الكوم (موقع أثري سوري)

El Kowm
الكوم
الكوم (موقع أثري سوري) is located in سوريا
الكوم (موقع أثري سوري)
كما يظهر في سوريا
المكانمحافظة حمص، سوريا
النوععقد من التلال
المساحةالكوم-1 = 3 hectares (7.4 acres)
التاريخ
الموادصوان، عظام
تأسسح. 7000 ق.م.
هـُـجـِرح. 6500 ق.م.
الفتراتالعصر الحجري القديم، PPNB، العصر الحجري الحديث
الثقافاتOldowan، حضارة يبرد، حضارة همل، Mousterian
ملاحظات حول الموقع
تواريخ الحفريات1967, 1978–1987, 1997–
الأثريونW.M. van Loon, R.H. Dornermann, D. Stordeur, J. Cauvin, M.C. Cauvin, L. Copeland, F.Hours, Jean Marie Le Tensorer, S. Muhesen
الحالةأطلال
الادارةالادارة العامة للآثار والمتاحف
الاتاحة للعامةنعم

الكوم هو وادي مستدير بين الجبال السورية بقطر 20 كم، يضم سلسلة من المواقع الأثرية. وتقع واحة الكوم شمال شرق تدمر في سوريا، بالقرب من السخنة. وفيها بعض أطول وأهم التسلسلات الحضارية في الشرق الأوسط،[1] بفترات استيطان بشري تزيد على مليون سنة.[2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بئر الهمل

بئر الهمل موقع أثري قديم اكتشف وسط بادية الشام. يعد موقع بئر الهمل، كتاب تاريخ بحقبه المختلفة يعود إلى حوالي مليون وخمس مائة عام. يقع حوض الكوم في وسط سوريا جغرافيا، أي في منتصف الطريق بين وادي الفرات وواحة تدمر.

رسم يوضح حجم الجمل الحالي (في المقدمة) بالمقارنة مع الجمل القديم المكتشف في بادية الشام.
عظمة قدم الجمل العملاق بالمقارنة مع عظمة قدم الجمل الحالي. ويفيد ذلك أن ارتفاع الجمل العملاق كان نحو 3,60 متر، أي في حجم الفيل أو الزرافة.[4]

سيسمح ما اكتشفته البعثة السورية السويسرية في بئر الهُمّل بحوض الكوم في بادية الشام، بتسليط الضوء على مسارات هجرة الإنسان البدائي إلى آسيا وأوروبا، وتصحيح قراءات كانت تعتقد بأن الجمل حيوان وافد على المنطقة. إضافة إلى ذلك، ساهم موقع الـهـُمّـل بما يزخر به من بقايا أدوات صوانية ذات تقنية فريدة من نوعها، في إضافة مصطلح جديد لقاموس علم الآثار.[5]

من خلال أعمال التنقيب الجارية في المنطقة من قبل عدة بعثات سورية وأجنبية من بينها البعثة الأثرية السويسرية العاملة هناك منذ العام 1989، اتضح أن هذه المنطقة التي أصبحت اليوم صحراوية شبه قاحلة وتعرف ببادية الشام، كانت غنية بالينابيع. وهذا ما جعل الإنسان والحيوان يستقر بها لفترات متتالية منذ أقدم العصور


وهناك تصورات قيد التأكيد العلمي مفادها أن الإنسان الأول قد استخدم هذا الممر للتنقل من موطنه الأصلي في إفريقيا في اتجاه آسيا وأوروبا وهذا قبل استخدام المنطقة للتجارة فيما عُـرف بطريق الحرير في عصور لاحقة.

إذا كان بئر الهُمّل لا يعني الشيء الكثير بالنسبة للعديد من الناس بمن فيهم السوريين أنفسهم، فقد أصبح بمثابة مصطلح يعني الكثير بالنسبة للبحاثة في علم الآثار عموما وللمتخصصين في عصور ما قبل التاريخ، نظرا لما احتفظ به هذا الموقع من إرث إنساني لحقب متتالية تعود إلى حوالي مليون وخمسمائة ألف سنة، ومن المؤكد أن صاحب البئر نفسه لم يكن يدري أن المنطقة ستكتسي هذه الأهمية العالمية عندما كان يحاول توسيعه لتوفير المياه الضرورية لعائلته ومواشيه. فهو يقع في حوض الكوم في قلب البادية السورية وفي وسط سوريا بالضبط ما بين الرقة شمالا وتدمر جنوبا.

