بحر النجف

علاء السعيدي
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

بحر النجف، منخفض واسع يقع في الجزء الأوسط الجنوبي من العراق، ويمتد طولياً من شمال مدينة النجف إلى الجنوب الغربي لمدينة الحيرة، كان مغموراً بمياه نهر الفرات، ويتصل بالخليج بواسطة الأهوار والبطائح ونهر الفرات، وبسبب مساحته الكبيرة التي تقدر بحوالي 60ميلاً طولاً و30 ميلاً عرضاً اطلق عليه هذا الاسم. جف مائه بين (1822 ـ 1887م) بعد انقطاع ماء الفرات عنه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

ورد في المصادر التاريخية والجغرافية لفظ بحر وعلى النجف، والتصق هذا اللفظ بأسماء ومواقع قريبة من النجف ويقترب بعضها من البعض الأخر ، فقيل: (بحر النجف) و(بحر الحيرة) و(بحر الملح)، وتشير المصادر إلى وجود ارتباط جغرافي متين بين هذه المواقع التي التصق بها لفظ البحر ، فقد كانت ارض النجف قبل الإسلام تدعى بمنطقة (ظهر الحيرة) أو (ظاهرة الحيرة) أو (ظاهر الحيرة)” . ومعنى ذلك انه ماغلض من الأرض وارتفع ، فالمنطقة المطلة على البحر سميت بالنجف ، ونسب البحر إليها ، وهو الأكثر شيوعا في المصادر والمراجع إذ يقول المؤرخ اليعقوبي (إن الحيرة على النجف، والنجف كان ساحل بحر ملح).[1]

وما زالت منطقة (بحر النجف) وحتى وقتنا هذا مملحة كبيرة يعتاش عليها الكثير من الناس ، والى ذلك أشارة الأحنف بن قيس بقوله (نزلنا أرضا حشاشة طرف فلاة، وطرف ملح أجاج في سبخة نشاشة لا يجف شواها ، ولاينبت مرعاها ، يأتينا مثل مرئ الناعمة).

أشارت المصادر التاريخية إلى القدم التاريخي لهذه التسمية ، فقد ذكر إن إبراهيم الخليل (ع) نزل ارض بانقيا راعيا للغنم التي كانت تسمى باللغة النبطية (بانقيا) وبقيت هذه المنطقة مطلة على البحر فقد مر بها خالد بن الوليد ومعه المثنى بن حارثة الشيباني وقد دخلاها فاتحين، وأخذت هذه التسمية تفقد أهميتها وطغى لفظ النجف على المنطقة حتى سمي البحر باسم النجف. وعن تكوين هذا البحر ودوره بربط المنطقة بالعالم الخارجي.. قال الدكتور حسن: ورد في بعض النصوص التاريخية القديمة لفظ (البثقة) ومعناه مجمع الماء، لان المنخفض الذي يشكل منطقة بحر النجف عبارة عن صفحة مائية واسعة جعلت المشاهد الذي يقف على (كتف البحر) يبصر أرضا مغمورة بالماء واسعة الإرجاء وقد أطلق على هذه الطبيعة لفظ (هور وبحيرة ومستنقع ومنخفض وبحر) وقد أشار الدكتور صالح احمد العلي إلى إن الأنهار كانت تصل إلى الحيرة ومنها (نهر الحيرة، نهر يوسف، نهر كافر) تتجمع في مجتمع الأنهار وتصب في بحر النجف الذي كان مليئا بالماء.


جفاف بحر النجف

وعن أسباب جفاف البحر. قال الدكتور حسن حكيم: من الثابت إن بثوق نهر الفرات كانت تمول بحر النجف بالمياه، وقد ذكر الرحالة التشيكوسلوفاكي (ألويس موسيل) إلى جفاف البحر عام 1915. إذ وقف على بناء السدة التي قطعت المياه عن بحر النجف وعند ذلك تحولت أراضية إلى مزارع خصبة، ولكن الحقيقة تشير إلى إن بدايات جفاف البحر تعود إلى عام 1887، وذلك في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، فقد سدت في عهده منافذ بحر النجف، وقد أحكم وكيل السنية في مدينة الحيرة سد (المدلق أو المدلك). ولما أخذت منطقة البحر بالجفاف شق طريق ترابي من مدينة النجف إلى الرحبة ومنها إلى الديار المقدسة وقد سلكته قوافل الحجاج عبر الطريق البري الذي يربط النجف بالمدينة المنورة ومن الملاحظ إن السدود المقامة على فروع نهر الفرات قد تؤدي إلى الانهيار من وقت لآخر مما أدى إلى إغراق بساتين بحر النجف وقطع طريق القوافل السالكة للخط الصحراوي إلى الحجاز.