حفل شاي بوسطن

(تم التحويل من حفلة شاي بوسطن)
سفينتان في مرفأ، واحدة على البعد. على متنها، رجال عرايا حتى الخصر ويرتدون ريش على شعرهم ويرمون الصناديق في المياه. على الرصيف يقف حشد كبير، معظمه من الرجال، يلوحون بقبعاتهم ويهتفون. بعض الأشخاص يلوحون بقبعاتهم من نوافذ المبنى القريب.
هذا الليثوگراف الشهير من سنة 1846، بريشة نثانيال كري‌ير كان بعنوان "تدمير الشاي في ميناء بوسطن"؛ وحتى ذلك الحين لم يكن المصطلح "حفل شاي بوسطن" قد أُصطلِح عليه بعد.[1]

حفل شاي بوسطن Boston Tea Party (والذي كان يشار إليه في وقته ببساطة بإسم "تدمير الشاي" أو بأسماء غير رسمية أخرى وظل كذلك لنصف قرن لاحق[2]) كان احتجاج سياسي من أبناء الحرية في بوسطن، إحدى مدن مستعمرة مساتشوستس، ضد السياسة الضريبية للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية التي كانت تتحكم جميع الشاي المستورد للمستعمرات. في 16 ديسمبر 1773، بعد رفض المسؤولون في بوسطن إرجاع حمولات ثلاث سفن من الشاي المفروض عليه ضريبة إلى بريطانيا، صعد مجموعة من سكان المستعمرات على ظهر الاسفن وقاموا برمي صناديق الشاي داخل ميناء بوسطن. ظل الحادث حدث رمزي في التاريخ الأمريكي، وعادة ما يشار له في الاحتجاجات السياسية الأخرى.

كان حفل الشاي هو ذروة حركة المقاومة عبر أمريكا البريطانية ضد قانون الشاي، والذي مرره البرلمان البريطاني عام 1773. رفض سكان المستعمرات قانون الشاي لاعتقادهم أنه انتهك حقوقهم كإنگليز في "لا ضرائب بدون تمثيل"، والتي تقضي بأن تفرض الضرائب فقد لمن لديهم نواب منتخبون وليس من قبل البرلمان البريطاني الذي لا يمثلهم فيهم نواب. نجح المحتجون في منع تفريغ الشاي المفروض عليه الضرائب في ثلاث مستعمرات، لكن في بوسطن، رفض الحاكم الملكي توماس هوتشينسون ، السماح بعودة الشاي لبريطانيا.

كان حفل شاي بوسطن حدث رئيسي في تنامي الثورة البريطانية. استجاب البرلمان عام 1774 بإصدار قوانين قسرية، أو قوانين مفرطة، والتي، مع أحكام أخرى، أنهت الحكومة الذاتية المحلية في مساتشوستس والتجارة المغلقة في بوسطن. في المقابل استجاب سكان المستعمرات الثلاثة عشر للقوانين القسرية بأعمال احتجاجية أخرى، وبعقد الكونگرس القاري الأول، والذي قدم عريش لملك بريطانيا لإلغاء القوانين وبالمقاومة المنسقة للإستعمار. وتصاعدت الأزمة، وبدأت الحرب الثورية الأمريكية بالقرب من بوسطن عام 1775.ا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

لوحة ملصقة على جانب مبنى وارف للاستقلال (2009)


برنامج تاونسند

جاء روكنجهام رئيسا للوزراء بعد جرنفيل، وقد اتبع هذا سياسة المصالحة مع المستعمرات مما دفع بالملك البريطاني إلى معارضته، واتهموه بمحالفة سكان المستعمرات على حساب مصالحهم، وهكذا أجبروه على الاستقالة، وجاء بعده تاونسند كرئيس للوزراء. وهكذا عزم الأخير على مواجهة مشكلة الضرائب في المستعمرات ، وبموت تاونسند، آلت هذه السياسة إلى خلفه نورث.

قرارات تاونسند سنة 1767

أمر تاونشند مستعمرة نيويورك بحل المجلس التشريعي فيها الذي رفض الموافقة على قانون الإسكان؛ حتى يجعل منهم قدوة لبقية المستعمرات وحتى لايجلب سخط المستعمرات ككل، لقد قرر تاونشند فرض الضرائب على استيراد الزجاج، الرصاص، الورق، الدهان والشاي – كانت هذه الضرائب مقبولة من قبل السكان، كما أوجد إدارة جديدة للجمارك وأعطاها السلطة القانونية الكافية لتمتع حوادث التهريب بأي حال من الأحوال.

