حسين علي منتظري

آية الله العظمى
حسين علي منتظري
Montazeri.jpg
وُلـِد1922
نجف آباد القريبة من إصفهان
توفي20 ديسمبر 2009
قم
المعتقد الدينيمسلم شيعي اثنى عشري

آية الله العظمى حسين علي منتظري (1922-20 ديسمبر 2009) هو عالم إيراني. كان واحدا من قادة الثورة الاسلامية في إيران. واشتهر أنه قد أختير ليكون خلفا للإمام خميني والذي اختلف معه في عام 1989 حول سياسات الحكومة والإعدام الجماعي لسجناء وانتهاكات حقوق الانسان وأمر باعتقاله ثم نفيه. عاش أخر حياته في مدينة قم، وكان له نفوذ كبير في إيران وخاصة فيما يتعلق بالسياسات الاصلاحية.[1] يعد منتظري من كبار علماء الدين ومرجع ديني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة المبكرة والعمل العام

ولد منتظري في بيت صغير بمدينة نجف آباد القريبة من إصفهان. والده كان فلاحا، ورغم امتلاكه مزرعة وحديقة، غير انه كان يعمل مزارعا لأحد المالكين. وفي ذلك الحين، اي قبل اكثر من سبعين عاما، كان في تلك المدينة أحد علماء الدين المحترمين، اسمه الحاج شيخ أحمد حججي الذي خلافا لأقرانه، كان يختلط مع الناس وينصحهم بتعلم العلوم والدروس الدينية. ووالده مثل العديد من ابناء نجف آباد كان يحضر دروس الشيخ أحمد وتعلم فيها مقدمات اللغة العربية والعلوم الدينية، كما كان حافظا للقرآن. وحتى اواخر عمره كان يخطب ويقيم صلاة الجماعة الى جانب عمله في المزرعة. وفي البداية تتلمذ عليه، كما ذهب الى المدارس القديمة (الكتاتيب)، غير انه ترك المدرسة بعد ان تعرض الى الجلد على ايدي احد المعلمين. وبعد فترة، ارسله والده الى اصفهان حيث حضره دروس الشيخ منصور في الادب.

وفي عام 1314 الشمسي (1937 الميلادي) وبعد بلوغه سن الـ13 عاما، جاء الى مدينة قم حيث كان الحاج شيخ عبد الكريم حائري يزدي المرجع الكبير يرأس الحوزة. ونظرا الى ان الحكومة في ذلك الحين كانت تجري امتحانا للراغبين في الانضمام الى المدارس الدينية في الحوزة وممن كانوا يريدون ارتداء العمامة، فانه شارك في الامتحان ونجح. وقد مضى اكثر من عشرة شهور على اقامته في مدينة قم دون ان قبض الشهرية (المبلغ الذي يدفعه مراجع الحوزة الى الطلبة والمدرسين كراتب شهري). وكان والده يعطيه نصف ريال ولم يكن هذا المبلغ يكفي لشراء الغذاء، ناهيك عن بقية الاشياء.


الثورة الاسلامية والخلاف مع الخميني

بعد شهور قليلة من وصول علماء الدين الى السلطة في طهران مطلع عام 1979 بعد الثورة الإيرانية اضفى الايرانيون العاديون القابا مختلفة على مساعدي الخميني، ولا سيما اصحاب العمائم من أمثال بهشتي الذي نال لقب «راسبوتين الثورة» وكان المبادر الى اطلاق هذا اللقب ليس الصحف المعارضة والسكان فحسب، بل أيضا محمد منتظري، نجل آية الله حسين منتظري، الذي قتل في ما بعد بجوار بهشتي في حادث تفجير مقر الحزب الجمهوري الاسلامي في يوليو (تموز) 1981. ومحمد نفسه كان يلقب بـ«محمد رينغو» اشارة الى شخصية «رينغو» في افلام الغرب الاميركي، نظرا الى ولعه بالسلاح وممارساته الثورية غير الشرعية مثل خطف طائرة الى ليبيا للمشاركة في احتفالات الفاتح من سبتمبر بعد ان حظرت الحكومة الايرانية الثورية برئاسة مهدي بازركان مشاركة المسؤولين في تلك الاحتفالات احتجاجا على اختفاء عالم الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر في ليبيا. [2]

وبالنسبة لآية الله حسين منتظري، فان بساطته ولغته القريبة من مدارك القرويين الاميين كانتا من اسباب انتشار المئات من القصص والنكات والحكايات الطريفة عنه.

وقد تواصل تردد هذه الحكايات عنه حتى بعد تعيينه نائبا للخميني الذي سماه الخميني «الفقيه الاعلى»، وهو لقب ظل يخاطب به رسميا عشر سنوات في الصحف ووسائل الاعلام وعلى لسان المسؤولين، كبارهم وصغارهم.

