حسن عامر

حسن نور الدين عامر ()، شقيق المشير عبد الحكيم عامر. وقد عمل حسن عامر رئيساً للهيئة العامة للبترول ورئيس نادي الزمالك.

المهندس حسن عامر واحد من أبرز رجال الزمالك الذين تولوا رئاسته أكثر من مرة. ترك بصمات واضحة فى كل مكان مما أصبح من الصعب معه نسيانه أو تجاهله. ليس بإمكان أحد أن ينسى المهندس حسن عامر أو يتجاهل دوره مع نادى الزمالك. فالرجل شقيق المشير عبد الحكيم عامر الذى ارتبط اسمه بنادى الزمالك كثيرا ، ولم يكن خافيا على أحد مدى حبه وعشقه للفانلة البيضاء رغم حساسية منصبه وأهميته فكان وقتها الرجل الثانى فى الدولة بعد الراحل جمال عبد الناصر..نشأ المهندس حسن عامر فى أسرة شديدة الارتباط بالفريق حيدر باشا الذى يعود إليه الفضل فى تمصير نادى الزمالك . وتولى عملية نقل النادى من مقره بدار القضاء العالى إلى منطقة مسرح البالون ، ويرتبط المهندس حسن عامر والمشير عبد الحكيم عامر بعلاقة قرابة معه ، فقد كان حيدر باشا ابن خال والدة المهندس حسن عامر ، وهى ابنة عمته.

كانوا خمسة أشقاء .. أكبرهم المشير عامر ، ثم حسن عامر ثم الدكتور فؤاد ، ثم شقيقتين .. الاب كان مزارعا يمتلك 150 فدانا ، وقد نشأت أسرة عامر فى إحدى قرى الصعيد ، وهى " اسكال " التى تتبع مركز سمالوط بمحافظة المنيا ، لكن فترة الاقامة فى اسكال لم تمتد طويلا ، وحدث انتقال إلى المنيا لتستقر بها الأسرة فترة طويلة جدا نظرا لانتظام كل الأشقاء فى الدراسة فى مدارس المدينة ، بعدها تعين علي الاسرة الرحيل مرة أخرى وكانت هذه المرة هى القاهرة بعد أن أنتهت مراحل الدراسة فى المدارس ، وحان وقت الالتحاق بالجامعات ..وفى القاهرة التحق المهندس حسن عامر بكلية العلوم جامعة القاهرة ، وحاول المشير الالتحاق بالكلية الحربية بعد حصوله على شهادة البكالوريا ، وتقدم لخوض الاختبارات المختلفة ، لكنه اكتشف يوم إعلان النتيجة أن اسمه غير موجود ضمن المقبولين ، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة له ، وعليه التحق بكلية الزراعة ، وظل فيها لفترة قصيرة ، إذ عاد ليتقدم لاختبارات الكلية الحربية بعد أن تم الإعلان عن قبول دفعة جديدة ، وعلى عكس ما حدث فى المرة الأولى تم قبوله ، وأصبح طالبا فى الكلية الحربية .

تخرج المهندس حسن عامر من كلية العلوم ، وبدأ حياته العملية بالالتحاق بمصلحة الكيمياء ، ثم انتقل إلى المصانع الحربية التى كانت فى مرحلة التأسيس .. وسافر إلى بعثة فى ألمانيا لمدة عام استعدادا للعودة للعمل فى مصنع الحديد والصلب لتوفيراحتياجات القوات المسلحة ، ومع عودته كانت هناك بعثة جديدة فى إنجلترا وكانت هذه المرة لدراسة صناعة المعادن ..وبمجرد انتهاء البعثة أصبح مهندسا فى شركة الحديد والصلب وتدرج فى الوظائف المختلفة حتى أصبح رئيسا لمؤسسة البناء والحراريات ثم رئيسا لمؤسسة البترول. وفي عام 1967 توقف عن العمل لظروف اعتقاله مع عدد كبير من أفراد أسرته، وتم تحديد إقامة المشير عامر قبل وفاته مباشرة. تولى المهندس حسن عامر رئاسة نادى الزمالك مرتين. الأولى من عام 1962 إلى عام 1967. والثانية من عام 1984 إلى عام 1988. وقد ارتبط هو وعائلته بنادى الزمالك منذ الصغر بسبب رئاسة الفريق حيدر باشا له، ليس فقط لأنه أحد أقاربهم ولكن لكون أهل الصعيد بكل ما فيهم من نخوة لابد أن يتعصبوا لكل من ينتمى إليهم ، وقد ظلت مسألة رئاسة المهندس حسن عامر لنادى الزمالك بما يمثله النادى من وزن كبير فى ساحة كرة القدم والرياضة المصرية تثير قدرا عظيما من الجدل والاختلاف من حولها ، ورأى فيها الكثيرون تجسيدا واقعا للمجاملة ، لأنه لو لم يكن الرجل شقيقا للمشير عبد الحكيم عامر ما كان له أن يتولى هذا المنصب ، ورأى آخرون أن المسألة طبيعية جدا ولا علاقة له بكونه شقيقا للمشير لكى يتولى قيادة نادى الزمالك .