معارضة المستعمرات

قام التجار في بوسطن بإعلان مقاطعتهم للواردات البريطانية، احتجاجا على القوانين الجديدة، وقامت كثير من المستعمرات بتأييدهم في هذا العمل. وفي بوسطن ، تزعم حركة الاحتجاج هذه شخص يدعى صمويل آدمز، الذي أقنع المجلس التشريعي في بوسطن بأن يعلن مايسمى (بالرسالة الموزعة) (Circular Letter) التي عارض المجلس بمقتضاها حق البرلمان في فرض الضرائب على المستعمرات . في بنسلفانيا تزعم مثل ههذ الحركة شخص يدعى جون دكنسون في كتاباته (رسائل من مزارع). لقد اعترف السكان في المستعمرات بحق البرلمان البريطاني، وقد أشعل أدمز عواطف الجماهير باختلاقه الأكاذيب ضد قوات الحامية البريطانية في بوسطن. وعندما هاجمت الجماهير القوات البريطانية هناك (كان يطلق عليها المستعمرون لفظ أصحاب المعاطف الحمراء)، فقد قام الجنود بإطلاق النار عليها مما أدى إلى إصابة وموت البعض منهم. وحتى يزيد من إشعال عواطف الجماهير ، فإن آدمز اتخذ من هذا الحادث ذريعة لزيادة هجومه، وسمي الحادث (مذبحة بوسطن 1770)، ومع أن وزارة اللورد نورث قد أوصت بتطبيق هذه القوانين؛ إلا أن البرلمان لم يوافق عليها ونقضها جميعا ماعدا الضريبة على الشاي .. وهكذا شعر سكان المستعمرات بأنهم قد حازوا على انتصارهم الثاني.

فترة هدوء (1770-1773)

بعد نقض قوانين تاونسند، ساد المستعمرات هدوء نسبي مما أدى إلى تحسين الأحوال الاقتصادية. لقد حز هذا الهدوء النسبي في نفوس المتطرفين من أمثال جون آدمز الذي كانوا يتوقون نحو الاستقلال التام عن بريطانيا ، ومع أنهم لم يجرؤوا على المطالبة العلنية بذلك ، إلا انهم نجحوا في إبقاء شعلة المعارضة، حيث نظموا في 1772 ما سموه بلجان المراسلة في كل أنحاء المستعمرات ، وكان الغرض منها الدعاية ضد الحكومة البريطانية المبالغة في التركيز على أخطاء البريطانيين، بالدفاع عما سموه بحق المستعمرات. [3]

في 1772، قام مهربو رود آيلند بحرق سفينة المراقبة البريطانية، وفي شمال غرب مستعمرة كارولاينا الشمالية ، ظهرت هناك حرب أهلية صغيرة؛ حيث قام رجال الحدود بالاحتجاج الشديد ضد أعمال حاكم المستعمرة نترفون، بغرض ماسموه بضرائب باهظة، سوء المحاكم، وقلة التمثيل – كل هذه الأعمال يقال بأنها كانت نتيجة تحريض من طبقة التجار. وفي بنسلفانيا قامت هناك حركة باكستون بويز. وذلك بالاحتجاج على إهمال الحكومة لحماية السكان من الهنود الحمر. هذه الحركات الغربية كانت تمثيلا للإجحاف الذي مر به سكان هذه المناطق ضد الطبقات العليا الحاكمة على ساحل الأطلسي.

نتائج قانون الشاي لسنة 1773

كان اللورد نورث قد سن هذا القانون بغرض إنقاذ شركة الهند الشرقية من الإفلاس.

قانون الشاي

منحت اشركة الهند الشرقية بمقتضى هذا القانون حق تصدير الشاي إلى المستعمرات البريطانية، وكانت الشركة في نفس الوقت معفاة من دفع أي ضريبة على التصدير، ما عدا ضريبة إسمية صغيرة تحت قانون تاونشند. لقد مكن القانون الجديد الشركة من بيع الشاي بأسعار أرخص حتى من أسعار المهربين، ومن ثم أصبحت هذه الشركة تحتكر تجارة الشاي مع المستعمرات، ولم يكن هذا احتكارا فحسب؛ ولكنه كان احتكارا لصالح شركة بريطانية بحتة.

This 1775 British cartoon, "A Society of Patriotic Ladies at Edenton in North Carolina", satirizes the Edenton Tea Party, a group of women who organized a boycott of English tea.

وعندما شعر تجار الشاي بأن هذا بشكل خطرا على مستقبل تجارتهم، فإنهم بدأوا يميلون لتأييد المتطرفين في المستعمرات، وقاموا بتشجيع الأخيرين على منع تفريغ الشاي في المواني.

This notice from the "Chairman of the Committee for Tarring and Feathering" in Boston denounced the tea consignees as "traitors to their country".


تدمير الشاي

نقش من عام 1789 لتدمير الشاي.

