العلاقات الپولندية الروسية

العلاقات الپولندية-الروسية
Map indicating locations of Poland and Russia

پولندا

روسيا

العلاقات الپولندية-الروسية لها تاريخ طويل، وتعود إلى أواخر العصور الوسطى، عندما تصارعت مملكة پولندا ودوقية موسكوڤي العظمى للسيطرة على الأراضي الحدودية. ولقرون، نشبت العديد من الحروب الپولندية الروسية، حيث سيطر روسيا على معظم پولندا في القرن 19 وكذلك في القرن 20. وقد دخلت العلاقات الپولندية-الروسية طوراً جديداً منذ سقوط الشيوعية في كلا البلدين حوالي 1989-1993. ومنذ ذلك الحين فقد شهدت العلاقات الپولندية-الروسية تحسناً وتدهوراً، حسب عوامل متعددة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

القيصر ايفان الرهيب

روسيا وبولندا – دولتان جارتان لهما صفحات من التاريخ المشترك، مأساوية كانت أو مضيئة. ونسرد أدناه المراحل الأساسية في تاريخ العلاقات الثنائية.

في مطلع التاريخ كانت هناك علاقات بين القبائل السلافية كالتبادل التجاري والزواج، كما حصلت بينها صدامات، تؤكدها الحفريات الاثرية. وكما تقول الوثائق التاريخية الروسية والبولندية. وتعززت العلاقات الثقافية مع ظهور الدول السلافية في القرنين التاسع والعاشر.

وكانت بداية القرن السابع عشر فتره مظلمة بالنسبة لروسيا، وذلك بسبب موضوع وريث العرش. فبعد وفاة القيصر إيفان الرهيب ظهر من ادعى بأنه ابنه – دمتري، الذي فعليا توفى وهو طفل. وحصل بعض من هؤلاء على دعم اجنبي وخاصة من بولندا. وتوغلت القوات البولندية في روسيا بذريعة تقديم المساعدة لدميتري الأول - الكذاب، ومن ثم لدمتري الثاني - الكذاب واحتلت موسكو. ولكن المقاومة الشعبية الروسية تمكنت من تحرير العاصمة وفي شهر نوفمبر من عام 1612 وقع البولنديون وثيقة الاستسلام.


الحرب الروسية-البولندية 1654-1667

خسرت بولندا كييڤ وكل المناطق شرقي نهر الدنيپر.

وفي نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر كانت بولندا مقسمة بين الدول الاوربية. وفي سنة 1764 تمكنت يكاترينا الثانية امبراطورة روسيا من فرض انتخاب محسوبها (حبيبها) ستانيسلاڤ الثاني أوگست پونياتوڤسكي ملكا لبولندا (1764-1795). وكما تبين كان بونياتوفسكي آخر ملوك بولندا.

القرن الثامن عشر- تقسم بولندا بين بروسيا وروسيا والنمسا. وأخيراً في 24 اكتوبر 1795 اختفت بولندا من خارطة اوروبا كدولة مستقلة.

الادارة الاجنبية- الأراضي الواقعة ضمن روسيا

بعد هزيمة نابليون وافق مؤتمر ڤيينا على تقسيم بولندا. واعلنت كراكوڤ مدينة حرة –جمهورية تحت الحماية الثلاثية للدول التي قسمت بولندا (1815-1848) : حيث سلم الجزء الغربي من إمارة وارسو إلى پروسيا وأصبحت تسمى إمارة بوزنان العظيمة (1815-1846). أما الجزء الآخر فأعلنت مملكة (المملكة البولندية) وربطت بالامبراطورية الروسية. وفي شهر نوفمبر عام 1830 انتفض البولنديون ضد روسيا ولكنهم لم يفلحوا. وألغى نيكولاي الأول قيصر روسيا دستور المملكة البولندية وبدأ عمليات الاضطهاد. وفشلت ايضا انتفاضات سنوات 1846 و 1848 و1963. ومع تطور الرأسمالية في روسيا ازدادت روسنة المجتمع البولندي. وتحسنت الاوضاع بعض الشئ بعد ثورة 1905 في روسيا. واشترك النواب البولنديون في أربعة دورات للدوما الروسية (1905-1917) مطالبين بالحكم الذاتي لبولندا .

