ترجمة

(تم التحويل من المترجم)
For article translations in Wikipedia, see Wikipedia:Translation.
King Charles V the Wise commissions a translation of Aristotle. First square shows his ordering the translation; second square, the translation being made. Third and fourth squares show the finished translation being brought to, and then presented to, the King.

الترجمة Translation، من الفنون اللغوية التي لا غنى عنها لرقي الأمم ولنقل العلوم من مصادرها الأصلية إلى مختلف اللغات، وهي نقل المحتوى من لغة المصدر بوسائل equivalent إلى لغة الهدف.[1] The English language draws a terminological distinction (which does not exist in every language) between translating (a written text) and interpreting (oral or signed communication between users of different languages); under this distinction, translation can begin only after the appearance of writing within a language community.

A translator always risks inadvertently introducing source-language words, grammar, or syntax into the target-language rendering. On the other hand, such "spill-overs" have sometimes imported useful source-language calques and loanwords that have enriched target languages. Translators, including early translators of sacred texts, have helped shape the very languages into which they have translated.[2]

Because of the laboriousness of the translation process, since the 1940s efforts have been made, with varying degrees of success, to automate translation or to mechanically aid the human translator.[3] More recently, the rise of the Internet has fostered a world-wide market for translation services and has facilitated "language localisation".[4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

موسوعة روتلدج للترجمة. انقر على الصورة لمطالعة الكتاب.

ليس من فن أهمل طويلاً كفنِ الترجمةِ، وحتى الكتابُ القدماءُ الذينَ فطنوا إلى اهميتهِ ووضعوهُ في مصافِ أهمِ فروعِ الثقافةِ الأدبيةِ لم يحاولوا البحثَ في مبادئهِ أو وضعِ قواعدَ لهُ، ففي كتبِ كوينتيليان (Quintilian) وشيشرون (Cicero) وپليني الأصغر (Pliny) مترجماتٌ عديدةٌ تدلُ على أن هؤلاءِ المولفينَ جعلوا الترجمةَ دراستهمُ الخاصةَ وشعروا بضرورتها، فنصحوا بالتمرينِ عليهاَ وسيلةٍ منْ وسائِلِ تنشئةِ الكتابِ والخطباءِ، ولكنهم للأسفِ لم يساهموا في تقدمِ دراسةِ فنِ الترجمةِ بغيرِ الحض على دراستهِ، على أننا نستطيعُ أن نستخلصَ بعضَ القواعدِ التي اتبعوها بدراسةِ مترجماتهمْ رغمَ قلتها وتشتتها. وإذا ما التفتنا إلى العصورِِ المتأخرةِ، لم نجد غيرَ قليلٍ من البحوثِ التي كتبت في هذا الموضوع وأهمها:

(1) مقدمةُ كتابِ (أمشاج من الأدب والتاريخ) تأليف: دالمبرت

(2) بعض ملاحظاتٍ في الترجمةِ بقلمِ (أبي بوثو) في كتابه (مبادئ الأدب)

(3) مقدمة الدكتور كامبل لترجمة الإنجيل وفيها يوضحُ النقاطَ التي ينبغي ملاحظتهاَ في الترجمةِ.


أنواع الترجمة

كيف تترجم (1)

أهمية الترجمة ودورها في المرحلة الراهنة

محمد حسن يوسف



ابدأ بإذن الله من اليوم سلسلة جديدة بعنوان " كيف تترجم "؟! وأتناول في هذه السلسلة تقديم إرشادات عامة للتعامل مع النصوص المراد الترجمة منها، وكيفية التعبير عن تلك النصوص باستخدام اللغة المنقول إليها. ولعل الهدف من هذه السلسلة هو محاولة كل منا تعلم كيفية الترجمة إلى لغة أخرى، لكي يعبر من خلالها عن مشاعره إزاء ما يحدث من سب للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو ينقل عن طريقها سيرته صلى الله عليه وسلم إلى الآخرين الذين لا يتكلمون باللغة العربية، والذين يجهلون سيرته ولا يعلمون شيئا عنها!! وهذا العمل هو موضوع كتاب كنت قد نشرته أثناء عملي في تدريس الترجمة خلال فترة إقامتي بدولة الكويت، وسوف أقوم أثناء نشره على حلقات على موقع صيد الفوائد بإدخال بعض التعديلات بما يخدم الهدف المبتغى منه إن شاء الله تعالى. ولكن هل يمكن لشخص ما أن يتعلم الترجمة بهذه الطريقة؟! في الواقع، ومن خلال تجاربي الشخصية في تدريس الترجمة، فإن الأمر يتوقف على حسب قدرات كل فرد واستعداده. بمعنى أنه لو توافرت لديك العزيمة الأكيدة للتعلم، فسوف تستطيع إنجاز ذلك، وبسرعة كبيرة. وفن الترجمة من العلوم التي يتم إتقانها وحذقها بالممارسة. فكلما مارست الترجمة، كلما زادت خبراتك فيها، وزاد احترافك لهذا الفن. وتعلم الترجمة يأتي إما من خلال دراسة قواعدها وأصولها، ثم بدء تطبيق ذلك على النصوص المراد ترجمتها، وإما من خلال دراسة نصوص مترجمة والمقارنة فيما بينها ومعرفة كيف تمت الترجمة بين اللغتين المكتوب الرسالة بها. ولعل ذلك يكون موضوع سلسلة جديدة ابدأ فيها فيما بعد إن قّدر الله وأعان. وأنا أرجو لكل من قرأ من هذه السلسلة شيئا وغمض عليه ألا يتردد في مراسلتي عبر البريد الإلكتروني، حتى نذلل تلك الصعاب بإذن الله، ويتحقق الهدف المنشود. كما أنني أدعو من خلال هذه السلسلة إلى تكوين رابطة من المهتمين بهذا الفن للتنسيق فيما بينهم، والاتفاق على اختيار مواد هادفة وموثقة لنقلها إلى اللغات الأخرى، عسى الله أن ينفع بها الإسلام، وأن يسخرها للدفاع عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. واسأل الله العظيم أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون ... إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم آمين.

