حصار سڤاستوپول (1854-1855)

حصار سڤاستوپول
Siege of Sevastopol
جزء من حرب القرم
Panorama dentro.JPG
حصار سڤاستوپول، رسم فرانز روبود
التاريخ17 أكتوبر 1854 – 9 سبتمبر 1855
الموقع
النتيجة انتصار القوات المتحالفة
المتحاربون
Flag of Russia الإمبراطورية الروسية
القادة والزعماء
القوى
  • أ:توبر 1854: 67.000[1]
  • يوليو 1855 إجمالي القوات: 175.000[2] تتكون من:
  • الفرنسية: 75.000
  • البريطانية: 35.000
  • العثمانية: 60.000[3]
  • Piedmontese: 15.000
  • وصلت في أغسطس:
  • وحدات عثمانية بريطانية: 22,000
  • الفيلق الألماني: 9,000
  • الفيلق السويسري: 3,000
  • الفيلق الپولندي: 1,500
  • الفيلق الإيطالي: 2,000[4][5]
  • جيش الاحتياط الفرنسي في القسطنطينية: 30,000
  • جيش الاحتياط البريطاني في مالطا: 15,000+
  • حامية أكتوبر 1854: 36,600[6]
  • حاميو مايو 1855: 43,000 و42,000 الجيش الموجود في القرم،[2] برفقة 8,886 مدفعجي بحري
الضحايا والخسائر
  • فرنسيون: 10,240 قتل في المعركة، 20,000 توفى متأثراً بجراحه، 75,000 توفى بالمرض
  • بريطانيون: 2,755 قتل في المعركة، 2,019 وفى متأثراً بجراحه، 16,323 توفى بالمرض
  • Piedmontese: 2,050 توفوا بأسباب مختلفة[7]
  • Total deaths: 128,387
إجمالي الخسائر: 102,000 قتلى، جرحى، ومتوفون بالمرض[8]

حصار سڤاستوپول Siege of Sevastopol، استمرت من سبتمبر 1854 حتى سبتمبر 1855، أثناء حرب القرم. الحلفاء (الفرنسيون، العثمانيون، والبريطانيون) نزلوا عند أوپاتوريا في 14 سبتمبر 1854، بهدف القيام بمسيرة النصر إلى سڤاستوپول، عاصمة القرم، بقوات قوامها 50.000 رجل. إجتازت القوات 56 كم في سنة من القتال ضد الروس. المعارك الرئيسية على الطريق كانت ألما (سبتمبر 1854)، بالاكالاڤا (أكتوبر 1854)، إنكرمان (نوفمبر 1854)، تچرنايا (أغسطس 1855)، رادن (سبتمبر 1855)، وفي النهاية سڤاستوپول (سبتمبر 1855). أثناء الحصار، قامت البحرية المتحالفة بقصف العاصمة ست مرات، في 17 أكتوبر 1854، وفي 9 أبريل، 6 يونيو، 17 يونيو، 17 أغسطس، و5 سبتمبر 1855.

سڤاستوپول هو واحد من الحصارات الكلاسيكية في جميع العصور.[9] مدينة سڤاستوپول كانت تضم أسطول البحر الأسود القيصري، والذي كان يهدد المتوسط. انسحب الجيش الميداني الروسي قبل تطوقه جيوش الحلفاء. كان الحصار تتويجاً للنضال من أجل الميناء الروسي الإستراتيجي عام 1854-1855 وكان الحلقة النهائية في حرب القرم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوصف

بعد أن أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة الحرب على روسيا في 27 مارس سنة 1854 وإنضمتا إلى جانب الدولة العثمانية وجهزت كلتاهما جيشاً، ووصل الجيشان في شهر مايو سنة 1854 ونزلا في گاليپولي بالأستانة وبعد أن مكثا زهاء شهر ركبا السفن وسافرا إلى وارنه فبلغاها قبيل نصف يونيو وأقاما فيها إلى أوائل سبتمبر حيث تجشما الشدائد العظام بسبب الكوليرا.