أعمال البروفسور جون ماري لوتانسورر مع البعثة الفرنسية في موقعي الهُمّل والندوية سمحت باكتشاف ترسبات لحقبة غير معروفة في منطقة الشرق الأوسط بها أدوات صوانية بدائية مصقولة من الوجهين تعود إلى الحقبة الآشولية. والأهم في هذا الاكتشاف حسب البروفسور جان-ماري لوتانسورر Jean-Marie Le Tensorer هو الاكتشاف في عام 1996 ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، لبقايا جمجمة إنسان بدائي هومو إركتوس تعود إلى حوالي 500 أو 600 ألف سنة.

هذا الاكتشاف يقول عنه البروفسور لوتانسورر يثبت بأن الإنسان البدائي مر من هذه المناطق وإذا كان هذا يعني الشيء الكثير بالنسبة لسوريا وللمنطقة وللإنسانية جمعاء فإن الأوساط العلمية تنتظر نهاية الأبحاث كما يقول مدير متحف وآثار تدمر المهندس وليد أسعد الدراسات والأبحاث في هذا الإطار ما زالت مستمرة، وما أفادنا به أساتذتنا وما توصلت إليه البعثات العاملة في الكوم يشير إلى أن تواجد الإنسان بالمنطقة قد يتجاوز المليون عام، وهذا رقم ليس سهلا. لذلك ننتظر نتائج البحث العلمي للخروج بنتيجة وتفسيرات تثبت صحة النظرية أو تثبت عكس هذه الافتراضات.


بئر الهمل: كتاب تاريخ لأكثر من مليون سنة

في قلب البادية السورية، أقامت البعثة الأثرية السويسرية مختبرا ينافس أجود المخابر الجامعية المتخصصة. لكن البروفسور جون ماري لوتانسورر، وبحدس طبيعي، واصل مع زوجته ابتداء من عام 1997 ولكن ضمن بعثة سورية سويسرية، مهمة التنقيب في موقع الهمل، لإيمانه كما يقول بأن هذا الموقع استثنائي وخارق للعادة.

وهذا ما اتضح فيما بعد من عمل البعثة المشتركة السورية السويسرية، بحيث تبين أن الموقع يحتوي على سلسلة من الحقب التاريخية لعصور ما قبل التاريخ تمتد لأكثر من مليون سنة. وما هو أهم في نظر البروفسور لوتانسورر، كون كل الحقب تقريبا ممثلة في هذه الترسبات لأن الموقع الوحيد الذي كان مشهورا في منطقة الشرق الأوسط قبل اكتشاف موقع الهمل، وبمثابة مرجعية في هذا المجال هو موقع تابون في جبل الكرمل في فلسطين.

عند الوقوف في الموقع أمام القسم الأول من الترسبات التي يشكل كل منها حقبة زمنية تترواح ما بين 50 الف و 100 الف سنة، والاستماع إلى شروح الأخصائيين، يبدو لك وكأنك تتصفح كتاب تاريخ يمتد من حوالي مليون سنة في طبقاته السفلية إلى يومنا هذا في طبقته العلوية.

وقراءة هذه الصفحات كما يقول البروفسور جون ماري لوتانسورر تسمح بمعرفة التطور الذي مر به الإنسان، وتطور ما مارسه من زراعة وصيد واكتشاف النار، وما هي الثورات المناخية والهزات الأرضية التي حدثت عبر الزمن. كما يسمح لنا هذا الكتاب بمعرفة المحيط الذي كان يعيش فيه الإنسان وما هي الفترات التي كانت رطبة والأخرى التي كانت جافة، لأن التقلبات المناخية ليست جديدة لأننا عرفنا في الماضي فترات أكثر حرارة وأكثر برودة من اليوم، وهذا التعاقب لفترات مناخية متباينة يقرؤه الخبراء في هذا السجل المفتوح من خلال العثور على آثار هذا الإنسان البدائي المتمركز بالقرب من مصادر المياه في الفترات الجافة، وانعدامها في الفترات الرطبة حيث يعيش في الغابات المجاورة وبالقرب من الأنهار، وهذا ما سيشكل المهمة المنتظرة للمرحلة القادمة من الأبحاث بحيث يُنتظر وضع خارطة توضح توافد وتواجد وتصرفات هذا الإنسان البدائي بالمنطقة

