المجاعة السويدية 1867-1869

رسم للجوع في شمال السويد، مجاعة 1867-1868.

المجاعة السويدية 1867-1869، كانت آخر مجاعة في السويد، و(مع المجاعة الفنلندية 1866-1868)، آخر مجاعة كبرى تحدث لأسباب طبيعية في أوروپا.

في السويد، عُرفت سنة 1867 باسم Storsvagåret ('سنة الضعف الكبير')، وفي تورندالن، باسم Lavåret ('سنة الأشنيات') لأن خبز اللحاء كان يصنع من الأشنيات.[1] ساهمت المجاعة في موجة الهجرة السويدية إلى الولايات المتحدة.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسباب

أثناء ستينيات القرن التاسع عشر، عانت السويد من انخفاض الحاصلات الزراعية في عدة مناسبات. كان ربيع وصيف 1867 شديد البرود في جميع أنحاء السويد.[1] في بورتراسك، على سبيل المثال، لم يكن ممكناً بدء الزراعة قبل منتصف الصيف: استمر تساقط الثلوج حتى يونيو. بعد الربيع المتأخر كان الصيف قصيراً للغاية وبدأ الخريف متأخراً. لم يضر هذا بالمحاصيل فقط، لكنه تسبب أيضاً في صعوبة إطعام الماشية. أدى هذا إلى ارتفاع أسعار الأغذية.[1]

تسبب هذا في انتشار المجاعة على نطاق واسع. ضربت المجاعة في جميع أنحاء السويد، لكنها كانت أكثر قوة في المقاطعات الشمالية. بسبب الاتصالات التي قطعها الجليد والثلوج في وقت مبكر، كان من الصعب نقل وتوزيع الإمدادات الغذائية الطارئة على المناطق الجائعة.[1]

كان عام 1868، على عكس العام السابق، لم يكن بارداً، لكن انتشار الجفاف تسبب في تلف الحصاد وتجويع الحيوانات، مما تسبب في استمرار المجاعة.


التدابير

مسرحية خيرية لصالح ضحايا المجاعة، السويد 1867.

في خريف 1867، منحت الحكومة السويدية قروض طوارئ للبلدان الشمالية، وأصدر حكام المقاطعات تصريحات وشجعت على تأسيس undsättningskomitté (لجان الطوائر) لجمع التمويلات التي يحتاجها المتطوعين ورجال البر.[1] علاوة على ذلك، أنشأت الحكومة لجنتي طوارئ مركزيتين: واحدة تقع في عاصمة ستوكهولم والثانية في گوتنبورگ. نشرت الصحافة نداءات لجمع أموال من أجل مساعدة المحتاجين، واستضافت الحفلات والمسرحيات الخيرية وغيرها من الفعاليات المماثلة لجمع الأموال من أجل دفع تكاليف المساعدات الطارئة لضحايا المجاعة.[1] كما جاءت مساهمات مالية من خارج السويد من كل من أوروپا وأمريكا: في الواقع، كانت المساهمات الأجنبية كبيرة مثل المساهمات التي تم جمعها من داخل البلاد. من بين المساهمين الواردة من خارج السويد ساهمت جيني ليند، بمبلغ 500 كرونا، وجون إريكسون بمبلغ 20.000 كرونة.[1]

كانت المساعدات الواردة من لجان الطوارئ يتم توزيعها بواسطة المجالس المحلية في المدن.[1] ومع ذلك، واجهت المساعدات قيوداً بسبب اللوائح. لم تكن شروط الحصول على المساعدة هو مجرد الجوع: يجب أن تكون ضحية المجاعة على استعداد للعمل لتلقي المساعدة، وإلا فلن تحصل على مساعدة. تم استثناء أشخاص غير قادرين جسدياً على العمل، مثل المعاقين والمسنين، لكن اللوائح تنص على السماح بإنفاق 10 بالمائة فقط من المساعدات الطارئة على "الأعمال الخيرية"، بينما يوزع المتبقي فقط على الأشخاص الراغبين في العمل مقابل الحصول على المساعدات.[1] لذلك، تم تنظيم أعمال مثل بناء الطرق والإنتاج المنزلي لمختلف أنواع الأشغال اليدوية لمنح الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات الطوارئ فرصة للعمل من أجلها. عملياً، كان من المفترض أن تكون مهام العمل هذه بمثابة دليل رمزي على أن الحكومة ستساعد فقط الراغبين في العمل والإنتاج.[1]

وُجهت انتقادات إلى مجالس المدن المحلية لفرضها مبدأ المساعدة مقابل العمل، حيث تركت أشد الناس احتياجاً دون مساعدة. ومن أمثلة ذلك ما حدث في أبرشية كوميون گروندسوندا في أنگرمانلاند، حيث من لم يتمكن من تقديم ضماناً لم يحصل على مساعدة.[1]

أوصت السلطات الأشخاص الجائعين بضرورة تناول خبز اللحاء المصنوع من الأشنيات بدلاً من أن يتوقعوا كميات كبيرة من الدقيق في مساعدات الإنقاذ. بعض لجان الطوارئ المحلية، مثل تلك التي كانت في هارنوساند، كانت تخلط الدقيق بالأشنيات وتصنع منه خبزاً قبل توزيعه.[1] إلا أن هذا الخبز كان يسبب آلاماً في الصدر وكان يسبب القيء للأطفال.[1]

التبعات

كاريكاتير من صحيفةفادرنسلاندت، 14 ديسمبر 1867، ينتقد التوزيع غير العادل للجان مساعدات الإغاثة: تُقدم مساعدة الإغاثة أولاً إلى حاكم المقاطعة، ثم تُعطى للمسؤولين والمزارعين الأثرياء، وأخيراً، عندما تُترك حفنة صغيرة، للفقراء المحتاجين الحقيقيين.

تعرضت السلطات لانتقادات قاسية من الصحافة بسبب عدم فعالية توزيع أموال الإغاثة من قبل لجان الطوارئ، وبأي شروط. جدير بالذكر أن صحيفة فادرنسلاندت أعربت عن غضبها من أن أشد المحتاجين للمساعدة قد تُركوا بسبب رغبة السلطات في التنازل عن مبدأ المساعدة مقابل العمل، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه "أفكار شبه فلسفية حول قيمة العمل".[1]

كان هناك انتقادات واسعة النطاق تركزت على الاعتقاد بأن المجاعة في السويد كان سببها التوزيع غير العادل.[1] ويدعم ذلك حقيقة أن عام 1867 كان في الواقع عاماً ناجحاً للصادرات السويدية من الحبوب: حيث قامت أكبر المزارع والعزب في السويد بتصدير محاصيلها، معظمها من [[الشوفان] ، إلى بريطانيا العظمى، حيث تم استخدامه كأعلاف للخيول التي تجر الحافلات في لندن.[1]

المجاعة الكبرى 1867-68، وعدم الثقة والسخط على الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع مساعدات الإغاثة للمحتاجين، ساهمت بشكل كبير في الهجرة السويدية إلى الولايات المتحدة، التي ارتفعت بشكل كبير في هذا الوقت.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ Häger, Olle; Torell, Carl; Villius, Hans (1978). Ett satans år: Norrland 1867. Stockholm: Sveriges Radio. ISBN 91-522-1529-6