وقد نشرت جريدة ذي الليستريتد لندن نيوز بعددها الصادر بتاريخ 16 سبتمبر سنة 1854م، خبرا جاءها من مكاتبها بالأستانة في 7 سبتمبر المذكور بصدد جيش الحلفاء وعدده فقالت:

"أرسل إلينا مكاتبنا بالأستانة رسالة مؤرخة في 7 سبتمبر يقول فيها إن الجيش المزمع إرساله إلى القرم سيكون مؤلفاً من 90.000 جندي من بينهم 40.000 جندي فرنسي و20.000 جندي إنجليزي، و10.000 جندي تركي، و10.000 جندي مصري، و5.000 تونسي، و5.000 من أجناس مختلفة".

ولما كان قد تقرر إنتقال ميدان الحرب إلى القرم لإقامة الحصار حول سڤاستوپول فقد أقلع الجيشان المذكوران مرة أخرى من وارنه ونزلا في القرم في 14 سبتمبر سنة 1854م. وبدأ حصار سڤاستوپول في 20 سبتمبر سنة 1854 واستمر عاماً لأن الاستيلاء عليها تم في 8 سبتمبر سنة 1855.[10]


معركة ألما

في 20 سبتمبر سنة 1854 حدثت واقعة نهير ألما بالقرم. وقد اشتركت فيها الجنود الفرنسية والبريطانية بقيادة القائد الفرنسي سان أرنو والقائد البريطاني لورد راگلان وساهم في هذه المعركة 13 جي و14 جي ألاي بيادة من اللواء الثالث المصري بقيادة سليمان باشا الأرنؤوطي. وقد انهزم الروس فيها بقيادة جنرالهم منتشيكوف.

وإليك ما ورد في جريدة ذي اللستريتد لندن نيوز بعددها الصادر بتاريخ 14 أ:توبر سنة 1854م بصدد اشتراك الجنود المصرية في تلك المعركة:

"في واقعة ألما كان 7.000 جندي من البيادة المصريين سائرين على شاطئ البحر المالح تحت قيادة سليمان باشا الأرناؤوطي".

تسفير ذخائر من مصر للأستانة

وفي 6 أكتوبر سنة 1854 كتب ناظر الجهادية المصرية إلى محافظ الإسكندرية يخبره بأنه طبقاً للأوامر العالية التي صدرت صار إرسال ال36 مدفعاً وال10.800 مقذوفة اللازمة للأستانة إلى مستودع الذخائر بالإسكندرية مع البكباشي حسن أفندي وأنه من الواجب عليه تسلمها منه وأن يجتهد في إرسالها إلى الجهة المرسلة إليها. وإليك الخطاب المذكور.

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى محافظ الإسكندرية رقم 14، بتاريخ 13 محرم سنة 1271، مقيدة بالدفتر التركي رقم 2698:

سبق أن صدرت إرادة سنية رقم 190 بإرسال 36 مدفعاً و10.800 قذيفة للأستانة العلية بصفة إمداد. وعل ذلك حرر لناظر الجبخانات بتدارك تلك المقادير وإرسالها إلى الإسكندرية فوردت إفادة من ناظر الجبخانات تفيد أن تلك المقادير قد جهزة وشحنت بالمراكب تحت نظارة البكباشي حسن أفندي وأرسلت إلى جبخانة الإٍسكندرية. فبوصوله تسلموا المقادير المذكورة من البكباشي المشار إليه وأعدوه السند اللازم بتسلمها وأشحنوها. وحرر هذا للاحاطة بذلك".

وفي 13 أكتوبر سنة 1854 أرسل كتخدا الوالي إلى ديوان عموم الجهادية (الحربية) خطاباً يطلب فيه بيان الجنود الذين صار جمعهم من المديريات لألايات النجدة المسافرة إلى الأستانة. فرد الديوان المذكور عليه بالإفادة الآتية في 17 أكتوبر سنة 1854 وها هي:

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان الكتخدا رقم 43 بتاريخ 24 محرم سنة 1271 هـ مقيدة بالدفتر التركي رقم 3678.

