الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر

الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر تستمد اسمها من اعتمادها الأساسي والوحيد على الإنجيل، كلمة الله المقدسة، ومن نظامها الذي يعتمد على مجلس الشيوخ في إدارة شئونها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجذور التاريخية

وتعود الجذور التاريخية لوجود هذه الكنيسة إلى فجر المسيحية، حيث أُطلق الرسل الأوائل لفظة "إنجيلي" فالبشير متى، يُطلق عليه لقب "متى الإنجيلي"، والبشير يوحنا يُطلق عليه يوحنا الإنجيلي .. الخ، فالإنجيليون هم الذين بُشروا بالإنجيل "المسيح"، وقبلوه وتمتعوا بخلاصه، وعاشوا حياتهم وفقاً لمبادئه، وهكذا أيضاً بعدما بُشروا هم بالإنجيل وتمتعوا به ذهبوا يخبرون العالم عن هذا الإنجيل، وبعدما انتشرت رسالة الإنجيل بواسطة الإنجيليون إلى أرجاء العالم المختلفة، تعددت وتنوعت المسميات التي أُطلقت على هؤلاء الإنجيليين.

خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر: تردد على مصر خلال هذه الفترة عدد قليل من المرسلين البروتستانت، ففي ربيع سنة 1633م جاء أول مرسل لوثري "بيتر هيلنج" وظل بها حتى أكتوبر سنة 1634م.. وبعد مرور أكثر من مائة عام وفي سنة 1752م جاء أول مُرسل تابع للكنيسة المورافية "دكتور فريدريك وليم هوكر"، وقد استأجر منزلاً بالقاهرة وتقابل مع قداسة البابا البطريرك.. وفي سنة 1756م لحق به مُرسل مورافي آخر "جورج بيلور" ثم "هنري كوسارت".. اتفق دكتور فريدريك مع جورج على القيام برحلة بحرية إلى الحبشة، وفعلاً بدأ الإثنان الرحلة ولكن بعد أحدى عشر يوماً تحطمت السفينة ونجى الإثنان فأسرع جورج بالعودة إلى بلاده وظل د. فريدريك بمصر حتى سنة 1761م.

وفي عام 1768م جاء "جون هنري دانك" وذهب إلى البهنسا حيث ظل بها إلى عام 1772م ثم عاد إلى القاهرة، وفي عام1770م جاء "جون آنتس"، وفي عام 1774م جاء "جورج هنري وينجر" وفي عام 1782م توقف وصول المرسلين إلى مصر.

خلال القرن التاسع عشر: جاء "وليم جويت" إلى مصر 1819م حيث قضى شهور متقطعة حتى عام 1823م ، وتقابل مع قداسة البابا البطريرك وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان.. وقد قام بتوزيع عدد كبير من البشائر الأربعة المطبوعة باللغة العربية على المصريين. وفى نهاية عام1825م أرسلت الجمعية المرسلية خمس مرسلين ألمان من معهد بازل إلى مصر وهم صموئيل جوبات، ج.ى.ت ليدر، ثيودور مولر، وليم كراوس، وكريستيان كوجلر.عاد منهم ثلاثة وتبقى إثنين بمصر وهما ليدر وكراوس ثم رحل كراوس إلى فلسطين وتبقى ليدر حتى نهاية حياته1865م . في عام 1833م تم افتتاح مدرستين للبنين والبنات بالقاهرة. وفي عام1834م أنشئت كنيسة صغيرة بروتستانتية.. وبحلول عام1840م كان هناك ست إجتماعات بروتستانتية تعقد بالقاهرة. وعندما دخل هؤلاء المرسلون إلى مصر إدّعوا أن هدفهم هو إصلاح الكنيسة القبطية من داخلها: "وليس المقصود تكوين جماعات داخل الكنائس القائمة بمصر تسير على نظام كنيسة إنجلترا بل الهدف هو أنهاض هذه الكنائس واجراء التعديلات الداخلية فيها بواسطة رؤسائها أنفسهم"