وفي بوسطن كان صمويل آدمز وجماعته المتطرفة مسئولين عن تنظيم ما سمي (بحفلة شاي بوسطن) (1773)، وتبعت ذلك موانئ أخرى في المستعمرات، حيث قام المتطرفون بإغراق الشاي في البحر، كما شجعوا المستهلكين على استعمال القهوة والشوكولاته بدلا من الشاي.

القوانين الإلزامية (1774)

قرر اللورد نورث رئيس الوزراء والملك جورج الثالث اتخاذ سياسة حازمة تجاه ماستشوستس على الأخص – التي قادت المستعمرات الأخرى في التنكيل ضد الحكومة البريطانية. هذه السياسة تقتضي تنفيذ أربع مقررات وافق عليها البرلمان البريطاني وهي: إغلاق ميناء بوسطن حتى يدفع الأهالي تعويضا للبضاعة التي خصرت؛ تخفيض سلطات المجلس التشريعي في مساتشوستس؛ عدم محاكمة المتهمين من موظفي الحكومة البريطانية داخل المستعمرة، وأخيرا إرغام المجلس التشريعي على تهئية المآوي والمآكل للحامية البريطانية الموجودة هناك.

قانون كويك (1774)

كان هذا القانون خاصا بالرعايا الفرنسيين الذين أصبحوا تحت الحكم البريطاني بعد هزيمة فرنسا، وقد سن البرلمان البريطاني هذا القانون حيث يقضي بمد حدود منطقة كويك لتشمل المنطقة شمال الأوهايو وشرق نهر المسيسبي؛ واعترف بشرعية الكنيسة الكاثوليكية في كل كويك ؛ كما أعطى الرعايا الكاثوليك حقوقهم السياسية.

هذا القانون سبب عداوة البروتستانت الأمريكان، لأنهم ظنوا بأنه ربما يكون خطوة أولى نحو تدعيم شرعية الكنيسة الأنجليكانية التي تختلف قليلا عن الكاثوليكية في أمريكا ضد حقوق البروتستنت، كما اعترف القانون بحرية العبادة للكاثوليك، مع السماح بتطبيق القانون المدني الفرني عليهم – ذلك القانون لم ينص على ضرورة استخدام المحلفين، كما هو الحال في القانون المدني البريطاني. وهكذا فقد حتى مضاربو الأراضي بأن القانون سيمنع نشاطهم في المناطق الغربية، كما أن تجار الفراء كانوا يخشونمن سلطة الموظفين البريطانيين الموجودين في مونتريال.

الذكرى

~العيد ال200 لحفل شاي بوسطن~
أصدر البريد أمريكيعام 1973 مجموعة من أربع طوابع، يشكلان عند تجميعهما معاً حفل شاي بوسطن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

الهوامش
  1. ^ Alfred F. Young, The Shoemaker and the Tea Party: Memory and the American Revolution (Boston: Beacon Press, 1999; ISBN 0-8070-5405-4; ISBN 978-0-8070-5405-5), 183–85.
  2. ^ Debunking Boston Tea Party Myths
  3. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
أعمال مرجعية
  • Alexander, John K. Samuel Adams: America's Revolutionary Politician. Lanham, Maryland: Rowman & Littlefield, 2002. ISBN 0-7425-2115-X.
  • Carp, Benjamin L. Defiance of the Patriots: The Boston Tea Party and the Making of America (Yale U.P., 2010) ISBN 978-0-300-11705-9
  • Ketchum, Richard. Divided Loyalties: How the American Revolution came to New York. 2002. ISBN 0-8050-6120-7.
  • Knollenberg, Bernhard. Growth of the American Revolution, 1766–1775. New York: Free Press, 1975. ISBN 0-02-917110-5.
  • Labaree, Benjamin Woods. The Boston Tea Party. Originally published 1964. Boston: Northeastern University Press, 1979. ISBN 0-930350-05-7.
  • Maier, Pauline. The Old Revolutionaries: Political Lives in the Age of Samuel Adams. New York: Knopf, 1980. ISBN 0-394-51096-8.
  • Raphael, Ray. Founding Myths: Stories That Hide Our Patriotic Past. New York: The New Press, 2004. ISBN 1-56584-921-3.
  • Thomas, Peter D. G. The Townshend Duties Crisis: The Second Phase of the American Revolution, 1767–1773. Oxford: Oxford University Press, 1987. ISBN 0-19-822967-4.
  • Thomas, Peter D. G. Tea Party to Independence: The Third Phase of the American Revolution, 1773–1776. Oxford: Clarendon Press, 1991. ISBN 0-19-820142-7.
  • Young, Alfred F. The Shoemaker and the Tea Party: Memory and the American Revolution. Boston: Beacon Press, 1999. ISBN 0-8070-5405-4; ISBN 978-0-8070-5405-5.

وصلات خارجية