الحرب العالمية الأولى

قسمت الحرب العالمية الأولى الدول التي أنهت بولندا، فروسيا حاربت ضد ألمانيا والنمسا-المجر. لقد فتحت هذه الوضعية امكانية تقرير المصير للبولنديين.

المسألة البولندية

لقد وعد القيصر نيقولاي الثاني في 14 اغسطس 1914 في وثيقة رسمية بانه بعد نهاية الحرب سوف يوحد اجزاء بولندا الثلاث في دولة ذات حكم ذاتي، ضمن الامبراطورية الروسية. ولكن في خريف عام1915 احتلت المانيا والنمسا-المجر الجزء الاكبر من بولندا الروسية ،وفي 5 نوفمبر 1916 اعلن ملكا الدولتين عن قيام المملكة البولندية في الجزء الروسي من بولندا. وفي 30 مارس 1917 بعد ثورة شباط في روسيا اعترفت الحكومة المؤقتة بحق بولندا في تقرير المصير. وفي 6 اكتوبر 1918 اعلن مجلس الوصاية البولندي عن تشكيل الدولة البولندية المستقلة، وفي 14 نوفمبر منح يوسف بيلسودسكي كل السلطة في البلاد. وفي هذا الاثناء كانت المانيا قد استسلمت وانحل حلف النمسا-المجر وفي روسيا كانت الحرب الاهلية.

التدخل البولندي الجديد

في 21 ابريل 1920 عقد بيلسودسكي اتفاقا مع بيتلورا قائد اوكرانيا وبدأ هجوما بهدف تحرير اوكراينا من البلاشفة. وفي 7 مايو احتل البولنديون كييف، ولكنهم في الثامن من يونيو بدأوا بالانسحاب امام الجيش الاحمر. وفي نهاية يوليو كان البلاشفة على اطراف وارشو. الا ان البولنديين تمكنوا من الدفاع عن عاصمتهم ورد البلاشفة، وبهذا انتهت الحرب. في 18 مارس 1921 حصل اتفاق ريغا الذي تضمن مساومة حول الاراضي والذي اقره مؤتمر السفراء في 15 مارس 1923.

غابة كاتين

قبيل الحرب العالمية الثانية

احتل هتلر في مارس عام1939 تشيكوسلوفاكيا وقدم ادعاءات حول حدود بولندا. وفي 23 أغسطس 1939 تم توقيع اتفاق عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، وتضمنت الوثائق السرية الملحقة تقسيم بولندا بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي. وبعد أن ضمن هتلر حياد الاتحاد السوفيتي بدأ في 1 سبتمبر 1939 هجومه على بولندا فكانت بداية الحرب العالمية الثانية.

كاتين

في ربيع 1940 أبيد بأمر من وزارة الداخلية السوفيتية أكثر من 4 آلاف ضابط بولندي أدخلوا إلى الأراضي السوفيتية في خريف 1939 واقتيدوا الى غابة كاتين. لقد كشف عن هذه الوثائق من الارشيف الخاص بالحزب الشيوعي السوفيتي عام 1992 وسلم قسم منها الى الجانب البولندي من قبل الرئيس الروسي بوريس يلتسين. وتفيد هذه الوثائق بأنه في مناطق مختلفة من أراضي الاتحاد السوفييتي السابق ومن ضمنها كاتين (مقاطعة سمولنسك) تم اعدام اكثر من 20 الف جندي وضابط بولندي رميا بالرصاص.

كانت أراضي مقاطعة سمولنسك بحلول فبراير 1943 محتلة من فبل القوات الالمانية. وشكل الألمان فريقا للتحقيق اعلن انه عثر عن 10 آلاف عسكري بولندي اعدمهم منتسبو المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في الاتحاد السوفيتي.

