الغارة الإسرائيلية على غزة 1955

عملية السهم الأسود
Operation Black Arrow
جزء من العمليات الانتقامية الإسرائيلية
Fedayeen 1956.jpg
خمسة شهداء من الفدائيين قتلهم حرس الحدود الإسرائيلي في مطاردة بعد هجوم بالقرب من نير گاليم.
التاريخ28 فبراير 1955
الموقع
غزة
النتيجة انتصار الإسرائيليون، فشل مشروع جونسون لتوطين اللاجئين الفلسطينيين
المتحاربون
إسرائيل إسرائيل  مصر
القادة والزعماء
أرئيل شارون
داني مات
أهارون داڤيدي
الضحايا والخسائر
8 قتلى 17 جندي مصري قتيل
56 قتيل من الحرس الوطني الفلسطيني
أهارون داڤيدي، أحد قادة العملية الإسرائيلية.

الغارة الإسرائيلية على غزة 1955 أو عملية السهم الأسود (بالعبرية: חץ שחורهتز شاخور)، هي غارة إسرائيلية على غزة (تحت الحكم المصري) في 28 فبراير 1955، رداً على هجمات الفدائيين المتكررة وعلى استيلاء مصر على السفينة الإسرائيلية بات گاليم. وقد نتج عن الغارة الإسرائيلية استشهاد 38 جندي مصري وثمانية جنود إسرائيليين.[1] وقد كان تلك الغارة الأكبر من نوعها ضد دولة عربية منذ انتهاء حرب فلسطين في 1949.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

موشي ديان، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقت تنفيذ العملية.

كان قد مر على قيام دولة إسرائيل حوالي سبع سنوات، والفترة منذ قيامها في 15 مايو 1948 حتى 28 فبراير 1955، لم تكن فترة هدوء عسكري بين إسرائيل والعرب المجاورين لفلسطين. كانت هناك استفزازات إسرائيلية مستمرة تستهدف خلق أجواء من التوتر في ظل عدم وجود رادع عسكري عربي، وكانت عين الكيان الإسرائيلي دوما على مصر بعد قيام ثورتها في يوليو 1952. وكانت هناك خطط لتوتير العلاقات بين القاهرة وكل من بريطانيا والولايات المتحدة، ومن ضمن هذه المخططات الفاشلة، ما عرفت بعملية سوزانا وهي عملية سرية إسرائيلية استهدفت تفجير أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر في صيف عام 1954، ولكن العملية اكتشفتها السلطات المصرية وسميت باسم فضيحة لاڤون، نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لاڤون الذي أشرف بنفسه على التخطيط للعملية.

شجع موشي دايان الذي كان وقتها رئيسا لأركان الجيش، على تنفيذ العملية، إذ كان يسعى منذ توليه هذا المنصب عام 1953 إلى خلق أخطاء تغذي الصراع عسكريا، متبنيا في ذلك نظرية التحرش ثم الرد تحت ذريعة الانتقام، وساعده على ذلك أستاذه رئيس الوزراء ديڤيد بن گوريون الذي كان وقت تنفيذ الغارة وزيرا للدفاع إلى جانب رئاسته للحكومة وهما المنصبان اللذان بدأ بهما حكم إسرائيل. [2]


الغارة

أهارون داڤيدي (الوسط)، أحد قادة الغارة الإسرائيلية مع أريل شارون (يسار)

بدأت الغارة على غزة في الساعة الثامنة والنصف من مساء 28 فبراير 1955، إذ اجتازت قوة مظلات إسرائيلية بقيادة أريل شارون خط الهدنة إلى داخل القطاع لمسافة تزيد على 3 كم. [3] قامت مجموعة من تلك القوة بنسف محطة المياه ونسفها، وأخرى أغارت على مسكن مدير محطة سكة حديد غزة، وهوجم معسكر القوات المصرية القريب من المحطة.

