دياميس روما

Катакомбы святых Петра и Марцеллина. Иосиф Вильперт, раскрашенная черно-белая фотография, 1903 год.
A Eucharistic fresco (Catacombs of San Callisto)

دياميس روما Catacombs of Rome أو سراديب الموتى في روما هي سراديب أو ممرات تحت الأرض وحجرات استُعملت مقابر وكنائس. حفر النَّصارى الأوائل تلك السراديب من القرن الثاني إلى أوائل القرن الخامس الميلادي؛ ليختبئوا فيها أيام الإعدامات. تزين الرسومات والشعارات النَّصرانيَّة جدرانها وأسقفها. وأهم السراديب هي الموجودة في سان كاليستو وسان سباستيانو وسانت آگنس.

عندماكان القديس فيليبوس دي نيري يودّ الانعزال عن ضوضاء العالم ومشاغل الحياة وهمومها ويأنس بالتفكير العميق في ما هو لله وللنفس، كان يزور كاتدرائيات رومة الكبرى السبع ويقضي الليل في غياهب دياميس القديس كاليستوس المدلهمة.[1]

وكانت هذه الأروقة أمكنة يدفن فيها المسيحيون الأولون أمواتهم ويجتمعون فيها إبان الاضطهادات ليعزي بعضهم بعضاً ويشجع بعضهم بعضاً ويجدوا فيها القوة والشجاعة والعزاء، بالقرب من مدافن الشهداء، حتى باتت قبلة الزوار الأتقياء الآتين من كافة الأقطار والأمصار عبر العصور والأجيال.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

متى ظهرت الدياميس الرومانية

Good Shepherd fresco from the Catacombs of San Callisto

ومع ذلك فالدياميس الرومانية لم تظهر بروعتها وتُكشف جميع مسالكها إلا في الجيل الأخير من عصرنا إذ أكبّ علماء أعلام على دراسة آثارها وحفر مخبآتها وإظهار معالمها جلية واضحة بشكل علمي لا يقبل نقداً ولا نقيضاً. وكان أول من حمل علم البحث والتنقيب فيها العلاّمة الايطالي الكبير جوفاني دي روسي (Giovanni de Rossi) الذي توفاه الله عام 1894، وهكذا تيسر للمسيحيين ولوجا وللعلماء الاهتمام بشؤونها ودراستها دراسة أثرية علميّة.


طول الدياميس ستمئة ميل

عندما نشر العلاّمة تيودور مومسن (Théodore Momsen) كتابة عن "الكتابات الأثرية المسيحية في مدينة رومة" قال: "قبل الآن كان يعتبر العلماء دراسة الآثار المسيحية ملهاة، لقتل الوقت ولء ساعات الفراغ، ولكن بكتابي هذا أصبحت دراسة الآثار المسيحية علماً جليلاً." والعلامة دي روسّي ارتأى أن الدياميس الرومانية تشغل مساحة ستمئة ميل وهي المسافة التي توازي طول ايطاليا كلها من جزيرة صقلية حتى جبال الألب والأب ماركي (Marchi)، الذي كان أستاذه وسلفه والذي كان يشغل وظيفة القيّم على مدافن رومة الأثرية، قدَّر المساحة بأكثر من تسعمئة ميل. وهذان العالمان الأثريان اختلفا في عدد المسيحيين الذين دُفنوا في هذه المدافن. فروسّي قدَّر عددهم بأكثر من ثلاثة ملايين بينما العلاّمة ماركي زعم أن عددهم يبلغ السبعة ملايين.

مأوى المسيحيين

وقد يلوح لنا لأول لحظة أن ما يزعمانه مبالغ فيه ولكن ما علينا إلا أن نتذكر بأن شعب رومة المسيحي بقي مدة ثلاثمئة سنة يجد مأواه وراحته في هذه أرض الدياميس المباركة. وبما أنالشريعة الرومانية كانت تحرّم دفن الموتى في حدود المدينة ولذا كانت المدافن الرومانية خارج أسوار المدينة، على طول الطرق العديدة المؤدية إلى الممتلكات الامبراطورية الرومانية الواسعة الرحاب. فقد وُجد أكثر من خمسين قطعة أرض خصّصت مسالكها الباطنية للمدافن، وهي تضمالألوف والألوف من القبور التي نضدت فوق بعضها. وقد عبّر عن ذلك الأب ماركي في كتابه الشهير "اورلاندو الشرس" بإيجاز ووضوح إذ قال: "كانت برية رومة مليئة بالمدافن، فالحقول الرومانية كانت بالحقيقة تحيا بالقبور." فلو جال أحد في تلك المنعطفات وطاف في تلك المسالك السحيقة تحت الأرض وكشف مخبآت تلك الحياة التي كان يعيشها المسيحييون في أجيالهم الأولى لاستطاع أن يرسم صورة حقيقية عن الحياة المسيحية ويقدّر أعمال وبطولات الباباوات الأولين المعترفين والشهداء.

