الفودودي

هو عمر بن عبد الله بن على بن سعيد الفودودى. وزير داهية جبار من بيت رياسة في فاس. كان يخدم السلطان أبا سالم إبراهيم بن علي، ويعد من كبراء الدولة ووزرائها. انتقل السلطان إلى فاس القديمة فعهد إليه بإدارة فاس الجديدة، وخلفه أمينا عليها، وكان يحمل الضغينة للسلطان لتقريبه وزيرا آخر هو الفقيه ابن مرزوق محمد بن أحمد فاتفق مع قائد جند النصارى "غرسيه بن أنطول" على خلع السلطان وتولية معتوه من بنى مرين اسمه "تاشفين" ونادى بذلك.

ألبس الفودودى "تاشفين" شارة الملك، فاضطرب الجند وعمت الفوضى، وجاء السلطان أبوسالم فلم يستطع دخول البلد وتخلى عنه أنصاره فقبض عليه عمر وأشار بقتله، فجىء برأسه في مخلاة سنة (762هـ). تولى الفودودى بعد ذلك شئون الدولة يتصرف فيها كما يشاء باسم المسكين تاشفين. ثم تنكر لغرسيه الإفرنجى وقتله مع آخرين من بنى جنسه. وظهر الخلل في دولة تاشفين، وغضب كبار بني مرين؛ فنادى عمر بخلعه والبيعة لأبى زيان محمد بن يعقوب المرينى سنة (763هـ) وتم له ذلك. فعل الفودودى بالسلطان الجديد مافعله بسلفه من الحجر عليه فضاق هذا به ذرعا، وأراد التخلص منه، فأسرع عمر فخنقه وألقاه في بئر وقال للخاصة إنه سقط عن دابته وهو سكران. وجاء بعد ذلك بأمير آخر من بنى مرين، اسمه عبدالعزيز بن على، فأجلسه على سرير الملك بفاس الجديدة، وبايعه فبايعه الناس سنة (767هـ). وكان عبدالعزيز حازما فلم يطق استبداد عمر، فأحكم التدبير وأعد جماعة من الخصيان في زوايا داره، وأحضر عمر ووبخه، ثم أشار إليهم فقتلوه هبرا بالسيوف وذلك سنة (768هـ- 1367م).


إسلام أون لاين: الفودوي       تصريح