وطلب قائد المعسكر المساعدة من أقرب موقع عسكري مصري وبالفعل فأسرعت الشاحنات الناقلة للجنود لتلبية النداء، وهذا ما أرادته إسرائيل على ما يبدو، إذ وقعت القوة القادمة في الكمين الذي أعده الإسرائيليون في الطريق وسقط 39 قتيلاً و33 جريحاً. واعتبر الإسرائيليون أن ما قاموا به هو عمل بطولي، وزعموا أن سبب الهجوم على غزة هو الثأر لمقتل احد الإسرائيليين في (ديران- رخوبوت).

ويقول شارون، كان قائد هذه العملية في مذكراته التي نشرت قبل 15 عاما:

«أن الهجوم على مقر القيادة العامة للجيش المصري في قطاع غزة كان أهم العمليات التي قام بها المظليون، فعلى الرغم من قيامنا بعدة عمليات ضد المواقع المصرية والأردنية ظل فدائيو قطاع غزة يواصلون زرع الموت والخراب، ومن أجل ذلك قررت الحكومة الضرب، وفي ليلة الهجوم وضعت اللمسات الأخيرة على مخططي، وصبيحة اليوم التالي استدعيت الضباط إلى غرفتي الخاصة، وبسطت على الحائط الرسوم البيانية، وشرحت أطوار العملية، وكيفية خداع مراقبي الأمم المتحدة، ثم أصدرت الأوامر، وخرجت لمتابعة الاستعدادات الأخيرة. وبعد انتهاء العملية، عدنا من حيث أتينا، نحمل ثمانية قتلى و14 جريحاً. وكان موشى دايان ينتظرنا، وسأل بلهجة جافة: كيف جرت الأمور؟ أجبته: أنجزنا مهمتنا، ولكن بخسائر فادحة. رد بلا مبالاة: الأحياء أحياء، والأموات أموات.»

ما بعد الغارة

أدت هذه العملية العسكرية المحدودة إلى تحول كبير في الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط. وتم دعوة مجلس الأمن إلى أن يتخذ موقفا ايجابيا، وبالفعل، صدر قرار المجلس رقم 106 بتاريخ 29 مارس 1955، بإدانة الهجوم الإسرائيلي.

تحركت مصر فور العدوان، وأعلن الرئيس السابق جمال عبد الناصر أمام طلبة الكلية الحربية، أن الهجوم الإسرائيلي على غزة سوف تكون نقطة تحول في تاريخ المنطقة. وبالفعل كان هذا التحول هو إبرام صفقة الأسلحة السوڤيتية الشهيرة في 27 سبتمبر 1955 والتي وصفت بكسر احتكار السلاح، وهى الصفقة التي غيرت ملامح الشرق الأوسط ودول العالم الثالث حيث اتجهت كافة الدول وحركات التحرر بعدها للتسلح من الكتلة الشرقية التي قادها الاتحاد السوڤيتي.

وقدرت قيمة الصفقة في ذلك الوقت بـ 200 مليون دولار وكلها أسلحه سوڤيتية تم بيعها تحت اسم تشيكوسلوڤاكيا لعدم إثارة ردود فعل دوليه عنيفة في ذلك الوقت حيث كانت مصر تنتظر تمويلا دوليا لبناء السد العالي من الأمم المتحدة والغرب وسدد ثمنها بمنتجات مصرية زراعية ونسيجية وأقطان. ويقال ان جزءا من تلك الأسلحة استخدمته مصر خلال مواجهتها للعدوان الثلاثي عليها في نهاية أكتوبر 1956. وهو العدوان الذي استهدف القضاء على ثورة 1952 والرد على قيام مصر بتأميم قناة السويس لتمويل بناء السد العالي بعد أن سحب البنك الدولي والولايات المتحدة عرض تمويله بسبب صفقة الأسلحة التشيكية.

التبعات


المصادر

وصلات خارجية