قرار السنودس العام

في 21/5/1851م قرر السنودس العام للكنيسة المشيخية المصلحة في شمال أمريكا أن يرسل بعض المرسلين الأمريكان من سوريا إلى مصر. وفي 15/11/1854م وصلت أول مجموعة من المرسلين إلى ميناء بولاق بالقاهرة مكونة من إثنى عشر شخصًا هم القس توماس ماكيج ، والقس جوليان لانسنج، والقس يوحنا هوج، والقس يونج وزوجاتهم، والقس بارنيت، والدكتور أندراوس وطسن، ومس ديلز، ومس مكارن. وأقام المرسلين الأمريكان بمنزل متسع بدرب الجنينة بالموسكي، ويبدو أن هذه المنطقة جذبت أكثر المرسلين الأجانب فمن قبل نشأ بها معظم المرسلين الكاثوليك مثل الأرمن، والفرنسيسكان والروم والجيزويت والفرير والراعي الصالح.

المجمع المشيخي الأول: تم تشكيل المجمع المشيخي الأول في13 إبريل 1860م من سبعة أشخاص منهم القسوس ماكينج وبارنيت ولانسنج ويوحنا هوج وسيدة سورية تدعى وردة بركات.. وكان يوحنا هوج افتتح أول مدرسة إنجيلية في 15/12/1856 في الأسكندرية، وكانت المدرسة عبارة عن حجرة وحيدة .

أول كنيسة إنجيلية: نشأت أول كنيسة بروتستانتية 1860م بتعليمات من المجمع المشيخي، وكان مقرها المنزل الذي استقرت فيه الإرسالية الأمريكية بدرب الجنينة.. ثم أقيم للكنيسة مبنى خاص سنة1876 بالأزبكية تكلفت أساساته 15 ألف دولار، وظلت هذه الكنيسة في حيازة الإرسالية الأمريكية حتى عام 1958حيث تنازلت عنها للكنيسة الإنجيلية المصرية.

مائدة الرب: وفي عام 1860م أقيمت مائدة الرب لأول مرة بالأسكندرية واشترك فيها سبعة أشخاص منهم سيدة.

الكتاب المقدس للبيع: في عام 1890 قرر الدكتور اندراوس وطسن أن تكون هذه السنة هي سنة نشر الكتاب المقدس.. وفي هذه السنة طُرحت كميات كبيرة من الكتاب المقدس واجزائه في أنحاء البلاد خصوصًا في الموالد.. وقام الدكتور ماكيج بهذا العمل على مدى خمسة أسابيع قضاها بين القاهرة والأقصر على مركب. وفي أسيوط كان يطوف ممتطيًا حمارًا بالكتب مناديًا "الكتاب المقدس للبيع" .

زوج بمبة

كان هناك أمير هندي يدعى "دوليب سنغ" نُفي من الهند إلى انجلترا، وكان يملك ثروة ضخمة بالإضافة للمعاش الشهري الضخم الذي يتقاضاه من انجلترا ويصل إلى نحو مليون ريال.. وفي سنة 1864م سُمح له بالسفر إلى الهند، وفي طريقه مرَّ على القاهرة ومكث بها بعض الوقت وزار مقر الإرسالية البروتستانتية في درب الجنينة وقدم 450 ريال تبرعًا.

طلب من القس يوحنا هوج أن يختار له زوجة فاختار له فتاه عمرها نحو خمسة عشر عامًا تدعى "بمبة" أباها تاجر ألماني غني وأمها حبشية. وردًا لهذا الجميل قدم دوليب تبرعًا خمسة آلاف ريال، وكان يملك عوامة تدعى "أيبس" تركها للمرسلين لتساعدهم في تنقلاتهم، كما وعد بدفع 2500 ريال سنويًا.

بداية النشاط البروتستانتي

عُقِد أول اجتماع باللغة الإنجليزية في 25 ديسمبر سنة 1854م وكان عدد المترددين 35 شخصًا، قدم لهم المرسلين فكر الكنيسة المشيخية. وفي 21 يناير سنة 1855 عُقِد أول اجتماع باللغة العربية، وكان عدد المترددين على الإجتماع يتراوح من ثلاثة إلى ثمانية أشخاص.. وبعد تسعة أشهر إرتفع العدد إلى عشرين شخصًا، وقد حضر معظمهم بدافع حب الإستطلاع.. وفي 15/9/1859 تقدم أربعة أشخاص منهم وقبلوا عضوية الكنيسة المشيخية.