رداً على خطاب سعادتكم المؤرخ 20 محرم سنة 1271 (13 أ:تاوبر سنة 1854) رقم 65 بخصوص طلب كشف تفصيلي عن مقدار العساكر التي صار جمعها ووردت من المديريات مع بيان مقدار ما سيرسل منها للأستانة ومقدار ما تزع منه للألايات وخلافه ومقدار الباقي وهل الباقي يوجد من بينهم من يليق لالحاقه بألاي غرديا الذي سينشأ بناء على الارادة السنية الصادرة في هذا الخصوص. لذلك نحيط سعادتكم علماً بأن الأفراد التي وردت من المديريات للآن بلغت 10.212 نفراً وجد عند فرزها 3.031 نفراً جميعهم جورك لا يصلحون للجهادية وقد أعيدو لبلادهم بالثاني. والباقي وقدره 7.181 نفراً أعطي منهم للألايات المسافرة للأستانة 415 نفراً. وأرسل منهم لديوان البحرية 250 نفراً لاستخدامهم في الأشغال الصحية. وألحق بتفتيش صحة مصر 91 نفراً وكذل ألحق بالطوبخانة بالقعلة 229 نفراً لاستخدامهم في مسح وتنظيف مرامي المدافع والباقي بعد ذلك وقدره 425 نفراً لم يوجد من بينهم من يليق لالحاقه بألاي غرديا. لذلك قد صار توزيعهم على بنرجي و8 جي ألاي بيادة بصفة مؤقتة تحت الطلب لحين اتمام تنظيم الألايات المسافرة لدار السعادة. ومرسل طيه كشف بهذا البيان لعرضه على الأعتاب الخديوية. وحرر هذا للمعلومية."


احتلال أوپاتوريا والحرب حولها

وفي خلال حصار سڤاستوپول تقرر احتلال أوپاتوريا بجيش مؤلف من الأتراك والمصريين. وتم ذلك بالفعل في 9 فبراير سنة 1855. وأوباتوريا هذه هي مدينة من شبه جزيرة القرم وكانت قبلاً للمسلمين التتر يتولى الحكم فيها خان وذلك قبل ضمها إلى روسيا وقد نوهنا بها في اللمحة التاريخية التي ذكرناها آنفاً عن شبه جزيرة القرم. وهذه المدينة واقعة شمال سباستبول على بعد 40 كيلو متراً ولاحتلالها أهمية كبرى لمنعة موقعها.

وكانت أوباتوريا تسمى قبل ضمها إلى روسيا كوزلوه ولكن الروس غيروا اسمها بقصد محو كل أثر إسلامي.

وألف المصريون الذين نقلوا إلهيا من 9 جي و10 جي ألاي بيادة المؤلف منهما اللواء الأول بقيادة إسماعيل باشا أبي جبل، ومن 13 جي و14 جي بيادة المؤلف منهما اللواء الثالث بقيادة سليمان باشا الأرناؤوطي. أما اللواء الثاني من الجنود المصرية المؤلف من 11 جي و12 جي ألاي بيادة بقياددة علي باشا شكري فقد ظل في الروم إيلي على نهر الدانوب. وبطبيعة الحال انتقل رئيس هؤلاء القواد اللواء سليم باشا فتحي إلى أوباتوريا مع القسم الأكبر.

وعندما وصلت الجيوش التركية والمصرية اشتعلت نيران الحرب. وفي 11 فبراير بدأ الجيش الروسي الذي كان مرابطاً أمام أوباتوريا بحركة هجومية فاستولى بادئ بدء على مدفن للتتر واقع شرق المدينة ولكنه طرد منه على أثر هجوم شديد قام به الأتراك والمصريون.

