حقبة الحياة الوسطى

الأحداث الرئيسية في حقبة الحياة القديمة
-560 —
-540 —
-520 —
-500 —
-480 —
-460 —
-440 —
-420 —
-400 —
-380 —
-360 —
-340 —
-320 —
-300 —
-280 —
-260 —
-240 —
An approximate timescale of key Paleozoic events.
Axis scale: millions of years ago.

حقبة الحياة الوسطى Mesozoic، وتشمل حوالي 160 مليون سنة من عمر الأرض، وتمتد بين 225 مليون سنة إلى حوالي 65 مليون سنة مضت. وتقسم إلى ثلاثة عصور/أنظمة، الأقدم إلى الأحدث هي؛ العصر الترياسي، العصر الجوراسي، العصر الطباشيري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

الحياة الوسطى هي حقبة العصر الزواحف العملاقة وامتدت من 248 حتى 65 مليون سنة مضت، وبدأت بظهور معظم القارات بصفتها يابسة، وخلال هذه الحقبة غمرت البحار معظم أمريكا الشمالية وأفريقيا وشمال غربي أوروبا وبعد ذلك تراجعت البحار من بعض المناطق، وقد ساعد تكرار هذا الفيضان الضحل على تكون ظروف مناسبة لتطور الكائنات الحية، وأدى هذا إلى تكوين ترسبات حيث تشكل النفط والغاز الطبيعي، وفي خلال العصر الترياسي من هذه الحقبة تجزأت قارة بانجيا وتشكلت القارات التي نعرفها الآن، وبدأ تَشكُل المحيط الأطلسي في شرق أمريكا الشمالية أثناء العصرين الجوراسي والطباشيري فاصطدمت الصفائح القشرية وأدت إلى رفع كميات كبيرة من الصخور المنصهرة مكونة جبال سييرانيفادا في كاليفورنيا وتأثر غرب أمريكا الشمالية ببناء الجبال مما أدى إلى ظهور جبال روكي.[1]

وتمثل النباتات الأحفورية لحقب الحياة الوسطى مجموعتين متميزتين هما عاريات البذور ولها بذور رقبية ومعظمها نباتات مخروطية تشمل الصنوبريات والسنديان والسيكاسية، وقد تطورت النباتات عاريات البذور في أواخر حقب الحياة القديمة وسيطرت على العصر الطباشيري المبكر لحقبة الحياة الوسطى. والمجموعة الثانية هي النباتات كاسيات البذور، ولها بذور مغطاة ونباتات مزهرة، وأصبحت مجموعة هذه النباتات المسيطرة في أثناء العصر الطباشيري واستمرت إلى يومنا هذا.

وقد عاشت العديد من الأحياء في البحار الدافئة خلال حقبة الحياة الوسطى، وبعضها كانت أحياء دقيقة تطفو على سطح الماء، وتشتمل على الطحالب البحرية والأوليات، وأنتجت هذه الأحياء المكون الأساسي للصخور الرسوبية المعروفة بـالطباشير، وقد تطورت القواقع والمحار والأمونيتات في خلال هذه الحقبة، وانتشرت أنواع عديدة من السمك والبرمائيات والزواحف كما سيطرت الديناصورات، وهي مجموعة من الزواحف العملاقة، على اليابسة خلالها وانتهت تماما بنهاية هذه الحقبة.


العصور الجيولوجية

The African prosauropod Massospondylus.

التسمية

العصر الترياسي

أطلق مصطلح الترياسي لأول مرة عام 1834م فريدريك ألبرت Friedrich Von Albert؛ ليشمل الأقسام الثلاثة التي ينقسم إليها التتابع الطبقي الممثل لهذا العصر في ألمانيا. ومن هذا التقسيم الثلاثي لتتابع العصر في المنطقة المثالية في جنوب ألمانيا إشتق إسم العصر. ويشمل العصر الترياسي Triassic Period 45 سنة، تمتد بين 225 مليون سنة و180 مليون سنة مضت.

العصر الجوراسي

عرّف الجوراسي لأول مرة عام 1799 العالم الألماني ألكسندر فون هومبولت Alexander von Humboldt، ليصف مكاشف صخور الحجر الجيري الموجودة في جبال الجورا الممتدة بين فرنسا وسويسرا. وتمثل هذه الطبقات جزءاً صغيراً مما يطلق عليه العصر الجوارسي بالمعنى الحديث. ولكن العالم الفرنسي برونيارت Brongniart كان أول من إستعمل هذه التسمية؛ للإشارة إلى النظام بأكمله عام 1829.

وقد كان هذا النظام التي طبقت عليه التقسيمات الطبقية سواء منها الصخرية أو الحيوية؛ حيث أدت الوفرة الشديدة في الحفريات المرشدة من الأمونيات (وهي من الرأسقدميات) إلى أن قسم هذا العصر إلى عدد كبير من النطاقات الحيوية. ويشمل العصر الجوراسي 45Jurassic Period/System مليون سنة، وتمتد بين 180 مليون سنة و135 مليون سنة مضت.

العصر الطباشيري

إستخدم هذا المصطلح لأول مرة العالم البلجيكي أوماليوس د. هالوي Omalus d. Halloy عام 1822م, ليصف التتابعات الت يتحيط بحوض باريس الترسيبي, وتتكون من صخر الطباشير والذي يطلق عليه باللاتينية certa, ومنه إشتق إسم العصر. ويشمل العصر الطباشيري 70Cretaceous Period/System مليون سنة من عمر الأرض, تمتد بين 135 مليون سنة و 65 مليون سنة مضت.

الحياة في حقبة الحياة الوسطى

تتميز الحياة في حقبة الحياة الوسطى بسيادة الزواحف من أشكال الحياة البرية, كما سادت في البحار من اللافقريات الرخويات; خاصة منها الرأسقدميات.

الحياة البحرية

عادة الحياة البحرية للإزدهار في حقبة الحياة الوسطى، بعدما تعرضت له من إنكسار بين البرمي الأوسط والترياسي الأوسط. ويرجع ذلك لأسباب عديدة, منها: فتح المحيطين الأطلنطي والهندي وإتساع مساحات البحار فوق القارية وبالتالي زيادة المساحات المغطاة بالماء.

الأوليات

مثلت الأوليات Protista في حقبة الحياة الوسطى بمجموعات الطحالب الخضراء الديسكلادسية والكوكوليثوفورا والهدبيات والسوطيات والديانومات والفورامنيفرا والراديولا أو الشعاعيات. فمجموعة الطحالب الخضراء الديسكلادسية Dasycladaceous green algae قد إنتشرت في البحار الدافئة الإستوائية مثل البحر التيثي حتى كونت شعاباً. وبلغت أوج إنتشارها بين الترياسي والجوارسي.

أما مجموعة الكوكوليثوفروات Cocolithophores فقد ظهرت لأول مرة في العصر الجوراسي وزادت وتنوعت في العصر الطباشيري, حيث تمثل بقاياها الجزء الأكبر من رواسب طباشير العصر الطباشيري وحتى الآن, وهي مجموعة مهمة للغاية لمضاهاة التتابعات الطبقية على مسافات بعيدة .. إلا أنه من الصعب تفسير عدم ظهورها حتى العصر الجوارسي.

