الليثي ناصف

الليثي ناصف
الليثي ناصف11.jpeg
وُلِدَ
محمد الليثي ناصف

22 أغسطس 1922
توفي24 أغسطس 1973
الجنسيةمصري
المهنةعسكري
الليثي ناصف وأنور السادات.

الفريق محمد الليثي ناصف (و. 22 أغسطس 1922- ت. 24 أغسطس 1973)، هو مؤسس الحرس الجمهوري المصري، وأول قائد له. ساند الرئيس محمد أنور السادات في القضاء على مراكز القوى حيث قام بإلقاء القبض على خصوم السادات من كبار القيادات والمسؤولين في الدولة، فيما عرف بثورة التصحيح في 15 مايو 1971.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

العملية عصفور

يعد الفريق الليثي ضمن فريق العشرة الكبار من نجوم العسكرية المصرية في تاريخها الحديث، وهم ترتيبا الفريق أول محمد فوزي (مدفعية)، الفريق عبد المنعم رياض (مدفعية)، الفريق سعد الشاذلي (مظلات)، المشير محمد عبد الغني الجمسي (مدرعات)، الفريق [[محمد علي فهمي (دفاع جوي)، الفريق مدكور أبو العز (طيران)، الفريق ناصف الليثي (مشاة)، الفريق محمد الماحي (مدفعية)، الفريق عبد المنعم واصل (مدرعات)، اللواء نبيل شكري (صاعقة).

لم يعد سرا القول أن أجهزة المخابرات المصرية قد رصدت في الأسابيع الأولى من حكم السادات ما يدل على أنه يقوم باتصالات من أبواب خلفية بالإسرائيليين والأمريكيين، وقد وصلت في الشهور التالية إلى ما يؤكد ذلك.

كانت العملية عصفور يجرى تنفيذها على قدم وساق وكانت أخطر عملية تقوم بها المخابرات المصرية في تاريخها واستدعت موافقة خطية من الرئيس عبد الناصر لتنفيذها، كانت عبارة عن زرع أربع ميكروفونات في السفارة الأمريكية في القاهرة.

بدأت العملية في أكتوبر 1967 واستمرت الميكروفونات بإمداد مصر بمعلومات لا تقدر بثمن وفى جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. كانت ضمن تلك المعلومات ما سجلته تلك الميكروفونات في عام 1969 وبلسان كبار موظفيها بضرورة الخلاص من عبد الناصر لفتح حل سلمي في المنطقة يضمن بقاء إسرائيل.

أخفقت المخابرات المصرية في رصد تجنيد السادات من قبل المخابرات المركزية الأمريكية، فقد تم تجنيده خارج مصر من قبل كمال أدهم (رئيس المخابرات السعودية]]) وهو شخصية خليجية ويعتبر اليد اليمنى للمخابرات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط وذلك أثناء سفريات السادات في مؤتمرات الأفروآسيوية حيث كان يرأس وفد مصر. كما أخفقت أيضاً المخابرات المصرية في رصد تجنيد أشرف مروان من قبل الإسرائيليين وهو الذى ذهب بقدميه إلى السفارة الإسرائيلية في لندن كما أذاعت الكثير من الأنباء، هذا بالإضافة إلى غموض يلف اختيار الرئيس عبد الناصر لأنور السادات كنائب له في تلك الفترة شديدة الحساسية من تاريخ مصر والتى أعقبت النكسة بالرغم من وجود شخصيات لها خبرة في العمل السياسى تزيد عنه وبمراحل.

يقول هنرى كيسنجر في مذكراته أن الإسرائيليين في منتصف أغسطس 1970 وعندما اكتشفوا اكتمال حائط الصواريخ المصري حمّلوا الوسيط الأمريكي مسئولية إزالته لأنه – في نظر الإسرائيليين - كان يعد خرقا لشروط وقف إطلاق النار، ويضيف أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية گولدا مائير طلبت الحضور إلى واشنطن في أجل إقناع الأمريكيين بإزالة هذا الحائط من طرف أمريكا ولو عسكرياً لأنه لم يكن بمقدور الطيران الإسرائيلي فعل ذلك.

يواصل كيسنجر في مذكرات ويلقي بقنبلة تشرح ما جرى في 28 سبتمبر 1970، فيقول أنه قد تحدث في تلك الأيام مع السفير الإسرائيلى في واشنطن، إسحاق رابين، وأخبره بأن على إسرائيل أن تنتظر لمدة شهر أو شهرين لأن هناك أحداثا هامة ستجري في المنطقة في تلك الفترة المذكورة، في 28 سبتمبر 1970، يرحل جمال عبد الناصر إلى جوار ربه.