وفي ليلتي 16 و17 فبراير حفر الجنرال خرولف قائد الجيش الروسي خندقاً أمام أوباتوريا وضع فيه جنوداً يحملون بنادق ذات طلقات متعددة و160 مدفعاً ووضع خلف ذلك 6 ألايات من السواري ثم 26 أورطة من عساكر البيادة وابتدأ اطلاق المدافع من الساعة الخامسة صباحاً واستمر زمناً طويلاً ثم هدأ إطلاق النار من جانب الروس واقتربت صفوفهم للقيام بالهجوم. وهدأت كذلك الجيوش التركية المصرية طلقاتها. ولما صار الروس على قيد مسافة قصيرة اصلتهم الطوبجية والبيادة ناراً حامية زعزعت أركانهم فاضطروا إلى الانسحاب بلا انتظام. غير أنه بعد تردد يسير عاد بهم قوادهم إلى الهجوم ليجتازوا الخندق ولكنهم أكرهوا على أن يرتدوا على أعقابهم مرة أخرى. فانقض عليهم عندئذ الترك والمصريون وهزموهم.

ولكن القضاء أبى ألا أن يكدر صفو هذا الانتصار فخسر المصريون في هذه المعمعة قائدهم العام سليم باشا فتحي وأمير الألاي رستم بك وأمير الألاي عي بك قائدي 9 جي و14 جي ألاي بيادة.

وإليك ما جاء عن واقعة كوزلوه المذكورة في تقويم الوقائع العثماني سنة 1271 هـ (1855م):

"في الساعة الحادية عشرة ونصف من صباح يوم السبت 29 جمادى الأولى سنة 1271 هـ (17 فبراير سنة 1855م) هجم الروس بستة وثلاثين طابوراً من البيادة وثمانية الايات من السواري وثمانين مدفعاً هجوماً شديداً على العساكر الشاهانية الموجودة في كوزلوه فشرعت العساكر الشاهانية أيضاً معتمدة على عون الله ونصرته في مقابلتهم ومحاربتهم واستمرت الحرب نحو أربع ساعات ونصف ومع أن حصون هذا الطرف لم تكن قد أكملت على الوجه اللائق ولم تكن المدافع أيضاً قد وضعت في مواضعهاغ. فإن الجيش الروسي لم يمكنه بأي وجه مقاومة شجاعة وبسالة جنود الحضرة الشاهانية المنصورة وثباتهم ومتانتهم فتقهقر منهزماً يائساً. وقد ظهر أن خسارة العساكر الشاهانية وعساكر دولة فرنسا الفخيمة والأهالي في هذه الواقعة 103 أنفار قتلى و296 نفراً من الجرحى وقد اصيب أيضاً في هذه الأثناء كل من سعادة إسماعيل باشا فريق العساكر النظامية الشاهانية وسليمان باشا مير لواء العساكر المصرية بجرح بسيط وكذلك نال سليم باشا فريق الفرقة المصرية ورستم بك أحد أمراء ألياتها المشهود لهما بالشجاعة والبسالة شرف السهادة. وقد ترك الروس في ميدان القتال نحو 500 نفر من القتلى عدا خسائره الجسيمة أثناء الموقعة وعدا ما تركه من الأشيناء الكثيرة مثل أسلحة وشنط. كما يستفاد من ذلك من مآل التحريرات الواردة.

