حكمت الهجري

الشيخ حكمت الهجري
وُلِدَ	9 يوليو 1965 فنزويلا
الجنسية	سوريا
المدرسة الأم	جامعة دمشق
المهنة	شيخ عقل، رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدون الدروز
الأنجال	سلمان حكمت الهجري

حكمت الهجري (و. 9 يوليو 1965 -) هو رجل دين وشيخ عقل درزي وهو رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدون الدروز في سوريا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 النشأة

ولد حكمت الهجري في 9 يوليو 1965 في فنزويلا، ودرس الحقوق في جامعة دمشق، وأمضى جزءاً من حياته في فنزويلا. وفي مارس 2012 وبعد وفاة شقيقه أحمد الهجري، الذي كان رئيس الهيئة الروحية، تتسلم حكمت رئاسة الهيئة الروحية.

 رئيس الهيئة الروحية

 الحرب الأهلية

بشار الأسد وحكمت الهجري

في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في 2011، التزم شيوخ العقل في السويداء ذات الغالبية الدرزية بسياسة عرفت بالأوساط المحلية بـ"الإمساك بالعصا من المنتصف"، وتقوم على عدم الانخراط لصالح دعم طرف ضد آخر في الحرب. لكن في العديد من الواقف خلال الحرب الأهلية السورية كان موقف الهجري مؤيداً للرئيس السوري بشار الأسد، ففي مايو 2014 أعلن الهاجري تأيده الأسد في الإنتخابات الرئاسية، وقال في مقابلة صحفية " أننا نرى فيه (الأسد) الخلاص لهذه الأمة، وبالأخص بعدما مررنا بهذه المرحلة العصيبة، وكان العنوان الأول والأخير للصمود لنا نحن كشعب"،

وأضاف أن "الرئيس الأسد رمز لهذه الأمة، داعيا المواطن إلى تحكيم ضميره ووجدانه بالدرجة الأولى عندما يقبل إلى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته".

وأشار: "علينا أن نكون أوفياء لمن سعى لبناء سوريا الحديثة وبالأخص في العقود الأخيرة لتصمد هذا الصمود وليضعها في رتبة الدول ذات المصداقية وذات المكانة على المستوى الإقليمي والعالمي".

وكانت تصريحات الهجري رغم ما شهدته السويداء ذات الغالبية الدرزية في أبريل 2014 من احتجاجات من قبل مشايخ الدروز بعد اعتقال الشيخ الدرزي لورنس سلام واتهامه بالتعامل مع جبهة النصرة التي ترتبط بتنظيم القاعدة.

وقال حينها بشأن موقف محافظة السويداء من الإحتجاجات التي إندلت في سوريا منذ 2011، "محافظة السويداء قرأت العنوان منذ بداية الأزمة وعرفت أن الهدف من وراء ذلك هو تخريب البلد وتدمير بناه التحتية" وفي 2015 طلب من السلطات السورية تسليح السويداء "في مواجهة المسلحين"، كما استقبل في العام نفسه وفدًا من الحشد الشعبي العراقي.

ووفق دراسة نشرها موقع “Mid direction” في 2019، حضر الهجري اجتماعًا في 2017 مع مسؤولين أمنيين وحزبيين، طالب خلاله برفع الغطاء عن المطلوبين أمنياً.

وفي نوفمبر 2018، دعا حكمت الهجري، شباب مدينة السويداء إلى الالتحاق بالخدمة الإلزامية في صفوف الجيش السوري.

وطالب الهجري، في بيان، الشباب بـ"ممارسة دورهم المنتظر المعهود فيهم من خلال التحاقهم بالخدمة الإلزامية وتلبية نداء الوطن والشرف لأداء واجبهم الوطني المقدس".

وأشار إلى ضرورة استفادة الشباب من مرسوم العفو الصادر عن الرئيس السوري، بشار الأسد، الخاص بالمتخلفين وتسوية أوضاعهم.

 احتجاجات السويداء

حكمت الهجري (يمين)

في يناير 2021، قام رئيس فرع "الأمن العسكري" في السويداء، لؤي العلي بتوجيهه إهانة للهجري على شكل شتيمة، خلال طلب الأخير الإفراج عن أحد المعقلين من أبناء السويداء.

وعلى إثر ذلك هاجمت "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين"في السويداء، مسؤولي النظام، وإلى جانبها طلبت عدة أوساط محلية اعتذاراً رسمياً من "السلطة الحاكمة في دمشق".

كما حطم السكان، صوراً لرئيس النظام بشار الأسد، في شوارع المحافظة.

وفي 1 فبراير 2021 نقلت مصادر عن أن "الأسد اتصل بالهجري، وأشاد بمكانته في السويداء، كما أكد على ما يسمى باللحمة الوطنية"، وقال الأسد بأنه لا يقبل الإساءة للرموز الدينية.