أما الهدبيات السيليكية Silicoflagellates فقد ظهرت في العصر الطباشيري. كما ظهرت السوطيات Dinoflagellates منذ العصر السيلوري، إلا أنها بقيت نادرة حتى قرب نهاية حقبة الحياة الوسطى، حيث زادت إنتشاراً زتنزعاً في نهايتها.

أما الدياتومات Ditoms فيتكون جدارها من السيليكا; مما يساعدها على بناء طبقات من الطفل السيلكي ذي الأهمية الإقتصادية. وقد ظهرت لأول مرة في العصر الطباشيري، ووصلت إلى قمة إنتشارها في نهاية العصر.

أما الفورامنيفرا Foraminifera .. فقد إنتشرت وتنوعت على نطاق واسع أثناء العصرين الجوارسي والطباشيري حتى الآن. كما ظهرت لأول مرة الفورامنيفرا الهائمة planktonic forminifera في نهاية العصر الجوراسي, وزادت إنتشاراً وتنوعاً في العصر الطباشيري العلوي وما تلاه في حقبة الحياة الحديثة. وتمثل الفورامنيفرا الهائمة مجموعة مهمة جداً من الحفريات المرشدة, والتي تستخدم في المضاهاة على مسافات بعيدة، كما أنها توجد بأعداد ضخمة بحيث تمثل مكوناً رئيسياً في الصخور البحرية النشأة منذ العصر الطباشيري حتى الآن.

أما الراديولاريا أو الشعاعيات Radiolaria فقد تنوعت في العصرين الجوراسي والطباشيري؛ خاصة منها الأشكال التي تعيش في البحار العميقة، حيث تستطيع بناء رواسب تميز البيئات العميقة يطلق عليها الحمأ الراديولاري Radiolarian Ooze. ويطلق هذا المصطلح على رواسب المحيطات العميقة التي تتكون من 30% على الأقل هياكل كائنات الأعماق، والبقية من معادن الصلصال، وعادة ما يعرف الحمأ بإسم الكائنات المشاركة في تكوينه.

الحيوانات اللافقارية

تمثلت الحيوانات اللافقارية Invertebrate animals في حقبة الحياة الوسطى بعديد من المجموعات، أهمها الإسفنجيات والمراجين السداسية والحزازيات والمسرجيات والقواقع والمحاريات والأمونيات والبلمنيتات والأوستراكودا والجلدشوكيات، ولكن أدق أنواع المضاهة هي تلك التي تعتمد على مجموعة الأمونيات.

الإسفنجيات: إنتشرت الإسفنجيات Sponges بنوعيها السيلكي والجيري الجدار في كل من العصرين الجوراسي والطباشيري أيضاً.

المراجين السداسية: ظهرت المراجين السداسية Hexacorals لأول مرة في الترياسي الأوسط في البحر التيثي الإستوائي من أصل غير معلوم, إلا أنها إنتشرت حول العالم قبل نهاية الترياسي, كما أصبحت قادرة على بناء شعاب في تلك الفترة أيضاً.

الجماعيات أو الحزازيات: تنوعت وإنتشرت من الجماعيات أو الحزازيات Bryozoans مجموعة السيكلوستومات Cyclostomes في العصرين الجوارسي والطباشيري, وهي من الجماعيات التي عاشت في حقبة الحياة القديمة المتأخرة. أما مجموعة شيلوستومات Cheilostomes .. فقد ظهرت لأول مرة في الجوراسي المتأخر, وأصبحت هي أكثر مجموعات الجماعيات ‘نتشاراً منذ الطباشيري الأوسط حتى الآن.

المسرجيات: إنحسرت المسرجيات Brachiopods بشكل واضح بعد حقبة الحياة القديمة, وإنقرض عديد من رتبها بنهاية هذه الحقبة. أما الرتبتان اللتان إستمرتا في الوجود بعد حقبة الحياة القديمة, وهما التريبراتولدات Terebratulids و الرينكونيليدات Rhynchonelids, فقد زادت تنوعاً في العصر الجوراسي, وإنحسرت بشدة بعد ذلك, حتى الآن.

الرخويات: أما الرخويات Mollusks .. فهي المجموعة الأكثر إنتشاراً في بحار حقبة الحياة الوسطى, ومنها:

  • القواقع Gastropods التي تزايدت تدريجياً خلال الحقبة; خاصة في العصر الطباشيري, الذي إنتشرت فيه مجموعة الحلزونيات كثيرة الإلتفاف high – spired snaiks.
  • ذوات المصراعين Pelecypods التي تزايدت أهميتها في حقبة الحياة الوسطى, ولكنها تزايدت أكثر في حقبة الحياة الحديثة. ومن المجموعات التي تستعمل في تقسيم صخور هذه الحقبة مجموعة البكتنات Pectens ذات الأهمية في العصر الترياسي, ومجموعة الرودستات Rudists المهمة في الجوراسي الأعلى والطباشيري.
  • الرأسقدميات Cephalopods التي تشمل مجموعة الأمونيات ذات خط الرز الأمونيتي الأكثر تعقيداً, والتي تلعب دوراً رئيسياً في تقسيم صخور هذه الحقبة على نطاق إقليمي, ففي العصر الترياسي سادت الأمونيات ذات خط الدرز السيراتيتي, أما في العصرين الجوارسي والطباشيري .. فقد سادت الأمونيات ذات خط الدرز الأمونيتي.

وقد إنقرضت جميع الأمونيات إنقراضاً كاملاً في نهاية الحقبة. ويفسر هذا الإنقراض نظريتان: تفترض إحداهما تغير نسب المكونات الغازية للغلافين المائي والهوائي للأرضَ, وحيث إن الأمونيات تعتمد في طفوها على سطح الماء على إتزان دقيق لنسب الغازات والسوائل في غرف هيكلها, حيث يؤدي أي خلل في هذا الإتزان إلى زيادة أو نقص كمية غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في ماء البحر, مما يترتب عليه إندفاعها إما إلى سطح الماء مثل الفلين, أو غوصها إلىالقاع مثل قطعة الحديد. أما النظرية الثانية .. فتقوم على إفتراض أن الأنواع الحديثة من الأسماك العظمية المعروفة بالتيلوستي Teleosti أو الأسماك كاملة العظام بلغت درجة عالية من الإنتشار في الفترة نفسها التي أخذت فيها الأمونيات في التناقص والإنكماش, وحيث إن كلتا المجموعتين من الحيونات السابحة nektonic آكلة اللحوم, فقد تكون الأسماك منافساً محتملاً للأمونيات, حيث أخذت تقضي عليها تدريجياً, حتى إنقرضت الأمونيات تماماً في نهاية العصر الطباشيري, وهذه النظرية يؤيدها ما قليل من العلماء.

ومن الرأسقدمياتمجموعة البلنيتات Belemnites التي تشبه السيجار, والتي وصلت إلى قمة إنتشارها في العصرين الجوارسي والطباشيري, وهي من الحفريات المرشدة التي أحياناً ما توجد بقاياها بوفرة, فتستعمل في المضاهاة المحلية, هذا ويلاحظ أن هذه المجموعة إنحدرت إنحداراً شديداً بعد العصر الطباشيري, حيث بقى عدد محدود جداً من أفرادها.