وكان غرض الروس من الهجوم بغتة على هذا الوجه على العساكر الشاهانية التي أفرزت من فيلق الروم إيلي الهمايوني وأرسلت إلى القرم، هو انتهاز الفرصة لايقاع العساكر الشاهانية في الدهشة ونيل شيء بهذه الوسيلة ومع ذلك فإن العساكر الشاهانية نصرها الله قد صمدت لهجوم الروس هذا بالرجولة والبسالة واضطرته في النهاية إلى التقهقر منهزماً. وفي الحق أن هذا العمل من الأعمال الجديرة بالتقدير. وبما أن هذا من آثار توفيق الحضرة السنية الملكية الجليلة المشهود بها لدى العالم فقد رفعت آيات الدعوات الخيرية إلى ذاته الشاهانية مراراً وتكراراً بلسان الاخلاص والعبودية وقد نشر جناب القومندان الروبير قائد الفرقة العسكرية لدولة فرنسا الفخيمة بالقرم على الضباط والأنفار الذين تحت قيادته إعلاناً يتضمن مدح العساكر الشاهانية والثناء عليهم لما أظهرته من ضروب الشجاعة وأنواع التضحية. وبما أن هذا الاعلان مؤيد لتمام الاتحاد والصفاء ويبين صولة العساكر الشاهانية فقد أدرج حرفياً في هذا المحل وطبع.

وورد في كتاب تاريخ الحرب في روسيا وتركيا ص 523 أن اللورد رجلان القائد العام للجيش البريطاني قال في تقريره أنه عند هجوم الروس في حرب أوباتوريا قابل المصريون ذلك الهجوم بثبات عجيب وأن هذا يدل على أن الشهرة التي نالتها الجيوش المصرية على نهر الدانوب لم تنلها إلا عن جدارة واستحقاق. وقد ظلت هذه الشهرة ثابتة لهم بدون أن يعتريها أدنى تغيير.

وفي غرة جمادى الآخرة سنة 1271 (19 فبراير سنة 1855) أرسل سعادة سليمان باشا أمير لواء 9 جي و10 جي ألاي بيادة الجنود المصرية في هذه الحرب إفادة إلى ديوان الجهادية المصرية يخبرها باستشهاد هؤلاء الضباط الأبطال الثلاثة في غاية شهر جمادى الأولى سنة 1271 هـ (18 فبراير سنة 1855م). فأرسل الديوان المذكور إفادة بتاريخ 26 جمادى الثانية من السنة المذكورة (16 مارس سنة 1855) إلى ديوان المالية يطلب فيها قطع مرتباتهم إبتداء من تاريخ استشهادهم وها هي الإفادة المذكورة:

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان المالية رقم 22 بتاريخ 26 جمادى الثانية سنة 1271 هـ مقيدة بالدفتر التركي رقم 2705.

ورد إلينا خطاب من صاحب السعادة سليمان باشا أمير لواء 9 جي و10 جي من ألايات البيادة التي في السفر مؤرخة غرة جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 فبراير سنة 1855م) تحت رقم 18 يخبرنا بأن سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية ورستم بك أمير ألاي 9 جي ألاي بيادة استشهدا في المحاربة التي حصلت بمدينة كوزلوه في يوم السبت الموافقة غاية شهر جمادى الأولى سنة 1271 (18 فبراير سنة 1855م) ويطلب قطع مرتباتهما من ذلك التاريخ وأنه سيجري ارسال القوائم المتضمنة حصر تركتهما. وقد حررنا هذا لإحاطة علم سعادتكم بذلك. كما أننا حررنا لديوان المحافظة بذلك. وعند ورود قوائم حصر التركة سترسل للديوان المذكور وحرر هذا للاحاطة."

ولما أتى نعي سليم فتحي باشا إلى مصر عين سعيد باشا في محله الفريق أحمد باشا المنكلي قائداً عاماً للجيوش المصرية التي في تركيا وأصحبه بأمير الألاي علي بك مبارك على أن يكون أحد أركان حربه وسافر الاثنان إلى ميدان القتال.