وسوف تتناول حلقات هذه السلسلة الموضوعات التالية: قبل أن تبدأ الفصل الأول – ماهية الترجمة وكيفيتها • استراتيجية الترجمة • دور المترجم • أنواع الترجمة • مستويات التحليل اللغوية • أساليب الترجمة • الخروج عن القياس في اللغة • الترجمة: فن أم علم؟ • قواعد الترجمة

الفصل الثاني – صعوبات الترجمة ومشاكلها 1- إيجاد المعنى الملائم للمفردات 2- الاختلاف الثقافي والبيئي 3- استخدام الكلمة 4- التذكير والتأنيث 5- العدد في اللغة 6- الزمن في اللغة ملحق: الفعل 7- توافق الكلمات 8- التعبيرات الاصطلاحية 9- الاختصارات 10- الأسماء المركبة 11- الزوائد 12- علامات الوقف 13- الأسلوب

مشاكل الترجمة

كيف تترجم (12)

صعوبات الترجمة ومشاكلها

محمد حسن يوسف


تمهيد

نبحث في هذا الفصل بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجه المترجم حينما يشرع في عملية الترجمة، على أننا سنحدد اللغة المصدر SL واللغة المنقول إليها TL في كونهما إما اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية.

وتنشأ تلك الصعوبات والمشاكل من حقيقة أن المعادل من حيث المعنى semantic equivalent في اللغة المنقول إليها قد لا يقوم بنقل أو توصيل نفس الرسالة المكتوبة في اللغة المصدر، أو أن يكون القالب اللغوي الذي تُعرض به الرسالة في اللغة المصدر مختلفا أو غير كافٍ عن ذلك الموجود في اللغة المنقول إليها، خصوصا إذا كانت المعلومات والافتراضات المشتركة فيما بين القارئ والناقل مختلفة، وخصوصا أيضا إذا حدث ذلك بين لغتين تختلفان تماما من الناحية الثقافية مثل اللغة الإنجليزية والعربية. ذلك أنه ليس من السهل الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أو العكس نظرا لاختلاف بنية وتركيب كل من اللغتين تماما عن بعضهما.

وتمتلئ اللغة العربية بالاختلافات الدقيقة وتمتاز كل من الأسماء والأفعال فيها بالمرونة. وتظهر عدم القابلية للترجمة حينما يكون من المستحيل إيجاد خصائص معادلة من الناحية الوظيفية للحالة المعروضة في نص اللغة المصدر لكي يمكن نقلها إلى المعنى السياقي في نص اللغة المنقول إليها. ولتوضيح ذلك بشكل دقيق، ننظر إلى المثال التالي، فاللغة الإنجليزية تقول: My father is a teacher ويقابلها في اللغة العربية: والدي معلم وهكذا يتضح الفرق بجلاء بين سياق اللغتين، فالجملة في اللغة العربية لا يوجد بها فعل أو أداة للتعريف والتنكير.

وتنشأ الصعوبة في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس في اختيار المعنى الملائم أو تحديد طبيعة استخدام الكلمة أو إيجاد الفرق بين المذكر والمؤنث أو تمييز العدد سواء مفرد أم مثنى أم جمع أو إيجاد الصيغة المعادلة للفعل ... الخ، وهي أمور تجعل من الصعب في بعض الأحيان اختيار المعادل الصحيح. ويساعد الإلمام الجيد بخصائص كل من اللغتين العربية والإنجليزية في تسهيل عملية التوصل إلى الترجمة الصحيحة والجيدة. وهي أمور نناقشها تفصيلا فيما يلي، وعلى أن نضع في اعتبارنا دائما أن الترجمة هي عملية سهلة ولكنها في غاية التعقيد في ذات الوقت. وهكذا فيعتبر " كل شيء قابل للترجمة ولا شيء يقبل الترجمة "، أو Everything is translatable and nothing is !