الأوستراكودا: أخذت الأوستراكودا Ostracods في التزايد والتنوع خلال حقبة الحياة الوسطى, بعد فترة الإضمحلال, التي تعرضت لها خلال العصرين البرمي والترياسيز الجلدشوكيات: كانت الجلدشوكيات Echinoids موجودة في البحار منذ حقبة الحياة القديمة, إلا أنها زادت إنتشاراً في العصر الجوارسي مع ظهور الجلدشوكيات غير المنتظمة الهيكل.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحيوانات الفقارية

الأسماك: كانت الأسماك العظمية teleost fishes أكثر مجموعات الأسماك البحرية إنتشاراً, والتي كانت تتميز بذيل متماثل وقشور مستديرة وزعانف متخصصة, وفكوك قصيرة تكيفت أحياناً لتناول أنواع معينة من الغذاء. الزواحف: كانت الزواحف من مجموعة البلاكودونتات Placodonts هي المجموعة الرئيسية من الوزاحف البحرية في بداية الحياة الوسطى, والتي كانت تتميز بأجسام مدرعة عريضة.

الحياة البرية

الحيونات الفقارية

بدأت حقبة الحياة الوسطى بينما كان يوجد من الفقاريات الأسماك والبرمائيات والزواحف فقط. بينما شهدت حقبة الحياة الوسطى بداية ظهور كل من الطيور والثدييات. كما أن حقبة الحياة الوسطى شهدت سيادة للزواحف العملاقة المسماة بالديناصورات على كل الفقاريات الأخرى; ولذلك يطلق على حقبة الحياة الوسطى عصر الزواحف Age of Reptiles.

الأسماك: تنوعت الأسماك العظمية شعاعية الزعنفية Ray-finned bony fishes والمميزة لحقبة الحياة القديمة, تنوعاً شديداً خلا حقبة الحياة الوسطى, خاصة أثناء العصر الطباشيري في المياه العذبة.

البرمائيات: إنتشرت البرمائيات اللابيرينشودونتية labyrinthodont amphibians والتي تتميز بضخامة اجسامها المدرعة, ورأسها المسطحة في مناطق عديدة في الترياسي, حيث كان يسود الترسيب القاري. كما سجلت بقايا أسلاف الضفادع في صخور الترياسي في جزيرة مدغشقر, التي تمثل جزءاً من الجندوانا. وسجلت أيضاً بقايا أسلاف السلمندر من صخور الجوارسي واطباشيري في أمريكا الشمالية.

الزواحف: تمثل الزواحف reptiles العلامة الحيوية الرئيسية لحقبة الحياة الوسطى. ومن الزواحف صغيرة الحجم التي ظهرت في العصر الترياسي ولازالت تعمر الأرض إلى الآن مجموعتي الضفادع frogs والسلاحف turtles. أما الضفادع فقد كانت ولازالت برمائيات صغيرة الحجم, وترجع أقدم حفريات الضفادع إلى بداية العصر الجوارسي, إلا أنه وجدت بقايا لأشباه ضفادع في صخور العصر الترياسي. أما السلاحف فقد إفتقدت الشكال الأولى منها القدرة على دفع الرأس والذيل إلى داخل الصدفة الصلبة.

وقد كانت زواحف الحياة الوسطى مختلفة تمام الإختلاف عن الزواحف التي نعرفها اليوم حيث كانت مجموعة من أكبر الحيوانات التي مشت على الأرض حجماً. هذه الزواحف العملاقة من الزواحف المنقرضة هي ما يطلق عليها الديناصورات Dinosaurs, والتي تزين عظامها وهياكلها متاحف التاريخ الطبيععي في مختلف أنحاء العالم. وقد أثارت الديناصورات كثيراً من الإهتمام لغرابتها; فبينما تميزت بعض الديناصورات بالبلادة والغباء والوادعة; والعيش في المستنقعات والتغذي على الأعشاب, مثل الديناصورالشمهور المسمى البروتنوصورص Brontosaurus, والذي كان طوله حوالي 20 متراً على الأقل, ويزن حوالي أربعين طناً, تميز بعضها الآخر بالشراسة, والتغذي على اللحوم, كما كانت ذات قوة وشهية هائلة مثل التيرانوصورص Tyrannosaurus, الذي يعتبر أضخم حيوان آكل للحم في تاريخ الأرض, حيث كان طوله حوالي 15 متراً وإرتفاعه حوالي 6 أمتار, كان يمشي على قائمتيه الخلفيتين, وتركزت قوته في فكه السفلي الضخم وأسنانه المخيفة المستدقة الطرف.

أما الديناصور ثلاثي القرن أو الترايسيراتوبس Triceratops فهو أضخم الديناصورات المدرعة, وكان طوله حوالي 9 أمتار, ويمشي على أربع, ويتغذى على الأعشاب.

وقد إكتشفت عظام الديناصورات لأول مرة في جنوب إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر. ولكن كان للجهود التي قام بها الأمريكيان أوتنيل تشارلز مارش Othneil Charles Marsh خلال الفترة من 1831م و1899م, وإدوارد درنكر كوب Edward Drinker Cope خلال الفترة من 1840م حتى عام 1879م في الغرب الأمريكي, الفضل في إرساء قواعد دراسة علم الحفريات الفقارية عموماً, ووضع الديناصورات في بؤرة الإهتمام العلمي بالصورة التي نراها الآن خصوصاً.

ويعني لفظ ديناصور Dinasaur باللاتينية السحلية المرعبة terrible lizard, حيث يتم تجسيد نماذج الديناصورات في هيئة سحالي, بينما الديناصورات ليست سحالي, وغالباً ليست مرعبة, أو عملاقة الحجم, حيث إن أنواعاً منها في حجم الدجاجة, وقد مثلت الزواحف الجزء الأكبر من سكان البيئات البرية في حقبة الحياة الوسطى.

وقد ظهرت الديناصورات لأول مرة في نهاية العصر الترياسي, وإستمر وجودها حتى نهاية العصر الطباشيري, حيث إنقرضت بشكل كامل; اي إستمر وجودها على الأرض خلا الفترة من 200 مليون سنة مضت حتى 65 مليون سنة مضت, اي ما يربو على 135 مليون سنة من عمر الأرض.

ويعتقد أن الديناصورات نشأت من مجموعة الزواحف الإبتدائية أشباه الثدييات, والمسماة غمديات أو سنخيات الأسنان Thecodontia, والتي إستمرت من العصر البرمي, وهي مجموعة صغيرة الحجم, نشطة ذات عظام خفيفة وآكلة لحوم, وإنقرضت مع نهاية العصر الترياسي.

وتقسم الديناصورات بناءً على شكل عظمة الحوض إلى رتبتين هما: رتبة الديناصورات ذات حوض السحالي أو حوض الزواحف, ورتبة الديناصورات ذات حوض أشباه الطيور.