استمرت العملية "عصفور" في القيام بواجباتها الإستراتيجية بعد الرحيل المدبر لعبد الناصر، كان من الطبيعي أن تمتنع أجهزة المخابرات المصرية عن إبلاغ الرئيس الجديد للجمهورية بتلك العملية بسبب الشكوك السابقة في ولائه لبلده.

يقول محمد حسنين هيكل في برنامجه الأسبوعى على قناة الجزيرة الفضائية] وفي حلقة 10 ديسمبر 2009 أنه كان أحد القلائل الذين يعرفون بالعملية عصفور بسبب قربه من الرئيس عبد الناصر، يضيف أنه في أبريل 1971 تحدث مع السادات في شأن تلك العملية وكان يظن أن السادات بحكم منصبه الجديد يعلم بتفاصيلها، ثم يلقي هيكل بالمفاجأة ويقول أنه بعد أيام من معرفة السادات توقفت الميكروفونات عن العمل لأن السفارة الأمريكية قد وضعت يدها عليها جميعاً.

قبض السادات في 15 مايو 1971 على جميع من له صله بالعملية عصفور واتهمهم بتدبير انقلاب ضده، ربما كان ذلك بإرشادات من أمريكا بعد أن تأكد لهم وله سيل الإمداد الذى وفرته تلك الميكروفونات على مدى أربع سنوات. كان الملفت للنظر أن السادات قال في أحد خطبه بعد ذلك "إتغديت بيهم قبل ما يتعشوا بي"، وكعادة المصريين لم يتوقفوا لتحليل تلك العبارة الهامة.

كان أهم هؤلاء هو الفريق أول محمد فوزى الذى قدم استقالته قبل التاريخ المذكور بقليل وآثر أن ينسحب من الصورة حتى لا ينقسم الجيش بين مؤيد ومعارض فكان جزاؤه القبض عليه والحكم عليه بالإعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد، هو الذى بنى الجيش المصري بعد أن تعرض للانهيار الكامل في يونيو 1967.

اجتمع السادات قبل أيام من انقلابه مع قائد الحرس الجمهورى اللواء الليثي ناصف، بكى أنور السادات أمامه وطلب منه القسم على المصحف بالوقوف إلى جانب الشرعية التى يمثلها، لم يكن اللواء الليثي على علم بما وصلت إليه المخابرات المصرية من معلومات حول حقيقة السادات، فقد كانت طبيعة العمل في تلك الأجهزة الحساسة بالدولة – وما زالت - هي الفصل بينها وعدم الاتصال والتنسيق بينها مطلقا لضمان عدم توحدها ضد القيادة السياسية، أعطاه اللواء المنضبط القسم بحمايته ضد أي انقلاب عليه، خرج السادات من العملية بانتصار منقطع النظير، فقد قبض على كل من يعلم بخيانته وخدع قائد الحرس الجمهورى.

في كتابه "عرفت السادات" يقول طبيب السادات الخاص وجليسه منذ طفولته د. محمود جامع أن الفريق الليثي ناصف أنقذ السادات من عدة محاولات اغتيال، وأنه أنقذ بالتالي مصر من حرب أهلية يدفع الجيش ثمنها غالياً.

قام السادات بعد انقلابه في مايو 1971 بتغيير شامل في جميع المناصب الحساسة في الجيش والمخابرات، وأتى بكل من أخرجهم عبد الناصر من الجيش وأعاد لهم وظائفهم ليضمن ولاءهم. كانت خطته بأن يكون جميع قادة الجيش والمخابرات من مستوى رائد وحتى أعلى رتبة على خلاف فكري مع بعضهم البعض كي لا يتفقوا عليه، إذا كان رئيس الأركان موال للسوفيت يصبح وزير الحربية يكرههم حتى النخاع، إذا كان قائد فرقة ما متدين ويصلى يجب أن يكون رئيس أركان الفرقة سكير وزير نساء، كان يدرك أن الانسجام بين قادة الجيش هى أحد أهم مقومات النجاح العسكرى لاستعادة الأرض، لكن أمنه الشخص كان أهم من هذا النجاح العسكرى الذى كانت مصر في حاجة ماسة إليه.