وبعد تحرير سمولينسك عام 1943 بدأ الجانب السوفيتي بتحقيقه الخاص. وعلقت اللجنة الخاصة بالتحقيق بملابسات ما حدث المسؤولية عن جرائم ارتكبت في غابة كاتين على الجانب الالماني.

ونشرت صحيفة "برافدا" السوفيتية في ابريل 1940 الاسف العميق الذي يعبر عنه الاتحاد السوفيتي بصدد مأساة كاتين ووصفتها بانها احدى الجرائم الفظيعة التي ارتكبها نظام ستالين. يوجد في روسيا ساسة وصحفيون يميلون الى التأكيد على فرضية طرحتها الحكومة السوفيتية آنذاك. وبينهم فريق المؤرخين "حقيقة كاتين" الذين يؤكدون واقع اعدام المخابرات السوفيتية ل 3 آلاف فقط من الاسرى البولنديين. ويرى اولئك ان الكثير من الاسرى قتلوهم الهتلريون. اما قسمهم الاكبر فماتوا في معتقلات الاسرى.

وقد قدمت مجموعة من أقارب الضحايا الذين اعدموا في كاتين الدعاوي الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بطلب اعتراف بكونهم ضحايا للاضهادات السياسية وحمل روسيا على دفع تعويضات لقاء ذلك. ويتخذ الكثير في روسيا موقفا سلبيا من محاولة الجانب البولندي لحمل روسيا على تولي المسؤولية عن مأساة كاتين بسبب ان المواطنين السوفيت هم ايضا سقطوا ضحايا للاضطهادات. وان روسيا المعاصرة لا يمكن ان تعتبر نفسها مسؤولة عن جرائم نظام ستالين.

وتطالب وارشو بالسماح لها بالاطلاع الكامل على وثائق الارشيف الخاصة بهذا الموضوع الموجودة في روسيا، وتطالب مجموعة من السياسيين البولنديين موسكو بتقديم اعتذار رسمي بخصوص كاتين.

وفي كاتين ايضا تم اعدام حوالي 10 الاف مواطن سوفييتي. وهؤلاء كالبولنديين هم ضحايا الاضطهاد الستاليني. وتم اقامة نصب تذكاري في ضواحي كاتين، حيث تزوره وفود من الجانبين لاحياء ذكرى هؤلاء الضحايا. في حين لم يتم اقامة أي نصب تذكاري للجنود الروس الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الأولى وأثناء الحرب السوفيتية – البولندية 1919-1920 على الأراضي البولندية. كما ان بولندا لم تعتذر عن مقتل أسرى الحرب الروس في معسكرات بيلسودسكي في تلك الفترة.

نصب تذكاري للجنود الروس الذين قتلوا اثناء الحرب العالمية الاولى و اثناء الحرب السوفيتية – البولندية 1919-1920 على الاراضي البولندية

الحرب العالمية الثانية

بعد هجوم المانيا على الاتحاد السوفييتي في 22 يونيو 1941 قامت حكومة بولندا في المهجر تحت ضغط بريطانيا بتوقيع اتفاق مع الاتحاد السوفيتي. وعلى أساس هذا الاتفاق تم اعادة العلاقات الدبلوماسية بين بولندا والاتحاد السوفييتي، الغاء الاتفاق السوفيتي –الألماني بخصوص تقسيم بولندا، اطلاق سراح جميع الاسرى والمهجريين البولنديين وسماح الاتحاد السوفييتي استخدام اراضيه لتشكيل الجيش البولندي. إلا أن الحكومة السوفيتية لم تنفذ جميع بنود الاتفاق، إذ لم تعترف بالحدود البولندية–السوفيتية ما قبل الحرب وأطلقت سراح جزء من البولنديين المحتجزين في المعسكرات السوفيتية.