ونعرض هنا بإختصار وصفاً لكل رتبة من هذه الرتب والمجموعات التابعة لها.

أ-رتبة الصوريشيا Saurischia وتشمل الديناصورات ذات حوض السحالي أو حوض الزواحف lizard or reptile – pelvis type. ويتميز أعضاء هذه الرتبة بأن عظمة الحوض تكون فيها ثلاثية التشعع. وكان بعضها يتغذى على العشب والقليل منها آكل للحم. وقد ظهرت أقدم الديناصورات التي تتبع هذه الرتبة في الترياسي المبكر وهي المسماة البروصوروبودات Prosauropods, وهي تسير على قدمين, وقد تطورت من هذه المجموعة في نهاية العصر الترياسي وبداية العصر الجوارسي مجموعتان من الديناصورات: -الصوروبودات Sauropods وهي آكلة العشب وضخمة الأجسام, بل هي أضخم الديناصورات حجماً على الإطلاق وذات أربع وبرمائية. وقد كانت هذه المجموعة الأكثر إنتشاراً خلا العصر الجوارسي, وتشمل من الأجناس المعروفة: الأباتوصورص Apatosaurus والبراكيوصوص Brachiosaurus, والدبلودوكس Diplodocus.

-الثيروبودات Theropods, وهي مجموعة كبيرة الحجم ذات قدمين وآكلة لحم, وكانت منتشرة خلا العصرين الجوارسي والطباشيري, حيث مثلت في العصر الجوارسي بجنس الألوصوراص Allosaurus, وفي العصر الطباشيري بجنس تيرانوصوراص Tyrannosaurus. كما وجدت أشكال من ثيروبودات أصغر حجماً, وذات أشكال تشبه النعام, مثل: جنس سولوروس Coeurus وجنس أورنيتوميموس Ornithomimus عديم الأسنان آكل البيض, والذي قد يكون جد النعام والطيور الشبيهة.

ب-رتبة أورنيتيشيا Ornithischia وتشمل الزواحف ذات حوض أشباه الطيور bird – like pelvis. وتشمل هذه الرتبة أربع مجموعات من الديناصورات, ويبدو أنها جميعاً عشبية التغذية.

-الأورنيتوبودات Ornithopods وهي تشمل على رجلين, ووصلت إلى قمة تطورها بديناصورات الطباشيري البرمائية, والتي لها منقار مثل البط.

-استيجوصورات Stegosaurs وهي ديناصورات مدرعة ذات أربعة أرجل, وهي ممثلة في العصر الجوارسي.

-أنكيلوصورات Ankylosaurs وهي ديناصورات مدرعة ذات أربعة أرجل وممثلة في العصر الطباشيري.

-سيراتوبسيانات Ceratopsians وهي ديناصورات ذات قرون ولها أربعة أرجل, ومنها جنس ترايسيراتوبس Triceratops من العصر الطباشيري المتأخر في أمريكا الشمالية, تصور آخر للتاريخ التطوري للديناصورات خلال حقبة الحياة الوسطى, تصور لتطور الزواحف خلال الزمن الجيولوجي.

هل الديناصورات من الحيوانات ذات الدم البارد أو الحار: من المعروفغ تاريخياً أن الديناصورات نموذج حي على مبدأ الإنقراض الجماعي, ومثال واضح على عدم القدرة على التواؤم وإستمرار التطور. وقد شهد عام 1970م إعادة تسليط الضوء وتركيز البحث العلمي على الديناصورات, من خلال إعلان أن الديناصورات مثل الطيور والثدييات كانت من ذات الدم الحار. وقد أثار هذا الإعلان جدلاً علمياً واسعاً بين علماء الفقاريات.

وأول من ذكر أن الديناصورات حيوانات ذوات دم حار, هو العالم الأمريكي أوستروم Ostrom عام 1960م; حيث أكتشف ديناصوراً صغيراً يسير على رجلين أسماه دينونيكس Deinoychus ووصفه بأنه سريع الحركة شديد الإفتراس, شديد الرشاقة نشيط جداً, ولم يكن إلا زاحفاً, كما يتضح نم خلال سلوكه وطريقته في المعيشة. وإقترح أوستروم أن معدل التمثيل الغذائي عند هذا الديناصور لابد أن يشبه المعدل الغذائي لدى الطيور أو الزواحف. هذا الفرض الذي قدمه أوستروم, تبناه تلميذه عالم الحفريات الفقارية في جامعة يال الأمريكية, روبرت باكر Robert Bakker في محاولة لإثباته.

وتتلخص الشواهد باكر لإثبات ذلك في النقاط التالية: 1-نسبة الإفتراس – الفريسة predator – prey ratio في المجموعة الحية: عند حساب نسبة الوزن الاحقيقي للحيوانات المفترسة, وكذلك للحيوانات الفرائس في أي مجموعة حية قديمة أو حديثة ومقارنتها ببعضها البعض, وجد باكر أن النسبة داخل هذه المجموعة الحية تكون أعلى في مجموعات ذوات الدم البارد (50%) منها في ذوات الدم الحار (20%). وينشأ هذا الإختلاف في النسبة من أنه تلزم مجموعة أكبر من الفرائس; لتغطي الإحتياج الكبير للطاقة في أجسام الحيوانات ذات الدم الحار, التي يوجد منها عادة عدد أقل داخل المجموعة الحية. وتقع النسبة في الديناصورات في نطاق ذوات الدم الحار.

2-تتغطى أجسام الديناصورات في حالاتا عديدة بفروة أو ريش; حيث إن مجموعات من الديناصورات الضخمة قد وجدت في مناطق مثل شمال كندا, والتي تقع في العصر الطباشيري شمال الدائرة القطبية, كما إنه من المستبعد أن يعيش حيوان ضخم ذو دم بارد في مثل هذه المناطق حيث الشتاء قارص طويل شديد البرودة, ولا تشرق فيها الشمس مطلقاً.

3-معدل نمو جسم الديناصور ومعدل بناء العظام في أجسامها تشبه الثدييات, كما أن كثافة الفراغات والتجاويف الموجودة في قطاع عظام الديناصور عالية, وتشبه تلك الموجودة في الطيور والثدييات وربما تفوقها. وقد قام عالم الحفريات جون هورنر John Horner بدراسة حفريات لنوع معين من ديناصورات العصر الطباشيري في مراحل النمو المختلفة من المرحلة الجنينية embryo, فالطفولة baby فالصبا juvenile فالنضج الكامل adult ; لجمع معلومات عن معدل نمو الجس وسرعة نمو العظام, وربط هذه المعدلات بتلك الموجودة في الثدييات.

ووجد أن الديناصورات تتميز بمعدل نمو مرتفع وكثافة التجاويف فيها عالية وتشبه الثدييات. أما الزواحف.. فإنها تتميز بمعدل نمو بطئ, كما أن بناء العظام فيها يشتمل على القليل من التجاويف.

الفقاريات الهوائية: غزت الحيوانات الفقارية الهواء للمرة الأولى في نهاية العصر الترياسي, عندما ظهر الحيوان المسمى بالبتيروصورص pterosaurs أو السحلية الطائرة, والذي يتميز بأجنحة وعظام مجوفة.

