تاريخ وقواعد الحضارات

تاريخ وقواعد الحضاراتpdf

تاريخ وقواعد الحضارات كتاب من تأليف فرنان برودل

ترجمة -د حسين شريف طابعة الهيئة العامة المصرية للكتاب 1999

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة الكتاب

الحضارات ومقوماتها يشمل الكتاب على دراسة التاريخ الحضارات الإنسانية ، وأهم الوقائع في ماضی البشرية على مدى عصورها ، وما تضم من أحداث وعبر ، تؤدي بنا إلى إدراك مشاكل الحاضر أو المستقبل . والكتاب . لمن هم على أعتاب خضم الحياة العامة ومعتركها من الشباب خاصة . دعوة إلى ما ينبغي من التصدي للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وما يسود المجتمع البشري من صراعات وذلك في ضوء الإلمام بتعدد الحضارات . وعلى الجملة التأهيلهم بحيث يستطيعون عند قراءة صحيفة يومية استخلاص كله ما تسرد من أخبار ومعلومات ، ولكن ترى هل يحدث ذلك ؟ للأسف لا ، فإن كثيرا من مناهج التربية اليوم إنما تخرج شبابا لا يعلمون عن الماضي والتاريخ شیكا ، ذلك أن التاريخ وكتابته . وهو العنصر الرئيسي الذي يضم تجارب البشرية . ۳ يواجه مشكلة كبرى ، ومن ثم فلن يحظى بقابلية الحياة ضمير وطني أو إنسانی بغيرها ولن يتيسر بدون هذا الضمير إنشاء ثقافة أصيلة عن الحضارات الحقيقية في بقعة من بقاع الأرض أو مع شعب من الشعوب . التاريخ والأزمنة المعاصرة ولا سبيل إلى دراسة التاريخ المعاصر ، بغير الرجوع إلى ما سبق من أحداث مرت بها الشعوب ، ولا كذلك بالقياس إلى التاريخ الحقيقي لمختلف الحضارات الإنسانية بأسلوب ومنهج واضح ، بعيدا عن المبالغات ، حتى تتضح الصور الحقيقية التي إذا ما جمع بعضها إلى بعض ، وجدنا أننا حيال لوحة إنسانية للحضارات ، فيسهل عندئذ تفهم التاريخ الحقيقي للحضارات الإنسانية . ولسوف يكون مجديا تفسير لفظ الحضارة - ما استطعنا . تفسيرا واضحا بسيطا ، كما نحيد ونفسرخطا مستقيما ، أو مثلها أو جسمها كيماويا ، ولكن مفردات العلوم الإنسانية للأسف لا تتيح تفسيرا قاطعا محددا ، إذ كثيرا ما تختلف التفسيرات من كاتب إلى آخر ، ذلك أن الكلمات ، كما يقول : الیفی شتراوس ، والكلمات بالنسبة لكل منا أدوات نطبقها ونفسرها ، على ما نهرى وندرك ، طالما كانت في خدمة مرامينا ونیاتنا ، ، بمعنى أن الكلمات في العلوم الإنسانية ، كالفلسفة على سبيل المثال ، تختلف معانيها ، مهما كانت بساطتها على حسب فكر من يستخدمها أو يفسرها ، فإن لفظ الحضارة ، لم يستقر على تفسير محدد سوی عام ۱۷۵۲ على يد اتيرجو ( ۱ ) الذي كان وقتئذ يعد موسوعته عن تاريخ البشرية والتي لم تنشر في حياته ، بل نشرت مع ظهور مؤلفات اميرابوه ، رائد الخطابة الثورية عام ۱۷56 ، بل إن افولتير ، لم يستخدم لفظ الحضارة ، برغم إدراكه حقيقة معناها في مؤلفه الذي صدر عام ۱۷56 بعنوان « دراسة سلوك وعادات وتقاليد الأمم ، وكانت هذه الدراسة خاصة أول محاولة تاريخية جادة عن الحضارات . ومعنى لفظ الحضارة إنما يعارض معارضة تامة لفظ همجية ، فإن هناك شعوبا


أقتباسات

--فنجد مثلا أن أفريقيا السوداء مجتمعات تقليدية تشتبك في صراعات تبدو أحيانا وحشية بل ضارية في سبيل أرسال قواعد حضارات وليدة لخلق مناهج سكنية معاصرة..

-- ولابد من الاعتراف بأن الحضارة الغربية كلما نمت وازدهرت بدت وكأنها تبتعد عن المفاهيم الدينية وتقترب أكثر من التفكير العقلاني أي نوع من التحلل والتحرر الديني..

--فالمشاعر الدينية على سبيل المثال أو الجمود الذي يسود حياة أهل القرى أو المواقف من الموت والعمل والسعادة الأسرية .. إلا تلك البني وهي بعامة قديمة طويلة الأجل ، كما أنها سمات مميزة وعلامات فارقة أصيلة تضفي على الحضارات وجهها الفريد وكيانها ولا نستدير إليها قط فكل واحدة تعتبرها سمات مميزة وقيم فريدة وعلامات فارقة أصيلة يتعذر استبدالها وتمنح الحضارات وجهها المنفرد وبدهي أن تلك السمات والاختبارات الموروثة والمواقف الرافضة تجاه الحضارات الأخرى لا شعورية بالنسبة إلى التكتلات البشرية الكبرى ، ويلیغی لإبرازها في جلاء ووضوح الابتعاد ولو ذهنيا على الأقل عن تلك الحضارة التي تتصدى لشرحها ، ولنأخذ مثالا بسيطا وإن اتصل على بساطته بكيان هیکلی عميق ذلكم هو دور المرأة في مجتمع ما في القرن العشرين ولنقل مجتمعنا الأوروبي فلن يبدو هذا الدور غريبا بكافة مميزاته بل نراه طبيعيا غير أننا إذا ما عمدتا مثلا إلى مقارنته بدور المرأة في الإسلام أو قارناه بدور المرأة الأمريكية في الولايات المتحدة وجدنا أنفسنا حياد تناقضات عميقة لن نستطيع فهم علة هذه التناقضات إلا بالرجوع إلى الماضي أو بالرجوع إلى القرن الثاني عشر على الأقل وهو العصر الذي عرف بما يسمى بالحب ( الغزل العذري ) إذ كان بمنزلة الإعداد المسبق لما عرف بحب التزاوج في الغرب ثم نعمد بعد ذلك إلى سلسلة من التفسيرات إلى المسيحية وإلى دخول المرأة المدارس وكذا الجامعات وإلى نظرة الأوروبي إلى تربية الأطفال وإلى الظروف الاقتصادية ومستوى المعيشة وعمل المرأة في المنزل وخارج المنزل .. إلخ إذ يتجلى دور المرأة ويتأكد دائما دعامة من دعائم البنيان الحضاري واختبارا له إذ هو في كل حضارة من الحقائق ذات الأجل الطويل التي تقاوم الصدمات الخارجية ويصعب تغييرها فجأة من يوم إلى آخر . والشائع في كل حضارة أنها تبدى نفورا من اعتناق فكر ثقافي يطرح دعامة من دعائها الراسخة للمناقشة ولئن كان هذا النفور وذلك العداء الخفي نادرا نسبيا فهو يؤدى دائما إلى الحضارة وكذلك تلجأ كل حضارة عادة إلى الأخذ عن جاراتها مع احتمال العودة إلى الأخذ والمقارنة بين ما أخذت واقتبست كل حضارة محط من محاط . صمم