أخطاء شائعة في الترجمة العربية

إن الترجمة حين يتولى أمرها من ليس أهلا لها، فإنها تجر في أذيالها آثارا سلبية لا تخطئها العين المبصرة. ونحن هنا بصدد ذكر أمثلة على ما تحدثه الترجمة المتعجلة السيئة من آثار سلبية على أساليب الكتابة العربية، وشيوع ألفاظ في اللغة ليست من طبيعتها، وذلك مما يرد كثيرا في الصحافة العربية والإذاعتين المسموعة والمرئية. من ذلك مثلا: أولا: إضافة أكثر من مضاف إلى مضاف إليه واحد. كالقول: " احتدام واشتداد القتال ". والصواب في ذلك: " احتدام القتال واشتداده "، وهذا يعني إضافة مضاف واحد إلى المضاف إليه، وإضافة المضاف الآخر إلى ضمير يعود على المضاف إليه الأول.

ثانيا: تأخير الفاعل وتقديم ضميره عليه. كالقول: " في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج، قال وزير الدفاع الأمريكي ... ". والصواب في مثل هذه الحالة أن يقال: " قال وزير الدفاع الأمريكي في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج إن ... ".

ثالثا: جمع عدد من الأسماء المعطوفة في جملة واحدة، وذلك دون أن يتبع كلا منها بحرف العطف " و "، كالقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا، أقلاما، صورا، دفاتر "! وهذا أسلوب لا يصح الأخذ به في العربية لما في من فجاجة وعجمة، حتى ولو أخذت به لغة أخرى كالإنجليزية. إذن فالصواب في المثال السابق أن نقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا وأقلاما وصورا ودفاتر ".

رابعا: التخفف من استعمال المفعول المطلق في الترجمة، ليحل محل كلمات أو عبارات أخرى مترجمة، مثل: " بصورة – بشكل – لدرجة – على نحو "، كالقول: " مشيت بصورة جيدة "، و " سار بشكل حسن "، و " إن قامته طويلة لدرجة أنها تسد الباب "، و " ظهر على نحو واضح ". وهذه كلها استعمالات بعيدة عن العربية، والأصح منها أن يقال: " مشيت مشيا جيدا "، و " سار سيرا حسنا "، و " إن قامته طويلة طولا يسد الباب "، و " ظهر ظهورا واضحا ". أي استعمال المفعول المطلق للدلالة على الحالات التي ذُكرت.

خامسا: تصبح الترجمة في مقدمة الأسباب التي تعمل على إشاعة أخطاء إذا قام بها من يترجم ترجمة حرفية: ( أ ) فمثلا يستعمل البعض كلمة " ضد " وهي ترجمة حرفية لكلمة against في اللغة الإنجليزية. فيقال: " حارب ضد الاستعمار "، و " ينبغي أن يسعى الآباء لتلقيح أبنائهم ضد الجدري "، و " صدر حكم ضد فلان "، وغير ذلك. وينصب الاعتراض على أن الأسلوب الذي يلجأ إلى استعمال هذه الكلمة، هو أسلوب يخالف طرق التعبير العربية. فالقول أن " فلان يحارب ضد الاستعمار " يُفهم منه أن هذا المحارب مخالف للاستعمار، أي أنه يحارب في جبهة أخرى غير الجبهة المعادية للاستعمار. والصواب في ذلك القول: " شن حربا على الاستعمار ". وبالنسبة لبقية الأمثلة: " يجب تلقيح الأطفال من الجدري "، و " صدر حكم بحق فلان أو عليه ". ( ب ) ومن الكلمات التي تتداولها أجهزة الإعلام الأجنبية، كلمة cover الإنجليزية. فيضع لها المترجم الكلمة التي يحددها القاموس، وهي " يغطي ". ولكن في العربية لا يفيد هذا الفعل معنى نقل الخبر. ففي القول: " قام مراسل جريدة الأهرام بتغطية أنباء القتال الدائر في منطقة الخليج ". ليس هناك علاقة بين الغطاء أو التغطية وبين الأخبار. وتضع معاجم اللغة أفعالا غير هذا الفعل لدلالة نقل الخبر، فتقول: " نقل الخبر أو أبلغه أو سرده ". ( جـ ) ومن الكلمات التي يساء استخدام ترجمتها، كلمة reach بمعنى يصل. فعند وصف حدث وصول إحدى الشخصيات الرسمية، يقال: " وصل مصر مساء أمس وزير الاقتصاد في دولة الكويت ". وهذا الاستعمال خاطئ، لأن الفعل " وصل " بالإنجليزية متعدٍ، أي يحتاج إلى مفعول به. ولكنه في العربية لازم، لا يتعدى. فهو بذلك ليس بحاجة إلى مفعول، بل إلى حرف الجر " إلى ". فنقول: " وصل إلى مصر مساء أمس ... ". ( د ) ومن تلك الكلمات، كلمة via بمعنى عَبْرَ، فيقال: " عبر أجهزة الاتصال ". والأكثر صوابا من ذلك أن تقول: " بأجهزة الاتصال " أو " بواسطة الاتصال ". ( هـ ) ومنها أيضا كلمة " طبقا " المترجمة عن كلمة according، فهي ترد في أمثلة كثيرة. ومن ذلك مثلا القول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد طبقا لوكالات الأنباء ". أما اللغة العربية فلا ترضى باستعمال " طبقا " في مثل هذا الموضع، وإنما تتطلب استعمال الكلمة الصحيحة لهذا الوضع، وهي " وفقا " أو " وفاقا " أو " على وفق ". فنقول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد القادم وفقا لما ذكرته وكالات الأنباء "، هذا إذا أردنا التمسك بحرفية الترجمة. ولكننا نستطيع ذكر عدة جمل تؤدي المعنى بصورة سهلة واضحة، فنقول مثلا: " ذكرت وكالات الأنباء أن الأسرى سيُنقلون يوم الأحد القادم ".