ويدل تركيب هيكل البتيروصورص على قدرة هذه الزواحف على الطيران, كما يبدو أن معظم أنواع البتيروصورص كانت قادرة على المشي, وأيضاً على التسلق بمساعدة مخالبها التي تشبه الخطاف.

وقد وصلت الزواحف الطيارة أو البتيروصورص إلى قمة تطورها في العصر الطباشيري ممثلة بجنس بتيرانودون Pteranodon عديم الأسنان, والذي يصل طول جناحه من خمسة وعشرين قدماً إلى خمسين قدماً.

وقد إكتشفت حديثاً بعض بقايا هذا الديناصور في صخور العصر الجوارسي في روسيا ووجدت مغطاة بشعر أو ما يشبه الريش, ويدعم هذا الإكتشاف أن الزواحف الطيارة يجب أن تكون من ذوات الدم الحار لتدعم التمثيل الغذائي العالي اللازم لعملية الطيران. وقد إنقرضت هذه المجموعة في نهاية العصر الطباشيري.

أما المجموعة الثانية من الفقاريات الهوائية فهي الطيور Birds, والتي ظهرت في العصر الجوراسي المتأخر, ثم أخذت تتنوع وتتزايد منذ ذلك الوقت حتى الآن; مما أهلها لأن تكون طائفة مستقلة من طوائف الفقاريات.

وأقدم طائر على وجه الأرض هو طائر العصر الجوارسي المتأخرو والمسمى بالطائر العتيق (الأركيوبتركس) Archaeopteryx ومعناها الجناح العتيق ancient wing, الذي يمثل حلقة ربط بين ديناصورات الثيروبود السوريشيية saurischian theropod والطيور.

وقد جمعت ست عينات من هذا الطائر, كلها من الحجر الجيري في سولينهوفين Solenhofen في مقاطعة بافاريا في جنوب ألمانيا, وقد ساعد الجير الطيني الناعم على حفظ الريش بشكل نموذجي.

ويشير شكل أسنان هذا الكائن ومخالبه وذيله العظمي الطويل, وغياب التجاويف في عظامه, وعدم وجود منقار له أنه أحد الديناصورات وليس طائراً, بينما يدل وجود آثار الريش الطويل المغطى لجسمه والأطراف الأمامية والذيل على أن هذا الكائن كان في طريقه ليصبح طائراً كاملاً, مكا أن بناء ريش الأركيوبتركس يشبه بناء ريش الطيور الحديثة, وإن كانت عظمة القص صغيرة, ويبدو أنها كانت غير قادرة على تدعيم العضلات الكبيرة اللازمة للطيران.

أما في العصر الطباشيري, فقد ظهرت قليل من الطيور ذات الأسنان, كما بدأ أيضاً ظهور المجموعات الحديثة من الطيور, وإنقرضت المجموعات القديمة مثل البتيروصور.

ظهرت الثدييات Mammals لأول مرة في العصر الترياسي المتأخر من حيوان زاحف شبيه بالثدييات mammal – like reptile صغير الحجم وآكل العشب, وقد تنوعت بعد ذلك, وظهرت منها مجموعات عديدة مثل آكلا العشب وآكلات الحشرات وآكلات البذور, ولكن كل ثدييات العصرين الجوارسي والطباشيري السفلي كانت صغيرة الحجم للغاية, ولا تزيد عن حجم القط المنلي وتتبع رتباً, إتقرضت مع نهاية الحقبة. مراحل تطور الثدييات من الزواحف أشبه الثدييات mammal – like reptils .

ومن أهم ثدييات العصر الطباشيري جنس برجاتوريس Purgatorius وهو جنس في حجم الفأر, ويضعه علماء الثدييات ضمن مجموعة من الحيوانات التي قد تكون هي الأصل الذي تطورت منه رتبة الرئيسات primates ; لأنه عندما تعرضت الأرض لكارثة نهاية العصر الطباشيري, والتي أدت إلى إنقراض الأحياء ومنها الديناصورات نجا هذا الجنس من الإنقراض, وبالتالي وجدت بقاياه في قاعدة رواسب حقبة الحياة الحديثة.

وعندما إنقرضت الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري أفسحت المجال للثديياتو التي نجت من هذا الإنقراض لتحل محلها وتملأ الأماكن التي تركتها. وفي نهاية العصر الطباشيري تنوعت الثدييات الكيسية marsupial mammals والثدييات المشيمية placental mammals لتعطي الرتب الحديثة منها, والتي وصل عددها لأكثر من خمس رتب في تلك الفترة.

وبالطبع .. فإن الجغرافية القديمة للأرض كانت تختلفف في فترة تشعع الزواحف في الفترة الممتدة من العصر الكربوني حتى نهاية الطباشيري السفلي عن فترة تشعع الثدييات في العصر الطباشيري العلوي وما بعده. ففي الفترة الأولى كانت كل الكتل القارية إما ملتحمة ببعضها, أو قريبة جداً من بعضها البعض, بحيث يسهل على الكائنات الإنتقال بين أرجائها بسهولة, وهذا ما يجعل صورة الحياة متقاربة على الأرض خلال هذه الفترات. أما في العصر الطباشيري العلوي وما يليه, فقد تعرضت الكتل القارية للإنجراف والتباعد ; مما ساعد على أن تتطور الثدييات منعزلة عن بعضها البعض فوق هذه الكتل المتباعدة ; مما نتج عنه مجموعة حفرية مختلفة بإختلاف عدد الأقاليم المناخية على يابس الأرض.

النباتات

تميزت الحياة النباتية في حقبة الحياة الوسطى بمجموعتين نباتيتين: 1-مجموعة عاريات البذور Gymnosperm Flora, التي إستمرت من العصر البرمي, وسادت خلال حقبة الحياة الوسطى حتى الطباشيري السفلي.

2-مجموعة كاسيات البذور Angiosperm Flora, التي سادت منذ العصر الطباشيري الأوسط حتى الآن. وتشمل مجموعة عاريات البذور Gymnosperm Flora ثلاث مجموعاتهي الصنوبريات أو المخروطيات Conifers, والتي كانت سائدة خلال الفترة من العصر البرمي وطوال حقبة الحياة الوسطى, والسيكاديات Cycadophtes التي ظهرت على قارة الجندوانا الجنوبية في العصر الكربوني, وكانت واسعة الإنتشار بكثافة طوال حقبة الحياة الوسطى, والجنجكوس Gingkos, التي ظهرت في نهاية حقبة الحياة القديمة, ولكنها كانت المكون الرئيسي لعالم النبات خلال حقبة الحياة الوسطى.

أما كاسيات البذور Angiosperm Flora .. فقد نشأت من أصل غير معروف في العصر الطباشيري السفلي, ثم تنوعت وسادت في الطباشيري الأوسط والعلوي وحتى الآن.

نهاية الحقبة ونموذج آخر من الإنقراض الجماعي

شهدت نهاية العصر الطباشيري واحدة من أكبر الكوارث الحياتية في تاريخ الأرض, والتي نتج عنها أحد أهم نماذج الإنقراض الجماعي لكثير من المجموعات الحية, بعد أن وصلت الحياة إلى درجة متقدمة من الإزدهار والتنوع في أشكالها خلال العصر الطباشيري, والذي يوضحه سجله الحفري.