يقول د. محمود جامع في كتابه السابق الذكر ما نصه:

«كان السادات يحب أن يضع أشخاصا غير متحابين ولا متفقين في المواقع المهمة المختلفة حتى لا يتفقوا عليه وحتى ينقل كل واحد منهم أخبار الآخر إلى السادات فيكون هو المرجع بالنسبة لهم جميعا.»

كان العقاب ينتظر كل قائد عسكرى ينجح في تحقيق الانسجام والتفاهم بين أفراد وحدته، كان أحد هؤلاء هو العميد عادل سوكة قائد الفرقة المدرعة 21 والتى مع شقيقتها الفرقة الرابعة المدرعة تعتبران الظهير الإستراتيجي للجيشين الثاني والثالث ترتيباً. كان ضابطا محترفا ومخلصا لمصر وحدد هدفا وحيدا في حياته ، أن يستعيد الأرض التى اغتصبتها إسرائيل، واصل العميد سوكة العمل بتدريب فرقته وتحقيق المحبة والتفاهم بين أفرادها حتى يتمكن من الوصول إلى هذا الهدف ، أنهى السادات خدمته في الجيش وذهب إلى منزله ليجلس فيه.

لم يكن من الطبيعى أن يبقى ضابط محترف كناصف الليثى في منصبه القوى بعد أن بكى السادات له متوسلا حمايته ، خاصة بعد أن خلى الجو له من أى معارضة ووضع كل من يعلم بحقيقته في السجون .. نقل اللواء الليثى في عام 1972 من منصبه القوى إلى منصب منزوع القوة وهو منصب كبير الياوران ورقى إلى رتبة فريق ، كان ضرورات المنصب تفرض عليه أن يجلس طوال النهار في مكتبه في انتظار مكالمة من سكرتارية الرئاسة تخبره بخروج الرئيس كى يسير خلفه.

لكن الضابط المحترف الوطنى الليثي لم يضيع وقته في منصبه الجديد، أخذ يجمع المعلومات حول حقيقة رئيس الجمهورية الجديد، هل كان الدافع وراء ذلك هو الغدر الذى تعرض له على أيدى السادات بعد أن وقف بجانبه ؟ أم هو ما أخذ يرشح من الخلايا النائمة في المخابرات والتى كانت جميعها تؤكد أن السادات عميل للأمريكيين ويتصل بالإسرائيليين؟ على عكس ما كان يظن السادات، أعطى المنصب الجديد للفريق الليثى الفرصة ليتابع تحركات السادات ويجمع الأدلة التى مكنته من التأكد من عمالته، كان هناك الكثير من الوفود الإسرائيلية والأمريكية تأتى لزيارة السادات وهم يحملون جوازات سفر أوربية مزورة، وكان الفريق الليثى يتابع بصمت ما يجرى داخل المقر الرئاسي.

فى بداية عام 1972 ترصد أجهزة السادات بعض الطيارين وهم يخططون للقيام بانقلاب عسكرىي، يأتى السادات بابن بلدته اللواء حسني مبارك ويعينه في أبريل 1972 قائدا للقوات الجوية، كانت مهمة مبارك الوحيدة هي حماية السادات من ضباط الطيران ومن وزير الحربية الفريق محمد صادق، وقد قام مبارك بالمهمة على أفضل ما يكون، (يلاحظ القارئ أن الفريق صادق كان الشخصية الثانية التى احتمى بها السادات في انقلابه في 15 مايو 1971 وكان وقتها رئيسا للأركان ثم عزله في 26 أكتوبر 1972 ووضع رهن الاعتقال المنزلي واستمر ذلك حتى التسعينات رغم وجود مبارك – خليفة السادات – في الحكم وذلك خوفا من الفريق صادق على فضح ما لديه من معلومات على خيانة السادات وهو ما قد يفسر ما يفعله مبارك خلعه من منصبه في 2011).

