حي القلعة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

:::::حي القلعة... الأكثر ارتفاعاً في أحياء اللاذقية :::::

أقدم الأحياء في "اللاذقية"، يحتل هضبة مرتفعة تظهر على قلب المدينة، وكأنها قبة متراكبة الأبنية والأشجار، يقطنها الناس منذ مئات السنين، وعلى جدران بيوتها تذكر كل الحكايات التي تريد معرفتها عن هذا الحي القديم.


حي القلعة، هذا الحي القديم الذي يجاور أحياء "حارة الشحادين، الصليبة، العوينة، الشيخ ضاهر"، تكثر فيه الأزقة الضيقة والبيوت القديمة التي ما زالت تحافظ على نسقها العمراني القديم المبني بالحجارة القديمة.

موقع "eSyria" جال "حي القلعة" بتاريخ "5/12/2010"، والتقى "مصطفى غريب" احد القاطنين في الحي، والذي تحدث بالقول: «تكثر في "حي القلعة" محلات بيع مواد البناء ومناشر الخشب ومحلات المهن الصغيرة الفردية، ويعمل اغلب سكانه بالمهن الحرة والتجارة، وقسم كبير منهم تعلم ودرس ووصل بعلمه الى درجات عالية، وإلى اليوم يحافظ اهل الحي على لكنة معينة يعرفون من خلالها خلال تحدثهم».

الباحث والمؤرخ "ياسر صاري"، الذي تحدث عن هذا الحي بالقول: «عشوائية هذا الحي العتيق أضفت على مظهره الطابع الذي يشعرك بحميمية الماضي بحيث تجد فيه تلك البيوت التي عاش فيها أجدادنا وغلب أعلامنا وأصحاب الرأي والفكر آنذاك، وترى على مدرجاته الصغيرة والضيقة، سير من عاشوا فيه ومن مروا به، هو حي يتربع على تل يدعى اليوم بتل القلعة، وسمي بالقلعة لانه يقوم على قلعتين دفاعيتين تراهما تشكلان


هذا التل المرتفع والظاهر الى اليوم من أي مكان تكون فيه من حدود ونقاط "اللاذقية".

عمر هذا الحي يعود إلى العصور الوسطى كما هو موثق في الوثائق التاريخية، ويسمى اتحاد القلعتين في قلب التل باسم قلعة الزيتون لتميزها عن المنشئة الدفاعية القديمة ايضا في حي الطابيات المجاور».

يضيف الباحث "صاري" ليتحدث عن مكنونات الحي العتيق: «في الحي اقدم كنسية في "اللاذقية" وهي كنيسة "نيوقلاوس"، وهناك ايضا مسجد المغربي، وبيت عائلة الخزندار العريقة والتي سكن فيه العارف بالله "محمد المغربي" رحمه الله، وايضا عاش فيه الرجل الصالح "محمد كامل شريقي" امام مسجد المغربي الكفيف ذو الحسنات والكرامات، وعلى مقربة من المسجد، كان العبقري "حنا مينا" في دكان حلاقة ضيق كان قد افتتحه ضمن الحي خلال حياته في "اللاذقية"، وفي الحي ايضا هناك الكيدون وهو تجمع لطائفة الارمن المسيحية، وبداخله كنيسة قديمة جدا».

وكان "الأصفهاني" قد أشار في كتاباته على أن عدد القلاع الموجودة على مرتفع القلعة؛ هو ثلاثة، كما هو موجود اليوم، و"الأصفهاني" مؤرخ عاصر مرحلة فتح "اللاذقية" على

من القلعة

يد السلطان "صلاح الدين الأيوبي".

المختار "مصطفى صبحي شيبون" مختار حي القلعة تحدث لموقع "eSyria" بالقول: «أنا أعرف هذا الحي منذ /45/ سنة، كان شكله مختلف إلى حد ما أي كان بناءه قديم لايتجاوز الطابق الواحد في بنيانه، وكانت الشوارع ضيقة أيضا، توسعت منذ /20/ سنة.

رغم بساطة الحياة سابقاً فإن العادات والتقاليد كانت مهمة وموجودة في حياة أهالي "حي القلعة"، فقد كانوا يتبادلون أطباق الطعام فيما بينهم وخاصة في أيام رمضان أما في العيد فكانت تكثر الزيارات وكانت هناك ساحة "جامع المغربي" وتسمى الى اليوم بساحة العيد حيث تنشر ألعاب الأطفال المتنوعة وحتى الأعراس كانت تقام ضمن بيوت الحي بحيث يشارك بالفرح والحزن جميع سكان الحي».