وقد كانت الحياة البحرية اللافقارية في العصر الطباشيري تتمتع بلمسة حديثة, على الرغم من وجود عديد من المجموعات التي إنقرضت مع نهاية العصر مثل الأمونيات. كما عمل الإنجراف القاري على إنفصال الكتل القارية عن بعضها البعض, وكذلك ظهور الأقاليم المناخية على زيادة إنعزال المجموعات الحية, وأيضاً زيادة التنوع الحيوي, فأثناء العصرين الترياسي والجوارسي كان عدد الأقاليم البحرية الحيوية marine faunal provinces قليلاً, بينما كان عدد الأنواع ذات الإنتشار العالمي cosmopolitan كبيراً.

أما عند نهاية العصر الطباشيري, فقد أصبح عد الأنواع ذات الإنتشار العالمي قليلاً, نظراً لوجود فواصل جغرافية أدت لوجود أعداد أكبر من الأنواع المحلية المعيشة. وهذه القاعدة لا تصدق على الأحياء البحرية فقط, ولكنها تصدق أيضاً على الأحياء القارية أيضاً. فأثناء العصرالطباشيري كثرت بشكل لم يسبق له مثيل أنواع الديناصورات والثدييات, كما أصبحت أكثر تقدماً وتواؤماً مع البيئة.

ومع نهاية العصر الطباشيري.. إنقرض عديد من المجموعات, التي لعبت دوراً مهماً أثناء هذا العصر مثل الأمونيات والرودستات من الرخويات والديناصورات, بالإضافة للفورامنيفرا الهائمات القزمية (الننوبلانكتون).

  • أسباب الإنقراض الجماعي في نهاية حقبة الحياة الوسطى

ربما يكون النشاط التكتوني الأرضي أحد الأسباب الفرعية للإنقراض الجماعي في نهاية حقبة الحياة الوسطى, حيث ترتب على هذا النشاط إنحسار للبحار الضحلة فوق القارية, وبالتالي فناء الحياة التي كانت تعيش فيها.

ولقد ترتب على تفتت القارات وتباعدها عن بعضها وتوزيعها من الشمال إلى الجنوب بداية ظهور النطاقات المناخية الحديثة المرتبطة بدوائر العرض, وبداية ظهور الأقاليم الباردة عند الأقطاب. وقد يؤدي هذا إلى إنخفاض المعدل لدرجة حرارة الأرض; مما يقضي على بعض أنواع الأحياء, التي قد تكون إحدى الحلقات الأولية في السلسلة الغذائية, مما يؤدي إلى الإنقراض الجماعي في النهاية.

وتدل الدراسات الحديثة على حدوث نقص شديد في أعداد الهائمات (العوالق) القزمية (الننوبلانكتون) والفورامنيفرا الهائمة (الطافية) عند نهاية العصر الطباشيري, وحيث إن هذه المجموعات تمثل قاعدة السلسلة الغذائية, وحدوث نقص فيها يترتب عليه إضطراب الحياة البحرية اللافقارية والفقارية على حد سواء. كما أن نقص هذه المجموعات التي لها دور في عملية البناء الضوئي في البحار, سيؤدي إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي, مما سيحدث أثر (الصوبة الزجاجية) الدفيئة وبالتالي رفع درجة حرارة الأرض, وبالطبع كان لهذا أثر بالغ على المجموعات القارية مثل الديناصورات.

ويعتقد بعض العلماء أن كارثة إنقراض الكائنات البحرية الهائمة (الطافية) قد تشمل مجموعة الأمونيات, والتي يعتقد أن كور اليرقة فيها ربما كان يعيش طافياً, بينما إستطاعت مجموعة النوتيات الإستمرار بعد الطباشيري; نظراً لأن جيل اليرقة فيها ربما كان يعيش قاعياً.

وقد شهد عقد الثمانينات من القرن الماضي تجدد الإهتمام بأحداث نهاية العصر الطباشيري; بسبب إكتشاف شاذات من عنصر الإيريديوم iridium, والذي يمثل أحد مكونات النيازك والوشاح عند الحد الفاصل بين العصرين الطباشيري والثالث K/T boundary. ففي شهر يونيو عام 1980م, تقدم العالم الأمريكي الحاصل على جائة نوبل لويس ألفاريزر Luis Alvarez من جامعة بيركلي Berkeley ومجموعته, بتفسير جديد لإنقراض نهاية العصر الطباشيري, يقوم على حدوث موت جماعي كبير بسبب حدوث ما يعرف بالشتاء الكوني: وينص على أن كوكباً سياراً asteroid بما يصل قطره إلى 10كم, قد صدم الأرض بقوة عند 65 مليون سنة مضت, ونتج عن هذا الإصطدام كميات ضخمة من الغبار الأرضي وفتات الجرم السماوي الذي يشمل عنصر البناء الضوئي في النباتات والعوالق أو الهائمات النباتية (الفيتوبلانكتون) phytoplankton, فماتت هذه الكائنات, فكسرت السلاسل الغذائية, وفنيت بالتالي أيضاً الحيوانات الأخرى التالية لها في السلسلة الغذائية, ومن أشهرها الديناصورات التي ماتت إما جوعاً أو تجمداً من شدة البرد.

وقد بنى هؤلاء العلماء تلك الفرضية على أنهم عند دراستهم لقطاع يمثل الحد الفاصل بين الطباشيري والثالث, قرب مديتة جوبيو Gubbio الإيطالية, لاحظوا وجود تركيز عال يبلغ 160 مرة قدر النسبة الموجودة عادة في الصخور الأرضية من أحد عناصر البلاتينيوم النادرة, والمسمى بالإيريديوم في طبقة من الطفل, تقع عتد الحد الفاصل بين العصرين الطباشيري والثالث. وحيث إن هذا العنصر ليس أحد معادن القشرة الأرضية, ولكنه يوجد في بعض النيازك, فلابد أن يكون مصدر التركيز إختبارها; حيث أخذ العلماء في البحث عن تركيزات عالية من عنصر الإيريديوم عند الحد الفاصل بين الطباشيري والثالث في مختلف أنحاء العالم.

ويدعم فرضية أن مصدر شاذات عنصر الإيريديوم كان من خارج الأرض الشواهد الثلاثة التالية, والتي تعتمد على وجود أنواع من حببات الصخور, التي توجد عند الحد الفاصل بين الطباشيري والثالث, وتتكون فقط تحت درجات حرارة عالية جداً أو ضغط مرتفع يتكونان فقط عندما يصطدم جسم ضخم غير أرضي بالأرض: 1-نوع من الحبيبات يحتوي على كسور ملتحمة ومتوازية, تكونت تحت ضغط هائل, وتوجد مثل هذه الحبيبات في الأماكن التي تكونت فيها فوهات نتيجة إصطدام نيازك بالأرض. وقد سجلت مثل هذه الحبيبات في مواقع من أنحاء العالم المختلفة, عند المستويات التي توجد فيها شاذات عنصر الإيريديوم.

