الحرب الأهلية اللبنانية

(تم التحويل من حرب أهلية لبنانية (1975))
صورة لمبنى في بيروت مدمر جزئيا إثر الحرب الأهلية اللبنانية، والمبنى ما زال كما هو حتى وقت التقاط الصورة عام 2004

الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب دموية وصراع معقد دامت لاكثر من 16 عاما و 7 أشهر في لبنان (13 أبريل 1975 - 13 أكتوبر 1990)، وتعود جذوره للصراعات والتنازلات السياسية في فترة الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا[بحاجة لمصدر]، وعاد ليثور بسبب الوجود الغريب والخارجي في الاراضي اللبنانية والتقارب مع سوريا وإسرائيل. وقد حصل توقف قصير للمعارك عام 1976 لانعقاد القمة العربية ثم عاد الصراع الأهلي ليستكمل وعاد ليتركز القتال في جنوب لبنان بشكل أساسي، والذي سيطرت عليه بداية منظمة التحرير الفلسطينية ثم قامت إسرائيل باحتلاله.

وإنتهت الأحداث بانتشار الجيش السوري بموافقة لبنانية عربية ودولية وذلك بحسب اتفاق الطائف.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بداية الحرب

يختلف في تاريخ بدء الحرب، لكن يتفق الكثيرون أنها بدأت في 13 أبريل 1975 حيث كان هناك محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيار الجميّل قام بها مسلّحون فلسطينيون وأدى إلى مقتل مرافقه "جوزيف أبو عاصي"، ورداً على هذه الحادثه حصلت حادثة عين الرمانة التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيين مما أدى إلى مصرع 27 شخص.


أطراف الصراع

الأطراف كانت تتقاتل ضمن محاور دينية وسياسية، هذه الأطراف تمثلت في المسيحيين الموارنة ،الشيعة، السنة، والدروز، منظمة التحرير الفلسطينية، والإسرائيليون وكذلك الجيش السوري وأطراف أخرى متفرقة. في البداية كانت هناك 3 جبهات رئيسية :

  1. الجبهة اللبنانية بزعامه كميل شمعون. هذا الفصيل كان يهيمن عليه المسيحيون الموارنة. وسرعان ما حصلوا على المعونة من سوريا ثم من إسرائيل لاحقاً. كانت للميليشيا التابعة للجبهة المسماه القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل دور أساسي في الحرب.
  2. مجموعات الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، السياسي الدرزي البارز.
  3. منظمة التحرير الفلسطينية بجميع قواها واطيافها والتي تحالفت مع الحركة الوطنية اللبنانية.

حيث كان الاقتتال في بداية الأمر ما بين الجبهة اللبنانية وتحالف الحركة الوطنية اللبنانية مع منظمة التحرير الفلسطينية.

بشكل عام لم تكن أطراف الصراع في لبنان متمايزة تماما وكانت التحالفات تتغير خلال الحرب وفي خضم الأحداث كانت أطراف الصراع كالتالي:

المدينة الرياضية في بيروت عام 1982م خلال الاجتياح الإسرائيلي

مراحل الحرب

الاقتتال الطائفي

سبقت الأحداث الدامية العديد من الإشكاليات التي هيأت للحرب. فعام 1969، اقتتل الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين والتي أدت إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين بامتلاك السلاح على الأرض اللبنانية من خلال ما عرف باتفاق القاهرة، كما أعطت الاتفاقية للفلسطينيين حق السيطرة على بعض أجزاء من أرض الجنوب اللبناني عرفت فيما بعد بفتح لاند الأمر الذي أثار سخطاً لدى اليمين اللبناني.[بحاجة لمصدر] وعام 1975، خرجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا والتي أدت إلى استشهاد الزعيم معروف سعد. والعديد من المناوشات بين المسحيين والفلسطينيين في مناطق مخيم تل الزعتر والكحالة. كما قام الفلسطينيين بالعديد من الأعمال الفدائية ضد إسرائيل مما جعل العالم يعتبر لبنان مرتعا للإرهابيين.

أما الشرارة الحقيقية لبدأ الحرب الأهلية اللبنانية كانت في 13 أبريل 1975 عندما قام مجهولون بمحاولة اغتيال بيار الجميّل رئيس حزب الكتائب. نجا الجميّل من المحاولة ولقى أربعة منهم اثنين من الحراس الشخصيين له. ردت ميليشيات حزب الكتائب على محاولة الاغتيال بالتعرض لحافلة كانت تقل أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة إلى مخيم تل الزعتر مروراً بمنطقة عين الرمانة. أدي الكمين الذي نصبه مقاتلي حزب الكتائب إلى مقتل 27 فلسطينياً. سميت الحادثة بحادثة البوسطة والتي كانت بمثابة الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد. بانتشار الخبر، سرعان ما اندلعت الاشتباكات بين الميليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.