في 26 أبريل 1943 قطع الاتحاد السوفيتي العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة البولندية في المهجر معترضا على طلب الأخيرة من منظمة الصليب الأحمر الدولي التحقيق في مقتل الضباط البولنديين في كاتين. لاحقاً قامت السلطة السوفيتية بتشكيل نواة للجيش والحكومة الشيوعية لبولندا. وأثناء مؤتمر طهران المنعقد في نوفمبر 1943 بحضور كل من القائد السوفيتي ستالين والرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا تشرتشل تم الاتفاق على ان الحدود الشرقية لبولندا يجب ان تمر بخط كرزون (تقريبا تطابق الحدود المقررة في الاتفاق السوفيتي–الألماني عام 1939).

في يناير 1944 عبر الجيش الأحمر الحدود البولندية ملاحقا القوات الالمانية المتقهقرة، وفي 22 يوليو تم في ليوبلين بدعم من الاتحاد السوفيتي تشكيل اللجنة الوطنية لتحرير بولندا، وفي 5 يناير 1945 أصبحت تسمى الحكومة المؤقتة لجمهورية بولندا.

في مؤتمر يالطا المنعقد للفتره من 4- 11 فبراير 1945 اعترف كل من تشرتشل وروزفلت بضم الجزء الشرقي من بولندا إلى الاتحاد السوفيتي، متفقين بذلك مع ستالين بان بولندا سوف تحصل على تعويضات على حساب الأراضي الألمانية غرباً. وفي أغسطس 1945 أثناء مؤتمر بوتسدام تم الاتفاق على أن الجزء الجنوبي لبروسيا الشرقية وأراضي المانيا الواقعة شرق نهري اودر ونييس تصبح تحت الادارة البولندية. كما ان الاتحاد السوفيتي قدم 15% من مجموع 10 مليار دولار التي على ألمانيا المنهزمة أن تدفعها كتعويضات .

المارشال السوفيتي قسطنطين روكوسوفسكي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بولندا ما بعد الحرب

وفي ظروف تواجد قطعات من الجيش الاحمر على الارض البولندية تمكن الاتحاد السوفييتي بدون اية مصاعب من تسليم السلطة الى الشيوعيين البولنديين. والاتحاد السوفيتي، كما في زمن ستالين، كذلك فيما بعد كان له تأثيرا قويا على السياسة الداخلية في بولندا. وفي السنوات الاولى التي تلت الحرب (زمن ستالبن) كان وزير الدفاع البولندي المارشال السوفييتي قسطنطين روكوسوفسكي، كما شغل عسكريون سوفييت اخرون مناصب مهمة في الجيش البولندي.

وانضمت بولندا عام 1949 الى مجلس التعاون الاقتصادي الذي انشأه الاتحاد السوفييتي . وفي سنة 1955 اصبحت بولندا عضوا في معاهدة وارسو العسكري. وفي السنوات الاخيرة للاتحاد السوفييتي ظهرت، كما في بولندا، كذلك في جميع بلدان اوربا الشرقية امزجة معادية للشيوعية والتي ادت الى وصول قوى سياسية جديدة الى السلطة. بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تشكلت علاقات معقدة بين بولندا وروسيا وهذا مرتبط بشكل اساسي بعدم تمكن الطرفين من اجتياز صفحات الماضي.

المشاكل الحالية بين موسكو ووارسو

منذ سنة 1991 حيث اعترفت جمهورية بولندا بروسيا كوريثة شرعية للاتحاد السوفيتي، شهدت العلاقات البولندية-الروسية ازمات مختلفة. ففي سنوات التسعينات تمثلت بازمة تاشيرات الدخول (الفيزا) وطرد الدبلوماسيين الروس من بولندا ودخول بولندا حلف الناتو. وبعدها الخلافات حول مسألة كاتين (حيث يطلب الجانب البولندي فتح ملفات الارشيف الخاصة باعدام اكثر من اربعة الاف ضابط بولندي) ودور بولندا في الحرب العالمية الثانية. وتأزمت العلاقات بسبب منع روسيا استيراد اللحوم والخضروات من بولندا (لان نوعيتها لاتطابق المواصفات الدولية). مقابل هذا في نوفمبر من عام 2006 استخدمت بولندا حق النقض (الفيتو) ضد المباحثات بين روسيا والاتحاد الاوربي حول الاتفاقية الأساسية، واقترحت على الاتحاد الاوربي فرض عقوبات على روسيا. كما انها في شهر مايو 2007 عارضت دخول روسيا إلى منظمة التعاون والتطور الاقتصادي.