النوع الثاني من الحبيبات وهو نوع المتكورات الدقيقة (الميكروسفيريولات) microspherules, وهي حبيبات كروية تقريباً تتكون من مادة غير متبلورة; بسبب تبريدها السريع بعد إنصهارها, بحيث لا تتمكن من تكوين بناء بلوري.

ويوجد هذا النوع من الحبيبات أيضاً في مواقع سقوط الكويكب السيار مثل النوع السابق, وهو يتكون عندما تنصهر قطرات صغيرة جداً من الصخور تحت تأثير حرارة الإصطدام للغاية, وتتطاير في الهواء فتبرد سريعاً.

3-أما حبيبات النوع الثالث فهي حبيبات الماس الميكروسكوبيةو وبالتالي إكتشفت في مستوى تواجد عنصر الإيريديوم في مناطق عديدة في أمريكا الشمالية, ويتكون الماس فقط عند ضغوط عالية.

ومن أهم النجاحات التي حققتها الجيولوجيا الحديثة أنها إستطاعت أن تحدد موقع فوقة إصطدام الجرم السماوي بالأرض, وتقع هذه الفوهة التي أطلق عليها إسم شيكولوب Chicxulub في خليج المكسيك قرب شاطئ شبه جزيرة يوكاتان Yucatan المكسيكية, وهير تركيب دائري يبلغ قطره حوالي 200كم. وقد سبب الإصطدام إنفجاراً أحدث فجوة قطرها 100كم في مركز التركيب الدائري. وقد تم الحصول على بعض الصخور من هذه الفوهة, بواسطة سفينة مجهزة, فوجد أنها تكونت من تبرد الصهارة التي تكونت من حرارة الإصطدام. كما تم تحديد العمر المطلق لها, فوجد أنها تكونت منذ 65 مليون سنة بزيادة أو نقص 0.4 مليون سنة, وهو ما يتطبق تماماً على عمر الحد الفاصل بين الطباشيري والثالث.

هذا.. ويعتقد أن فوهة شيكولوب هي واحدة من أكبر الفوهات التي حدثت على الأرض, خلال الأربعة بلايين سنة الأخيرة من عمر الأرض, نتيجة إصطدام هذا الكويكب السيار الضخم والذي يبلغ قطره حوالي 10كم. وبالتالي يستبعد الأثر الضخم الذي أحدثته تلك الفوهة على البيئات المختلفة على الأرض.

ويعتقد العلماء أنه ترتب على إصطدام شيكولوب بعض النتائج: 1-الليل الدائم Perptual night.حيث حجب الرماد الناشئ عن الإصطدام أشعة الشمس عن أن تصل إلى الأرض لعدة شهور; مما أدى إلى وقف عملية البناء الضوئي. 2-عدة أشهر من الصقيع الأرضي. والذي نشأ عن الغبار والرذاذ العالق في الهواء, واللذين حولا جو الأرض إلى ظلام دامس يسوده البرد الشديد لعدة شهور. 3-التدفئة من آثار (الصوبة الزجاجية) الدفيئة لاحقاً, حيث عمل الغبار الناعم العالق في جو الأرض لفترة زمنية طويلة, بعد أن إستقر الغبار العادي على حبس الحرارة في جو الأرض, وأثرت هذه الحرارة على الحياة على الأرض لفترة طويلة; بمعنى أن الحياة تعرضت لتدفئة غير عادية عقب فترة البرد القارس. 4-الأمطار الحمضية. حيث إخترق الكويكب الساير الأحجار الجيرية والمتبخرات الكبريتية أثناء إصطدامه بالقشر الأرضية; مما أدى إلى إنطلاق بعض الأكاسيد ثاني الكبريت من المتبخرات. وعندما تتفاعل هذه المركبات مع الماء في الجو تنتج الأحماض الكبرتيتة, وعندما تسقط الأمطار الحاملة لهذه الأحماض.. فإنها تتلف الكثير من الأحياء. 5-الحرائق. نتج عن الإصطدام إشتعال الكثير من الحرائقو وخاصة في أمريكا الشمالية; حيث أدت إلى إنقراض نباتات كثيرة في هذه المناطق.

على الرغم من أن فرضية الإصطدام بجرم سماوي قد لاقت قبولاً كبيراً من العلماء, إلا أن هناك فرضية أخرى قد تم إقتراحها, حيث لوحظ أثناء دراسة الغازات المنبعثة من بركان كيلووي Kilaucea في عاواي عام 1983 أنها تحتوي على نسبة صغيرة من الإيريديوم. ومن والمعروف أن نهاية عصر الطباشيري قد شهدت أعظم نشاط بركاني على إمتداد دهر الفانيروزوي, حيث إنبثقت تدفقات من اللابة غطت حوالي 10.000كم2 في كل من الهند وباكستان وكونت مصاطب الديكان Deccan traps, وهذا يشير إلى أنه قد تكون شاذات الإيريديوم عند الحد الفاصلو نشأت من إنبعاثات داخلية من الأرض, وليس عن إرتطام بجرم سماوي, ويكون سبب الإنقراض الجماعي أرضياً وليس فضائياً.

كما شهدت نهاية العصرالطباشيري أيضاً إنبثاق كميات هائلة من البازلت في جنوب البرازيل. ولابد أن تلك الأنشطة البركانية قد قذفت بكميات هائلة من الرماد في الغلاف الجوي (وهو أحد الأسباب المعروفى لتبرد الغلاف الجوي على مستوى الكرة الأرضية), بالإضافة إلى كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون قد تم قذفها في الغلاف الجوي, كما أنها غيرت كيمائية ماء المحيط. ويقدر عمر إنبثاقات الديكان في حدود نصف مليون سنة قبل الحد الفاصل بين الطباشيري والثالث (K/T boundary).

وفي أغسطس عام 1983م, ظهر تفسير آخر للإنقراض الجماعي تقدم به العالمان الأمريكيان من جامعة شيكاغو جون سيبكوسكي ودافيد راوب David Raup and John Sepkoske ; حيث ذكرا أن إنقراض الأحياء منذ نهاية حقبة الحياة القديمة يحدث بشكل منتظم كل 26 مليون سنة تقريباً, وأن الإنقراضات الأربعة الأخيرة حدثت قبل 11 مليون سنة (في الميوسين) و 37 مليون سنة (في الإيوسين) و 65 مليون سنة (في نهاية العصر الطباشيري) و 90 مليون سنة (في السينوماني) على التوالي. وقد توصلا لذلك من التحليل الرياضي الدقيق لسجلات توزيع الحفريات خلا المائتين وخمسين مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض. وهذا يؤكد أن إنقراض الأحياء يرجع لسبب من خارج الأرض وليس من داخلها. مما يعطي مزيداً من المصداقية لفرضية الإصطدام النيزكي السابق الإشارة إليها. ويعتقد العلماء أن إحتمالية حدوث الإنقراضات بشكل دوري قد يكون ذا أثر بعيد على نظرية التطور; إذ يقول رواب "كنا نعتقد أن بعض الأنواع إنقرضت; لأن جيناتها الوراثية كانت ضعيفة, ولكن يبدو الآن, أن السبب قد يكمن في سوء حظها".