ولكن بين ليلة وضحاها، أي منذ عزله في مارس (آذار) 1989 تحولت صورته لدى الناس من الشيخ الساذج والقروي الامي الى رمز للمعارضة والصدق والاخلاص والتقوى وسرعان ما اختفت النكات الصادرة حوله لتحل مكانها روايات عن سلوكه وافكاره ومعاناته. والمثير أيضا أن اجهزة الدعاية الحكومية والشخصيات القابضة على الحكم التي كانت قبل ذلك تخاطبه بـ«سماحة المرجع الاعلى» و«الفقيه الاعظم»، بدأت تصفه بما كانت تقول عنه المعارضة والناس العاديون من أنه شيخ ساذج وقروي أمي.

وظل منتظري إما تحت الاقامة الجبرية أو تحت الضغط كي يتماشى مع الحكم، غير انه رفض مبايعة خليفة الخميني الحالي آية الله علي خامنئي وواصل انتقاده والتقليل من كفاءته واهليته للحكم. ورغم ان عددا من ابرز تلامذته الاوفياء تسلموا المناصب التنفيذية الرفيعة بعد انتخاب محمد خاتمي رئيسا للجمهورية (وخاتمي نفسه يعد من تلامذته والمعجبين بشخصيته)، غير انهم لم يتمكنوا من رفع الاقامة الجبرية عنه، بل ان عددا منهم، مثل عبد الله نوري وزير الداخلية السابق والدكتور محسن كديور الباحث وعالم الدين المثقف وحجة الاسلام حسن يوسفي اشكوري، تعرضوا للمحاكمة والسجن بسبب دفاعهم عنه وولائهم له.

وما يجب ذكره قبل استعراض مذكرات منتظري، إنه بسبب ايمانه بمبدأ الوحدة بين المسلمين وضرورة ازالة الخلافات بين الشيعة والسنة، وكونه رائداً في دعم القضية الفلسطينية منذ السنوات الاولى لانطلاق الثورة الفلسطينية التي كان بعض مراجع قم افتوا بعدم مناصرتها بسبب كون قادتها من السنة، يحظى بمكانة خاصة لدى أهل السنة في إيران وخارجها، كما ان علاقاته الوثيقة مع ياسر عرفات والقيادات الفلسطينية القريبة من السلطة الوطنية وعلماء المسلمين في مختلف انحاء العالم الاسلامي، تظل وثيقة رغم انه يعيش تحت الاقامة الجبرية بعيدا عن الاتصالات الرسمية.

نقد محمود أحمدي نجاد

حذر آية الله العظمى حسين منتظري في 25 يونيو 2009، في أعقاب الانتخابات الإيرانية، من أن النظام يمكن ان يسقط إذا تواصل قمع التظاهرات السلمية في ايران.

وقال منتظري في بيان وردت نسخة عنه لوكالة «فرانس برس»: «اذا لم يتمكن الشعب الايراني من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فانه من المحتمل ان يؤدي تصاعد التبرم الى تدمير اسس اية حكومة مهما كانت قوتها».

ودعا منتظري وهو رجل الدين الشيعي الاعلى رتبة في ايران، من جهة اخرى مواطنيه الذين يحتجون على شرعية اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، الى مواصلة تحركهم. وكان منتظري بين أول منتقدي النظام والاقتراع الرئاسي في 12 يونيو بشدة.

وكان كتب بعد أربعة ايام من الاقتراع «للأسف ان هذه الفرصة الممتازة (الانتخابات) استخدمت بأسوأ طريقة ممكنة» ووصف اعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد بانه «أمر لا يمكن أن يقبله أي عقل سليم».

كما ندد وقتها بالسلطات لممارستها العنف والقمع تجاه المتظاهرين واتهمها بـ«تصفية حساباتها مع المثقفين والناشطين والمفكرين وتوقيف العديد من مسؤولي الجمهورية الإسلامية بلا سبب». [3]

شهرته

المصادر

  1. ^ "Profile: Iran's dissident ayatollah". BBC News. 2003-01-30. Retrieved 2007-06-07.
  2. ^ الشرق الأوسط
  3. ^ جريدة الوطن

قراءات إضافية

  • Dorri Najaf Abadi, Ghorban-Ali (2005). "8". In Nazari, Heydar (ed.). "Khaterat e Hojat-ol-eslam val-moslemin Dorri Najaf Abadi" (1st ed.). Tehran: IDRC (Iran Revolution Document Center). pp. 232–233.
  • Keddie, Nikki (2003). Modern Iran: Roots and Results of Revolution. Yale University Press.
  • Mackey, Sandra (1996). The Iranians: Persia, Islam and the Soul of a Nation. Dutton.
  • Moin, Baqer (2000). Khomeini: Life of the Ayatollah. Thomas Dunne Books.
  • Montazeri,Hossein-Ali (2000). "8". "Khaterat". pp. 471–480.

انظر أيضا

وصلات خارجية