الراهب الذي نقض نذره: كان الراهب ميخائيل البليني من الأربعة الذين قبلوا عضوية الكنيسة المشيخية.. ثم نقض نذر البتولية متشبهًا بالراهب أغسطينوس الأغسطيني (مارتن لوثر) فكرّموه وجعلوه راعيًا بروتستانتيًا في مدينة قوص سنة 1867م. الدكاترة يقومون بالسيامات: في 15 فبراير سنة 1863م قام الدكتور دالاس والدكتور جيمس برشلي برسامة ثلاثة شمامسة وأربعة شيوخ لكنيسة درب الجنينة: "وقد اعتبر هذا التاريخ سنة 1863 بدء الكنيسة الإنجيلية في مصر"

امتداد النشاط البروتستانتي

منذ عام 1885 وبدأت البروتستانتية تنتشر من الموسكي إلى مختلف أحياء القاهرة، وكانت الخطة المتبعة في هذا هو شراء الأراضي وإقامة المدارس حتى يمكن جذب الأولاد وأولياء أمورهم ثم إقامة المدارس، وأحيانًا كانت تقام الكنائس مع المدارس. انتشرت هذه المدارس في عابدين والمعادي والقللي والفجالة وشبرا والملك الصالح ومصر الجديدة ومنشية الصدر والعباسية وحلوان والشرابية والزيتون.

في أسيوط

الإرسالية الأمريكية في أسيوط في أوائل القرن العشرين.
الإرسالية الأمريكية في أسيوط بأوائل القرن العشرين مدرسة السلام.

في 3 يناير سنة 1865م أرسل المجمع المشيخي القس يوحنا هوج إلى أسيوط.. وبنفس الخطة المتبعة ذهب هوج حاملاً الأموال، فاشترى الأراضي وأقام مدرسة للبنين وأخرى للبنات.. وعندما جذب البعض لتعاليم الكنيسة المشيخية أنشأ مدرسة لاهوتية.. واستخدم الأعضاء الجدد في نشر تعاليمه الجديدة في القرى المجاورة مثل المطيعة وباقور والنخيلة وابوتيج والزرابي والحواتكة. كان القس هوج يذهب للكنيسة القبطية في أسيوط ليقتنص النفوس.. ومثال على ذلك أنه أُعجَب بأحد الشمامسة وهو يقرأ الإنجيل ويُدعَى شنودة حنا، فأخذ يُرَغِّبه في الكنيسة المشيخية وأنه سيعطيه دورًا قياديًا، فقال له:

Cquote2.png "كم وكم يزداد سروري إذا رأيتك يا إبني واقفًا على منبر إنجيلي لتنادي للشعب بكلمة الحياة الأبدية، فليت الرب يريني هذا المنظر ويمَتعني به في حياتي." Cquote1.png

وكأن الإنجيل الذي يقرأه شنودة في كنيسته الأرثوذكسية ليس هو كلمة حياة، ولكن عندما ينادي به من على منبر إنجيلي يعتبر كلمة حياة.. لقد أخذ هوج يلِّحْ على شنودة ويغريه حتى ترك الشماس أمه الكنيسة الأرثوذكسية وإنضم للمشيخية فكرَّموه ورسموه قسًا إنجيليًا فصار رابع قس إنجيلي في مصر بعد جرجس عبيد وإسكاروس مسعود وجرجس روفائيل. لقد إنتشر الأعضاء الجدد في المدن والقرى يجذبون ضعاف النفوس ثم يشحنونهم ويحرضونهم ضد الكنيسة الأم حتى أصبحوا يحتجون على كل شيء... تصوروا أن الحرية المسيحية هي الحياة بدون توبة متصلة وإعتراف وتدقيق وجهاد روحي وأصوام وتناول من الأسرار المقدسة...الخ. لقد فقدوا كل شيء وعاشوا في قحط روحي ونزعات شخصية وانقسامات مرّة كما سنرى في الجزء الثاني إن أراد الرب وعشنا.