والحقيقة أن المهندس حسن عامر تولى رئاسة الزمالك للمرة الأولى عام 1962 – أى بعد عشر سنوات من قيام ثورة يوليو وبعد أربع سنوات من تولى المشير عامر لرئاسة اتحاد الكرة المصرى – وكان وراء هذا قصة تعود بدايتها إلى مناسبة عامة هى حضوره لافتتاح مدرجات ملعب الكرة الجديد بمقر النادى فى ميت عقبة ، وكان ذلك فى 24 ديسمبر عام 1959 ، حيث أقيمت مباراة ودية بين الزمالك وفريق " دوكلا پراگ " التشيكى ، وكان الرجل مجهولا للجميع ، ولم بعرف أحد أنه شقيق عبد الحكيم عامر الذى كان حاضرا للمباراة نفسها ..وبعد عامين – تقريبا – تصادف أن كان حسن عامر يحضر مباراة نهائى كأس الصعيد إلى أقيمت على كأس عبد الناصر ، وكانت فى نفس توقيت زيارة قام بها عبد الناصر إلى المنيا وحضر الرئيس المباراة وسلم الكأس للفريق الفائز، وفوجئ حسن عامر برئيس منطقة المنيا لكرة القدم يفاتحه فى مسألة توليه لرئاسة نادى الزمالك ، وكان وراء هذا السؤال فهمي عمر رئيس الإذاعة الأسبق والمعروف بانتمائه للزمالك ورد حسن عامر بأن النادى يعانى من مشكلات ومتاعب ، وأنه لم يتعود على العمل فى جو مشحون بعدم الاستقرار ، ولم يقتنع الرجل بالموافقة على العرض إلا بعد أن حصل على تعهد من أغلبية الأطراف بأنهم سيتعاونون معه من أجل صالح النادى .


المهندس حسن عامر تولى المنصب فى ظروف عادية ، ولكنه قام بتركه فى ظروف استثنائية .. فقد تم اعتقال حسن عامر عام 1967 وظل هكذا حتى شهر نوفمبر ، وعندما خرج كان المشير عامر قد توفى فى 13 سبتمبر أى قبل شهرين من الإفراج عنه وترك المهندس حسن عامر المكان بعد أن أصدر طلعت خيرى وزير الشباب آنذاك قرارا بتشكيل مجلس إدارة جديدة برئاسة المهندس محمد حسن حلمي. وابتعد حسن عامر عن النادى لسنوات طويلة حتى عاد إليه من جديد بخوضه الانتخابات عام 1984 ، والتى نجح فيها ليتولى الرئاسة لمدة 4 سنوات. وقد ظل المهندس حسن عامر واحدا من الوجوه التى وثق فيها الجميع ومنحوها أكبر قدر من التقدير والاحترام ، وظل الرجل دائما واحدا من حكماء النادى الذين يستمع الكل إلى آرائه ويعملون على تنفيذها لأنها رؤية إنسان أحب الزمالك وضحى من أجله وكان فى كل ما يقوله يفعله يبحث عن مصلحة النادى وصالحه ولا شئ سواهما وهكذا ظل اسم حسن عامر – وبعد رحيله بسنوات- مثالا للنزاهة والتفانى والتضحية والإخلاص والحب الكبير لنادى الزمالك .