وعن مسجد المغربي أهم معالم الحي الأثرية، تحدث مختار القلعة بالقول: «هذا الجامع قديم ويعتبر اثري وهو موجود كموقع تاريخي يميز حي القلعة وعمره يمتد إلى مئات السنين».

زوجة الشيخ "محمد كامل شريقي" العالم الشيخ المعروف والذي كان يقطن في الحي، وكان إماما لمسجد المغربي، تحدثت عن ذكريات الطفولة وذكريات تلك الأيام القديمة في الحي: «لم يكن هناك عائلات كثيرة في اللاذقية فكانت طفولتي بسيطة وقد كان يقام تقاليد للعيد في ساحة المغربي من العاب ومسابقات للأطفال فكنا ننتظر قدوم العيد بفارغ الصبر لكي نتفرغ للعب والفرح وكان هناك أجواء حميمة دائما ً بين الأهالي وخاصة في رمضان، الجميع كان يراقب الحي خلال الشهر الفضيل إلى اليوم، حيث أن مدفع رمضان ينطلق منه».



من هو الامام المغربي . صاحب المقام المشهور في حي القلعة؟؟؟؟

في حي القلعة . وفي أعلى القمة . يتربع جامع المغربي . وسمي بهذا الاسم . نسبة للامام محمد المغربي المدفون فيه . وهوأحد الملوك الذي أتى من المغرب العربي . ترك الملك وقصد مكة المكرمة لنهل العلم والمعرفة . ومن ثم قصد المدينة المنورة لطلب العلم . ومن بعدها قصد الشام وسكن فيها سنين طويلة .

وتتلمذ هذا الشيخ الجليل على يد كبار علماء الشام وخطبائها . وفي نومه . أتاه هاتف طلب منه الرحيل الى اللاذقية والعيش فيها . ونشر العلم الذي قد حصل عليه طيلة السنوات السابقة . وسكن الامام محمد المغربي في منزل بالايجار لعائلة الخزندار. مكان مدرسة طلال شومان التجارية حاليا . ولايزال جزء من المنزل باقي حتى الآن .

وكان الشيخ محمد يعطي الدروس الدينية في الجامع الجديد . مقابل سوق الخضرة حاليا . وكان يجلس قرب أحد الأعمدة من الناحية الغربية للمسجد . ولايزال حتى الآن يسمى هذا العامود في الجامع باسم عامود المغربي .

وفي أحد سفراته الى خارج مدينة اللاذقية . تعرض له قطاع الطرق . ولكنهم لم يفعلوا معه شىء ولم يسلبون له ماله لأنهم تفاجئوا بهذا الشيخ الذي لايهمه مال وغير خائف منهم . فما كان لزعيمهم الا أن يتوب توبة نصوحة بعد النقاش الذي دار بينه وبين الشيخ المغربي. وطلب زعيم قطاع الطرق من الشيخ محمد أن يلازمه طيلة حياته ليتعلم الدين . فوافق الامام المغربي وصحبه معه وعاد الاثنان الى اللاذقية . وظل هذا الانسان يخدم الشيخ محمد المغربي طيلة حياته لغاية وفاة الشيخ محمد . وبعد ها دفن الشيخ محمد المغربي في مكانه الحالي .

وتفاجىءالناس عندما كانوا يكفنونه بأن فراشه الذي ينام عليه من رمل .وبعد الدفن باشر خادمه وتلميذه والذي كان قاطع طريق وهو الشيخ أحمد الحلبي ببناء القبة الموجودة فوق المقام . ومن بعدها باشر ببناء الجامع الحالي وبعد الانتهاء من بناء الجامع . مات الشيخ أحمد الحلبي ودفن قرب أستاذه ومعلمه الشيخ محمد المغربي . رحم الله الشيخ الجليل محمد المغربي هذا الشيخ الجليل التقي الورع العلامةو الزاهد في الدنيا . ورحم الله خادمه الشيخ أحمد الحلبي . ورحم الله أمواتكم وأموات المسلمين أجمعين .

ص