في الفيوم

في 21 دسيمبر سنة 1865 أقبل للأسكندرية القس الأمريكي الدكتور وليم هارفي حاملاً الأموال، وتوجه إلى الفيوم.. وحسب الخطة المتبعة إشترى الأرض وأقام عليها مدرسة للبنين وأخرى للبنات وكنيسة.. وكما يُذكَر أن الدكتور هارفي قام باستيراد الأخشاب اللازمة للكنيسة من أمريكا. وشيء أساسي تلاحظه ياصديقي في النشاط الإنجيلي هو إرتباط النشاط بالمال أكثر من إرتباطه بوصية الإنجيل؛ السيد المسيح يقول للرسل: "لاتحملوا كيسًا ولا مذودًا ولا أحذية" (يو4:10) والمجمع المشيخي يربط الخدمة بالكيس (المال) ونذكر هنا بعض الأمثلة على ذلك: 1) عندما أرادت الكنيسة الإنجيلية بمصر ارسال خدام إلى السودان سنة 1900م وافقت على هذه الإرسالية الأمريكية ولكنها أجّلَت الموضوع.. لماذا.؟! "لعدم توافر الإعتمادات المالية" . 2) طلبت الإرسالية الترخيص للدكتور ج.ر. الكساندر رئيس كلية أسيوط سنة 1900م بجمع التبرعات من الخارج لزوم الخدمة "فجمع مبلغًا يكفي لشراء 24 فدانًا بالإضافة إلى 55 الف دولار" ترى عندما جاء مارمرقس إلى الإسكندرية ليبشرنا بالإيمان المسيحى ؛ كم كان يحمل من أموال هذا العالم..؟!


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الإسكندرية

بدأت الإرسالية الإسكتلاندية نشاطها البروتستانتي بالأسكندرية سنة 1856م.. وحسب الخطة المتبعة تم شراء الأرض وأنشأت مدرسة للبنين وأخرى للبنات.. ثم اقبلت إرسالية امريكية تضم القس لانسنج والقس جيمس بارنيت حيث بدأ النشاط المشيخي في 6 نوفمبر سنة 1857م وفي عام 1902م بدأت الصلاة بالكنيسة الإنجيلية بالعطارين ثم انشئت مدارس وكنائس أخرى في محرم بك والسراي وسيدي بشر والإبراهيمية.

في أرجاء البلاد

بدأ المرسلون الأجانب ولاسيما الأمريكان يحملون نقودهم ويتوغلون في أرجاء البلاد يستعينون ببعض الأقباط.. يشترون الأراضي ويقيمون المدارس والقاعات الإنجيلية وينشرون مبادئهم وأفكارهم.. وقد يرجع سبب تعاون بعض الأقباط معهم إلى محبتهم الشديدة للغرباء وتأصل عادة الكرم في حياتهم، بالإضافة إلى ضعف الوعي الديني والحياة الروحية.. وعلى مدى عشرات السنوات تم إقامة الكثير من المدارس ومعظمها سُمِّي بالمدارس الأمريكية وكان يتبعها انشاء الكنائس المشيخية. وكيل الطائفة: في 20 نوفمبر سنة1850م صدر فرمان من السلطان عبد المجيد خان خوّل لوكيل الطائفة الإنجيلية حق التصرف في الشئون المالية والإجتماعية للطائفة.. وتم تعيين أول وكيل للطائفة وهو جرجس (بك) برسوم في 4 يونيو سنة 1878م، ثم تعيين نواب لوكيل الطائفة في القاهرة والأسكندرية والمنصورة وأسيوط. ومنذ بداية القرن العشرين تولّى رئاسة الطائفة كل من:

1. د. أخنوخ فانوس ( 1902- 1911 ). 2. الكسان أبسخيرون ( 1911- 1949 ). 3. الفريد جندي ويصا ( 1950- 1956 ). 4. القس د.ابراهيم سعيد ( 1957- 1970 ). 5. القس الياس مقار ( 1970- 1980 ). 6. القس صموئيل حبيب ( 1980 - 1997 ). 7. القس صفوت البياض منذ عام 1997