وفي 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 مارس سنة 1855م) أرسل إسماعيل باشا أبو جبل أمير لواء 9 جي و10 جي بيادة الجيوش المصرية في هذه الحرب إفادة إلى ديوان الجهادية المصرية ومعها رسم التركيبة التي أمرت الدولة بصنعها من المرمر ووضعها على قبر المرحوم سليم باشا فتحي. فأرسل الديوان المذكور إفادة بذلك إلى ديوان المعية السنية بمصر في 18 شعبان من السنة المذكورة (6 مايو سنة 1855م) وإليك هذه الإفادة:

"إفادة من ديوان عموم الجهادية إلى ديوان المعية رقم 59 بتاريخ 18 شعبان سنة 1271 هـ مقيدة بالدفتر التركي رقم 2706:

وردت إفادة تاريخها 29 جمادى الآخرة سنة 1271 (19 مارس سنة1 855م) من إسماعيل باشا أبي جبل أمير لواء 9 جي و10 جي من ألايات البيادة التي بدار السعادة بميدان الحرب الروسية التركية معها رسم يبين التركيبة المزمع عملها من المرمر بدار السعادة لوضعها على مقبرة المرحوم سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية الذي استشهد في واقعة ناحية كوزلوه ودفن بجوار خان جامعي الذي بالناحية المذكورة. وذلك بناء على رغبة الباشا السردار. والرسم المذكور مرفق طيه للاطلاع عليه. وحرر هذا للمعلومية."

وقد دفن سليم باشا فتحي بأمر سردار الجيوش العثمانية إكرام عمر باشا في كوزلوه (أوباتوريا) بالقرب من خان جامعي Khan-Gammii ووضعت على قبره التركيبة المذكورة التي صنعتها له الدولة من المرمر.

وفي 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ (19 مارس سنة 1855م) اصدر الوالي سعيد باشا إرادة سنية إلى ديوان الجهادية بترقية أباظة إسماعيل أفندي أحد أقرباء المرحوم سليم باشا فتحي إلى علمدار 10 جي ألاي بيادة الجنود الصمرية في هذه الحرب جزاء ما أبداه فيها من الشجاعة والإقدام. وها هي:

"إرادة سنية من ديوان الخديوي إلى ناظر الجهادية رقم 160 بتاريخ 29 جمادى الآخرة سنة 1271 هـ بدفتر المعية رقم 429:

إقتضت مراحمنا العلية بأصعاد أباظة إساعيل أفندي أحد أقرباء المرحوم سليم باشا فتحي باشبوغ العساكر المصرية بدار السعادة بتعيينه علمدار 10 جي ألاي بيادة بناء على شهادة أمير لواء 9 جي و10 جي ألايات بيادة المؤرخة 27جمادى الآخرة سنة 1271 (17مارس سنة 1855م) التي عرضت علينا وبعد الاطلاع عليها أصدرنا أمرنا هذا بأصعاد المذكور إلى الوظيفة المذكورة تلطيفاً له على حسن خدماته. فبوصوله بادورا بمخابرة محل الاقتضاء بقيدة بهذه الوظيفة مت تاريخ إرادتنا".

سفر النجدة البرية المصرية الثالثة

وفي أوائل سنة 1855 تم حشد جنود النجدة البرية المصرية التي أمر الوالي سعيد باشا بإرسالها مساعدة للدولة في هذه الحرب وقد أبحرت من الإسكندرية ميممة الأستانة ومن ثم سافرت في 4 أبريل من السنة المذكورة إلى ميدان القتال.

وقد نشرت جريدة ذي اللستريتد لندن نيوز بعددها الصادر بتاريخ 14 أبريل سنة 1855م خبر وصول 8.000 جندي مصري إلى أوباتوريا لتعزيز جيش السردار إكرام عمر باشا بها. وهاك ما قالته الجريدة المذكورة في هذا الصدد:

"جيش عمر باشا في أوباتوريا تقوى بوصول 8.000 جندي مصري".

واتفق عند وصول هذه النجدة أن كانت جيوش الحلفاء تشعر بمضايقة شديدة لقلة جنودها المحاربين. فاقترح المارشال كنروبير قائد الجيوش المصرية طلب إمداد من الجنود المصرية ليشدا أزر جيوش الحلفاء في هذه الحرب. وهذا بلا نزاع أمر يشرف مصر أعظم تشريف. وقد ذكر هذه المصادفة العجيبة السيد فورتسكيو في مؤلفه "تاريخ الجيش البريطاني ج13 ص 180 History of British Army.

بيان قوة النجدة المصرية التي أرسلها سعيد باشا في حرب القرم

"عدد ضباط وصف ضباط وعسكر فرق لواءات ألايات أورط"
1 جي فرقة 1 الفريق أحمد باشا المنكلي: قائد
50 أركان حرب وتوابع الفرقة
البيادة 5 جي لواء (18 جي و19 جي بيادة)
1 اللواء (غير معروف اسمه)
30 أركان حرب وتوابع اللواء
18 جي بيادة 1 إسماعيل صادق بك: أمير ألاي
1 شاهين كنج بك: قائقمام
79 أركان حرب واقسام الألاي
1.240 1 جي أورطة داود أفندي: بكباشي
1.181 2 جي أورطة عمر أغا: بكباشي
1.198 3 جي أورطة محمد أفندي: بكباشي
19 جي بيادة 1 سليم بك:أميرالاي
1 محمد راغب بك: قائمقام
102 أركان حرب واقسام الألاي
19 جي بيادة 1.483 1 جي أورطة محمد أفندي: بكباشي
1.377 2 جي أورطة محمد أفندي: بكباشي
1.468 3 جي أورطة مصطفى أفندي: بكباشي
20 جي بيادة 1 سليمان بك: أميرألاي
1 بكري بك: قائمقام
116 أركان حرب وأقسام الألاي
1.435 1 جي أورطة حسين عاصم أفندي: بكباشي
1.426 2 جي أورطة مصطفى أفندي: بكباشي
1.384 3 جي أورطة محمد أفندي: بكباشي
12.576 جملة ابيادة

وجميع أورط هذه الألايات مكونة من 8 بلوكات على خلاف التي أرسلت في حكم عباس باشا فإنها مكونة من 4 بلوكات فقط.

"عدد ضباط وصف ضباط وعسكر فرق لواءات ألايات أورط"
السواري
1.200 1.200 1.200 10 جي ألاي
1.200 جملة السواري
الطوبجية
1.200 1.200 1.200 أورطتان من الطوبجية البرية غير معروفة تبعيتها لألاي ألاي كل أورطة مكونة من 3 بطاريات وكل بطارية من 6 مدافع فيكون عدد مدافع الأورطة 18 مدفعاً وعدد مدافع الأورطتين 26
1.200 جملة الطوبجية


"مجموع قوات النجدة"
12.576 البيادة
1.200 السواري
1.200 الطوبجية
14.976 المجموع

ومجموع المدافع 36 مدفعاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سقوط سڤاستوپول وانهزام الروس حول أوپاتوريا

وفي أواسط شهر يونيو سنة 1855 حضر من أوپاتوريا السردار التركي إكرام عمر باشا إلى مدينة سڤاستوپول بجيش من المصريين والأتراك يبلغ عدده 15.000 جندي، ورابط في المنطقة التي كان يرابط فيها لواء الغارديا الإنجليزي والفرقة الإنجليزية الثانية بجوار مرتفعات أنكيرمان وذلك إستعداداً لمهاجمة هذه المدينة الحصينة.

وقد نشرت جريدة ذي اللستريتد لندن نيوز نبأ وصول السردار إكرام عمر باشا بهذا الجيش إلى سباستبول في عددها الصادر بتاريخ 23 يونيو سنة 1855م فقالت:

"في الدور النهائي لحصار سباستبول حضر عمر باشا بجيش قوته 15.000 جندي من الأتراك والمصريين استعداداً للهجوم عليها. وقد رابط في المنطقة التي كانت تشغلها الفرقة الإنجليزية الثانية وألاي الغارديا الإنجليزي بجوار مرتفعات إنكيرمان".

وفي 8 سبتمبر من هذه السنة سقطت قلعة سباستبول بعد حصار طويل دام عاماً. فقرر المارشال الفرنسي بيليسيه رئيس قواد الجيوش المتحالفة القيام باستكشاف مواقع الروس بقصد مهاجمتهم. فبعث الجنرال دالونفيل إلى أوباتوريا ومعه ثلاثة ألايات من سواري الفرنسيين. وكان معها المشير التركي أحمد باشا وبصحبته ثلاثون مدفعاً وثلاث فرق إحدلاها من البيادة والثانية من السواري الأتراك والثالثة من البيادة المصريين.

وخرج الجنرال دالونفيل من أوباتوريا في 19 سبتمبر سنة 1855م ومعه 3.000 جندي من البيادة الترك والمصريين و1500 من السواري الأتراك و1.000 من السواري الفرنسيين، وانقسم هذا الجيش إلى قسمين اتجه أحدهما صوب الشمال بقيادة أحمد باشا، والآخر نحو الجنوب الشرقي بقيادة الجنرال دالونفيل.

وقام هذا القسم الأخير عندما انتصف الليل فوصل في الساعة الرابعة صباحاً إلى نقط الجيش الروسي الأمامية. وفي الحال تراجعت الجيوش المحتشدة بها وأطلقت دخاناً في الفضاء لتنذر باقتراب العدو.

وبينما الجنرال دالونفيل يتأهب للاستفادة من الاضطراب الذي حدث في صفوف الروس من هذه المباغتة بالانقضاض عليهم إذا بضباب يرتفع وينتشر حتى صار يحول دون أن يرى المرء شيئاً على قيد 20 خطوة.

وفي الساعة الثامنة تبدد هذا الضباب وأخذت الجنود في السير وزحفت في المقدمة أورطتان من المصريين تعاضدهما أخريان من الأتراك تساعدهما بطارية تركية وأخرى فرنسية. وكان يوجد أمام هذه القوة 3 آلاف من السواري الروس وبطاريتان ولكنهم لم ينتظروا حتى يصطدموا بها بل تراجعوا تاركين علفهم وحبوبهم. وقد أكره المشير التركي أحمد باشا أيضاً الروس على الانسحاب.

معارك وقعت أثناء الحصار

مصير مدفع سڤاستوپول

أجراس كنيسة من القرن 17 في قلعة أرنودل المملكة المتحدة. هذه الأجراس أخذت من سڤاستوپول كغنيمة في نهاية حصار سڤاستوپول.

انظر أيضاً

معرض الصور

الهوامش

المصادر

  1. ^ Bellamy, Christopher (2001). The Oxford Companion to Military History: Crimean War. Oxford University Press. ISBN 0-19-866209-2. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  2. ^ أ ب Советская Военная Энциклопедия, М., Воениздат 1979, т.7, стр.279
  3. ^ Maule, Fox (1908). The Panmure Papers. London: Hodder and Stoughton, quoted in David Kelsey's Crimean Texts. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help); Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  4. ^ David G. Chandler, Atlas of Military Strategy, Lionel Levental Ltd 1980, ISBN 0-85368-134-1, p.146
  5. ^ Blake, The Crimean War, Pen and Sword 1971, p.114
  6. ^ أو 38,000: David G. Chandler, Atlas of Military Strategy, Lionel Levental Ltd 1980, ISBN 0-85368-134-1, p.145
  7. ^ John Sweetman, Crimean War, Essential Histories 2, Osprey Publishing, 2001, ISBN 1-84176-186-9, p.89
  8. ^ Советская Военная Энциклопедия, М., Воениздат 1979, т.7, стр.280
  9. ^ Elphinstone, H.C (2003). Siege of Sebastopol 1854–55: Journal of the Operations Conducted by the Corps of Royal Engineers.
  10. ^ الأمير عمر طوسون (1996). الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم. مكتبة مدبولي.
  11. ^ Grant, Simon (2005). A Terrible Beauty from Tate etc magazine, issue 5, accessed 2007-09-27

وصلات خارجية