سادسا: ترجمة كلمة cancel بكلمة " لاغيا "،كالقول: " يعد الاتفاق لاغيا منذ مساء اليوم ". وينصب الاعتراض على كلمة " لاغيا "، فهي اسم فاعل من الفعل " لغا – يلغو "، أي كثر كلامه. ولكن السياق الذي تُذكر فيه كلمة " لاغيا " لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق. ولذلك فيجب استعمال كلمة " ملغي "، وهي اسم المفعول من الفعل " ألغى – يلغي ". فالصحيح إذن أن يقال: " يعد الاتفاق ملغيا منذ مساء اليوم ".

سابعا: والبعض يترجم كلمة still بكلمة " لا زال ". فيقول: " لازالت الاجتماعات منعقدة في مجلس الأمن "، ويقول: " لازالت الجهود تبذل لإصلاح الوضع في لبنان ". وهذا استعمال خاطئ لكلمة " لا زال "، فهي تفيد الدعاء لا الاستمرار. يصح أن يقال: " لا زالت الديار قوية عزيزة بأهلها "، فهو دعاء للديار بدوام القوم والعز. أما ما يفيد الاستمرار فهو " ما زال "، كأن نقول: " ما زالت الاجتماعات مستمرة "، و " ما زالت الجهود مبذولة ". وكثيرا ما يختلط الأمر على من يقومون بالكتابة العربية، فيأخذون بالاستعمال الأول للدلالة على الثاني.

ثامنا: وهناك كلمة by التي يترجمها البعض " مِن قِبَلْ "، ويدخلونها في الجمل دون استئذان، على الرغم من عدم صحتها. فيقال: " دُونت الملاحظات مِن قِبَلْ اللجنة ". وليس في استعمال " مِن قِبَلْ " أي ضرورة في هذا السياق، ذلك أنه يمكن القول: " دونت اللجنة الملاحظات ".

تاسعا: وهناك كلمة شاع استعمالها شيوعا خاطئا، فلا تكاد تخلو منها جملة، وهي كلمة " بالنسبة "، التي يمكن التخلي عنها دون حدوث أي إخلال في الجملة، فضلا عن أن استعمالها يخالف الاستعمال العربي السليم. فيقال مثلا: " انخفضت أسعار العملات، وبالنسبة للمارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ". وهذا تركيب غير صحيح للجملة، فأي نظرة للقاموس تدلنا على أن " النسبة " هي القرابة أو ما تعلق بها. ومن هنا فالصواب أن يقال: " انخفضت أسعار العملات، أما المارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ".

عاشرا: أما عن الخلط بين حرفي الجر " إلى " و " اللام " - عند ترجمة حرف الجر في الإنجليزية to - فهو كثير، رغم أن لكل منهما معنى واستعمال مختلف. أما عن المعنى، فهو أن " إلى " تعني انتهاء الغاية، في حين تستعمل " اللام " للدلالة على الملكية والتخصيص، ويتحدد استعمال كل منهما تبعا للمعنى الذي تدل عليه. يقال مثلا: " سلمت الملف كاملا إلى رئيس مجلس الإدارة "، وهذا غير صحيح، وصوابه: " سلمت الملف كاملا لرئيس مجلس الإدارة ". والسبب أن الملف سيوضع تحت تصرفه، كأنه ملك من أملاكه، ولم يكن الغرض سفر الملف من مكان معين ابتداء إلى مكان آخر انتهاء. ويقال أيضا: " سافرت صباح الجمعة الماضي للإسكندرية "، وهذا غير صحيح أيضا. والصواب القول: " سافرت صباح الجمعة الماضي إلى الإسكندرية "، لأن حرف الجر " إلى " في هذه الجملة يحدد انتهاء الغاية من السفر.

حادي عشر: الإصرار على ترجمة بعض الكلمات الإنجليزية بكلمة واحدة مقابلة في اللغة العربية، مثل كلمة privatization، والتي وضعت لها ترجمات عدة، مثل: " الخصخصة " أو " التخصيص " أو التخصيصية ". وهذه كلها ترجمات غير دقيقة للكلمة، ذلك أن اللغة الإنجليزية تميل دائما لاستخدام الزوائد affixes – سواء كانت بادئة أم لاحقة – إلى الكلمة الأصلية حتى يتم مواءمة استخدامها في موقعها من الجملة. ولذلك فهي تعتبر أكثر من كلمة واحدة، وإن بدت في ظاهرها كلمة واحدة. ومن هنا فلا داعي للإصرار على ترجمتها بكلمة واحدة مرادفة في اللغة العربية. وبذلك تكون الترجمة الدقيقة للكلمة السابقة هي: " التحول للقطاع الخاص ". وكذلك كلمة Islamization التي يمكن ترجمتها: " تطبيق الشريعة الإسلامية ". وغير ذلك كثير مما يمكن القياس عليه.