إيمان المسيحيين الأولين

ولو أن الأزمنة والعناصر عبثت بتلك الأمكنة ونالت من جدّتها، إلا أن أهم آثارها ما زالت سليمة تطاول العصور. فلا يحتاج الزائر للتفكير المضني والخيال المرهق ليعود إلى أيام الاضطهادات، تلك التي عانى منها المسيحيون الأمرّين، وبذلوا فيها دماءَهم سيولاً عرمة في الأجيال الثلاثة الأولى من تأسيس الكنيسة. فإنه ولا شك يجابه هنا حقيقة المسيحية الحية وجهاً إلى وجه.

فإنه يستشف منها طريقة العبادة التي كان يمارسها المسيحيون الأولون وليترجيتهم وإيمانهم، وذبائحهم. إنه يرى بالعين المجردة حقيقة إيمانه المقدس، إذ تتمثل أمام ناظره تعاليم الكنيسة في الحجارة ناطقة بالكتابة، والرسوم على الجدران بالفحم الثابت أو الألوان المختلفة. فألوف الكتابات المسطّرة على الجدران أو الحجارة، تؤلف نغماً واحداً معبراً عن شركة القديسين وقيامة الموتى، والزائر بكون الشاهد الحي على ذاك الاهتمام الذي كان المسيحيون يبذلونه في سبيل دفن موتاهم، والإكرام الذي كانوا يخصّون به الشهداء الاماجد، والمعترفين بالإيمان الذين آثروا الموت على الحياة من أن يجحدوا إيمانهم أو ينكروا الههم وفاديهم.

كاتدرائيات فوق الدياميس منها كاتدرائية القديس بطرس

وقد شيدت كاتدرائيات عظيمة رحبة فوق بعض الدياميس إحياءً لذكرى القديسين والشهداء الذين دفنوا في تربتها. فكاتدرائية القديس بطرس الرفيعة العماد قد بنيت في المكان الذي أقيم فيه ضريح زعيم الرسل. والحفريات التي بوشر بها في أيام حبرية البابا بيوس الثاني عشر المالك سعيداً أثبتت ذلك إثباتاً لا يستطيع أن يقاومه معاند أو ينكره مكابر. وحول ضريح هذا الرسول العظيم كشفت آثار أضرحة أخرى مسيحية. وقد دامت مدة الحفريات ست عشرة سنة بإشراف علماء يشاء إليهم بالبنان في علم الآثار، وخبراء فنيين لا يطالون، الذين وجدوا مع ما وجدوا بقايا الكاتدرائية الأصلية التي ابتناها قسطنطين الكبير في هذا المكان عينه.

إلى أين Quo vadis ؟

A procession in the catacomb of Callistus.

على الطريق الموصلة إلى مدينة أوستيا (Ostia) وعلى مقربة قليلة من المدينة، ضريح القديس بولس رسول الأمم. وقد أقيمت أيضاً فوق ضريحه كاتدرائية تدعى "كاتدرائية القديس بولس خارج الأسوار". وإن أشهر الطرق هي ولا شك الطريق "الابيانية" المدعوة "ملكة الطرق الروماني" لما حوته أطرافها من الأضرحة لشخصيات وثنية عظيمة اشتهرت أيضاً بمدافن المسيحيين، ونخصّ بالذكر منها المقبرتين باسم "دياميس القديس سبستيانوس والقديس كاليستوس".