سنودس النيل

سنودس كلمة يونانية معناها مجمع، وسنودس النيل الإنجيلي أي مجمع الطوائف الإنجيلية في مصر.. أُنشئ عام 1898م وشمل أربع مجامع فرعية وهي مجمع الوجه البحري (الدلتا) ، والأقاليم الوسطى (الفيوم وبني سويف والمنيا) ، وأسيوط، والجنوب (سوهاج والأقاليم العليا والسودان). وقد عرض هذا التقسيم على المحفل الأمريكي العام للموافقة عليه، وقد صدّق المحفل على هذا التقسيم واجتمع أعضاء سنودس النيل لأول مرة في 11 مايو سنة 1899م بأسيوط وتحت رئاسة الدكتور وطسن وتقرر عقده سنويًا ليلة السبت الأول من فبراير كل عام. وخلال القرن العشرين زاد عدد المجامع حتى وصل عددها سنة 1980م إلى ثمانية مجامع داخل مصر مقسمة تقسيم جغرافي ( تضم 300 كنيسة ) وهي:

1- مجمع القاهرة. 2- مجمع الدلتا.
3- مجمع الأقاليم الوسطى. 4- مجمع المنيا.
5- مجمع ملوي. 6- مجمع أسيوط.
7- مجمع سوهاج. 8- مجمع الأقاليم العليا.


وينبثق من سنودس النيل ستة مجالس خاصة بالشئون الروحية والمالية والتنمية والتعليم.....الخ. وعشر لجان خاصة بالأملاك والعلاقات والشئون القضائية والخطة..... الخ.

المجلس الملّي الإنجيلي العام

في 6 مايو سنة 1902م إجتمع سنودس النيل في أسيوط لتكوين المجلس الملي، فاختار السنودس إثنى عشر عضوًا لهذا المجلس الملي، ووضعت لائحة لإنتخاب الأعضاء عن طريق السنودس وبشرط أن يكون نصف العدد من أعضاء السنودس، ويقوم رئيس السنودس بابلاغ اسماء الأعضاء المنتخبين للمجلس الملي إلى وزارة الداخلية للتصديق عليها.ويختص المجلس الملي بالمسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والنفقة والتركات والوصايا، ولكن عندما شكلت المجالس الحسبية سنة 1925 انتزعت من المجلس الملي بعض اختصاصاته.

الكلية اللاهوتية الإنجيلية

كانت بدايتها "صف اللاهوت" ومكانها عوامة الدكتور هوج، وكان الطلبة ينتقلون مع المرسلين.. ثم استقر الصف الأول والثاني في أسيوط مع الدكتور يوحنا هوج، والصف الثالث والرابع في القاهرة مع الدكتور اندراوس وطسن وفي عام 1885م إستقر "صف اللاهوت" بالقاهرة واطلق عليه "مدرسة اللاهوت"، واقتصرت الدراسة على ثلاث سنوات يدرس فيها اللاهوت والتفاسير والتاريخ واللغات.. وقام بالتدريس المرسلين الأمريكان مثل د. جوليان لانسنج، ويوحنا هوج، واندراوس وطسن ، و د. وليم هارفي، وجون جفن، وهنت، وكردونير، ورالف مكجل مع مصري واحد وهو القس تادرس حنا. وفي سنة 1919م اشترك السنودس في الإدارة والتدريس فزاد عدد المدرسين المصريين، وفي سنة 1926م انتقلت المدرسة إلى مبناها الجديد بالعباسية، وفي سنة 1967 تم افتتاح القسم المسائي بالكلية وسمح للمرأة بالإلتحاق بها.. وخلال الفترة من 1871 إلى 1981 تخرج من الكلية 479 طالب ترك منهم 29 طالبًا الطائفة الإنجيلية بعد تخرجهم.

الجامعة الأمريكية

بدأها تشارلي وطسن ابن القس أندراوس وطسن حيث قام بشراء المبنى القديم للجامعة الأهلية القائم بميدان التحرير بالقاهرة سنة 1920م ، وعندما نشأت كانت تسمّى باسم مدرسة لنكولن للدراسات الشرقية، وظل تشارلي رئيسًا عليها حتى سنة 1954.

المستشفيات والملاجئ

أقامت الطائفة الإنجيلية عدة مستشفيات مثل المستشفى المريكاني بأسيوط في 14/10/1901م، والمستشفى الأمريكاني بطنطا في 18/4/1904م ، ومستشفى شبرا في 1/7/1953م .. كما أقيم عدة ملاجئ مثل ملجأ "فولر" بالعباسية، وملجأ قليوب وقد أسسته الإرسالية الهولندية، وملجأ سوهاج أنشئ في 1/1/1927م، وملجأ حلوان في عام 1942م .