البروفسور جون ماري لوتانسورر أمام طبقات متراكمة في بئر الهمل تمثل كل واحدة منها صفحات تاريخ عريق

الحقبة الهملية: أو التقدم التكنولوجي لصناعة الأدوات الصوانية

يجمع الخبراء الذين التقينا بهم في عين المكان على القول بأن نوعية الأدوات البدائية لعصور ماقبل التاريخ التي تم العثور عليها في بئر الهمل بحوض الكوم ليس فقط أنها غزيرة وذات نوعية عالية، بل انها صُنعت بشكل فريد من نوعه وفقط في منطقة الشرق الأوسط لحد أن الأوساط العلمية اعتمدت عبارة هملي نسبة لبئر الهمل، لوصف هذه التكنولوجيا الجديدة التي استخدمها الإنسان البدائي بالمنطقة للحصول على أدوات ذات جودة وحدة أكثر للجانب المستخدم كسكين.

ويشرح البروفسور جون ماري لوتانسورر أن الإنسان البدائي كان يستخدم حجر الصوان الذي كان متواجدا بكثرة على بعد حوالي عشر كيلومترات من بئر الهمل، ويجلبه للمنطقة لتصنيع الأدوات. والجديد في هذا التقدم التكنولوجي لصناعة الأدوات أن الإنسان في البداية كان يستخدم قطعة صوانية بوزن كليوغرام لصناعة قطعة واحدة أو قطعتي سكين او فأس بحافة قاطعة لا تتجاوز 10 او 20 سنتمرا. وفي الحقبة التالية أي في العهد اليبرودي طور التقنية وأصبح يصنع من نفس الكمية ما بين عشرة إلى عشرين أداة وبحافة قاطعة تتراوح ما بين 50 و 60 سنتمترا. وبالنسبة للتقنية الهملية تمكن الإنسان من تصنيع ما بين 20 و30 قطعة بنفس الكمية من الصوان وبحافة قاطعة تصل إلى 4 أمتار.

وهذه التقنية الهملية عثر على آثار لها في العديد من المواقع الآثرية في سوريا والعراق وفلسطين والأردن وتعود إلى حقبة تمتد من 150 الف إلى 250 الف سنة قبل الميلاد.

ويشهد البروفسور جون ماري لوتانسورر أنها المرة الأولى التي سجلت فيها الإنسانية تقدما تكنولوجيا كبيرا في استخدام حجر الصوان لصناعة الأدوات.

حصيلة اللقى التي تم العثور عليها في بئر الهمل أدوات صوانية تشهد على بداية استخدام الإنسان الأول لتقنية التصنيع. ولكن على الرغم من انفراد موقع بئر الهمل، تل عريضة بالكوم، بكونه من المواقع النادرة التي تحتوي على عدة حقب تاريخية في نفس الوقت، إلا أنه يفتقر للفترات الممتدة ما بين 220 الف سنة و 900 الف سنة قبل الميلاد. لكن وجود بعض الأدوات المستخدمة للتقنية اليبرودية نسبة إلى منطقة يبرود بالقرب من دمشق والتي تعود إلى حوالي 400 الف سنة قبل الميلاد يقلص الفترة الناقصة إلى ما بين 400 و900 ألف سنة ق.م.

تفسير البروفسور جون ماري لوتانسورر لعدم وجود طبقات تمثل الفترة ما بين 400 و 900 الف سنة إما أن ترسبات هذه الفترة تمت بالفعل ولكن تم تحطيمها أو أن الترسبات لم تحدث بالمرة وطوال هذه الفترة

اكتشاف الجمل العملاق

ونصل في القسم السفلي للموقع إلى الحقبة الممتدة إلى مليون أو مليون وخمس مائة الف سنة قبل الميلاد بأعمال تنقيب ما زالت متواصلة لاستخراج العديد من عظام الجمال التي تعود إلى حقب قديمة جدا.