وقد حفزت هذا النظرية العلماء من مختلف التخصصات; خاصة علماء الجيولوجيا والحفريات والفلك وغيرها للبحث عن أسباب لهذا الإنقراض الدوري. ويفسر بعض العلماء الفلك الإنقراض الدوري للكائنات على أساس أنه ربما يكون للشمس نجم شقيق معتم بعيد عنها لم يكتشف بعد أطلق عليه بعض العلماء إسم "نيمسيس" Nemesis (إسم ألهة الإنتقام الإلهي) بينما سماه آخرون "جورج" وهو إسم القديس الأسطوري الذي قتل التنين (الديناصور), وهو يقترب من الشمس دورياً كل 36 مليون سنة, عندما يمر على مقربة منها.. فإن قوة جذبه تثير الإضطراب في الجزء القريب من سحابة أورت Oort Cloud (أورت عالم فلم هولندي, سميت السحابة بإسمه; لأنه كان أول من إكتشف وجودها عام 1950م) فتنطلق منها المذنبات وتسبب الإنقراض.. بينما يعتقد آخرون أن النظام الشمسي يصطدم بسحب من الغبار عند مروره دورياً في السهل المركزي الكثيف لمجرة درب التبانة, وهي جزيرة دائرية من نجوم تمثل الشمس واحدة منها, حيث النظريتان السابقتان أن المذنبات هي السبب الأساسي لحدوث الإنقراض الجماعي بشكل دوري, حيث تنفصل بعض المذنبات متجهة نحو المجموعة الشمسية, حيث يصطدم عدد كبير منها بالأرض والكواكب الأخرى.

يتضح مما سبق أن الإنقراض الجماعي للأحياء يمثل واحداً من موضوعات البحث العلمي المتعددة الجوانب, والتي تحتاج لفرق عمل ليس من تخصصات مختلفة في مكان ما من العالم فقط, وإنما في مختلف أنحاء العالم; حيث تثبت تزامن الإنقراض الواحد, وتؤكده بشواهد معدنية وجيوكيمائية وفلكية وزمنية.

أما بالنسبة للديناصورات .. فيبدو أنها أخذت يقل عدد أنواعها تدريجياً أثناء العصر الطباشيري المتأخر, فقد كانت ممثلة بخمسة وثلاثين نوعاً منذ 75 مليون سنة مضت, ثم أصبحت 24 نوعاً عند 70 مليون سنة مضت; ثم صارت ستة أنواع عند 65 مليون سنة مضت (نهاية العصر الطباشيري); مما يؤكد أن الديناصورات كانت على وشك الإنقراض عندما حدث الإصطدام النيزكي.

على أن أحد الأسباب التي تجعل فهم أسباب الإنقراض الجماعي عند الحد الفاصل بين العصر الطباشيري والثالث مسألة معقدة, هو صعوبة التحديد الدقيق لموضع لهذا الحد; ففي القطاعات التي ترسبت في البيئات البحرية فوق القارات تستخدم اللافقاريات الكبيرة لوضع هذا الحد, بينما في القطاعات التي ترسبن في المناطق القارية تستخدم الحفريات النباتية وبقايا الديناصورات.

أما في القطاعات التي ترسبت في قيعان المحيطات .. فتستخدم الحفريات الدقيقة مثل الفورامنيفرا والهوائم (العوالق) القزمية (الننوبلانكتون) nanoplankton في هذا التحديد, وهذه التقديرات الزمنية ليست متطابقة تماماً عند نقطة معينة على القطاعات المختلفة.

وبصرف النظر عن أسباب الإنقراض, وهل حدث فجأة نتيجة لسبب من خارج الأرض, أو حدث تدريجياً بسبب تغير المناخ على الأرض, أو بسبب متشرك من كليهما .. فإن الموت الجماعي الكبير للأحياء في نهاية حقبة الحياة الوسطى لازال ينتظر مزيداً من الدراسة للوصول إلى إجابة أكثر دقة وشمولاً.

الجغرافية القديمة لحقبة الحياة الوسطى تميزت حقبة الحياة الوسطى في بدايتها بتركيزاليابس الأرضي في كتلتين رئيسيتين, هما: اللوريسيا Laurasia في الشمال وأرض الجندوانا Gondwanaland في الجنوب, واللتان إتصلتا معاً لتكونا الكتلة اليابسة الضخمة التي تشمل كل اليابس الأرضي, والتي تسمى بالبانجيا Pangea. أما في نهاية الحقبة فقد حدث للبانجيا تفتت شديد, أدى إلى وجود نظام جديد من الألواح القارية.

وتشير دراسات المغناطيسية القديمة والتتابعات الصخرية إلى أن المحيط الأطلنطي الشمالي بدأ في الظهور; نتيجة لتفتت البانجيا منذ العصر الجوارسي، بينما بدأ المحيط الأطانطي الجنوبي في الظهور في العصر الطباشيري المبكر. أما قارة الجندوانا التي تشمل كل يابس جنوب العالم ومنها أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا والصين .. فقد بدأت في التفتت منذ العصر الترياسي, لتنفصل عنها قارة أفريقيا والهند والقارة القطبية الجنوبية.

وقد بدأ المحيط التيثي الذي نشأ منذ العصر الكربوني حين إتصلت كتل الشمال بالجنوب في الإتساع شيئاً فشيئاً, كما زاد عمقاً أيضاً ليفصل بين جنوب أوروبا وأفريقيا. أما في العصر الجوارسي فقد زاد المحيطين الأطلنطي والهندي إتساعاً, كما إمتد المحيط التيثي غرباً ليفصل جنوب أمريكا عن شمالها, بينما لم يكتمل إنفصال أفريقيا عن بقية كتل الجنودانا ومنها أمريكا الجنوبية إلا في العصر الطباشيري, وفي العصر الطباشيري بلغت القشر الأرضية أقصى قدر من التكسر والإنفصال عند نهايته; فقد إتفصلت كتل الجندوانا عن بعضها ماعدا كتلتي أستراليا والقارة القطبية الجنوبية, اللتين بقيتا متصلتينو كما أن شبه الجزيرة العربية لازالت متصلة بأفريقيا.

أما في اللوريسيا .. فقد إنفصلتا جرينلاند عن أمريكا الشمالية, بينما بقيت متصلة بإسكندنافيا. كما أخذت المحيطات الناشئة مثل المحيط الأطلنطي في الإتساع.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  • British Mesozoic Fossils, 1983, The Natural History Museum, London.

وصلات خارجية

542 مليون سنة - الأمد الفانـِروزوي Phanerozoic eon - الحاضر
سبقه الأمد الپروتروزوي
Proterozoic eon
542 Ma - Paleozoic era - 251 Ma 251 Ma - Mesozoic era - 65 Ma 65 Ma - ح. السـِنوزوي Cenozoic - الحاضر
الكمبري Ordovician Silurian Devonian Carboniferous Permian ترياسي
Triassic
جوراسي
Jurassic
الطباشيري Paleogene Neogene Quaternary