مدارس الأحد

تم الإستعانة بأفلام متحركة وثابتة، وصدرت مجلة المرشد الربع سنوية سنة 1917م تتضمن دروس مدارس الأحد، ومجلة "نجم المشرق" الأسبوعية سنة 1900م للطفل المسيحي، وعقدت المؤتمرات لتدريب مدرسي مدارس الأحد .

الإتحاد العالمي للكنائس المشيخية

تأسس عام 1877م وأطلق عليه "الإتحاد المسكوني للكنائس المشيخية" ثم أضيفت له الكنائس المصلحة، ويضم عضوية 143 كنيسة تقع في 80 دولة، ويبلغ عضويتها نحو 60 مليون شخص.. تعقد دوراته مرة كل ست سنوات.. وقد انتُخِب القس صمؤيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية السابق بمصر نائبًا لرئيس هذا الإتحاد.

المسيحية في مصر

وصلت الرسالة المسيحية إلى مصر في خمسينيات القرن الأول الميلادي، عن طريق أولئك الذين كُتب عنهم أنهم حضروا يوم عيد الخمسين في أورشليم، بعد قيامة السيد المسيح، ورأوا حلول الروح القدس، حيث كان من بين أولئك بعض من المصريين كما يذكر سفر أعمال الرسل (أعمال 2: 9)، كما يعتقد البعض أن الرسالة المسيحية وصلت إلى مصر عن طريق أبولس الإسكندرى المذكور في سفر أعمال الرسل (أعمال 18: 24- 27) وربما عن طريق سمعان القانوى أو " العزيز" ثاوفيلس، كما يعتقد البعض أن الرسالة المسيحية وصلت إلى مصر عن طريق القديس مرقس الرسولي وأحد السبعين رسولاً ( لوقا10: 1)، ومما هو معروف أن السيد المسيح قد زار مصر طفلاً هو أسرته فيما عُرف بزيارة العائلة المقدسة إلى مصر. استمرت رسالة الكنيسة المسيحية في مصر والعالم طوال القرون المتعددة، ومع نشوب الخلافات اللاهوتية بين الكنيسة في الشرق والكنيسة في الغرب والانقسامات التي سادت في القرون الوسطى، وبدايات حركات الإصلاح، التي كُللت بالنجاح على يد المصلح الإنجيلي مارتن لوثر، وبدأت مرة أخرى عودة الكنيسة إلى التمسك بتعاليم الإنجيل.

الفكر الإنجيلي يعود إلى مصر وتأسيس الكنيسة الإنجيلية في مصر

ومع عودة انتشار الحركة الإنجيلية مرة أخرى في كل العالم، وصل الفكر الإنجيلي إلى بلادنا مصر في نهايات القرن التاسع عشر، وقد صدر الفرمان الهمايوني في ديسمبر 1850م، باعتبار الإنجيليين الوطنيين طائفة قائمة بذاتها إلى جوار الطائفة الأرثوذكسية والطائفة الكاثوليكية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تسخدم التسمية الإنجيليون على الكنيسة الإنجيلية على اختلاف مذاهبها، تأكيداً على أن هذه الكنيسة تعتمد على قبولها بشارة الإنجيل وكرازتها بالإنجيل وحياتها حياة الإنجيل، وتعاليمها التي ترتبط بالإنجيل.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النظام المشيخي

وتعتمد الكنيسة الإنجيلية، في نظام إداراتها على النظام المشيخي، وهو نظام ديمقراطي مستمدًا من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وفيه تتكون الكنيسة من أعضاء ولكل عضو عمل معين بحسب ما أخذ من مواهب الروح القدس، وعلى كل عضو أن يستخدم مواهبه بأمانة متعاوناً مع غيره من الأعضاء ليكون جسد المسيح مؤدياً رسالته على أكمل وجه.

مجلس الكنيسة

هذا النظام الديمقراطي يُعطي لأعضاء الكنيسة حق انتخاب مجلسًا لها من الشيوخ والشمامسة ينوب عن الكنيسة في إجراء أعمالها والنظر في مصالحها والسؤال عن طهارتها وخيرها، ولهذا المجلس حق انتخاب أو انتداب أحد أعضائه من الشيوخ ليمثل الكنيسة مع قسيسها أمام المجمع، وبهذا يكون المجلس مسؤولاً أمام الله والكنيسة والمجمع المشيخي.