صورة شهيرة لمجزرة الكرنتينا

في 6 ديسمبر 1975، عثر على اربعة جثامين لأعضاء من حزب الكتائب فقامت الميليشيات المسيحية بوضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين بناء على بطاقات الهوية (التي كانت آنذاك تدون مذهب حاملها) فيما عرف لاحقاً بالسبت الأسود. أدت عمليات القتل لاندلاع الاشتباكات على نطاق واسع بين المليشيات. فانقسمت بيروت ولبنان معها، إلى منطقتين عرفتا بالمنطقة الشرقية وأغلبها مسيحيين، والمنطقة الغربية التي كانت مختلطة مع أكثرية إسلامية.

كانت بيروت الشرقية محاطة بمخيمات الفلسطينين المحصنة مثل منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر. في 18 يناير 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان يسكنها أكراد وسوريون وفلسطينيون. قتلت المليشيات المسيحية 1500 من سكان المنطقة. ردت الميليشيات الفلسطينة بعدها بيومين باقتحام بلدة الدامور المسيحية وقتل المئات من السكان المسيحين. هرب الآلاف من السكان بحراً حيث كانت الطرق مقطوعة. كماتم في هذا اليوم تهجير بلدة دير جنين في قضاء عكار التي وقع فيها عدد من القتلى والجرحى حيث قتل رئيس دير مار جرجس جنين الأب جرجس حرب والأب يوسف فرح كما استشهد كل من بطرس خوري وزوجته ابارسيدا خوري ووالده انطونيوس خوري وشقيقته جميلة خوري.

التدخل السوري

في يونيو 1976، كانت الميليشيات المارونية على وشك الهزيمة. طالب الرئيس سليمان فرنجية سوريا بالتدخل بحجة أن ميناء لبنان سيغلق وهو مصدر أساسي للمنتجات الواردة لسوريا. كان التخوف المسيحي قد نمى بعد مجزرة دامور. ردت سوريا بانهاء دعمها لجبهة الرفض الفلسطينية وبدأت دعم الحكومة ذات الأغلبية المارونية. الأمر الذي جعل سوريا في نفس صف إسرائيل والتي بدأت بدعم الميليشيات المارونية بالسلاح والدبابات والمستشارين العسكريين في مايو 1976.

بناء على طلب الرئيس، دخلت القوات السورية لبنان واحتلت طرابلس وسهل البقاع متفوقة بسهولة على قوات الحركة الوطنية اللبنانية والميليشيات الفلسطينية. فرضت سوريا حذر التجوال إلى انه فشل في وقف الاشتباكات. بدعم سوري، استطاعت الميليشيات المسيحية اقتحام دفاعات مخيم تل الزعتر والذي كان تحت حصار وقصف متواصل طوال أشهر. أدى حصار واقتحام المخيم إلى مقتل الآلاف من الفلسطينين مما أثار غضب العالم العربي ضد سوريا.

في أغسطس 1976 قام بعض الفلسطينيين بالإنتقام من اللبنانيين المسيحيين بعد أحداث مخيم تل الزعتر وقاموا بمحاصرة مدينة جزين وفرض الحصار الشديد عليها عدة أيام بعدها دخل ألف فلسطيني من المليشيات مدينة جزين واستباحوها فقاموا بإعدام 200 مدني وإغتصاب عشرات المسيحيات في المدينة بعدها حاصرت القوات السورية المدينة وقام الفلسطينيين بالمقاومة العنيفة مما أدى لإعلان العميد السوري عقيل سليمان إلى إستباحة المدينة وقصفها فقام الجيش السوري ببدأ القصف على المدينة براجمات الصواريخ بشدة مما أدى لتراجع الفلسطينيين وقام الطيران الحربي السوري بقصف مدينة جزين بشدة ودمرت بنيتها التحتية بنسبة 70% بعدها اجتاحت القوات السورية المدينة واستباحتها 5 أيام فقاموا بإبادة ما تبقى من الفلسطينيين بالكامل وقتل العشرات من المدنيين عشوائياً و بعض مناصري الحركة الوطنية اللبنانية واغتصاب 50 سيدة وقتلهم بعد ذلك مما أدى لحدوث مجزرة ضخمة راح ضحيتها ألفين مدني تقريباً وكانت إنذاراً كبيراً لبقية المدن المسيحية التي تناصر من تراهم الحكومة السورية بالأعداء وكان هناك تعتيم إعلامي بسبب تدخل الجيش السوري ومنع تنقّل الصحفيين بسهولة بين المدن اللبنانية المنكوبة