نشر درع الدفاع الصاروخي الأمريكي في بولندا وحرب اوستيا الجنوبية

وفي عام 2007 اصبحت مسالة نشر عناصر منظومة الدفاع الامريكية للصواريخ في بولندا موضوعاً جديداً في العلاقات الثنائية,حيث عارضت روسيا بشدة هذه المسألة. و خلال سنوات 2005-2007 رفضت بولندا دعم العلاقات الثنائية مع روسيا على مستوى عال.

وحصل تحسن في العلاقات عام 2007 بعد تعيين دونالد توسك رئيسا للوزراء في بولندا، حيث سحبت بولندا الفيتو على توقيع اتفاقية التعاون بين موسكو و الاتحاد الاوربي وكذلك غيرت موقفها الرافض للمباحثات لدخول روسيا الى منظمة التعاون والتطور الاقتصادي .وفي عام 2007 رفعت روسيا الحظر المفروض على استيراد اللحوم البولندية. وجرت الجولة الاولى من المباحثات الروسية-البولندية في شهر يناير 2008 في وارسو حول موضوع منظومة الدفاع. وخلال زيارة دونالد توسكا إلى موسكو في شهر شباط 2008 تم التوصل الى اتفاق مبدئي حول اعادة عمل اللجنة الخاصة بمسألة التعاون الاستراتيجي بين روسيا وبولندا التي يترأسها وزيرا خارجية البلدين وتشارك فيها مجموعة مختصة بالمسائل المعقدة النابعة من تاريخ العلاقات الروسية-البولندية. وتتطابق وجهات نظر الطرفين حول مواضيع ضمان استقرار المنطقة و التطور الاقتصادي وأمن الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة.

سقوط طائرة رئيس بولندا 2010

وقع يوم 10 ابريل 2010 مصرع الرئيس البولندي لخ كاتشينسكي وعقيلته والوفد المرافق له وجميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 88 شخصا بالاضافة الى 8 افراد للطاقم في تحطم طائرة من طراز "تو- 154" عند هبوطها في مطار "سيفرني"العسكري في ضواحي سمولنسك غرب روسيا.

وكان الرئيس البولندي يقوم بزيارة خاصة للمشاركة في الذكرى السبعين لضحايا مأساة كاتين ، وبرفقته على متن الطائرة كبار موظفي الدولة والسياسيين البولنديين من ضمنه رئيس أركان الجيش فرانشيسك گاگور وحاكم البنك المركزي سلافومير سكجيبك.

يذكر ان أن ظروف الرؤية كانت ضعيفة بسبب الضباب الكثيف وأن الطائرة القادمة من العاصمة البولندية وارسو ارتطمت بقمم الاشجار أثناء هبوطها قبل أن تصل إلى مدرج المطار بـ 500 متر، مما أدى إلى سقوطها وتحطمها الى اجزاء. وقد بذلت السلطات الروسية كل ما في وسعها للتحقيق في ملابسات هذا الحادث المأساوي وسلمت كل ما يخص هذا الحادث من الادلة الى السلطات البولندية الامر الذي ساعد كثيرا في تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقامت اللجنة الفنية التابعة للجنة الطيران الدولية بالتحقيق في ملابسات الحادث الجوي. واتخذ الجانب الروسي خطوات لم يسبق لها مثيل في اطارعملية التحقيق في حادث الطائرة، وسلم الجانب البولندي 60 مجلدا للوثائق ومعطيات سجلتها اجهزة التسجيل في الطائرة المنكوبة.

