بلاد القديم

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة حول تاريخ المنطقة

البلاد القديم بلدة كبيرة قديمة لا يعرف لها اسم غير هذا. وهي تقع على مسافة كيلومترين شرق المنامة العاصمة، وقد اتصلت مبانيها ومساكنها بمدينة المنامة وأصبحت ضاحية من ضواحيها. كانت فيما مضى من الزمان زاهرة بالعلماء الأعلام مكتظة بالسكان، عامرة بالبنيان، وهي ذات بساتين نظرة، وعيون كثيرة، ذات مياه غزيرة. بها من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء من يشار إليهم بالبنان، ومعظم أهلها كانوا يتاجرون في اللؤلؤ وبيع الأقمشة والبقالة، ويزاولون مهنة الفلاحة وغيرها من الأعمال، فإن سعادة الوطن بأبنائه، وسعادة الأبناء بالعلم والرشاد، وموارد الثروة والاقتصاد، وكلما يجلب العز والسعادة، ويوجب المتعة والاستقلال، ولكل بلد تاريخها ووضعها، ولتكوينها مناسبات ومقتضيات.


الأسواق التجارية عبر تاريخ البلاد القديم

فيها أقدم أسواق البحرين على الإطلاق وهو (سوق الخميس) يقام هذا السوق على رقعة كبيرة من الأرض، تمتد من عين (أبو زيدان) غرباً إلى موضع مكاتب غاز نادر شرقاً، وهو مقسم الى أسواق. سوق للبقالين، وسوق للقصابين والسماكين، وآخر لبيع المنتجات والمحاصيل الزراعية والحرف اليدوية، وسق للعطارين، وسوق الحلوى وآخر لبيع المواشي والحمير. وهكذا الى آخر أنواع السلع. وبه عدد من الدكاكين والمحلات التجارية، بعضها بنية بالطين والحجارة، وبعضها بالجص، وبه مقاهي شعبية عملت لها مصاطب ودكك بنيت من الطين والحجارة معدة لجلوس الزبائن والرواد.

مساجد البلاد القديم عبر التأريخ

وبها من المساجد ما يربو على الخمسة والثلاثون مسجدا، لا ترى مسجدا إلا وتجد بجانبه عين ماء أو مجرى نهر (ساب) عملت لها مصاطب ودكك للوضوء والاغتسال، وجميع هذه المساجد بنيت على أسس وقواعد رفيعة يصل ارتفاع بعضها إلى عشرة أقدام فوق سطح الأرض. نذكر منها: مسجد جمالة، مسجد العمار، مسجد الرملة، مسجد السيد يوسف ومسجد ناصر الدين، مسجد السدر، مسجد السيد إبراهيم (الشيخ جواد)، مسجد الجبل، مسجد الاحسائين، مسجد الدارة، مسجد العصفوري، مسجد الرحى، مسجد القصاصيب. ومن أقدم هذه المساجد وارفعها بناء مسجد (جمالة)، إذ يبلغ ارتفاع أساسته أكثر من عشرة أقدام، ولذلك يطلق عليه اسم (مسجد الرفيع). جاء في أحد مطبوعات وزارة الإعلام، وهو بعنوان متحف البحرين الوطني:

BAHRAIN NATIONAL MUSEUM

مدارس وحوزات البلاد القديم عبر التاريخ

وكان بها عدد من المدارس الدينية، خصصت لها بعض المساجد، مثل مسجدي المدارس (مسجدان متجاوران) ومسجد العمار، ومسجد الرملة، وغيرها من المساجد، عدى مسجد الخميس (المشهد) ومن أشهر تلك المدارس العلمية في ذلك الوقت، كانت مدرسة العالم الفقيه المحقق، الشيخ محمد بن ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي البلادي توفي سند (1105 هـ) قبره في مقبرة المشهد في الجهة الشرقية.

جاء في التحفة النبهانية ص33: (يوجد غرب المنامة على مسافة نصف ساعة منها موضع يسمى (سوق الخميس) وعنده عين نبعه كالزلال تسمى (أبا زيدان) ومبني على نصف ظهرها مسجد صغير للصلاة، وشمالية على مسافة نحو (100) ذراع آثار مسجد وفي جانبه أطلال مدرسة قديمة لم يبقى منها سوى جدرانها، وبعض اسطوانات مدورة، وعندها منارتان متقابلتان شرقا وغربا، وعلى باب المنارة الغربية حجر مكتوب عليه بالخط الكوفي، ولكن عسر علي قراءته، لأن المدرسة المتهدمة ردمت باب المنارة حتى دفن معظمه، وجعل الصبيان يلعبون فيه بالدق حتى تثلمت غالب كلماته فعسر علينا قراءتها).