فى نوفمبر 1972 تكشف الصدفة عن أهم حركة انقلابية يتعرض لها السادات طوال حكمه، كان أهم ملامحها أن قادتها الكبار من داخل المخابرات الحربية والذين وقعت تحت أيديهم بعض ما يفعله السادات، كان قائد الحركة التى سميت بـ"إنقاذ مصر" هو اللواء محرز مصطفى رئيس المخابرات الحربية والرجل الثانى فيها هو اللواء على عبد الخبير قائد المنطقة العسكرية بالإضافة إلى قائد لفرقة مشاة وآخر رئيسا لأركان فرقة مشاة ميكانيكية مع بعض العقداء والمقدمين من الصاعقة ووزارة الحربية .. وحدها الصدفة هى التى كشفت عنها، فقد أثارت تصرفات أحد قادة تلك الحركة الشكوك في نفس شاب في المخابرات الحربية برتبة نقيب فأبلغ قريبا له في رئاسة الجمهورية وسرعان ما تم القبض عليهم جميعا في 11 نوفمبر 1972.

فى بداية عام 1973 يشعر السادات - بحكم نشأته التآمرية - بأن هناك تجمعا من الأشباح مازال طليقا ولم يتمكن بعد من القبض عليه وأن الفريق الليثى على رأس هذا التجمع وأنه قد جمع ما يكفى من الأدلة على خيانته.

ألقت المخابرات العسكرية في تلك الفترة القبض على مقدم صاعقة يدعى فاروق الفقى كان يمد الإسرائيليين بمعلومات لا تقدر بثمن، قال الضابط في التحقيقات معه "شاطرين علي فقط، ما تروحوا تشوفوا رئيس الجمهورية بيعمل إيه مع الإسرائيليين والأمريكان".

وزارة الخارجية ووفاته

فى أبريل 1973 يقرر السادات نقل الفريق الليثى إلى وزارة الخارجية بدرجة سفير كى يكون بعيدا عن المقر الرئاسي، في أغسطس 1973 تصدر الخارجية المصرية قرارا بتعينه سفيرا في اليونان، يتوقف الفريق الليثى في لندن مع أسرته للعلاج وهو في طريقه للسفر إلى اليونان، تبيت الأسرة ليلتها في شقة تتبع رئاسة الجمهورية في الدور العاشر من عمارة ستيوارت تاور، في اليوم التالي وتحديدا في 24 أغسطس وفى التاسعة من صباح ذلك اليوم يُلقى به من شرفة الشقة، يسقط دون نقطة دماء واحدة وهو ما يؤكد على توقف الدورة الدموية قبل سقوطه ودون أن يفقد "الشبشب" من قدميه.

يصل السفير المصرى كمال رفعت والوزير المفوض نبيل حمدى ونائب القنصل مصطفى الفقى إلى مكان الحادث ، كانت حرم الفريق الليثى تصرخ أمامهم وتتهم السادات بأنه قتل زوجها، بينما كانتا ابنتاه منى وهدى تقفان تبكيان في حرقة. أكدت الزوجة لاحقا أنها أدت صلاة الصبح مع زوجها ثم تناولت معه الإفطار ثم جلسا يقرآن القرآن ، أضافت أيضا أن القاتل ربما يكون قد دخل الشقة أثناء الليل وانتظر خروج الفريق الليثى من الحمام في التاسعة صباحا وألقى به من الشرفة بعد تخديره وخنقه. يقول اللواء جمال الرفاعى – صديق المرحوم الفريق الليثى – أن المرحوم قد أخبره قبل فترة قصيرة من مصرعه في لندن بأن السادات يود الخلاص منه.

فى 6 أكتوبر 1973 يقوم الجيش المصرى بالهجوم على إسرائيل لتحرير الأرض .. ينقذ السادات إسرائيل من هزيمة ساحقة على يد الجيش المصرى ويصدر أوامره - التى لا تصدر من عاقل - ويُجبر الضباط الميدانيين على تنفيذها .. تحدث الثغرة ويُحاصر الجيش الثالث ويُستشهد الآلاف من قواته وتُدمر أغلب معداته بسبب قرارات السادات ، يوشك الجيش الثانى أن يلاقى نفس المصير، يخرج السادات إلى الشعب ويقرر التفاوض مع الإسرائيليين بحجة إنهاء حصار 45 ألف جندى، يتطور التفاوض إلى معاهدة سلام وإخلاء سيناء من السلاح واعتراف بإسرائيل.

حياته الشخصية

الفريق الليثي متزوج ولديه بنتان، منى وهدى. هدى الليثي ناصف، مهندسة إلكترونية وترشحت في الانتخابات الرئاسية المصرية 2014.[1]


مريئات

مصطفي الفقي يروي مقتل قائد حارس القصر الجمهوري الليثي ناصف.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "المرشحة هدى الليثي ناصف". جريدة الأهرام. 2014-04-10. Retrieved 2014-11-16.