ثاني عشر: استخدام نفس المفاهيم التي يريد الغرب ترويجها وشيوعها عند الترجمة. فمثلا عند كتابة الغرب لما يدور من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقولون: Israel and the Palestinians. فهم يريدون أن يستقر في ذهن القارئ أن إسرائيل هي دولة لها كيان قائم، أما الفلسطينيون فهم أفراد بلا دولة. ولذلك فعلينا نحن حين نترجم، أن نقول " الفلسطينيون والإسرائيليون "، أو أن نقول: " فلسطين وإسرائيل "، لا أن نقع فيما يريدونه أن يستقر في أذهاننا، فنقول: " إسرائيل والفلسطينيون ".

هذه كانت أمثلة من بعض الأخطاء الشائعة في الترجمة إلى العربية، ولكن ليست حصرا لها. وسوف نوالي بحث هذا الموضوع إن قدر الله وأعان.

تاريخ الترجمة

قبل أن تبدأ في الترجمة

عزيزي القارئ … لابد لك قبل أن تبدأ في تعلم فن الترجمة، أن تعرف ما هي القواعد اللازم توافرها في الترجمة الجيدة: 1. يجب أن تكون الترجمة نسخة كاملة طبق الأصل من الأفكار الموجودة في النص الأصلي. 2. يجب أن يحتفظ الأسلوب وطريقة الكتابة بنفس الخصائص الموجودة في النص الأصلي. 3. يجب أن تعكس الترجمة كل عناصر السهولة والوضوح الموجودة في النص الأصلي.

كما يجب أن تعرف المتطلبات التي يجب توافرها في المترجم الجيد: 1. يجب على المترجم الجيد كشرط رئيسي أن يكون على معرفة كاملة بقواعد كل من اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها. 2. يجب أن يكون على وعي تام بالخلفية الثقافية للغة المنقول منها واللغة المنقول إليها. 3. يجب على المترجم أن يكون على علم وافٍ بالموضوع الذي يترجمه. 4. يجب أن يقوم بتصحيح ما يبدو له كتعبيرات غير هامة أو غير واضحة تكون موجودة في النص الأصلي. 5. يجب أن يتمتع بوجود حس أدبي لديه، وأن يكون قادرا على نقد النص من الناحية الأدبية طالما سيكون عليه الحكم على مدى صحة الأسلوب وتقييمه. 6. يجب أن يتمتع بقدر كبير من المعلومات، وأن يكون واسع الإطلاع.

كذلك فإن من الهام أن نلقي الضوء على أهمية استخدام القواميس الملائمة في عملية الترجمة، إذ توفر القواميس المعلومات بشأن كلمات اللغة. وبالإضافة للقواميس العامة في إحدى اللغات، هناك القواميس ثنائية اللغة، التي تسرد الكلمات الخاصة بإحدى اللغات وما يعادلها بلغة أخرى. كما أن القواميس المتخصصة في مجالات معينة من المعرفة، وعلى سبيل المثال، فهناك قواميس متخصصة للتعامل مع المفردات المستخدمة في حقول الطب والقانون والاقتصاد ... الخ، كما توجد القواميس المتخصصة في اللغات العامية واللهجات المحلية لمنطقة معينة.

ولن تستطيع إخراج ترجمة جيدة ما لم تستشر عدد من القواميس الجيدة، ويجب الأخذ في الاعتبار دائما أن الكلمات التي تبدو سهلة المعنى للوهلة الأولى قد تكون هي سبب المشكلة في عدم وضوح معنى النص المترجم، إذ قد تأخذ في سياق معين معنى آخر غير المعنى الشائع المعروف لها، وبذلك فيكون من الواجب استشارة القواميس حتى يتم التوصل إلى المعنى الدقيق المراد منها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الترجمة: ماهيتها وكيفيتها