المجمع

والمجمع في النظام المشيخي يتكون من عدد من الكنائس المشيخية في منطقة جغرافية محددة، والمجمع هو الهيئة التي تلي المجلس، وتعلوه في الدرجة، ويتألف المجمع من الرعاة وسائر القسوس في إقليم معين ومن شيخ منتدب عن كل مجلس كنيسة.

ومن أهم اختصاصات المجمع إدارة شئون الكنائس الواقعة في دائرته، والسهر على الخدمة الروحية بهذه الكنائس، وافتقادها وزيارتها وفحص حالتها، كذلك يتابع المجمع شئون خدامه من القسوس، فهو من له الحق في فحص وقبول طلبة اللاهوت ورعايتهم، ومنح المرشحين منهم للخدمة التصريح بالخدمة في نطاق كنائسه، وهو الذي يقوم بإجراءات رسامة القسوس أو إلغاء رسامتهم أو نقلهم، كما للمجمع الحق في أن يعزل الشيوخ والشمامسة من وظيفتهم متى رأى ذلك في صالح الخدمة، وللمجمع أن يقبل وينظر في المسائل التي تعرض عليه من الكنائس، وله أن يختار الوسائل التي تساعد في تقدم الحياة الروحية للكنائس التي في دائرته، وبالإجمال فإن المجمع يعمل جهده، ويبتكر الوسائل الفعالة لاتساع نطاق الكنيسة في دائرته وامتداد العمل في الكنيسة العامة، وينعقد المجمع انعقادات دورية للنظر في كل المسائل المطروحه أمامه من الكنائس ولخدمة الكنيسة.

السنودس

أما السنودس فهو الهيئة الكنيسة التي تعلو المجمع مباشرة، لذلك فهو يعتبر المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية، ويتكون من جمع قسوس الكنيسة بالإضافة لشيخ منتدب عن كل مجلس من مجالس الكنيسة في نطاق السنودس.

ويعمل السنودس على أن يوجه المجامع والكنائس لازدياد النهضة الروحية وامتداد ملكوت الله في العالم، ولهذا يمكنه أن ينظم دراسة مختلف الأعمال والبرامج التي تنهض الحياة الروحية والتعمق في الإيمان في الكنيسة العامة، وللسنودس الحق في الفصل في الأمور التي تمس معتقدات الكنيسة، فهو يراقب الضلالات التي قد تدخل إلى الكنيسة ويواجهها ويهاجمها ويعلن رأيه فيها بصراحة، ويوجه المجامع والكنائس بالنصح والإرشاد لتفادي مثل هذه الضلالات أو كل ما يعطل الإيمان الحي بالمسيح يسوع، كما يتضمن اختصاص عمل السنودس الإشراف على الأعمال العامة التي تخص المجامع، وتعين القسوس في خدمات وأعمال عامة في اختصاصه وتحت رعايته، وله الحق في الامتلاك و البيع والشراء وقبول الهبات والوصايا كهيئة إعتبارية تمثل الكنيسة الإنجيلية المشيخية عامة، وللسنودس القول في قانونية الإجراءات وتعديل الدستور وتفسيره، ولأن السنودس هيئة أعلى من المجامع فإن قرارته تمتع بسلطة أعلى من المجمع.

والنظام المشيخي يجعل من الأتقياء والمتقدمين في المعرفة والخبرة وكلاء تحت المسؤولية في إدارة أعمال الكنيسة المختلفة وتدبيرها بما يليق من الاعتناء والحكمة واللطف، بما ينهض بالكنيسة روحياً وإدارياً. وتهتم الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالوظائف الكنسية كما علمها الكتاب المقدس، وهناك ثلاث وظائف أساسية في الكنيسة الإنجيلية، وهي: وظيفة التعليم، ووظيفة الإدارة، ووظيفة الخدمة الدياكونية.