-- ومهام ثقيلة تقبلها الإسلام مرغما إذ وقع عليه تقبل سكان بلاده كما هم ، وذلك ما لم يصادفه الغرب ديموجرافيا على الأقل برغم ثرائه النسبي وذلك فضلا عما كان عليه الغرب من تصميم على تلمس البشر خارج حدوده بحيث جعل من الإسلام التقليدي نوعا من الرق الممتاز ، وهكذا كان مورد الإمداد البشري المستديم من أكبر دعائم العالم الإسلامي ، إذا أدت كافة الأمم والبلاد المجاورة ما عليها من إتاوة على التوالي : المسيحيون من أوروبا الذين أسرهم المسلمون سواء في اليابس والماء أو كان شراؤهم كالصقالبة من أسرى الحروب حيث عرضهم يهود فردان للبيع في القرن التاسع ، أو من ذوي البشرة السوداء من شمال إفريقيا والحبشة والهنود وسكان أقاليم القوقاز البائسين في القرن السادس عشر ، إذا انتهز الروس غارات التتار من سكان شبه جزيرة القرم لتمويل اسطنبول التركية بما تحتاج إليه من مدد بشری . غير أن جموع الرقيق هؤلاء كانوا أحيانا كثيرة مجلبة للرخاء بشكل مثير كالمماليك في مصر الذين تمكنوا من الاستيلاء على السلطة حتى أيام حملة القديس لويس الصليبية الفاشلة عام ۱۲۵۰ ، إذ تمكن هؤلاء المماليك الذين تربوا ونشأوا في صناعة السلاح وأغلبهم من أصل ترکی ومن القوقاز حيث نجحوا في حكم مصر بقدر ما حتى الغزو العثماني في عام ۱۰۱۷ ولم يستطع القضاء عليهم قضاء مبرما ثم كانوا هم الذين واجههم بونابرت في معركة الأهرامات وكان المماليك في قول أحد المؤرخين طوائف من المحظوظين من محدثي النعمة ولكن في غير خشونة أو فظاظة فلم يقدموا على الصغائر وكانوا بعامة يشبهون حرس السلطان الأتراك ذوي الشهرة .. ويشبهونهم في كثير من الطبائع والعادات والسمات . وفي الحقيقة كانت في كل مدينة إسلامية أحياؤها التي يقطن كلا منها مختلف السلالات والديانات واللغات .

--والإنسان هنا أسير وعبد لكلمته وردود أفعاله كما يقول المؤرخ أرنولد توينبي -

--ويشاء القدر ان يظل زمان يسرق الساقين فيه بدوره..

--الإسلام لم يمت من حيث هو حضارة ولكن تخلف عن أوربا

--فقد ولد الإسلام في واقع الأمر في عدة السنوات هذه التي احتاج إليها العرب الفتح إمبراطورية ، ولكن الحضارة الإسلامية إنما هي نتاج الامتزاج بين هذه الإمبراطورية وحضارات أخرى أقدم وقد احتاج الأمر إلى زمن طويل جدا كما احتاج إلى أجيال عديدة من البشر والناس

-- ففي عام ۷۰۰ استدعى الخليفة عبدالملك احنا الدمشقي ، الراهب الناسك فيما بعد وجعله مستشاره وأبلغه بأنه قرر اعتبارا من اليوم إلغاء اللغة اليونانية في جميع قرارات الإدارة العامة مما أثار في سارجون أي سرجيوس باسم آخر عرف به حنا الدمشقي ، حفيظته وغضبه فكان في غمرة حزنه أن التقى ببعض أولي الأصل

-- قيل إن الخليفة ابن الحكم الثاني ۹۷۹.۹۹۱ كان يقتني وحده مكتبة عامرة من أربعمائة ألف مخطوط مع 44 مجلدا من الفهارس ، ومع ما ينبغي أن تعرف حتى لو كان هذا الرقم مبالغا فيه ، إن مكتبة شارل الخامس بن حنا الطيب لم تكن تحتوی سوی ۹۰۰ مجلد .

الخليفة هو هشام المؤيد بالله

--أما بن رشد قرطبة فقد جعل نفسه الشارع المطلق والناشر الأمين لمؤلفات أرسطو حتي كان من مزاياه ما ذكر من شرح وترجمة عربية وفيه للنص المكتوب باليونانية مضيفا إليها حواراته وملاحظاته في شكل مخارج عن النصوص ، ثم تكون ترجمة النص وما دونه من ملاحظات وتعقيبات من العربية الي اللاتينية في طليطلة ،

-- ومهما يكن في أمر فإن الإمبراطورية التركية لم تعد قائمة . وتخولت الي ذلك الرجل المريض ، الذي طفق بالأحياء يسء معاملة القوي العظمي الدبلوماسية في القرن التاسع عشر . إذ قام الإسلام التركي أحقابا بدور متألق رهيب وفي أحيان أخري كان الدور باهر وساطعا علي غرار فارس في القرن السابع وما قعل كبير المغول في بداية القرن الثامن ولنحذر ونبعد عن تلك الاحكام العديدة المتسرعة التي وصفت التدهور المبكر للإسلام .ز علينا ألا نستبق الاحداث .. ففي إسطنبول في القرن الثامن كان عصر زهور الخزامي عصر قوة

مصادر