وفي ديسمبر 2021، وبعد موجة من الاحتجاجت في درعا والتي تطورت لعمليات عسكرية أصدر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الأول في سورية الشيخ حكمت الهجري بياناً وجَّه فيه انتقاداً حادّاً لنظام الأسد محمِّلاً إياه مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد من فقر وجوع وفَلَتان أمني لم يعرف السوريون عَبْر تاريخهم مثيلاً له. وأكد الشيخ حكمت على ثبات موقفه بعبارة: "إلنا ١١ سنة عم نرقع وحان الوقت نمشي ع ضو".

وفي وقت سابق أعرب الهجري، عن دعمه للإرادة الشعبية في مدينة "درعا".

وأشار "الهجري" في بيانه إلى "التناغم ورسوخ الأصالة والتآخي الصادق بين أبناء السويداء، وبين الصادقين الأوفياء في سهل حوران". وأضاف: "نحن نقف إلى جانب الإرادة الشعبية الأهلية الاجتماعية الأصيلة لهم، ضد كل مظاهر وظواهر الفساد والقتل والأذى، فجراحنا واحدة وآلامنا واحدة".

وانتقد "الهجري" الفلتان الأمني في محافظة السويداء، وانتشار السلاح، داعياً أبناء المحافظة إلى تجنُّب أن يكونوا "وسائل لتنفيذ مخططات مدمرة".

في 2023 اندلعت في محافظة السويداء احتجاجات واسعة النطاق، طالب المحتجون فيها، بإسقاط النظام السوري ورحيل رئيسه بشار الأسد، وتطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بالحل السلمي في البلاد والمعروف برقم 2254، حينها أعلن الهجري تأيده للإحتجاجات وأكد على "ضرورية الاستمرارية ليوم وأسبوع وشهر وعامين حتى الوصول إلى الهدف".

كما وجه سلسلة اتهامات للنظام السوري وحلفائه الإيرانيين في أعقاب حادثة إطلاق الرصاص أمام فرع "حزب البعث" وسط المدينة.

 علاقاته مع الولايات المتحدة

في 27 سبتمبر 2023 ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أن نائب مساعد وزير الخارجية، براندان بويل تحدث إلى "الهجري" في مكالمة هاتفية، وأبلغه بدعم بلاده للحراك السلمي.

وأضاف حساب السفارة على منصة "X" تويتر سابقاً، أن هدف الاتصال: "تأكيد دعمنا لحرية التعبير للسوريين، بما في ذلك الاحتجاج"

وجاء الاتصال "لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحرية التعبير للسوريين، وللدعوات المتعلقة بسوريا عادلة وموحدة، وحل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وقبل ذلك أجرى النائب الديمقراطي برندن بويل اتصالاً مع الهجري و"اطمأن من خلاله على سلامة المتظاهرين بعد حادثة إطلاق النار". وأشاد بسلمية التظاهرات في السويداء، وقال إنه غير مستغرب منها لأنه سبق له أن "اطّلع على تعاليم الدروز الروحية التي تدعو إلى السلام والمحبة".

كما تواصل النائب الجمهوري، فرينش هيل هاتفيا بالشيخ الهجري، واستفسر منه "عن حقيقة ما يجري في السويداء، وعن الأوضاع الأمنية في المحافظة، خصوصاً بعد قيام النظام بإطلاق النار على المتظاهرين".

 الخلافات على الزعامة الروحية

حكمت الهجري (بالوسط) مع عدد من شيوخ العقل الأخرين.

تعكس التحالفات مع شخصيات مختلفة للشيوخ الثلاثة في سوريا ولبنان وفلسطين، التنافس فيما بينهم على الزعامة الروحية للطائفة في السويداء، وهي خلافات ظهرت إلى العلن عدة مرات، عبر المواقف المتباينة لكل منهم مما يجري في سوريا، والحركات السياسية في المحافظة.

ففي ديسمبر 2018، أعلن حكمت الهجري، أحد ثلاثة شيوخ في "مشيخة عقل" الطائفة الدرزية في السويداء، "تضامنه مع الشعب الفرنسي ومطالبه المشروعة في مواجهة ورفض الإجراءات القمعية للنظام الفرنسي وأجهزته الأمنية المناهضة لإرادة الفرنسيين الطامحين لبناء مجتمعهم". ودعا الهجري "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لوقف إجراءات الحكومة الفرنسية بحق شعبها والإفراج عن المعتقلين".

لكن "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين"، الناطقة باسم الهجري، عادت وسحبت البيان الذي أثار سخرية واسعة لدى المواليين والمعارضين، بعد تناسيه فتك نظام الأسد بالشعب السوري على مدى 7 أعوام، ومصير عشرات آلاف المعتقلين في سجون المخابرات السورية، ومنهم مئات الدروز.

وغاب توقيع شيخي العقل الآخرين يوسف جربوع وحمود الحناوي، كما هي العادة منذ أربع سنوات بسبب خلافات بين الثلاثة.