وافادت رئيسة لجنة الطيران الدولية بأن السبب المباشر لوقوع الحادث الجوي هو عدم اتخاذ الطاقم للقرار بالهبوط في مطار احتياطي في الظروف الجوية السيئة. وأضافت اللجنة أن هبوط الطائرة جرى في ظروف عدم رؤية اشارات التوجيه الارضية. ولم يرد طاقم الطائرة كما يجب على تحذيرات منظومة "Taws " للانذار المبكر، الأمر الذي ادى الى وقوع الكارثة.

قام الرئيس الروسي دميتري مدفيديف بزيارة بولندا في 6 ديسمبر 2010 وأجرى المحادثات مع نظيره برونيسلاف كوموروفسكي. وقال مدفيديف في اعقاب المحادثات ان روسيا قدمت منذ وقت قريب لبولندا مجلدات كبيرة جديدة تضمت ملفات ارشيفية حول "قضية كاتين" في الوقت الذي اتخذت الدوما الروسية بيانا وصفت فيه هذه الواقعة بـ "جريمة النظام الستاليني". واكد مدفيديف على "استمرار هذا النهج" و "عدم الحياد عنه.

الغزو الروسي لأوكرانيا 2022

في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا 2022، أصبح توريد الغاز من روسيا أكثر صعوبة. وفقًا لـشركة پي‌جي‌نيگ، فقد أبلغتها شركة گازپروم الروسية للطاقة في 26 أبريل 2022 أن جميع شحنات الغاز إلى پولندا ستتوقف من الساعة 08:00 بتوقيت وسط أوروپا في اليوم التالي. بررت گازپروم التعليق بموجب قواعد جديدة أعلنت قبل شهر، والتي تقضي بأن تسدد الدول "غير الصديقة" ثمن الغاز بالروبل. رفضت پي‌جي‌نيگ القيام بذلك. في الوقت الحالي، تعتمد پي‌جي‌نيگ على گازپروم لمعظم وارداتها من الغاز واشترت 53% من وارداتها من روسيا في الربع الأول من عام 2022.[1][2]

التعاون التجاري-الاقتصادي

تدخل بولندا ضمن الدول العشرة ذات العلاقات التجارية الضخمة مع روسيا على المستوى العالمي، أما على المستوى الاوروبي فتحتل المرتبة الرابعة. وتحتل روسيا المرتبة الثانية بعد ألمانيا في العلاقات التجارية مع بولندا. ويتطور التبادل التجاري بين البلدين بشكل ديناميكي، فخلال سنوات 2002-2007 ازداد تقريبا ثلاث مرات ووصل إلى 18 مليار دولار، وفي عام 2008 وصل الى 27,2 مليار دولار (تصدير-20,2 مليار دولار واستيراد -7 مليارات دولار)

وتستورد بولندا من روسبا قبل كل شيء النفط و الغاز (اكثر من 90%) وبلغت كمية النفط المصدرة الى بولندا عام 2008 اكثر بقليل من 20 مليون طن, و الغاز - 8 مليارات متر مكعب. وسوف يزداد هذا الحجم بمقدار 2-3 مليار متر مكعب عام 2010. وشركة گازپروم الروسية هي المستثمر الرئيسي، اضافة الى ذلك هناك شركات عاملة في بولندا ذات رأسمال روسي مئة في المئة مثل "لوك اويل-بولسكا" ، و "ليدا" لانتاج اشرطة التغليف الرقيقة، و شركة "سنيشكا" لانتاج الحلويات و شركة "انتال بولسكا" لانتاج شاحنات ذات حموله صغيرة .