فالتقليد نقل إلينا أن على هذه الطريق الابيانية التقى القديس بطرس، يوم غادر روما، بالسيد المسيح حاملاً صليبه، فجثا الرسول في الحال على ركبتيه وصرخ قائلاً: "يا سيد إلى أين تذهب (Domine quo vadis)؟" فالتفت إليه الفادي قائلاً "أنا ذاهب إلى رومة لأصلب ثانية". أما القديس بطرس فوعى ما عناه الرب بقوله هذا وعاد ثانية إلى رومة، وبعد قليل من وصوله إليها استشهد على الصليب ورأسه إلى أسفل لأنه لم يعتدّ نفسه أهلاً لأن يموت على الصليب بنفس الصورة التي صلب فيها المعلم الالهي على صليبه مرفوع الرأس. المكان الذي دفن فيه موقتاً القديسان بطرس وبولس:

The fish and loaves fresco, Catacombs of San Callisto

ومنذ سنوات قليلة خلت، وجد في ديماس القديس سبستيانوس المكان الذي دفن فيه موقتاً الرسولان بطرس وبولس والمسمى "المعبد الرسولي"، والكتابات التي تشاهد حتى يومنا هذا على جدران هذا المعبد تعبر عن استغاثات المسيحيين بهذين القديسين وتنبئ بالكفاية عن انهما دفنا معاً فترة غير قصيرة في هذا المكان. والحبر القديس البابا گريگوريوس الكبير شهد بأن المسيحيين إبان استشهاد هذين الرسولين، حضروا من الشرق مطالبين بجثمانهما، كما اردف قائلاً بشهادته: بأن جثمان هذين القديسين قد دفن على الطريق الابيانية على بعد ميلين من المدينة (رومة)، في المكان المعروف بالدياميس (Ad Catacumbas).

جثمانا القديسين بطرس وبولس

جثمان القديس بطرس في تل الفاتيكان وجثمان القديس بولس خارج أسوار روما:

وتقليد قديم يقول أن المسيحيين الشرقيين الذين طالبوا بجثمان الرسولين قد لقوا عاصفة من الاضطهاد اضطرتهم إلى اللجوء إلى دياميس القديس سبستيانوس، ولذا انتهز المسيحيون الرومانيون الذين ما كانوا يريدون أن يفقدوا ذخيرة جليلة وكنزاً عظيماً كذخيرة اميري الكنيسة ورسوليها العظيمين، فحالوا دون أن ينفّذ الزائرون الشرقيون رغبتهم ويحققوا مرمهم، فتخيّروا الوقت المناسب ونقلوا جثمان هذين القديسين، فدفنوا جثمان القديس بطرس في تل الفاتيكان، وجثمان القديس بولس خارج الأسوار على ما هو مشهور ومعروف الآن. أما ادارة دياميس القديس سبستيانوس فقد انطت بحضرات الآباء الفرنسيسكانيين. وقد شيدت منذ أقدم العصور كنيسة رائعة في المكان الذي استشهد فيه القديس سبستيانوس الجندي الباسل، وحيث آثر أن يراش جسمه بالسهام على أن ينكر إيمانه بالمسيح المصلوب.

وهذا وشل من بحر ما تضمنته التآليف التاريخية والتقاليد المسيحية من حوادث وأحداث، ووصف به الدياميس الرومانية التي هي سجل خالد يقرأه السيّاح والحجاج عن حقيقة الدين المسيحي عبر الدهور.

قائمة الدياميس في روما

Bearded Christ, from catacombs of Commodilla
A fresco of a baptism from the Catacombs of San Callisto
Orans fresco, from the Catacombs of سان كاليستو

الدياميس المسيحية

تشرف على الدياميس المسيحية اللجنة الرسولية للآثار المقدسة.

  • دياميس مارقلينوس وپطرس
  • دياميس دوميتيلا
  • دياميس كوموديلا
  • دياميس جنروسا
  • دياميس پريتكستاتوس
  • دياميس پريسيلا
  • دياميس سان كاليستو
  • دياميس سان لورنزو
  • دياميس سان پانكراتسيو
Catacombs of San Sebastiano - entrance
Catacombs of San Sebastiano - entrance (detail)
  • دياميس سان سباستيانو
  • دياميس سان ڤالنتينو
  • دياميس سانت أگنيسه
  • دياميس ڤيا أناپو


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الدياميس اليهودية

هناك ست دياميس يهودية في روما، اثنان منهم مفتوحان للعامة، ڤينيا رندانيني و ڤيلا تورلونيا.

  • دياميس ڤيلا تورلونيا

الدياميس المصرية القديمة

معرض الرسوم من دياميس روما


انظر أيضاً

  • Antonio Bosio, (c. 1575-1576 – 1629) was an Italian scholar, the first systematic explorer of subterranean Rome

الهامش

  1. ^ ديونوسيوس فيليب بيلوني. "الدياميس الرومانية التي دفن فيها 7 ملايين مسيحي". مطرانية السريان الكاثوليك بحلب. Retrieved 2009-12-19.

وصلات خارجية


الكلمات الدالة: