حسين نصار

حسين نصار (و. 25 اكتوبر, 1925) ، هو أديب, مؤلف, محقق ومترجم مصري ، له دراسات وترجمات كثيرة لعدد من أبرز أعمال المستشرقين تشهد بتمكنه من اللغة الإنجليزية. وإنتمى د. نصار الى عدد من الهيئات الثقافية والعلمية، منها الجمعية اللغوية المصرية و الجمعية الادبية المصرية ، وشغل منصب الرئيس في كل منهما ، كما انه عضو في الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العلمية ، لجنة الدراسات الادبية واللغوية في المجلس الأعلى للثقافة ، ومقرر المجلس القومي والآداب والاعلام واتحاد الكتاب ، وله الكثير من المؤلفات منها 9 كتب مترجمة وكتابان حول نشرة الكتابة الفنية في الأدب العربي ومعجم آيات القرآن. [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد الدكتور حسين نصار في يوم 25 أكتوبر 1925 ، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947 ، والماجستير والدكتوراه من كليته نفسها عامي 1949 ـ 1953 وتدرج في الوظائف الجامعية حتى أصبح عميد كلية الآداب عام 1979.


نصار مترجما

تتميز أعمال الدكتور نصار هو بالتأصيل العلمي والتوثيق المرجعي المحرر لكل ما يكتب فقد كان يبحث بشكل عميق في المصادر الأصلية لموضوع دراسته ، مما يجعله واحدا من كبار المحققين لعيون التراث العربي. وكان اهتمامه بمباحث الاعجاز البياني للقرآن الكريم تعبيرا عن اهتمامه المتواصل بفقه الكلمة العربية وتاريخها ومبانيها اللغوية والتركيبية. ومن مباحثه المتخصصة في الاعجاز كتابة «الفواصل» الذي نشر عام 1999، والذي يعلن فيه انه ليس من علماء الدين أو التاريخ، لكنه يحاول ان يؤرخ للتاريخ الفكري الذي دار حول قضية اعجاز القرآن، من خلال المنهج الذي يسميه «تفكير التاريخ». وقال د. الشرقاوي ان هذا يتبدى واضحا في مؤلفاته الأخرى عن الاعجاز التي من بينها «القسم في القرآن الكريم».

نصار محققا

قام حسين نصار بإنجاز الكثير من التحقيقات للكتب والحصول على النسخ المخطوطة واللازمة لعملية التحقيق. ففي مجال النثر حقق عددا من النصوص التاريخية الادبية والرحلات منها «النجوم الزاهرة في حلي حضرة القاهرة» لعلي بن موسي بن سعيد المغربي، وهو الجزء الخاص بالقاهرة من موسوعة ابن سعيد، «المتوفى سنة 685هـ» وبه يكتمل القسم الذي افرده المؤلف الأندلسي لمصر.

و حقق د. نصار أيضا «ولاة مصر» لمحمد بن يوسف الكندي (ت 350) واعتمد في تحقيقه للكتاب على النسخة المخطوطة الوحيدة المحفوظة في المتحف البريطاني، وعلى المطبوعة التي أنجزها روفن كست، غير ان هذه المخطوطة كانت حافلة بالاخطاء مما حمل حسين نصار على اعادة نشرها وتصحيح ما وقع فيها من اخطاء، وقد قدم لها بمقدمة تحدث فيها عن الكندي ومؤلفاته ومنهجه في التأليف والرواة الذين اعتمد عليهم في كتابه. ويبدو في هذه النشرة الجديدة ما تكبده المحقق من عناء في عمله. وهو ما نجده أيضا في تحقيقه ـ لـ«رحلة ابن جبير» ـ (ت 614 هـ)، وهي من أهم كتب الرحلات العربية واغزرها فوائد، قام بها الرحالة الأندلسي من ساحل الاندلس بحرا حتى الاسكندرية، ثم جاب بلاد المشرق وفلسطين والشام والعراق ومصر، وحققت هذه الرحلة لأول مرة عام 1852، وقام بها وليم رايت معتمدا على النسخة الوحيدة الموجودة في مكتبة جامعة ليدن ـ هولندا ـ وطبعت نقلا عن الأوروبية في نشرة سقيمة مشوهة، وقام حسين نصار باعادة نشر الرحلة بعد أن حصل على نسخة مخطوطة أخرى في المغرب، وأتم مقابلتها وتصحيحها وألحق بها الفهارس المفصلة، ومنها الجزء «24» من كتاب «نهاية الأرب في فنون الأدب» لشهاب الدين النويري.

شيخ المعجميين

بدأ إهتمام حسين نصار بالترجمة من نقطة إهتمامه باللغة العربية وآدابها فكل من قام بترجمته يتصل بجانب من اهتماماته وقد انفق من جهده وعلمه ووقته ما يعد اضافة الى الثقافة العربية، وهذا يتجلى واضحا في ترجمته مؤلفات لكبار المستشرقين ليقدمها لقراء في العالم العربي من أجل أن تفتح امامهم آفاقا جديدة للبحث في مواطن الدراسة العربية.

وهذا يتجلى في ترجمته لـ«المغازي الأولى» للمستشرق يوسف هوروفتس 1949، و«مصادر الموسيقى العربية» لهنري جورج فارمر و«دراسات عن المؤرخين العرب» للمستشرق د. س . موجرليوث ، ومقدمة المستشرق تشارلز ليال التي قام بتحقيقها، و«ديوان عبيد بن الابرص»، و«أرض السحرة» للمستشرق برنارد لويس، «ابن الرومي: حياته وشعره» للمستشرق روفون جت. وقال د. عوني ان نصار لا يكتفي بمجرد الترجمة، وانما يعلق على ما يترجم مضيفا أو مصححا بالهامش بدون تدخل في النص نفسه، واضاف ان الدكتور نصار كان يجهد نفسه في نقل النصوص العربية التي يترجمها المستشرقون الى الانجليزية من مصادرها العربية، سواء كانت مطبوعة أم مخطوطة. من هنا يظهر لنا أن ما قام د. نصار بترجمته لا يمكن ان يقدمه الا مترجم له صلة بالثقافة العربية وروافدها، ويعرف كل مجالات التخصص المختلفة فيها.

ولم تقف جهوده في الترجمة عند هذا الحد بل تجاوزته الى ترجمة عدة كتب في مجال الوسيقى العربية، ألفها الايرلندي هنري جورج فارمر (1965 ـ 1882) وهي «تاريخ الموسيقى العربية حتى القرن الثالث عشر»، «الموسيقى والغناء في ألف ليلة وليلة»، «مصادر الموسيقى العربية».

المصادر