من 7 إلى 18 سبتمبر أرسل بشير الجميل حوالي 3.000 مقاتل بقيادة فؤاد أبو ناضر إلى البترون لوقف الزحف السوري إلى المدن المسيحية فقامت إشتباكات عنيفة بينها وبين الجيش السوري فتراجعت القوات إلى داخل المدينة وتحصنت داخلها وكانت خسائر الجيش السوري أكبر من خسائر قوات الجميل مما أدى لإرسال العميد السوري ضرغام العلي عدة أشخاص للتفاوض مع القوات المتواجدة فقام رسل العميد بإعطاء القوات خيارين , إما بالإنسحاب الكامل من المدينة وتسليمها سلمياً أو إنتظار قدوم الجيش السوري ليبيد سكان البترون عن بكرة أبيهم وتكرار سيناريو "مجزرة جزين" فقامت القوات بإعدام الرسل وإرسال طلب الإمداد من بشير الجميل الذي أرسل ألف مقاتل إلى المدينة وطلب النجدة من الجيش الإسرائيلي الذي سرعان ما توجّه ألفين جندي إلى المدينة للتعاون ضد السوريين ظناً منهم أن سوريا سترتعد عن دخول البترون بسبب المواقف الدوليّة المشجّبة ضد انتهاكاتها , فقام العميد السوري ضرغام العلي بإصدار أمر "تدمير البترون" الأمر الذي أدى لضرب حصار شديد على المدينة وتم التعاون بين الجيش السوري وبعض المليشيات الدرزيّة حيث اتفق كلاهما على أن يكون 10 آلاف جندس سوري و5 آلاف درزي لمقاتلة المسيحيين المتحصنين في المدينة وبدأت عشرات الصواريخ السورية بإمطار البترون وقصفها بشدة وبعد ثلاثة أيام من القصف العنيف استطاع الجيش السوري إقتحام شمال شرقي مدينة البترون أثناء إلهاء القوات اللبنانية والإسرائيلية في جنوب المدينة مما أدى لإشتباكات عنيفة أدت لسقوط عشرات القتلى من الجانبين وطلبت القيادة الإسرائيلية من القيادة السورية على أن تخرج قواتها من البترون على أن يكون لهم كامل التصرف بعد ذلك في المدينة , الأمر الذي أدى لإيقاف القصف والإشتباكات وسهّل خروج ألفين جندي إسرائيلي مع بعض المقاتلين اللبنانيين من بينهم فؤاد أبو ناضر الأمر الذي أدى لضرب الحصار بشدة من جديد ولتسهيل دخول القوات السورية التي للمدينة بسهولة واشتبكت مع قوات بشير الجميل وبعد خمسة أيام من الإشتباكات أدت لحدوث مجزرة رهيبة في البترون واشتباك أهاليها مع الجيش السوري خوفاً من إرتكاب إنتهاكات كعمليات العنف والتعذيب والإغتصاب الذي حدث في جزين فأمر العميد ضرغام القوات السورية إلى عدم الإعتداء على أي مواطن بشرط عدم التعاون مع القوات اللبنانية الأمر الذي وافق عليه أهالي المدينة وأدى لإخراج قوات الجميل من المدينة التي وصلت خسائرها للمئات من القتلى ومن الأهالي 48 مدني قتل أثناء القصف و5 أشخاص أعدموا بعد إقتحام الجيش السوري المدينة بسبب أنهم ثبت عليهم التعاون مع "العدو" وكانت من نتائج هذه المعركة إيصال رسالة قوية وصفعة مهينة للقوات اللبنانية والتي أجبرت جميع المدن المسيحية الثائرة ضد الزحف السوري لاحقاً إلى تسليم المدن خوفاً من مجازر قد تحصل بحقهم.

و في أكتوبر 1976، وافقت سوريا على اقتراح قمة جامعة الدول العربية في الرياض والذي اعطى لسوريا حق بالاحتفاظ ب 40 ألف جندي هي جوهر قوات الردع العربية التي كانت مهمتها فك الاشتباكات واسترجاع الأمن. كانت عددت دول مشاركة في قوات الردع العربية إلى انها سرعان ما فقدت الاهتمام منسحبةً وتاركةً الأمور مرة أخرى في يد سوريا. تنتهي الحرب الأهلية رسميا ويحل الهدوء المؤقت بيروت ومعظم أنحاء لبنان باستثناء منطقة الجنوب حيث تتواجه منظمة التحرير الفلسطينية مع الميليشيا المسيحية التي تدعمها إسرائيل.

الهدوء الحذر

خط الجبهة الفاصل بين المتقاتلين في بيروت 1982

كانت لبنان مقسمة حيث كان الجنوب وغرب بيروت تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيات المسلمة بينما كانت بيروت الشرقية والقسم المسيحي من جبل لبنان تحت سيطرة الميليشيات المسيحية. كان الخط الفاصل بين بيروت الغربية والشرقية يسمى الخط الأخضر.

في 1976 تتحالف الأحزاب والتيارات المسيحية اليمينية وهي حزب الكتائب بقيادة بيار الجميل، تيار المردة بقيادة سليمان فرنجية، حزب الوطنيين الأحرار بقيادة كميل شمعون، حراس الأرز بقايدة إتيان صقر والتنظيم مكونة الجبهة اللبنانية. بينما تتكون القوات اللبنانية وهي الجناح العسكري للجبهة اللبنانية من الميليشيات التابعة لتلك الأحزاب ويتولى بشير الجميل نجل بيار الجميل قيادتها.