ويعود الخلاف بين الهجري من جهة، وجربوع والحناوي من جهة ثانية، لمطلع العام 2014، نتيجة محاولة الهجري التفرد بقرار الطائفة الدرزية والسيطرة على مقام "عين الزمان"، الدار الأولى للطائفة في سوريا، والتي ترعاها تاريخياً عائلة جربوع.

إذ تقدم دار الطائفة في "عين الزمان" خدمات اجتماعية واقتصادية وصحية لأبناء السويداء، وباتت مثالاً مصغراً للإدارة المحلية من خلال مشاريع تقدمها كان أخرها نقطة طبية متطورة، إضافة لكونها سلطة قضائية عشائرية تحتكم لها معظم العائلات في حال وقوع خلافات بينها، في ظل تراجع دور أجهزة النظام. وتعتمد دار الطائفة اقتصادياً على مال الوقف، وعلى التبرعات المالية التي يقدمها أبناء المحافظة في الداخل والخارج، وتبرعات الهيئات الدينية للطائفة الدرزية في دول الجوار خصوصا من دروز فلسطين، المصدر الأكبر للتبرعات. فضلاً على تعاملها المباشر مع المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة، التي تقدم عبرها آلاف السلل الغذائية للمواطنين شهرياً.

لكن الهجري، الذي كان موالياً لنظام الأسد، رفض في العام 2014، تسلم التبرعات المالية من دروز فلسطين، على عكس جربوع الذي استمال الحناوي إلى موقفه، وهو الأكثر حياداً بينهم.

لذلك أصدر مستشار إعلامي للهجري، بياناً باسم عائلته من دون تفويض منها، يقول بعدم اعتراف العائلة بـ"هيئة روحية" إلا للشيخ الهجري. الأمر الذي كاد أن يتسبب باقتتال بين العائلات في السويداء. وانكفأ الهجري بعدها في دار قنوات، وبات يُصدرُ أغلب بياناته بشكل منفصل عن دار الطائفة في "عين الزمان" التي التزم بها شيخا العقل جربوع والحناوي.

إذ كانت تحيط دائرة أمنية بشيخ العقل الهجري، وهي مسؤولة بشكل مباشر عن قراراته والبيانات الصادرة عنه، منذ توليه المنصب بشكل مفاجئ مطلع العام 2012 خلفاً لشقيقه الشيخ أحمد الذي توفي إثر حادث سير تعتبره المعارضة في السويداء مدبراً.

ورغم الجفاء الشخصي وتناقض المصالح، إلا أن قراراً أمنياً كان كافياً لجمع الشيوخ الثلاثة، في مكان واحد، لإصدار بيان مشترك شبه وحيد، بتوجيه "الحُرم الديني" لمؤسس "حركة رجال الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس، مطلع العام 2015، ما اعتبر تمهيداً لاغتيال البلعوس بعد شهور قليلة. حينها، جمعت الشيوخ الثلاثة، صورة مشتركة، مع الرئيس السابق لفرع "المخابرات العسكرية" العميد وفيق ناصر.

وفي منتصف العام 2017 تمكن جربوع والحناوي، من عقد مصالحة مع "حركة رجال الكرامة" التي كانت تتهم مشيخة العقل بالتوقيع على قرار اغتيال مؤسسها. وتصاعد الخلاف حينها بين "عين الزمان" والعميد وفيق ناصر، إلى أن انتهى مطلع العام 2018 بنقل ناصر إلى محافظة حماة وتعيين العميد لؤي علي خلفاً له. وجاء ذلك بعد جولة للشيخين جربوع والحناوي، برفقة "أمير جبل الدروز" جهاد الأطرش، على مسؤولين رفيعين في النظام في دمشق، لإقناعهم بضرورة نقل ناصر من المحافظة لامتصاص غضب الشارع من ممارساته.

ولم يتدخل الهجري في قضية مخطوفي الدروز لدى "داعش"، إلا عقب تنحي اللجنة الملكفة بالتفاوض من قبل جربوع والحناوي. وطبعاً، فشل الشيوخ الثلاثة في اجتراح أي حلّ لأزمة المخطوفين.

وتحكّم جربوع والحناوي بمال وقف دار الطائفة، أدى لتراجع نفوذ الهجري بشكل كبير، ما دفعه للبحث عن مصادر جديدة للتمويل. وتشير المصادر أن العنصر الأمني، المُلازم للشيخ الهجري، شكّل مجموعة سرية للتنقيب عن الأثار في مناطق متفرقة من المحافظة، بعد توفيره لأجهزة متطورة لهم. وأكدت مصادر لـ"المدن" استخراج تلك المجموعة كميات من الأثار خلال السنوات الماضية وبيعها لمسؤولين في حزب الله.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 مرئيات

حسين مرتضى: مخطط بين حزب اللواء وسلمان حكمت الهجري وجهات خارجية لزعزة الاستقرار في جنوب سوريا (22-3-2024).

 انظر أيضاً

• الموحدين الدروز
• ديموغرافيا سوريا