور الواقع الوطني في إسبانية، وتظهر صور الأبطال التقليديين فيها منعكسة في مرايا مقعرة تضفي عليهم منظراً قبيحاً.

تتمثل أعمال إنكلان الشعرية بثلاثة كتب منحته مكانة رفيعة الشأن بين الشعراء المحدثين. الأول «عبق الأسطورة» Aromas de leyenda عام 1907 الذي يمثل انتشار المعاصرة ذات الموضوعات الغنائية الخاصة بمنطقة غاليثيه على نحو مشابه لـ«زهرةالقداسة». و«غليون كيف» La pipa de Kif عام 1919 الذي يعتمد فيه على أسلوب متعدد الألوان تتداخل معه رسوم كاريكاتورية كما جاء في «حلبة الثيران الإيبيرية» و«إسبربنتوس» و«المسافر» Pasajero عام 1920 وفيها تظهر موضوعات مهمة جداً عولجت بعناية من عرض لأيقونات أُخذت من عالم الشعوذة.

تميز إنتاج بايه إنكلان في أعماله الأولى بالكشف عن أهمية الفن والجمال الأدبي. وتأتي أهميته من ابتكاره أسلوباً تؤدي فيه القواعد الموسيقية والتصويرية دوراً مهماً تجعله يتصدر مكانة مرموقة بين الكتاب المحدثين، وتجعله كاتباً نثرياً ذا أهمية كبيرة.

وتميز نثره في الروايات الأولى بالرقة والأسلوب المتصنع، إذ ترتقي فيه الموسيقى لتكتسب سمات فنية رائعة. إلا أنه يبتعد تدريجياً عن الأشكال الزخرفية ليكتب نثراً فيه الكثير من روح الدعابة التي تحل محل السوداوية، والصورة الغريبة محل التأثر بالحنين. ويصور أسلوبه التعبيري الواقع الوطني في إسبانية بأشكال من الموضوعات الساخرة.

وقد أبدى إنكلان في أعماله كلها تعمقاً في معرفة اللغة وقدرة على سبر المعاني والغوص في بحورها، وعلى هذا فإن إنتاجه الروائي يبدو على شكل حركة رتيبة موجهة نحو الغنائية أو نحو الغرابة. لهذا كله يعد واحداً من أفضل الكتاب الإسبان في القرن العشرين، وذلك لجمالية نثره العصري ولأناقة صوره الهجائية. ويعد بايه إنكلان في الأدب الإسباني واحداً من كبار فناني اللغة برقته وأصالته. أما أعماله المسرحية فلها مكانة رائدة في القرن العشرين. ومع انتشار المسرح البرجوازي في زمنه استطاع أن يحقق نجاحاً في تجديده، لا لنظرته الجريئة للواقع الإسباني فحسب بل لأصالته وقوته التعبيرية.


مهما يكن فإن إنكلان لم يكتف في كتاباته بالتعبير عن الواقع السياسي أو التاريخي، بل إنه خاض الأدب بشكل شعبي وترفيهي أيضاً، وكتب شعراً وأغنيات، كما كتب للمسرح وكتب القصة القصيرة. ومن أعماله الشهيرة اضافة إلى «الحروب الكارلية»، «حدائق مظللة» و»تيرانو بانديراس» التي رسم فيها صورة لديكتاتور بشكل جعل كثر يعتبرون معظم ما كتبه روائيو أميركا اللاتينية من أعمال تتحلق من حول ديكتاتوريين، محاكاة لروايته تلك أو استيحاء منها.


أعمال متواجدة بالإنگليزية

تمثال في مدريد (ف. توليدو، 1972).

المسرحيات

نثر

  • The Pleasant Memoirs of the Marquis de Bradomín
    • Spring and Summer Sonatas
    • Autumn and Winter Sonatas
  • Mr Punch the Cuckold
  • The Lamp of Marvels
  • La pipa de kief

المصادر

  • دار الحياة
  • Francisco Madrid, La vida altiva de Valle-Inclán, Buenos Aires, Poseidón, 1943.
  • María Fernanda Sánchez Colomer Ruiz, Valle-Inclán Orador, Doctoral Thesis, Departament de Filolgia Espanyola, Universitat Autonoma de Barcelona, 2002.
  • Manuel Aznar Soler y Ma. Fernanda Sánchez Colomer, eds. Valle-Inclán en el siglo XXI, Proceedings from the Second International Congress, November 20-22, 2002 at the Universitat Autonoma de Barcelona.

وصلات خارجية

A production by Spain's Centro Dramático Nacional directed by Gerardo Vera of his play "Divinas palabras" was presented in New York in 2007 as part of the Lincoln Center Festival. A review by the New York Times is available in http://theater2.nytimes.com/2007/07/28/theater/reviews/28divi.html?fta=y