وفي ٧ شباط ١٩٧٨: جرى اشتباك بين الجيش السوري وميليشيا جيش لبنان الحر إثر مهاجمة جنود لبنانيين لحاجز أقامه السوريون أمام المدرسة الحربية في ثكنة الفياضية في بيروت الشرقية. أدى الهجوم إلى سقوط ١٤ قتيلاً و٢٤ جريحاً من الجنود السوريين، فردّ الجيش السوري بقصف الثكنة وتطورت الأمور إلى اشتباكات مع الميليشيات المسيحية امتدت إلى مناطق مختلفة من بيروت الشرقية واستمرت ٣ أيام. أثار الحادث غضب سوريا وزاد من توتر العلاقات بينها وبين اليمين المسيحي في لبنان. ولتهدئة الخلاف وافق الجيش اللبناني على تشكيل محكمة عسكرية مشتركة للمسؤولين عن الاعتداء.

غزو إسرائيل لجنوب لبنان عام 1978

في 14 مارس 1978 تغزو القوات الإسرائيلية جنوب لبنان حتى نهر الليطاني رداً على العمليات التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بها ضد إسرائيل منطلقة من لبنان. الهدف من الغزو كان خلق منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترا داخل الأراضي اللبنانيه وبطول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. إسرائيل وجدت أن احتلال الأراضي كان سهلا وسرعان ما سيطرت على 10 ٪ من جنوب البلاد. مجلس الأمن يصدر قراراً يطالب فيه إسرائيل بالانسحاب من لبنان وينشئ قوات اليونيفل المنوط بها حفظ الأمن في الجنوب.

بحلول مايو 1978 تنسحب إسرائيل من معظم جنوب لبنان باستثناء منطقة تسميها إسرائيل "منطقة أمنية" يتراوح عرضها ما بين 4 و 12 كلم على طول الحدود الجنوبيه للبنان. تثبت إسرائيل جيش لبنان الجنوبي العميل له بقيادة سعد حداد على طول الحدود. تبقى إسرائيل مسيطرة على المنطقة الحدودية حتى عام 2000 حين تنسحب فجأة تاركة أعضاء جيش لبنان الجنوبي حيث يفر بعضهم إلى إسرائيل ويعتقل حزب الله الباقيين منهم ويقدمهم للسلطة اللبنانية حيث تتم محاكمتهم.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاقتتال داخل القوات اللبنانية

في يونيو 1978، واثر مقتل عضو بارز في حزب الكتائب على يد قوات المردة، ارسل بشير الجميل قواته بقيادة سمير جعجع لمدينة إهدن لاختطاف طوني فرنجية، قائد ميليشيات المردة وابن الرئيس سليمان فرنجية، لاجباره على تسليم المسؤولين عن مقتل العضو الكتائبي. إلا أن العملية انتهت بمقتل طوني فرنجية وعائلته والمقاتلين التابعين له. سميت الواقعه فيما بعد بمجزرة إهدن. انهى سليمان فرنجية ارتباط حزبه تيار المردة بالجبهة اللبنانية بعد مقتل ابنه.

في عام 1980، ارسل بشير قواته إلى مدينة الصفرا لقتال داني شمعون، قائد ميليشيا نمور الأحرار الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار. تمت العملية بموافقة كميل شمعون والد داني شمعون ورئيس حزب الوطنيين الأحرار والرئيس السابق للجمهورية اللبنانية والذي كان يرى أن قوات ابنه خرجت عن السيطرة. تم القضاء تماماً على ميليشيات النمور فيما سمي بـمجزرة الصفرا. لم يتم قتل داني شمعون حيث ذهب ليعيش في بيروت الغربية التي كانت ذات أغلبية مسلمة.

أصبح بشير بذلك المسيطر الأوحد على القوات اللبنانية.

الاقتتال بين سوريا والقوات اللبنانية

ما بين يوليو وأكتوبر عام 1978 قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم. تم خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية وحي الأشرفية ولم ينتهي الحصار والقصف إلى بعد وساطة عربية ادت إلى وقف إطلاق النار. خرج بشير الجميل من تلك الحرب وهو يعتبر نفسه منتصراً. في عام 1981، تصادمت سوريا مع ميليشيا بشير الجميل مرة أخرى بعد سيطرة القوات اللبنانية على مدينة زحلة. في تلك المعركة، استغاث بشير بـإسرائيل فأرسلت طائرات حربية اسقطت مروحيتين سوريتين.

قصف إسرائيل لبيروت

افتتاحية صحيفة القبس الكويتية بعد قصف المقاومة الفلسطينية للمستوطات الاسرائيلية يوليو 1981
افتتاحية صحيفة القبس الكويتية بعد قصف المقاومة الفلسطينية للمستوطات الاسرائيلية يوليو 1981

مع تواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان والمخيمات الفلسطينية واستهداف المدنيين، ردت المقاومة الفلسطينية بقصف مكثف وعنيف بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، على ٣٣ مستوطنة قرب الحدود اللبنانية، مما أدى إلى هروب آلاف المستوطنين، في أعنف هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر ١٩٧٣. كما "هددت منظمة التحرير الفلسطينية بالتحول إلى حركة "إرهابية" تضع العالم كله على برميل من البارود، إذا تصاعدت الهجمات على المدنيين الفلسطينيين" ودفع القصف المدفعي المتواصل من قبل المقاومة مناحيم بيغن، رئيس وزراء دولة الاحتلال، آنذاك، إلى طلب المساعدة من أمريكا والمجتمع الدولي للتوسط لدى منظمة التحرير من أجل وقف إطلاق النار. في 17 يوليو 1981، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى مكون من عدة طوابق كان يضم مكاتب لـمنظمة التحرير الفلسطينية. بعثة الأمم المتحدة في لبنان قدرت عدد القتلى ب 300 وعدد المصابين ب 800 مصاب. أدى القصف إلى استياء دولي وحظر مؤقت لتصدير المنتجات الأمريكية لإسرائيل.

