حافظ وهبة

حافظ وهبة
Hafiz Wahba.jpg
تفاصيل شخصية
وُلِد15 يوليو 1889
القاهرة، خديوية مصر
توفي1967 (aged 77–78)
روما، إيطاليا
القوميةمصري، سعودي
الأنجالمصطفى وزينب وصفية
المدرسة الأمجامعة الأزهر
الشيخ حافظ وهبة.

حافظ وهبة (و. 15 يوليو 1889 - ت. 1967)، كان مصري دبلوماسي حصل على الجنسية في المملكة العربية السعودية. كان مستشار الملك عبد العزيز آل سعود، وسفير السعودية في بريطانيا عام 1930 حتى 1960.[1] وهو مصمم العلم السعودي.

فؤاد حمزة وحافظ كانا أول سفراء للسعودية، الأول في فرنسا والثاني في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، كانوا من بين المستشارين الذين وظفهم الملك عبد العزيز لتحسين عملية صنع القرار في الدولة.[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

بثينة حافظ وهبة وعمدة وستمنستر أثناء حفل للسلك الدبلوماسي السعودي عام 1952.

وُلد وهبة في مصر وعمل في الكويت معلماً في المدرسة المباركية ومن الكويت. انتقل إلى الرياض حيث عمل مع الملك عبد العزيز مستشاراً سياسياً في ديوان الملك عبد العزيز، ثم سفيراً للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو مصمم علم المملكة العربية السعودية[بحاجة لمصدر].

حافظ وهبة، رجل خدم الدولة السعودية في بدايات تأسيسها، بعد حضوره إثر دعوة تلقاها من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكان على اسمه حافظاً للعهد وأمانة المسؤولية التي ألقيت على عاتقه من الحكومة السعودية الوليدة في أيام لم يكن العمل المؤسسي سهلا على واضعيه. أُبعد عن بلاده الأم (مصر) وجال ودار في العالم حتى حل ضيفا على الملك المؤسس، فأصبح مستشاره وسفيره في الدولة التي أبعدته في يوم من الأيام. ساعد على تطوير نظام تعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبد العزيز، وحياة العظماء من أبناء القبائل في الجزيرة العربية، وهو إضافة إلى كل أفضاله المتعددة علينا كسعوديين، صمم العلم السعودي الذي يجهل كثير منا أنه صممه. أوائل هذه الجمعة تأخذكم في رحلة في مسيرة هذا الرجل المرصعة بجواهر الخطوات.

أثناء اقامته في الكويت، تزوج من شيخة حسين المسعود، وأنجب منها ولدين وثلاثة بنات؛ علي ومصطفى، وزينب وصفية وبثينة.


مولده ونشأته

ولد حافظ وهبة في حي بولاق في 15 يوليو 1889، ونشأ في أسرة متوسطة الحال. دخل "الكتَّاب" وعمره ستة أعوام فتعلم الكتابة والحساب والقرآن وأتم حفظه وعمره 11 عاما، أدخله والده الأزهر ثم انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي وقد أخذ العلم على كثير من المشايخ منهم الشيخ محمد عبده، علي حسين البولاقي، محمد بخيت، محمد حسنين مخلوف والد مفتي الديار المصرية حسنين مخلوف، والشيخ الخضري.[3]

تنقلاته وحياته في الخليج

ذهب إلى إسطنبول مع عبد العزيز الشاويش ليصدرا مجلة، ثم اتجه إلى ممباي في الهند، قبل الحرب العالمية الأولى. حاول أن يصدر صحيفة باللغة الإنجليزية مع شوكت علي شقيق محمد علي جناح أحد زعماء الحركة الاسلامية،الذي سمي شارع باسمه Mohamed Ali Road، وهو من خريجي جامعة أكسفورد توفي في القدس. على اثرها هرب إالى الدورة حيث مارس التدريس هناك ويذكر المؤرخ يوسف الشاهين أنه كان معروف باسم «الملا حافظ» ثم راح الى البحرين واعتقل وأرسل الى الهند ثم عاد الى الكويت.

تنقل في دول الخليج من الكويت والبحرين بعد أن نفاه البريطانيون من مصر، اشتغل في البداية مدرسا للغة العربية وعمل بالتجارة وأدخل لاصقا طبياً أمريكياً إلى الخليج سمي فيما بعد بـ"لزقة حافظ"، وخلال وجوده في الكويت تعرف على الملك عبد العزيز ثم سافر إلى الهند ورجع بعدها إلى الكويت وحل ضيفاً على عيسى بن قطامي من رجالات الكويت الكبار، وتعرف على الشيخ يوسف بن عيسى القطامي فأقنعه بالإقامة في الكويت وكان يتردد على مساجد الكويت لإلقاء الدروس، ولقد تركز تأثير الشيخ في الكويت بالنقاط التالية:

أولاً: مشاركته في التعليم في المدرسة المباركية منذ وصوله عام 1914 وكان أثره كبيرا فيها وفي إدارتها وتطويرها.

ثانياً: مشاركته بالوعظ والإرشاد في مساجد الكويت ولاسيما المسجد الجامع أكبر مساجدها.