نحاول الآن وضع تعريف للترجمة وشرح منهجية الخطوات التي تتم بها. على أننا نحاول هنا توضيح بعض الحقائق العامة بشكل سريع، قبل أن نفصّلها بشكل دقيق فيما بعد، وذلك لتهيئة ذهن القارئ لفهم عملية الترجمة. يُعرف Forster الترجمة الجيدة على أنها " الترجمة التي تفي بنفس الغرض في اللغة الجديدة مثلما فعل الغرض الأصلي في اللغة التي كُتب بها ". ويصف Orr عملية الترجمة بأنها مطابقة لعملية الرسم إلى حد ما، فيقول: " إن الرسام لا يستخرج كل تفصيل في المنظر "، فهو ينتقي ما يبدو أفضل بالنسبة له. وينطبق نفس الشيء على المترجم، " إنها الروح – وليس المعنى الحرفي وحسب – التي يسعى المترجم لتجسيدها في ترجمته الخاصة ". ويردد Edwards نفس وجهة النظر، فيقول: " ننتظر وجود صدق حقيقي تقريبي في الترجمة ... وكل ما نريد الحصول عليه هو نفس أصدق إحساس ممكن للنص الأصلي. ويجب أن تصل إلينا السمات والمواقف والانعكاسات بنفس الشكل الذي كانت عليه في ذهن المؤلف وقلبه، وليس من الضروري أن يتم ذلك بالدقة التي انطلقت بها من فمه ". ويطالب معظم علماء الترجمة بالاهتمام بالمعنى وليس بالمفردات اللغوية، ذلك أنه إذا لم تقم الترجمة بالوظيفة الإيصالية، أي إذا لم يكن لها معنى لدى المتلقي، فإنها في هذه الحالة لا تكون قد بررت وجودها. وبالإضافة إلى ما تنقله التراجم من معنى، فيجب أن تنقل أيضا " روح وأسلوب النص الأصلي ". ذلك أن المعنى الحرفي يقتل الترجمة، ولكن روح المعنى يمنحها الحياة. وتتمثل الهفوة الأساسية التي يقع فيها الكثير ممن يقومون بترجمة الأدب في فشلهم في أن يكونوا " طبيعيين " في التعبير. فهم في الواقع يجعلون القارئ يعلم جيدا أن عملهم ما إلا ترجمة ... حيث يذهب الجزء الأعظم من مجهودهم في البحث عن عبارات مرادفة، ولكن لا يستخدمها القارئون لهذه الترجمة في لغاتهم. ولذلك يرى Goodspeed أن " أفضل التراجم ليست تلك الترجمة التي تُبقي نُصب عين القارئ وإلى الأبد حقيقة أن هذا العمل ما هو إلا ترجمة وليس تأليفا اصليا، وإنما هي تلك الترجمة التي تجعل القارئ ينسى مطلقا أنها ترجمة وتجعله يشعر أنه ينعم النظر في ذهن الكاتب القديم مثلما يمعن النظر في ذهن كاتب معاصر. ولا يعتبر هذا الأمر في الواقع أمرا سهلا في تنفيذه، ولكنه رغم ذلك يعتبر المهمة التي يجب أن يلتزم بها أي مترجم جاد في عمله ".

ومن هنا فإن أكبر معيار مقنع لنوعية أي عمل يكمن في حقيقة أنه لا يمكن أن يُترجم إلا بصعوبة، لأنه إذا انتقل فورا وبسهولة إلى لغة أخرى دون أن يفقد جوهره، فذلك يعني أنه لا يحتوي على أي جوهر معين أو أنه على الأقل لا يعتبر عملا من الأعمال الفريدة. ويعتبر الأسلوب السلس والطبيعي – رغم الصعوبات البالغة في إنتاجه خصوصا عند ترجمة نص ذي نوعية عالية – هاما في توليد استجابة لدى المتلقين النهائيين له، تتشابه مع استجابة المتلقين الأصليين لذلك الأسلوب. فيجب أن تكون الترجمة اصطلاحية وممتعة، ليس للباحث وحسب، بل وللقارئ المتعلم أيضا. ويسعى المترجم لتكوين انطباع لدى قرائه يتشابه أو يكاد مع ذلك الانطباع الذي ينتج عن النص الأصلي. وفي هذا يقول Prochazka إن " الترجمة يجب أن تُحدث في ذهن القارئ نفس الانطباع الذي يحققه انطباع النص الأصلي على قرائه ".

وهكذا فإن الترجمة الجيدة يجب أن تلبي المتطلبات الأساسية التالية: 1- تعكس المعنى بوضوح 2- تنقل روح النص الأصلي وأسلوبه 3- تصاغ بتعبير طبيعي وسلس 4- تولد استجابة مشابهة في ذهن قارئها

ويتضح من كل ما سبق أن التضارب بين المحتوى والشكل ( أو بين المعنى والأسلوب ) سيكون تضاربا حادا في بعض النقاط المعينة، ويجب أن يفسح أحدهما المجال للآخر في بعض الأحيان. ولكن يتفق المترجمون عموما على وجوب إعطاء الأولوية للمعنى قبل الأسلوب حينما لا يكون هناك حل وسط موفق. وما يجب علينا محاولته هو إيجاد خليط فعال من " المعنى والأسلوب "، لأن هذين الوجهين يعتبران متحدين بشكل لا يقبل التجزئة. ويؤدي التمسك بالمحتوى، دون اعتبار للشكل، إلى إنتاج عمل مميز وجيد ولكنه لا يحتوي على أي شيء من تألق وسحر النص الأصلي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي التضحية بالمعنى في سبيل الحصول على أسلوب جيد إلى الحصول على صورة مطبوعة فقط تفشل في توصيل الرسالة. ووفقا لذلك، يجب أن يكون للتطابق في المعنى أولوية تسبق التطابق في الأسلوب.

ولكن لا يجب أن يجري تعيين الأولويات بنمط ميكانيكي محض. إذ إن ما هو مطلوب في النهاية هو إعادة إنتاج النص الأصلي لاستخراج صورة منه. إن أي استعراض للآراء المطروحة حول عملية الترجمة يصلح لتوكيد الحقيقة القائلة إن تعريفات أو أوصاف عملية الترجمة لا تتم بقواعد جبرية حتمية، وإنما تعتمد على قواعد احتمالية. ولذلك لا يمكننا الحكم على ترجمة معينة بكونها جيدة أو رديئة دون أن نأخذ في الاعتبار عددا لا يحصى من العوامل التي يجب أن توزن بدورها من مختلف الطرق وبإجابات مختلفة إلى حد كبير. ومن هنا ستظهر على الدوام تشكيلة من الإجابات الفعالة والصحيحة للسؤال التالي: " هل هذه الترجمة ترجمة جيدة "؟

نقد الترجمة

أحدث تطورات الترجمة

صعوبات الترجمة ومشاكلها

تمهيد

نبحث في هذا الفصل بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجه المترجم حينما يشرع في عملية الترجمة، على أننا سنحدد اللغة المصدر SL واللغة المنقول إليها TL في كونهما إما اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية.