إسرائيل تخطط للغزو

مانشيت من الصحافة اللبنانية بعد تبني منظمة جبهة تحرير لبنان من الغرباء محاولة اغتيال السفير الامريكي في 1980
مانشيت من الصحافة اللبنانية بعد تبني منظمة جبهة تحرير لبنان من الغرباء محاولة اغتيال السفير الامريكي في 1980

بحسب رونن برگمن، في عام 1979، أنشأ رفائيل إيتان (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي) ومئير دگن (قائد منطقة جنوب لبنان) منظمة أسموها "جبهة تحرير لبنان من الغرباء"، وأدارا تلك المجموعة الوهمية بين عامي 1979 و1983. وفي الفترة بين 1981 و1982، استخدم أرييل شارون تلك الجبهة لإجراء سلسلة من التفجيرات العشوائية للسيارات المفخخة التي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين في مناطق مختلفة من لبنان. وكان الهدف من هذه الحملة "الإرهابية" الضخمة من عمليات تفجير السيارات هو "زرع الفوضى" بين المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين".

خبر تبني جبهة تحرير لبنان من الغرباء لمحاولة اغتيال السفير الأمريكي بييروت 1980
خبر تبني جبهة تحرير لبنان من الغرباء لمحاولة اغتيال السفير الأمريكي بييروت 1980

كذلك كانت تهدف لاستفزاز منظمة التحرير الفلسطينية ودفعها إلى اللجوء إلى "الإرهاب"، الأمر الذي سيوفر ذريعة لإسرائيل لشن هجمات عليها، وغزو ​​لبنان.

الصفحة الأولى في صحيفة نيويورك تايمز عام 1983 عن تفجير إرهابي أدى إلى مقتل فلسطينيين في لبنان.
الصفحة الأولى في صحيفة نيويورك تايمز عام 1983 عن تفجير إرهابي أدى إلى مقتل فلسطينيين في لبنان.[1]

وجرى وصف نشاطات "جبهة تحرير لبنان من الغرباء" بتفاصيلها في كتاب رونن برگمن. واستندت روايته إلى روايات مباشرة من المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في العملية أو الذين كانوا على علم بها في ذلك الوقت. وعلى مدى أسابيع في عام 1980، انفجرت عدة سيارات مفخخة ضخمة في مواقع ذات كثافة سكانية كبيرة من الفلسطينيين أو السوريين. وأعلنت جبهة تحرير لبنان من الغرباء مسؤوليتها عن اثنتين على الأقل.

وبحسب الصحفية هيلينا كوبان، التي كتبت حينها أن أسلوب عمل المجموعة الغامضة "يبدو أنه يشير إلى تأثير بعض الجماعات الإسرائيلية المتطرفة" مثل تلك التي تقف وراء هجمات السيارات المفخخة ضد ثلاثة رؤساء بلديات فلسطينيين في الضفة الغربية يوم 2 يونيو 1980. "، وبحسب كوبان، فإن هذه العمليات أعادت إلى الأذهان "التفجيرات الإرهابية التي شنتها جماعة إرگون المتطرفة التي كان يتزعمها مناحم بيجن" في الأربعينيات من القرن الماضي.

وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، قُتل مئات المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وأصيب عدد أكبر بجروح، جراء انفجار عبوات ناسفة مخبأة في سلال أو دراجات هوائية أو بغال أو في سيارات أو شاحنات. وبعد كل هجوم، تم إجراء اتصالات مع وسائل الإعلام لإعلان المسؤولية باسم "جبهة تحرير لبنان من الغرباء". وقد أصر المسؤولون الفلسطينيون واللبنانيون مراراً وتكراراً على أن "جبهة تحرير لبنان من الغرباء" كانت مجرد وهم يهدف إلى إخفاء يد إسرائيل وحلفائها اليمينيين المسيحيين. لكن رفض المسؤولون الإسرائيليون هذه الاتهامات، وأصروا على أن التفجيرات كانت جزءًا من حرب ضروس بين الفصائل العربية المتنافسة.[2]

ومن العمليات التي قامت بها "جبهة تحرير لبنان من الغرباء"، ذراع الموساد، تجنيد اثنين من العملاء لاغتيال الشيخ راغب حرب في 1984. إذ اعترف اللبناني داني عبد الله بالمشاركة في اغتيال حرب، وهو يعيش حالياً في الدنمارك، رغم مطالبات لبنان بتسليمه. وبحسب برگمن فإن عبد الله كان عضواً في جبهة تحرير لبنان من الغرباء، وبالتالي ربما يكون متورطاً أيضاً في تفجيرات السيارات المفخخة في لبنان. ويشير برگمن أن رفائيل إيتان ومئير دگن هما من كانا يشرفان على نشاط جبنهة تحرير لبنان من الغرباء، ولم يشارك شارون في ذلك إلا في أغسطس 1981.

وأدركت منظمة التحرير الفلسطينية الفخ وامتنعت عن الرد. لكن في عام 1982، حاولت جماعة أبو نضال اغتيال شلومو أرجوف، السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة. وفشلت المحاولة، لكن حكومة مناحيم بيغن استخدمت هذا الهجوم للادعاء بأن منظمة التحرير الفلسطينية لجأت إلى "الإرهاب".

في عام 1980، قام صحفيان إسرائيليان بالتحقيق في قصة مفادها أن مسؤولين إسرائيليين كبار كانوا وراء حملة "إرهابية" سرية ل"جبهة تحرير تحرير لبنان من الغرباء في لبنان.

وفي اغسطس من عام 1981، اعيد انتخاب رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن لفترة ثانية وفي سبتمبر من نفس العام بدء بيجن ووزير الدفاع أرئيل شارون التخطيط لغزو لبنان مرة أخرى لطرد منظمة التحرير الفلسطينية. كانت خطة شارون حسب قوله هي "القضاء على البنية التحتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقضاء، إذا أمكن، على قيادة المنظمة؛ قد يتطلب ذلك ضرب بيروت الغربية، حيث مقرات ومراكز قيادة المنظمة". أراد شارون تأمين وصول بشير الجميل لرئاسة الجمهورية اللبنانية. مقابل مساعدة إسرائيل لبشير، أراد شارون من بشير أن يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل تضمن أمن حدود إسرائيل الشمالية للأبد. في يناير 1982 قابل شارون بشير الجميل على متن سفينة قبالة السواحل اللبنانية وناقشا خطة تقتضي وصول القوات الإسرائيلية إلى مشارف بيروت ومحاصرة بيروت الغربية فيما تقوم ميليشيات القوات اللبنانية باقتحام بيروت الغربية والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982

المدينة الرياضية في بيروت عام 1982م خلال الاجتياح الإسرائيلي

كانت إسرائيل قد اعدت خطة الغزو وتنتظر الذريعة لبدء تنفيذ الخطة. في 3 يونيو 1982 قامت منظمة أبو نضال بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن. بالرغم من أن أبو نضال كان قد انشق من فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بل أنه اغتال العديد من أعضاء منظمة التحرير وحاول اغتيال عرفات وأبو مازن، إلى ان إسرائيل اتخذت من العملية ذريعة لتنفيذ مخططها باجتياح لبنان والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. أمر شارون وبيجن بضرب معاقل منظمة التحرير الفلسطينة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيروت الغربية مما تسبب في مقتل 100 شخص. ردت منظمة التحرير الفلسطينية بإطلاق الصورايخ والمدفعية من جنوب لبنان على شمال إسرائيل. كان ذلك بمثابة الذريعة المباشرة لإسرائيل بالقيام بالاجتياح.

في 6 يونيو 1982 بدأت إسرائيل غزو لبنان من حدودها الجنوبيه. في غضون بضعة ايام تستولي القوات الإسرائيلة على مدن الجنوب الهامة مثل صور وصيدا، لتدخل بعد ذلك بيروت الشرقية بدعم ضمني من القادة والميليشيات المارونية. عندما اجتمعت الحكومة الإسرائيلية للموافقة على خطة الغزو، وصف شارون الخطة بانها وصول القوات الإسرائيلية إلى 40 كم في العمق اللبناني للقضاء على معاقل منظمة التحرير الفلسطينية وخلق "منطقة أمنية موسعة" تجعل شمال إسرائيل خارج مدى صواريخ منظمة التحرير. كما ادعى شارون أن بيروت هي خارج الصورة. في الواقع، أمر رئيس الاركان رفائيل ايتان ووزير الدفاع الإسرائيلي أرئيل شارون القوات الإسرائيلية بالتوجه مباشرةً إلى بيروت وفقا لخطة وضعها شارون في سبتمبر 1981.

حصار بيروت

بحلول 15 يونيو كانت القوات الإسرائيلية تعسكر خارج بيروت. طالبت الولايات المتحدة منظمة التحرير بالخروج من لبنان. اصدر شارون الأوامر بشن غارات على بيروت الغربية لاستهداف 16,000 من الفدائيين الفلسطنين المحصنين فيها. استمر حصار بيروت لمدة 7 اسابيع قطعت خلالها إسرائيل الكهرباء وامدادات الماء والطعام عن المدينة. هاجمت القوات الإسرائيلية بيروت الغربية عن طريق البر والبحر والجو وأدى القصف العشوائي إلى مقتل آلاف من المدنين.

في هذه الأثناء كان فيليب حبيب مبعوث الولايات المتحدة في المنطقة يتفاوض مع إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية لانهاء الحصار. في 12 اغسطس توصل حبيب إلى هدنة تقتضي خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية ووصول قوات أمريكية وفرنسية وإيطالية للاشراف على خروج مقاتلي منظمة التحرير وتأمين الحماية للمدنيين العزل من الفلسطينين.