1) وظيفة التعلم: وللشخص الذي يشغلها عدة أسماء كتابية منها قسيس وأسقف، وشيخ، وناظر، وخادم، وراعٍ، ووكيل سرائر الله (أعمال 14: 23، 20: 17، 28، 1كورنثوس 4: 1، وفيلبي 1: 1، و1تيموثاوس 5: 1، 19، وتيطس 1: 5، ويعقوب 5: 14، و1بطرس 5: 1-5)، والخدمة المطلوبة منه هي أن يكرز ويعلم حق الإنجيل ويحث الخطاة على التوبة ويبني المؤمنين ويشجعهم على ممارسة الفضائل المسيحية، وأن يفسر الكتاب المقدس ويقاوم الضلال، كما عليه أن يعرف أحوال رعيته ويسهر عليها، ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، بالإضافة لممارسة المعمودية والعشاء الرباني ويقوم بالخدمة المناسبة وقت إجرائهما.

2) وظيفة الإدارة: ويسمى القائمون عليها "شيوخاً مدبرين" و "المدبرين" و "قوات" (1تيموثاوس 5: 17، ورمية 12: 8، و1كورنثوس 12: 28)، ولهؤلاء الشيوخ أن يشاركوا القسوس في سياسة الكنيسة وأن يراقبوا أحوال الكنيسة الجسدية والروحية، ويفحصوا طالبي الإنضمام إلى عضوية الكنيسة، وأن يجروا تأديبات الكنيسة عند الحاجة، ويحافظوا على طهارة الكنيسة باستمرار.

3) وظيفة الخدمة: ويدعى القائمون عليها شمامسة (1تيموثاوس 3: 8-13، وفيلبي 1: 1، وأعمال 6: 1-6)، وخدمة الشموسية ليست التعليم ولا الإدارة بل قبول عطايا الكنيسة وتوزيعها على الفقراء وعمل الخير وخدمة الكنيسة في أمور زمنية كوكلاء على أحوال الكنيسة الخارجية. وأهم ما تؤمن به الكنيسة المشيخية هو الكتاب المقدس كلمة الله المعصومة من الخطأ، القانون الروحي للإيمان والأعمال والمرجع الأعلى ذو السلطة والحق الإلهي الروحي، كما تؤمن بالله الواحد الكائن في ثلاثة أقانيم، الآب والابن والروح القدس، وأن هؤلاء الأقانيم جوهر واحد متساوون في القوة والمجد، وأن الله أعلن عن ذاته في كل من الطبيعة والتاريخ، كما تكلم عن طريق أناس الله المسوقين بالروح القدس، وأنه في ملء الزمان أعلن الله عن ذاته إعلاناً تاماً في يسوع المسيح الكلمة المتجسد، كما تؤمن بأن الإنسان في حاجة للخلاص والفداء الذي أتمه المسيح، وكل الذين يقبلون الخلاص يولدون ولادة جديدة، ويصيرون ورثة للحياة الأبدية، هؤلاء يكونون شعب الله الذين اختارهم بحسب مسرة مشيئته قبل تأسيس العالم، وهم مضمونون ضمانة أبدية بسبب اتحادهم بالمسيح وصيرورتهم أعضاء في جسده السري أي الكنيسة.

العبادة في الكنيسة الإنجيلية المشيخية

وعن العبادة ترى الكنيسة الإنجيلية المشيخية أن عبادة الله ضرورية للحياة المسيحية وللنمو في النعمة فيجب أن تمارس العبادة باهتمام ومواظبة، وتربى روح العبادة بواسطة كلمة الله ودرس الكتاب، وتعتمد العبادة الإنجيلية على ثلاثة أنواع هي العبادة الجمهورية وفيها يشترك كل أعضاء الكنيسة معاً في عبادة الله، والعبادة العائلية وفيها تجتمع الأسرة معاً لعبادة الله، والعبادة الفردية حيث يختلي الإنسان منفرداً متعبداً وعابداً الله، وتشتمل العبادة على التسبيح وقراءة الكتاب المقدس والاستماع لكلمة الله والصلاة، هذا بجانب الخدمات الأخرى كخدمة الزواج ودفن الموتى، وخدمات الصلاة والأنشطة الروحية المختلفة.

الفرائض في الكنيسة الإنجيلية المشيخية

أما عن الفرائض التي تمارسها الكنيسة الإنجيلية المشيخية فهي فريضة المعمودية وفريضة العشاء الرباني.