ثالثاً: إسهامه في توعية الناس لخطر الاحتلال الأجنبي ومقاومته.

دعوة الملك عبد العزيز له

22حافظ وهبة.jpg

بعد سنوات عاشها في الكويت تلقى حافظ وهبة دعوة من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ للحضور إلى المملكة، ولبى حافظ الدعوة للعلاقة الطيبة التي كانت تربطه بالملك المؤسس وبعد حضوره أكرمه الملك عبد العزيز وعينه مستشاراً سياسياً.

ثمّ عينه فيما بعد في عام 1930، سفيراً للمملكة في الدولة البريطانية، وهي الدولة التي نفته حكومتها من بلاده عند استعمارها مصر، وأصبح حافظ وهبة رسميا أول سفير سعودي في بريطانيا.

وأثناء وجوده مع الملك المؤسس وثق حافظ وهبة التاريخ السعودي رواية من الملك المؤسس نفسه، وحقق بذلك أهم توثيق للتاريخ السعودي من خلال رجل المرحلة آنذاك.


حياته العملية

عين حافظ وهبة كما ذكرنا سفيرا للمملكة في بريطانيا تحت اسم وزير مفوض سعودي في لندن في عام 1930، وكان لحافظ بصمات واضحة في تطوير العلاقات بين الدولتين، فواصل الطرفان علاقاتهما وفق الإطار الدبلوماسي والسياسي، وتمكنا من حل كثير من الإشكالات والمواقف السياسية من خلال الحوار والتفاوض، كما تمكنا من الارتقاء بالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين البلدين إلى مستويات عالية.

ويمكن القول إن جملة من مستشاري الملك عبد العزيز وبالأخص حافظ وهبة، ومن معه في تلك الحقبة من أمثال خالد الحكيم، القرقني، والدكتور عبد الله الدملوجي، قد أوفدوا في مهمات سياسية إلى زعماء دول مجاورة أو صديقة أو للمشاركة في مباحثات حدودية أو نحوها وممثلين له.

أما بالنسبة للسفراء ومن في حكمهم (كالقناصل والمفوّضين)، حيث يعد حافظ وهبة من الأوائل في هذا الشأن، الذين أوفدوا إلى الخارج لافتتاح أول ممثليات سعودية فقد رصدت أسماؤهم تلك الكتب التي تناولت العلاقات السعودية الخارجية، وبخاصة بعد إنشاء وزارة الخارجية السعودية عام 1930 وتعيين الملك فيصل كأول وزير لها، فبدأت بالمفوضية السعودية في لندن 1930 وتولاها حافظ وهبة وزيراً مفوضاً في البداية ثم صار عام 1948 سفيراً لها لمدة 30 عاما، طيلة بقية عهد الملك عبد العزيز، كما عين وزيرا مفوضا في هولندا 1350هـ.

وكان للمستشار السفير حافظ وهبة الفضل في توثيق العلاقات السعودية المصرية. فقد كان حافظ وهبة مهتماً بتوثيق العلاقات بين الملك عبد العزيز ومصر لمعرفته أن توثيق هذه العلاقات بين هاتين الدولتين سيشكل قوة للأمة العربية.

كما أن للشيخ وهبة الفضل في إنشاء العلاقات السعودية ـ اليابانية عام 1938 حيث قام حافظ وهبة، المبعوث السعودي لدى بريطانيا في ذلك الوقت، بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. وزار المبعوث الياباني لدى مصر "ماسايوكي يوكوياما" السعودية عام 1939 كأول مسؤول ياباني يزور المملكة، والتقى بالملك عبد العزيز في الرياض.

كما أصبح هو والشيخ عبد الله الطريقي الذي يعد أول وزير بترول سعودي أول شخصيات سعودية أعضاء في مجلس إدارة شركة أرامكو.


التعليم المنتظم

حافظ وهبة هو أول من أسند إليه القيام على برامج التعليم المنظم في المملكة، وقد تحدث عن الصعوبات التي واجهت التعليم عند بدايته، وعن تطوره بعد ذلك، فقال في إحدى مؤلفاته لما قال: "لم تكن توجد في البلاد مدارس تذكر في زمن الأتراك، وما وجد منها كان ابتدائياً قليل النفع، ففي إقليم الأحساء لم يؤسس بعد إعلان الدستور العثماني إلاّ مدرسة صغيرة واحدة، ولم يكن الوضع في الحجاز أحسن بكثير، فلما أتى الملك عبد العزيز عمل على نشر العلوم والمعارف، وفتح المدارس، وأنشأ المعاهد العلمية غير عابئ بما لقيه في هذا المضمار من معارضة شديدة وصعوبات جمة ". وأكمل حافظ كلامه "ولقد صمم جلالته على وضع الخطوات السليمة في سبيل إيجاد تعليم يخدم أمته وبلاده لقد بذر جلالته" وبفضل الله ثم جهود الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ومستشاره حافظ وهبة تنعم المملكة اليوم بـ 28 جامعة عملاقة، ورئاسة عامة وكبيرة لتعليم البنات، وعشرات الكليات والمعاهد، وألوف المدارس، وملايين من الطلاب والطالبات.

مصمم العلم السعودي

شاء الله أن يتمّ تصميم العلم على يد مصري لجأ إلى الملك عبد العزيز، حافظ وهبة الذي كان مطارداً من بريطانيا في مصر. صمّم العلم السعودي تعبيرا عن حبه للمملكة، بعد أن اعتمد الملك المؤسس ذلك من واقع إخلاص وهبة وعلاقته بتراب السعودية، ورافق الملك في المراحل التالية لبناء الدولة. العلم مستطيل الشكل عرضه يساوي ثلثي طوله، أرضيته خضراء وتتوسطه عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط الثلث، وتحتها سيف عربي تتجه قبضته نحو سارية العلم، ولعل من الأمور التي ثبتها هذا الرجل، أنه أضاف جملة التوحيد التي جعلت العلم السعودي خفاقا لا ينكس، لذلك استمرّ العلم خفاقاً بما يحمل من مدلولات ورمزية ذات صلة عميقة بهوية البلاد التي يشير إليها، وفوق ذلك كله يتميز عن بقية أعلام دول العالم بخصائص لا تخضع لكثير من البروتوكولات والأعراف الدولية احتراماً للخصوصية الدينية التي يمثلها. وبالتالي تميز العلم السعودي بأنه العلم الوحيد في العالم، الذي لا يمكن تنكيسه لأي سبب وفي أي ظرف، لأنه يحمل الشهادتين.

وفي عام 1393هـ تحوّلت الأعراف الخاصة بالعلم السعودي والتقدير العفوي إلى نظام تمّ تصديقه من قبل مجلس الوزراء وتعميمه على الأجهزة الحكومية. وبالتالي استُكملت الإجراءات التي يُعامل بها العلم في الداخل والخارج ضمن نظام واضح.

إمام مسجد

الشيخ حافظ وهبة كان أول إمام يؤم المصلين بعد تشييد مسجد في شرق لندن عام 1910م على يد عدد من الشخصيات الإسلامية البارزة مثل القاضي سيد أمير علي ، وهو أول مستشار هندي في مجلس الشورى، والمقدم سير حسن سهراوردي واثنين من مترجمي القرآن الكريم إلى الإنجليزية وهما عبد الله يوسف علي، ومحمد مرمادو كبيكتهول، فقد لعب المسجد دورا بارزا في حياة المسلمين في بريطانيا. وفي بدايته، وتم تحويل منزلين في كومرشالرود شرق لندن إلى مسجد ومركز ثقافي إسلامي.

وفي عام 1944م كان حافظ وهبة من الأعضاء المؤسسين للمركز الثقافي الإسلامي والمسجد المركزي في لندن الذي يعد من أقدم وأضخم المراكز الثقافية الإسلامية في أوروبا، ووضع حجر أساسه الملك جورج السادس ملك بريطانيا حينذاك. وقد تبرعت الحكومة البريطانية بموقع المركز في وسط لندن من أملاك التاج البريطاني تقديراً لدور المسلمين والجالية الإسلامية حينذاك. وبقي المركز في المبنى القديم إلى أن بنى له مسجد كبير ومرافق خدمات بتبرع سخي من جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – طيب الله ثراه – وتم استكمال المبنى بعد ذلك بمساعدة من بعض الدول الإسلامية سنة 1978 م، ثم تمت توسعته وزيادة مبنى الإدارة في 1994م بتبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - -.

مؤلفاته

كتاب جزيرة العرب في القرن 20. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة

من أهم مؤلفاته: جزيرة العرب في القرن 20، وكتاب 50 عاماً في جزيرة العرب. فقد وثق في الكتابين حياة الملك عبد العزيز رحمة الله ورحلاته، وكذلك حياة الملك سعود وأخيه الملك فيصل، ووثق كل مقولة قالها الملك المؤسس، وجميع أعماله، فقد كان الشيخ حافظ وهبة مهتما بتوثيق حياة العظماء في الجزيرة العربية فقد كان شديد الملاحظة وانتقائه لكلماته في تأليف كتبه، حتى أصبح هذان الكتابان مرجعين أساسيين لمؤرخين والباحثين عن علم التاريخ وخاصة تاريخ الجزيرة العربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

في 1967 توفي الشيخ حافظ وهبة في مدينة روما عاصمة إيطاليا عن عمر يناهز 80 عاما بعد حياة سياسية وعلمية حافلة.

المصادر

  1. ^ Bernard Lewis; Buntzie Ellis Churchill (2012). Notes on a Century: Reflections of a Middle East Historian. New York: Penguin Publishing Group. p. 58. ISBN 978-1-101-57523-9.
  2. ^ Joseph Kostiner (July 1985). "On Instruments and Their Designers: The Ikhwan of Najd and the Emergence of the Saudi State". Middle Eastern Studies. 21 (3): 315. doi:10.1080/00263208508700631.
  3. ^ قصة حافظ وهبة مع الكويت وعلاقة بثينة بآل بورسلي والإبراهيمي، تاريخ الكويت

المراجع