حسن عامر ترك نتاج جهده على كل ركن فى النادى وتقول الروايات أنه قام بجولة فى أعقاب انتخابه للمرة الأولى، وكان برفقته فى الجولة الفريق أول سعد الدين متولى والمهندس ممد حسن حلمى واللواء حسين لبيب ومحمد لطيف والمرحوم جلال قريطم، ولاحظ أن المبنى الاجتماعى لم يتم تأسيسه بعد أن كان مجرد مبنى لا يحتوى أى شئ ولاحظ كذلك أن إستاد الكرة غير مستكمل البناء وتنقصه مدرجات من الناحية القبلة والبحرية ، وفى مكان آخر لاحظ وجود حفرة ضخمة فقالوا أنه حمام السباحة، وأن العمل وقف به بعد الحفر لعدم وجود الموارد المالية .. ورد المهندس حسن عامر وقتها بأن مكان حمام السباحة ليس مناسبا ويحتاج إلى مكان آخر يتسم بالاتساع حتى يلاقى احتياجات المستقبل بالتوسع من حوله. وهنا رد من حوله مؤكدين أن النادى ليس فيه أى مساحات ، وأن المسئولين حصلوا على مساحة من الأرض وهى واجهة النادى بصعوبة شديدة بعد تدخل الرئيس عبد الناصر شخصيا .

وفي هذه اللحظة قرر حسن عامر المضى فى ضم الأراضى المحيطة بنادى الزمالك لاقتناعه بأن مستقبل النادى وتوسعه فى النواحى الرياضية والاجتماعية وأداء رسالته بنجاح يتوقف على وجود الأرض .. وكانت أهم قطعة فى هذا الاتجاه هى تلك التى تملكها وزارة الأوقاف ومساحتها 18 فدانا ..وأجرى الرجل اتصالات مكثفة مع قيادات الدولة المختلفة وكان منها محافظ الجيزة ووزارة الأوقاف ووزير الشباب ، وتم مقابلة الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة آنذاك وجرى الاتفاق النهائى على بيع الأرض للنادى. وصدر قرار مجلس مدينة الجيزة على بيع الأرض ، وبدأت الإجراءات التنفيذية تأخذ طريقها النهائى ..وبدأ النادى فى تسلم الأرض ، وأخذ فى بناء سور حولها ، وقام المهندس حسن عامر الذى كان يتولى رئاسة المؤسسة المصرية لمواد البناء بمخاطبة شركة الطوب الرملى لإقامة السور وهو ما تم بالفعل فى زمن قياسى .. وقام حسن عامر بجهد كبير فى مخاطبة شركة التعمير والمساكن الشعبية لتقوم بتخطيط المساحة وملاعب كرة القدم وملاعب التنس وكرة السلة والطائرة وملاعب الكروكيه . .وبجهود مثمرة فى أكثر من اتجاه .. انتهى إنشاء حمام السباحة ، وأخذت الشركة المنفذة له فى إجراء التجارب النهائية الخاصة به فى أغسطس عام 1967 ، ليتم افتتاحه فى سبتمبر من نفس العام .

خلال فترة رئاسة حسن عامر تم بناء أربعة مدرجات بالدرجة الثانية لملعب الكرة ليتسع 40 ألف متفرج ، كما تم تشطيب المبنى الاجتماعى وتأثيثه لاستقبال الأعضاء وتحول النادى إلى ناد إجتماعى بجانب النشاط الرياضى..خلال رئاسة حسن عامر للزمالك تحققت العديد من الإنجازات الرياضية ومنها فوز فريق الكرة ببطولة الدورى موسمى 63 / 1964 و 64 / 1965 ، وحقق نتائج مشرفة امام فرق أجنبية عالمية مثل وستهام وتوتنهام وسراييفو وأنتر نسيونالي. وتحققت إنجازات مماثلة فى الكرة الطائرة وكرة السلة وأطلق على هذا العصر العصر الذهبى للزمالك ..وفى فترة رئاسته الثانية حقق النادى نهضة أخرى فى أكثر من اتجاه ومنها الحصول على بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى لأول مرة فى تاريخه .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العائلة

وله ولدان: طارق عامر رئيس البنك المركزي المصري ووحيد عامر مرشح لمجلس الشعب في 2015 عن سمالوط، المنيا.