ومؤخرا اصبح تصدير الماكنات و المعدات من بولندا لروسيا موقعا متميزا حيث بلغ اكثر من 46%من حجم الصادرات ، وقبل كل شيء على حساب منتجات بناء ماكنات النقل، الصناعات الكيمياوية و صناعة الادوية (اكثر من 20%),والمواد الغذائية (اكثر من 10%). كما تصدر بولندا الى روسيا المعادن والمنتجات المعدنية والاقمشة والاخشاب والورق والمواد ذات الاستخدام الواسع. وتم في روسيا تسجيل اكثر من 1200 شركه ذات رأسمال روسي - بولندي مشترك. وتستمر بولندا في استثماراتها في الاقتصاد الروسي حيث ان 95% منها هي استثمارات مباشرة. و حسب معطيات البنك الوطني البولندي بلغ مقدار الاستثمارات البولندية في روسيا 525 مليون دولار خلال الربع الاول من سنة 2009 . وأكبر مشروع تمويلي بمشاركة شركات بولندية حققته شركة (غرايفو) حيث تم بناء مصنع لانتاج صفائح الخشب المضغوط في مدينة ڤليكي نوڤگورود، وبلغ حجم الاستثمارات 130,1 مليون دولار.

وتتطور بشكل ديناميكي علاقات بولندا مع مقاطعة كالينينگراد حيث سجلت حوالي 600 مؤسسة روسية-بولندية مشتركة .وبلغ التبادل التجاري بين مقاطعة كالينينگراد وبولندا في السنوات الاخيرة 700 مليون دولار، منها حوالي 100 مليون تصدير و حوالي 600 مليون دولار استيراد.

وتم في سنة 1992 تشكيل لجنة روسية- بولندية مشتركة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري (كان اخر اجتماع لهذه اللجنة في مارس 2009 في وارشو) اضافة الى هذه اللجنة تعمل اللجنة الدائمة في مجال النقل، و كذلك مجالس التعاون بين مقاطعة كالينينگراد وسانت بطرسبورگ مع المقاطعات (الولايات) البولندية ، كما تعمل غرفة التجارة والصناعة الروسية-البولندية المشتركة.

وقعت روسيا وبولندا في اعقاب المحادثات التي اجراها الرئيسان مدفيديف وكوموروفسكي يوم 6 ديسمبر/كانون الاول عام 2010 في وارسو على 7 اتفاقيات تعاون من بينها اتفاقية تعاون بهدف تحديث الاقتصاد، وقعت عليها وزارة التطوير الاقتصادي الروسية ووزارة الاقتصاد البولندية، واتفاقية حكومية للتعاون في قطاع مكافحة تلوث بحر البلطيق بالنفط وغيره من المواد المضرة، كما وقع الجانبان على بيان للتعاون بين دائرتي النيابة العامة في البلدين وكذلك على تكثيف التبادل الشبابي بين روسيا وبولندا.


المصادر

  1. ^ "Russia to suspend gas supplies to Poland". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2022-04-26. Retrieved 2022-04-26.
  2. ^ Krawiel, Michał. "Gazprom wstrzyma dostawy gazu do Polski. "Jesteśmy gotowi"". www.money.pl (in البولندية). Retrieved 2022-04-26.

وصلات خارجية

  • Dabrowski, Patrice M. Russian-Polish Relations Revisited, or The ABC's of "Treason" under Tsarist Rule, Kritika: Explorations in Russian and Eurasian History - Volume 4, Number 1, Winter 2003, pp. 177–199 muse
  • Goldman, Minton F., Polish-Russian relations and the 2004 Ukrainian presidential elections., East European Quarterly, 22 December 2006
  • Oscar Halecki, Polish-Russian Relations: Past and Present, The Review of Politics, Vol. 5, No. 3 (Jul., 1943), pp. 322-338, JSTOR
  • Library of Congress, On Polish-Soviet relations in the early 1990s
  • Lubecki, J. "In the Shadow of the Bear: Polish-Russian Relations 1999-2005" Paper presented at the annual meeting of the The Midwest Political Science Association, Palmer House Hilton, Chicago, Illinois. 2008-05-08 allacademic
  • Why uneasy relations exist between Poles and Russians, Polish Culture Site
  • Cornelius Ochmann, Alexey Ignatiev, Petr Shopin, Polish-Russian Relations, Koszalin Institute of Comparative European Studies, working paper
  • Unge et al., Polish-Russian Relations in an Eastern Dimension Context
  • Harding, Luke, The Guardian. 2009-09-01 [1]

قالب:Russian foreign relations