وتنشأ تلك الصعوبات والمشاكل من حقيقة أن المعادل من حيث المعنى semantic equivalent في اللغة المنقول إليها قد لا يقوم بنقل أو توصيل نفس الرسالة المكتوبة في اللغة المصدر، أو أن يكون القالب اللغوي الذي تُعرض به الرسالة في اللغة المصدر مختلفا أو غير كافٍ عن ذلك الموجود في اللغة المنقول إليها، خصوصا إذا كانت المعلومات والافتراضات المشتركة فيما بين القارئ والناقل مختلفة، وخصوصا أيضا إذا حدث ذلك بين لغتين تختلفان تماما من الناحية الثقافية مثل اللغة الإنجليزية والعربية. ذلك أنه ليس من السهل الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أو العكس نظرا لاختلاف بنية وتركيب كل من اللغتين تماما عن بعضهما.

وتمتلئ اللغة العربية بالاختلافات الدقيقة وتمتاز كل من الأسماء والأفعال فيها بالمرونة. وتظهر عدم القابلية للترجمة حينما يكون من المستحيل إيجاد خصائص معادلة من الناحية الوظيفية للحالة المعروضة في نص اللغة المصدر لكي يمكن نقلها إلى المعنى السياقي في نص اللغة المنقول إليها. ولتوضيح ذلك بشكل دقيق، ننظر إلى المثال التالي، فاللغة الإنجليزية تقول: My father is a teacher ويقابلها في اللغة العربية: والدي معلم وهكذا يتضح الفرق بجلاء بين سياق اللغتين، فالجملة في اللغة العربية لا يوجد بها فعل أو أداة للتعريف والتنكير.

وتنشأ الصعوبة في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس في اختيار المعنى الملائم أو تحديد طبيعة استخدام الكلمة أو إيجاد الفرق بين المذكر والمؤنث أو تمييز العدد سواء مفرد أم مثنى أم جمع أو إيجاد الصيغة المعادلة للفعل ... الخ، وهي أمور تجعل من الصعب في بعض الأحيان اختيار المعادل الصحيح. ويساعد الإلمام الجيد بخصائص كل من اللغتين العربية والإنجليزية في تسهيل عملية التوصل إلى الترجمة الصحيحة والجيدة. وهي أمور نناقشها تفصيلا فيما يلي، وعلى أن نضع في اعتبارنا دائما أن الترجمة هي عملية سهلة ولكنها في غاية التعقيد في ذات الوقت. وهكذا فيعتبر " كل شيء قابل للترجمة ولا شيء يقبل الترجمة "، أو Everything is translatable and nothing is !

أنواع الترجمة

أورد Jakobson ثلاثة تقسيمات للترجمة، نوردها فيما يلي: النوع الأول، ويسمى بالترجمة ضمن اللغة الواحدة intralingual translation. وتعني هذه الترجمة أساسا إعادة صياغة مفردات رسالة ما في إطار نفس اللغة. ووفقا لهذه العملية، يمكن ترجمة الإشارات اللفظية بواسطة إشارات أخرى في نفس اللغة، وهي تعتبر عملية أساسية نحو وضع نظرية وافية للمعنى، مثل عمليات تفسير القرآن الكريم.

النوع الثاني، وهو الترجمة من لغة إلى أخرى interlingual translation. وتعني هذه الترجمة ترجمة الإشارات اللفظية لإحدى اللغات عن طريق الإشارات اللفظية للغة أخرى. وهذا هو النوع الذي نركز عليه نطاق بحثنا. وما يهم في هذا النوع من الترجمة ليس مجرد معادلة الرموز ( بمعنى مقارنة الكلمات ببعضها ) وحسب، بل تكافؤ رموز كلتا اللغتين وترتيبها. أي يجب معرفة معنى التعبير بأكمله. النوع الثالث، ويمكن أن نطلق عليه الترجمة من علامة إلى أخرى intersemiotic translation. وتعني هذه الترجمة نقل رسالة من نوع معين من النظم الرمزية إلى نوع آخر دون أن تصاحبها إشارات لفظية، وبحيث يفهمها الجميع. ففي البحرية الأمريكية على سبيل المثال، يمكن تحويل رسالة لفظية إلى رسالة يتم إبلاغها بالأعلام، عن طريق رفع الأعلام المناسبة.