وصلت القوات الفرنسية والأمريكية والفرنسية تباعاً في 21، 24 و 26 من اغسطس. في 30 اغسطس اشرفت القوات المتعددة الجنسيات على خروج منظمة التحرير من بيروت بحراً إلى اليونان ومن اليونان إلى سوريا وتونس والاردن والجزائر. رغم خروج منظمة التحرير إلى أن إسرائيل ادعت ان 2,000 من الفدائين ما زالو يختبؤون في مخيمات اللاجئين على اطراف بيروت. انسحبت القوات متعددة الجنسيات مبكراً من لبنان بعد اسبوعين فقط من وصولها وقبل أنسحاب القوات الإسرائيلية كما كانت تنص اتفاقية وقف إطلاق النار. كان من المفترض ان تبقى القوات متعددة الجنسيات لمدة شهر.

في هذه الأثناء وفي 23 اغسطس وتحت الاحتلال الإسرائيلي، انتخب بشير الجميل رئيساً بهامش بسيط وبمقاطعة النواب المسلمين للجلسة. كانت الدوائر المسلمة تتخوف من علاقة بشير بإسرائيل ودعمها له بالسلاح أثناء الحرب. في 11 سبتمبر، قابل بشير الجميل رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين في إسرائيل ووعده باتخاذ الخطوات لبدء علاقات دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل بمجرد أن يتسلم رئاسة الجمهورية اللبنانية.[3] تم اغتيال بشير في 14 سبتمبر 1982 وقبل أيام من الموعد المحدد لتسلمه الرئاسة عندما فجر عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي مبنى حزب الكتائب في بيروت الشرقية.

مجزرة صبرا وشاتيلا

قام شارون وايتان بارسال القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية في خرق لاتفاقية حبيب. قامت تلك القوات بنقل 200 مقاتل من ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة إلى المخيمات بحجة القضاء على 2,000 من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية مختبئين في المخيمات. اقتحمت القوات اللبنانية مخيمي صبرا وشاتيلا في السادسة مساءً من 16 سبتمبر وقتلت ما يقرب من 3500 فلسطيني بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي كان يحاصر المخيمين والذي كان يشعل القنابل المضيئة في السماء ليتمكن مقاتلي القوات اللبنانية من الرؤية طوال الليل. كان شارون وقادة الجيش الإسرائيلي يتابعون المجزرة من فوق سطح مبنى سفارة الكويت المطل على المخيمين. وفقاً للتقارير الإسرائيلة لم يكن وسط الضحايا "أياً من اعضاء منظمة التحرير الفلسطينية".

أدت المجازر في صبرا وشاتيلا إلى سخط دولي على إسرائيل ومطالبة شعبية دولية للمجتمع الدولي للتدخل. عادت القوات متعددة الجنسيات كقوات حفظ سلام. انتخب البرلمان اللبناني أمين الجميل ليخلف أخيه في رئاسة الجمهورية اللبنانية.

معاهدة 17 أيار وانسحاب إسرائيل

في 17 مايو 1983 وقع أمين الجميل والولايات المتحدة وإسرائيل على اتفاق ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان بشرط انسحاب القوات السورية. نص الاتفاق ان "حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل قد انتهت ولم يعد لها وجود" وهو ما جعل الاتفاقية فعلياً اتفاقية سلام. اعتبر اللبنانيون المسلمون الاتفاقية محاولة لإسرائيل للسيطرة الدائمة على جنوب لبنان. اعتبر البعض أمين الجميل خائن وان الاتقافقية هي اتفاقية استسلام. رفضت سوريا الانسحاب.

في أغسطس 1983 انسحبت إسرائيل من جبل الشوف مزيلة الفاصل ما بين الدروز والمسيحيين لتندلع معارك عنيفة ودامية بين الحزب التقدمي الاشتراكي مدعوماً من بعض القوة الفلسطينية في مواجهة القوات اللبنانية والجيش اللبناني. ارتفعت بسرعة وتيرة المعارك على مختلف الجبهات لترتفع معها أعداد القتلى بسرعة هائلة إذ كان يسقط مئات المقاتلين من الطرفين كل بضعة أيام. اعتبرت حرب الجبل إحدى أعنف فصول الحرب اللبنانية. انتهت المعارك بهزيمة مدوية للقوات اللبنانية وانسحاب المقاتلين المسحيين إلى بلدة دير القمر من ثم إلى بيروت الشرقية. ارتكبت مجازر متبادلة من الطرفين وسقط المئات من الأبرياء.

من نتائج حرب الجبل أنها فتحت الطريق للمقاومة نحو الجنوب وأصبح السوريين قادرين على تسليح المقاومة كما أنها أدت أدت إلى بداية سقوط اتفاق 17 ايار. لم تدم سيطرة الحزب الاشتراكي على مدينة سوق الغرب التي عاد وسيطر عليه الجيش اللبناني وبقيت سوق الغرب منطقة صراع حتى دخلها الجيش السوري وانتهاء الحرب الأهلية اللبنانية.