ويقول البروفسور جون ماري لوتانسورر في كل طبقة من هذه الطبقات نجد عظاما لفئة محددة من الجمال، والغالبية فئات غير معروفة لحد الآن. وهذا البحث كلف به الطالب السويسري فابيو الذي يحظر لشهادة الدكتوراه حول أهم عمليات التصنيع في سوريا في العصور القديمة ما بين 800 الف سنة ومليوني سنة.

وحتى هذه الاكتشافات هي محط تحليل وقد تغير النظرية السائدة، والتي تفيد بأن الجمال توافدت قبل عشرة آلاف سنة إلى المنطقة ثم إلى شمال إفريقيا من الأمريكيتين مرورا بآسيا.

تعاني هذه البعثات حسب البروفسور لوتانسورردائما من ظاهرة الثقل الإداري التي تعرفها العديد من الدول حتى الأوروبية، ومن كثرة تغيير القوانين. فبعد أن كانت تراخيص التنقيب سارية المفعول لخمسة أعوام، أصبح يُطلب اليوم من البعثات تجديدها كل سنة، وهو ما يضيف أعباء إدارية على البحاثة ومجهودا أكثر للمتابعة والاستفسار أمام مختلف الإدارات، على حد قوله


ومن الظواهر السلبية الأخرى، هو أن المخبر ومقر إيواء البحاثة والعاملين في البعثة لا زالا يعتمدان على المولدات الكهربائية بشكل محدود نظرا لغياب الوصل بشبكة الكهرباء رغم مرور أعمدة التيار الكهربائي على مسافة تقل عن كيلومتر واحد

ويشير البروفسور السويسري إلى أن المطالبة بالحصول على دعم مالي أو لوجيستي يقود الأطراف المعنية دوما إلى التملص بحكم التركيبة الفدرالية القائمة في سويسرا فالسلطات الفدرالية توجهك نحو السلطات المحلية وهي بدورها توجهك نحو سلطات الجامعة وهكذا.

وعلى الرغم من الزيارة التي قام بها السيد باسكال كوشبان، وزير الشؤون الداخلية السويسري السابق في عام 2009 إلى منطقة الكوم وإعجابه بما تقوم به هذه البعثة هناك، فإن ذلك لم يسمح بالحصول على هذا الدعم المالي الإضافي المتواضع رغم أن كوشبان صرح - حسبما نُقل عنه - أنه إذا كنا قد وجدنا أكثر من 60 مليار فرنك لانقاذ مصرف يو بي إس، فكيف لا نجد 100 ألف فرنك لمساعدة فرقة تنقيب أثرية؟


أهم العبر

  • الإنسان السوري موجود منذ مليون وربما مليون ونصف سنة
  • الخبير الأوكراني يوري ديمينكو شبه موقع الهمل بـجنة لما يتميز به من غزارة لقى العصر الحجري القديم
  • استطاعت البعثة بفضل تمويلات خاصة تأسيس أحد أهم مخابر تحليل اللقى الأثرية المتعلقة بالعصر الحجري في قلب البادية السورية. وهي نواة يتمنى البروفسور جون ماري لوتانسورر أن يواصل الطلبة السوريون تعزيزها وتوسيع إشعاعها من بعده.


إعداد

  • د. اعتدال معروف القاق
  • د. نزار حسيب القاق


المصادر

  • وكالة الانباء السويسرية - مدونة سوريا

وصلات خارجية

الهامش

  1. ^ Le paléolithique d'El Kowm (Syrie): rapport 1995 - Abstract in English
  2. ^ Th. Hauck, R. Jagher, H. Le Tensorer, D. Richter, D. Wojtczak 2006: Research on the Paleolithic of the El Kowm area (Syria). Abstract.
  3. ^ Jean-Marie Le Tensorer, Inge Diethelm, Swiss National Fund for Scientific Research, The University of Basel - Departement of Prehistory Archaeological Mission, Damascus University - Département of Prehistory Archaeological Mission., Le paléolithique d'El Kowm (Syrie): rapport 1995, 130 pages, 1995.
  4. ^ James Owen (2006-10-11). "Extinct "Elephant Size" Camel Found in Syria". ناشيونال جيوگرافيك.
  5. ^ Albert Aji, Associated Press Writer (2006-11-10). "Scientists find more bones of big camels". يو إس أيه توداي.