وفي إطار الترجمة من لغة إلى أخرى interlingual translation، يمكن التمييز بصفة عامة بين قسمين أساسيين:

الترجمة التحريرية
وهي التي تتم كتابة. وعلى الرغم مما يعتبره الكثيرون من أنها أسهل نوعي الترجمة، إذ لا تتقيد بزمن معين يجب أن تتم خلاله، إلا أنها تعد في نفس الوقت من أكثر أنواع الترجمة صعوبة، حيث يجب على المترجم أن يلتزم التزاما دقيقا وتاما بنفس أسلوب النص الأصلي، وإلا تعرض للانتقاد الشديد في حالة الوقوع في خطأ ما.
الترجمة الشفهية
وتتركز صعوبتها في أنها تتقيد بزمن معين، وهو الزمن الذي تقال فيه الرسالة الأصلية. إذ يبدأ دور المترجم بعد الانتهاء من إلقاء هذه الرسالة أو أثنائه. ولكنها لا تلتزم بنفس الدقة ومحاولة الالتزام بنفس أسلوب النص الأصلي، بل يكون على المترجم الاكتفاء بنقل فحوى أو محتوى هذه الرسالة فقط.

وتنقسم الترجمة الشفهية إلى عدة أنواع:

أولا: الترجمة المنظورة At-Sight Interpreting : أو الترجمة بمجرد النظر. وتتم بأن يقرأ المترجم نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر SL بعينيه، ثم يترجمها في عقله، ليبدأ بعد ذلك في ترجمتها إلى اللغة المنقول إليها TL بشفتيه.

ثانيا: الترجمة التتبعية Consecutive Interpreting : وتحدث بأن يكون هناك اجتماعا بين مجموعتين تتحدث كل مجموعة بلغة مختلفة عن لغة المجموعة الأخرى. ويبدأ أحد أفراد المجموعة الأولى في إلقاء رسالة معينة، ثم ينقلها المترجم إلى لغة المجموعة الأخرى لكي ترد عليها المجموعة الأخيرة برسالة أخرى، ثم ينقلها المترجم إلى المجموعة الأولى ... وهكذا. ومن الصعوبات التي يجب التغلب عليها في الترجمة التتبعية، مشكلة الاستماع ثم الفهم الجيد للنص من منظور اللغة المصدر نفسها. ولذلك فيجب العمل على تنشيط الذاكرة لاسترجاع أكبر قدر ممكن من الرسالة التي تم الاستماع إليها.

ثالثا: الترجمة الفورية Simultaneous Interpreting : وتحدث في بعض المؤتمرات المحلية أو المؤتمرات الدولية، حيث يكون هناك متحدث أو مجموعة من المتحدثين بلغة أخرى عن لغة الحضور. ويبدأ المتحدث في إلقاء رسالته بلغته المصدر SL ليقوم المترجم بترجمتها في نفس الوقت إلى لغة الحضور TL. وقد تحدثنا فيما سبق عن دور المترجم الذي يلعبه أثناء ممارسته للترجمة التحريرية. ويمكن هنا أن نلقي بعض الضوء على المتطلبات الواجب توافرها في المترجمين الذين يقومون بالترجمة الفورية.

فيجب أن يتصف المترجم الفوري بصفات معينة، من أهمها القدرة على سرعة الرد quick response والقدرة على التركيز concentration والتمتع بقدر كبير من هدوء الأعصاب relaxation والقدرة على الاستمرار في الترجمة لمدة طويلة consistence بالإضافة إلى الإلمام بحصيلة كبيرة من المفردات اللغوية vocabulary. ويلاحظ أن حوالي ثلث الترجمة الفورية تعتمد على الثقة بالنفس self-confidence.

وهناك صعوبات كبيرة تواجه المترجم الفوري، لعل من أهمها في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية ما يتمثل في تأخر الصفة على الموصوف، ذلك أنه في اللغة الإنجليزية لابد أن تتقدم الصفة على الموصوف. ومثال ذلك، فالعربية تقول مثلا: الرجل الكبير. والمترجم الفوري لن يستطيع الانتظار حتى يسمع بقية الجملة كلها ثم يبدأ في الترجمة، فهو يقوم بالترجمة أولا بأول. ومن الصعوبات التي تواجهه أيضا في هذا الصدد، تأخر الفاعل في الجملة الفعلية. فيقال مثلا: لا يلبث أن ينكشف زيفه. ومن المعلوم أن الجملة الإنجليزية تبدأ بالفاعل ... وهكذا.

مصادر

  • مؤسسة محمد بن راشد
  • المنظمة العربية للترجمة[1]
  • جمعية المترجمين واللغويين المصريين
  • الواتا - الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
  • الجمعية الدولية لمترجمي العربية
  • جمعية المترجمين السودانيين بالرياض - سوتا
  • عتيدة - جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات.
  • إيجبتا - دليل القواميس على الإنترنت

See also


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملاحظات

المراجع

  1. ^ The Oxford Companion to the English Language, Namit Bhatia, ed., 1992, pp. 1,051–54.
  2. ^ Christopher Kasparek, "The Translator's Endless Toil", The Polish Review, vol. XXVIII, no. 2, 1983, pp. 84-87.
  3. ^ W.J. Hutchins, Early Years in Machine Translation: Memoirs and Biographies of Pioneers, Amsterdam, John Benjamins, 2000.
  4. ^ M. Snell-Hornby, The Turns of Translation Studies: New Paradigms or Shifting Viewpoints?, Philadelphia, John Benjamins, 2006, p. 133.

وصلات خارجية

قالب:Translation navbox قالب:Appropriation in the arts