جون سنگلتون كوپلي

جون سنگلتون كوپلي

جون سنگلتون كوپلي John Singleton Copley (و.1738 - 1815 م). أشهر رسام للشخصيات في المستعمرات الأمريكية. وتُظهر العديد من لوحاته، بدقة متناهية، شخصيات أمريكية في إطار من الحياة اليومية. وقد رسم بصدق وحيوية مستخدمًا كثرة اللون والقوام والضوء والظل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

وُلد كوبلي في بوسطن في ولاية مساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1766 أرسل لوحة الصبي والسنجاب إلى معرض لندن، من المتحف الوطني للفن، بواشنطن في الولايات المتحدة. وقد أعجب الرسامان سير جوشوا رينولدز وبنجامن وست بهذه اللوحة الخلابة، واقترحا أن يذهب كوبلي للدراسة في أوروبا. وبما أنه كان يتمتع بنجاح باهر في أمريكا فقد أجّل ذهابه إلى لندن حتى عام 1774، حين استقر هناك بشكلٍ دائم، وسرعان ما اكتسبت لوحاته لمساتٍ أكثر سلاسة وإشراقًا بالإضافة للطابع البريطاني العام.

بدأ كوبلي في عام 1778 مهنته رسامًا للموضوعات التاريخية محققًا بذلك حلم حياته؛ وقد رسم العديد من الأعمال التاريخية كان من أنجحها واطسون وسمك القرش (1778)، وموت اللورد تشاتم (1781). وبعد عام 1790 انحدر مستوى عمل كوبلي بالتدريج. وأثنى النقاد في الماضي على لوحات كوبلي الأمريكية الواضحة والناطقة بالحياة، بينما انتقدوا لوحات الشخصيات المنمَّقة واللوحات التاريخية الضخمة التي رسمها في إنجلترا. ومازال النقاد إلى يومنا هذا يُثنون على أعماله الأمريكية، ولكنهم في الوقت نفسه أقل انتقاداً لأعماله الإنجليزية من نقاد العصر السابق.


تصاعد شهرته

پورتريه ذاتي، 1780-1784، زيت على كانڤاس
هزيمة بطاريات المدفعية العائمة في جبل طارق، سبتمبر 1782 هي واحدة من أكبر اللوحات الزيتية في بريطانيا؛ وهي تصور هزيمة بطاريات المدفعية العائمة في جبل طارق أثناء الحصار الكبير لجبل طارق. حاكم جبل طارق، جنرال جورج أوگستس إليوت، ممتطياً جواده يشير لينقذ البحارة الاسبان المهزومين من قِبل نظرائهم البريطانيين.



ذكراه

تمثاله في ميدان كوپلي في بوسطن.


أهم أعماله

«صورة ربيكا بويلستون»، (128 × 102 سم)، (1767). متحف الفنون الجميلة، بوسطن. جون سينجلتون كوبلي (1738 - 1815م)

عندما رسم الأمريكي جون كوبلي هذه اللوحة في العام 1767 م، كان في التاسعة والعشرين من عمره. أي أنه لم يكن قد زار بعد أي بلد أوربي. ومع ذلك فإن هذه اللوحة تبدو في تركيبها وأسلوبها، أقرب بكثير إلى أساليب الأساتذة الأوربيين منهم إلى المدرسة الأمريكية الناشئة آنذاك.

فقد درس كوبلي الرسم عند حميه بيتر بيلهام، غير أنه كان في الواقع عصامياً علَّم نفسه بنفسه من خلال دراسة النسخ التي كانت قد وصلت إلى أمريكا عن أعمال الأساتذة الأوربيين القدامى. كما أنه لم يفوت فرصة دراسة أية لوحة أوربية أصلية علم بوجودها في جواره. وما إن أصبح في الثانية والعشرين من عمره، حتى ذاع صيته في مختلف المدن الأمريكية، وبدأت الطلبات تنهال عليه من نيويورك و فيلادلفيا، وحتى كندا. وكانت معظم هذه الطلبات صوراً شخصية لأثرياء المجتمع، ومنها اللوحة التي نحن بصددها هنا. كانت ربيكا بويلستون عندما جلست أمام كوبلي ليرسمها، في الأربعين من عمرها. أي أنها كانت بمقاييس ذلك الزمن عانساً فاتها قطار الزواج، بالرغم من كونها ابنة الملياردير البوسطوني نيكولاس بويلستون.

أثبت كوبلي مهارة فائقة وإحساساً بالذوق والأناقة في هذه اللوحة من خلال مواجهة هذا التحدي الخاص. فبدلاً من إخضاع هذه السيدة إلى عملية تجميل تصغيراً لسنها، نراه يحافظ على ملامح المرأة الأربعينية، ولكنه يقدمها إلينا مفعمة بالجاذبية والحيوية.

فأول ما يلفتنا في هذه اللوحة هو «اللباس العشوائي» الذي يُرتدى داخل البيت، والذي ما كان أحد يجرؤ على الظهور به في اللوحة غير الأرستقراطيين الأوربيين. ولكن هذا اللباس العشوائي يبدو مدروساً جيداً، فقماش الحرير الأبيض يفصح أكثر مما يخفي، والمشلح الأحمر والأزرق يضفي نضارة تتراسل تماماً مع نضارة الورد في السلة.

فبدلاً من تسمير هذه السيدة على مقعد فاخر في الصالون الكبير في قصرها، نرى الرسام هنا يأخذها إلى حديقة الفيلا، بكل ما في الطبيعة من رمزية إلى عفوية الشخصية وصدقها. حتى سلة الزهور بين يدي صاحبتها تبدو طبيعية جداً وبعيدة عن التصنع، وكأنها كانت فعلاً في الحديقة لقطافها.

وبالتمعن في وجه هذه السيدة، تطالعنا ابتسامة خفيفة، تكاد تكون ساخرة، إيحاءً بمزاج طيب ونفسية مرحة أو قابلة للمرح.

فالمستوى التقني الممتاز في هذه اللوحة «وخاصة في رسم القماش والدانتيل وحتى تمثال الأسد في نافورة المياه» يؤكد أن كوبلي كان قد درس جيداً كبار الأساتذة الأوربيين أمثال روبنز وفان ديك. ولكن ذلك ما كان ليكون كافياً لولا عبقريته الشخصية في التعامل مع صورة هذه السيدة، بكل ما تمثله من تحديات بسبب عنوستها.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد رسم هذه اللوحة بست سنوات، تزوجت الآنسة بويلستون أحد كبار ملاك الأراضي، وطلب زوجها من الرسام كوبلي أن يرسم له زوجته في لوحة ثانية.


الهامش

المصادر

مجلة العربي الكويتية

وصلات خارجية