حرب طرابلس

وفي ١٧ كانون الأول ١٩٨٣: غادر ياسر عرفات والقوات الموالية له لمدينة طرابلس، بشمال لبنان بعد أشهر من المعارك مع الجيش السوري والقوات الفلسطينية الموالية لسوريا (بقيادة أبو موسى وأحمد جبريل) والتي بلغت أشدها في الشهر السابق. تبادل الأسرى بين الجانبين يشمل ١٦٦ من مقاتلي فتح و٤٢ من الجنود السوريين والفلسطينيين الموالين لسوريا.

الهجمات على الأهداف الأمريكية

ما بين عامي 1983 و 1984، تم استهداف العديد من المصالح الأمريكية. في أبريل 1983 قتل 63 شخصاً في انفجار انتحاري استهدف السفارة الأمريكية في بيروت. في أكتوبر 1983 قتل 241 جندياً أمريكاً و 58 جندياً فرنسياً في هجوم انتحاري استهدف معسكر القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت. في يناير 1984 قتل رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت. في سبتمر 1984 وقع هجوم آخر على السفارة الأمريكية في بيروت في مبناها الجديد الأكثر تحصينا. أدى التفجير إلى مقتل 7 لبنانيين وأمريكيين اثنين.

في تلك الأعوام ظهر حزب الله كقوى شيعية تقاوم الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب. انبثق حزب الله من صفوف حركة أمل الشيعية. تبن حزب الله فكر الثورة الإسلامية في إيران وحصل منذ بداياته على الدعم من حرس الثورة الإيرانية.

حرب المخيمات

بانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من لبنان، سيطرة حركة أمل على بيروت الغربية. في أبريل 1985، وبدعم من سوريا، هاجمت حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي المرابطون، القوى السنية القريبة من الفلسطينين. في مايو 1985 هاجمت حركة أمل الفلسطينين في صبرا وشاتيلا وبرج المراجنة. استمرت حرب المخيمات ما بين عامي 1985 و 1986 تم أثناءها حصار المخيمات ومنع المساعدات من الوصول إليها وتدمير المخيمات تدميراً شبه كلياً.

حكومة ميشيل عون و"حرب التحرير"

قبل أنهاء فترة رئاسة أمين الجميل في 1988، عين أمين الجنرال ميشال عون الماروني رئيساً للوزراء في مخالفة للميثاق الوطني الذي كان ينص بأن يكون رئيسا الوزراء سنياً. رفض اللبنانيون المسلمون هذه المخالفة للميثاق الوطني واعلنوا دعمهم لسليم الحص ليكون رئيساً للوزراء. بذلك أصبح للبنان حكومتين، حكومة عسكرية مسيحية في بيروت الشرقية وحكومة مدنية مسلمة في بيروت الغربية.

في مارس 1989، بدأ ميشال عون بحرب ضد الجيش السوري سماها "حرب التحرير" وادعى انه يحارب من أجل استقلال لبنان. أدت هذه الحرب إلى تدمير كبير لبيروت الشرقية وهجرة كبيرة للسكان المسيحيين.

اتفاق الطائف وإنهاء الحرب

في أغسطس 1989 توصل النواب اللبنانيون في الطائف بوساطة المملكة العربية السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية. بعودته النواب اللبنانيون من مدينة الطائف انتخبوا رينيه معوض رئيساً للجمهورية ولكن ميشال عون رفض الاعتراف بمعوض ورفض اتفاق الطائف وذلك لأن الاتفاق يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية. قُتل رينيه معوض بعد انتخابه ب 16 يوم وخلفه إلياس الهراوي. رفض ميشال عون الاعتراف بإلياس الهراوي أيضا. تم إقصاء ميشال عون من قصر بعبدا الرئاسي واعدام المئات من انصاره في أكتوبر عام 1990 بعملية لبنانية-سورية مشتركة وبمباركة أمريكية حيث فر ولجاء إلى السفارة الفرنسية وتوجه من بعدها إلى منفاه في باريس.

انتهت الحرب اللبنانية الأهلية باقصاء ميشال عون وتمكين حكومة إلياس الهراوي وباصدار البرلمان اللبناني في مارس 1991 لقانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975. في مايو تم حل جميع الميليشات باستثناء حزب الله وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني كجيش وطني غير طائفي.

أعمال ادبية

وصلات خارجية

وثائقي "حرب لبنان" من إنتاج الجزيرة في عام 2001 من خمسة عشر جزءً

المراجع

  1. ^ RÉMI BRULIN. "How the Israeli military censor killed a story about 'terrorist' bombing campaign in Lebanon in 1980s". mondoweiss.
  2. ^ RÉMI BRULIN. "How the Israeli military censor killed a story about 'terrorist' bombing campaign in Lebanon in 1980s". mondoweiss.
  3. ^ خاص بنيويورك تايمز (1982-09-04). "بيجان يقابل سراً رئيس لبنان المنتخب". نيويورك تايمز. Begin Said to Meet in Secret With Beirut's President-Elect
Flag of Lebanon.svg هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان.