بين سيلا وخاريبدس

لوحة هنري فوسلي التي تصور أوديسيوس وهو يواجه الاختيار بين سيلا وخاريبدس، 1794/6

أن تكون بين سيلا وخاريبدس between Scylla and Charybdis هو تعبير مشتق من الأساطير اليونانية، ويعني "وجوب الاختيار بين أمرين أحلاهما مر". وثمة العديد من التعبيرات الأخرى، مثل "على قرني معضلة"، "بين الشيطان والبحر الأزرق العميق"، و "بين صخرة ومكان صلب" كلهم يعبرون عن نفس المعنى.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسطورة والمثل

أعلى، كل رأس من رؤوس سيلا يختطف أحد البحارة من على سطلح سفينته؛ في أسفل اليمين، خاريبدس يحاول ابتلاع السفينة بأكملها.

الوحش البحري خاريبدس كانت تُعتقد أنها تعيش تحت صخرة صغيرة على أحد جانبي ممر بحري ضيق، وبالمقابل لها كانت تعيش سيلا أو سكيلا Scylla، وحش بحري آخر كان يعيش داخل صخرة أكبر كثيراً من صخرة خاريبدس. جانبا المضيق كانا على مرمى حجر من بعضهما البعض، وكان البحارة الذين يحاولون تفادي أحدهما يرتطمون بالأخرى. ولذلك فقد أصبح التعبير 'بين سيلا وخاريبدس' لمن عليه الاختيار بين خطرين، كلاهما ضار. ولثلاث مرات كل يوم، تعـُب خاريبدس كمية هائلة من الماء، قبل أن تتجشأها في البحر، مسببة دوامات كبيرة قادرة على سحب سفينة إلى تحت الماء. وفي تنويعات على القصة، فإن خاريبدس هي ببساطة دوامة بدلاً من وحش بحري.

وقد جعلت أسطورة لاحقة من خاريبدس ابنة لـپوسايدون وگايا وتعيش كخادمة مطيعة لپوسايدون. وقد ساعدته في عراكه مع زيوس، وبذلك، أعانته على ابتلاع أراضي وجزر إلى تحت الماء. ولغضب زيوس، لسبب الأرض التي سُرقت منه، فقد سخطها (أحالها) إلى وحش على شكل مثانة قميئة، بزعانف بدلاً من الأذرع والأرجل، وبعطش لا ينتهي للبحر. ولذلك، فهي تعـُب (تشرب) الماء من البحر ثلاث مرات في اليوم لتروي عطشها، وتخلق بسبب ذلك الدوامات. وهي تسكن صخرة، بينما تسكن سيلا صخرة مقابلة، وبذلك يصنعان معاً مضيق مسينا.

الاشارات الثقافية والشعبية

جيمس گيل‌راي، بريتانيا بين سيلا وخاريبدس (1793)

منذ أن أصبح تعليم الكلاسيكيتن شائعاً، انتشر استخدام أسطورة سيلا وخاريبدس في الكرتون السياسي. ففي لوحة جيمس گيل‌راي بريتانيا بين سيلا وخاريبدس (3 يونيو 1793)،[1] 'يقود وليام پت السفينة الدستور، مـُقـِلاً بريتانيا المنزعجة، بين صخور الديمقراطية (وقبعة الحرية على قمتها) ودوامة السلطة العشوائية (على شكل تاج مقلوب)، إلى مرفأ الحرية البعيد'.[2] وهذا كان السياق لتأثير الثورة الفرنسية على السياسة في بريطانيا. ضرورة حل تلك المعضلة في أعقاب الثورة اقترحه پرسي بيش شلي في العودة إلى نفس التعبير في مقالته، عام 1820، دفاع عن الشعر: "الثري أصبح أكثر ثراءً، والفقير أصبح أكثر فقراً؛ وسفينة الدولة تقاد بين سيلا وخاريبدس من الفوضى والمحسوبية."[3]

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Published by H. Humphrey, London 8 April 1793
  2. ^ Hampsher-Monk, Iain (2005). The Impact of the French Revolution. Cambridge University Press. ISBN 0-521-57005-0.
  3. ^ The Harvard Classics, section 33; available online

وصلات خارجية