علماء البلاد القديم عبر التاريخ

وحيث جرى ذكر العلم والعلماء، فلا بأس من ذكر أسماء من العلماء, حيث كانت البحرين في تلك الحقبة إحدى دور العلم والأدب، وإن من أشهر دور العلم فيها مدارس مدينة جد حفص والبلاد القديم، وكانت البلاد القديم زاخرة بمشاهير أجلاء العلماء الأعلام، ولاسيما في القرن الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر للهجرة، أما في القرن الرابع عشر فلم تذكر كتب التراجم والمصادر سوى أربعة من العلماء فقط وهم:

1) السيد عدنان بن السيد علوي بن السيد علي بن السيد عبد الجبار القاروني البلادي. 2) الشيخ محمد علي بن الحاج أحمد بن الشيخ محمر علي ابن الحاج مسعود الجشي البلادي. 3) الشيخ عبد الله بن معتوق بن درويش بن عبد الحسين البلادي الخطي. 4) الشيخ جواد بن علي بن مرزوق البلادي. == المعالم الأثرية لالبلاد القديم == ومن معالمها الأثرية، جامعها المشهور، بـ (مسجد الخميس) الذي من تحت سمائه، ومن فوق تربته، ومن أريج علومه، ونسمات أثيره، تخرج علماء، وأصبحوا للدين أئمة وزعماء، وفي ثراه ضم عظماء، وفي مناحيه ثوى أطوار حكماء. وقد قرنها الشاعر بنظيرتها في مضمار الرئاسة والريادة، والزعامة الدينية جد حفص المحروسة بقوله: سائلوا جد حفص عنا والقـديم كم لنا فيما مضى قام زعيم ساد بالمجد وبالفضـل العميــــــم وله قد عقد الدين الإمامــة واســــألوا عنا المصلي كم حوى بدر علم في مـحانيــــه ثـوى واسألوا المشـهد كم فيه انطوى طود مجد إن كبا الدهـــر أقام

عيون وكواكب الماء

وفيها من العيون وكواكب الماء الطبيعية أكثر من ثلاثين عينا وكوكبا، تشكل ثروة مائية هائلة، تسقي مساحات شاسعة، من مزارع وبساتين البحرين، لها مردود مالي وتجاري كبير. يقول الأستاذ الحاج محمد علي التاجر: (إن مجاري هذه العيون تصل إلى مزارع وبساتين السقية والماحوز، وتخترق مجاريها وسواقيها مدينة المنامة مرورا بفريق المشبر وفريق الحمام وصولا إلى حديقة المنامة "الباخشة" مدرسة الزهراء حاليا. كما تسقي البساتين قريتي مني والبرهامة، وبساتين القفول والسيوفية على بساتين بلاد القديم والزنج. وبها من الحمامات الطبيعية الصغيرة ما يقارب من أربعين حماما بعض تلك الحمامات يستمد مائه من مجاري العيون الكبيرة مثل عين قصاري. فمعظم البيوت إما أن يوجد بها حمام أو يخترق وسطها مجرى ماء.

أعراس البلاد القديم عبر التاريخ

ولما كان لتلك العيون والكواكب والحمامات من علاقة بمراسم الزواج، فسوف نتعرض إلى ذكر شيء من تلك التقاليد والعادات التي كانت تجري في حفلات الزواج والتي كانت سائدة آنذاك. حيث كانت احتفالات الزواج والزفاف تبدأ بأخذ العريس إلى إحدى العيون الطبيعية، عصر ما قبل الزواج بيوم واحد وعادة ما كانوا يذهبون به إلى عين عذاري، أو عين أبو زيدان, أو عين جمالة للاستحمام وإزالة الشوائب استعدادا لليلة الزواج. أما النساء فإنهن يأخذن العروس "للنسال" تسريح الشعر، وللاستحمام إلى أحد الحمامات الطبيعية، غالبا ما يأخذونها إلى حمام الشيخ أو إلى حمام المقابي أو إلى كوكب بن شيبان، وذلك قبل ليلة الزواج بثلاثة أيام لتهيئة العروس للخضاب والحناء وهن ينشدن ويرددن بعض الأغاني المناسبة لذلك مثل:

أغنية الحناء: حنـاك عجين زهـــــرة حنــاك عجـين ولين زفوك على المعرس بالـك تسـتحين حنـاك ورق زهـــــــرة حنــــــاك ورق ولين دزوك على المعرس زخي من العرق

المواقع السياحية في البلاد القديم

ومن الجانب الجمالي والاقتصادي، بها المزارع وبساتين النخيل تجري من تحتها الأنهار، وعلى طرفها الجنوبي يقع خليج توبلي بمنظره الخلاب، تمتد على ضفتيه بساتين النخيل وأشجار اللوز والتين والرمان فتضفي عليه بظلالها رونقا وجمالاً كما تشاهد في هذا الخليج قوارب صيد الأسماك والربيان الذي كان مصدراً للرزق لمعظم أهالي ألمنطقه والمناطق المجاورة له، لما به من ثروة سمكية وفيرة. ويشدك منظر السفن الشراعية (الجوالبيت) الماخرة بأشرعتها البيضاء كالأعلام، أو تلك الراسية التي تنقل المنتوجات والمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها البحرين، كالتمر، وأنواع الرطب، والبسر، والرمان والتين واللوز والبطيخ والصبار والبمبر والخضار إلى بلدان الخليج العربية.

المشآت والمرافق العامة في البلاد القديم

ومن المنشآت والمرافق العامة، فكما سبق إن قلنا، فيها أقدم أسواق البحرين على الإطلاق، وهو سوق الخميس. كما بنيت فيها ثاني مدرسة نظامية في البحرين بعد مدرسة الهداية الخليفية. وهي المدرسة المباركة العلوية الخميس الابتدائية للبنين التي افتتحت عام (26/1927م ـ 1347هـ ) في نفس العام الذي افتتحت فيه المدرسة الجعفرية. وقد أرخها الأستاذ الحاج محمد سعيد بن جمعة الأنصاري وهو أول مدير لها بهذين البيتين: أشرقت من هذه الدار العلية لبني البحرين شمس ألمدنيـــه وســعيد الفــال قد أرخـــــها (كتب الفتح بباب الجعفريـة)

الكلمات الدالة: