الطب الشعبي

(تم التحويل من العلاج الشعبي)

الطب الشعبي قديم قدم الإنسان على هذه الأرض وقديم قدم المرض الذي أصاب الإنسان وصحته.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإنسان والمرض

المرض يتأتى من:

1- عدم العناية وسوء السلوك.


2- فقدان التوازن بين العمل والراحة.


3- الإفراط في نوع معين من المأكولات أو المشروبات وعدم وجود التوازن فيما يدخل للجسم ويخرج منه.

4- فقدان التوازن الطبيعي الموروث فيما يخص محتويات الجسم من مواد أساسية وأملاح و فيتامينات وهرمونات وعوامل نمو مختلفة وخمائر.

5- عدم تطابق مائدة الفرد أو العائلة مع المائدة الطبيعية والمائدة الربانية في كل موسم من مواسم السنة.

6- وقوع الإنسان في كارثة أو تعرضه لحادث أو الهجمات أو لأي أذية تؤدي لفقدان صحته بما يمنعه من ملاحقة أفراد عائلته أو العشيرة.


أول صيدلية

كانت الطبيعة أول صيدلية للإنسان استفادت منها الحيوانات أولاً قبل الإنسان ، بما فيها من نباتات و بما فيها من قوى شافية لمعالجة أمراضها أو الوقاية منها.

وإذا كان الإنسان في بدايته مترحلاً فكان لصيدلية الله فرع في كل مكان.


أساس الطب الشعبي

لقد سبقت الحيوانات الإنسان في الابتلاء بالأمراض فكيف دبرت أمرها؟ و كيف استفاد الإنسان من خبرة الحيوانات و تجاربها؟. فالطب الشعبي مبني على قواعد وظيفية (فيزيولوجية)وحيوية (بيولوجية) للمحافظة على الجسم و صحته و هذه القواعد ليست محددة أو مقيدة بحدود جغرافية. والطب الشعبي –منذ القدم- يسعى لوقاية الجسم كلياً من الإصابة بالأمراض بالاعتماد على هذه القواعد والأسس يزعم البعض أن الطب الشعبي هو مجموعة حكايات وأساطير يقصها الشيوخ والمرضعات. والحقيقة لا يمكن تسرّب مثل هذه الحكايات إلى الطب الشعبي ،كما إن الإنسان أسير التجربة والنتائج الناتجة عنها.

المدنية الحديثة وأعبائها

لقد جاءتنا المدنية الحديثة بمتطلباتها وأعبائها بكثير من الأمراض الجديدة والأسس الطبيعية في الطب الشعبي تساعدنا في مكافحة هذه الأمراض المستجدة فالمدنية لم تخلق قوانين جديدة للفيزيولوجيا أو الكيمياء البيولوجية و الطبيعة هيئت كل شيء و منذ البداية وحضرت كل شيء لجسمنا لما يلزمه لوضعه في توازن مثالي.

مهمة التطبيب

موضوع المرض ومهمة التطبيب هي موضوع إعادة التوازن إلى الجسم بعد اختلاله بقصد أو بدون قصد و الطب الشعبي هو الذي يرشدنا إلى طريق الطبيعة فمشكلتنا نحن نميل إلى الظن بأننا نعرف الكثير عن الجسم ونعرف الطريق للاحتفاظ به على أحسن حال وهذا إلى حد ما صحيح. لقد اكتشف أسلافنا أسس الطب الشعبي في النباتات الشافية التي كانت تقصدها الحيوانات لسوء الهضم أو بإحدى الحميات أو الجراح أو ...الخ ، وهكذا تعرفوا إلى أهمية هذه النباتات من مراقبتهم الحيوانات وأخذوا يستفيدون منها بما فيها من قوى شافية (عوامل فعالة أو نشطة).


كيف تستدل الحيوانات على هذه النباتات؟

قالوا إن الحيوانات تستدل عليها بالغريزة عادة خطأ وهنا نسأل أليس للحيوان تفكير ؟ أوليس لها ذاكرة؟

لقد ساعدنا الرعاة بملاحظاتهم للحيوانات عند ابتلائها بالآفات و الأمراض و الأذّيات ، في الحصول على خزين من المعلومات عن النباتات الشافية. فمالذي يعمل الحيوان حينما يمرض:

أ- ينشد حالاً العزلة و الراحة التامة.

ب- ثم يعمد على معالجة مرضه على نباتات ينتقيها من حشائش الطبيعة.

ج- الاعتماد على الهواء النقي.


وأمور أخرى و نذكر فيما يلي بعض الأمثلة من سلوك الحيوانات حين تصاب بعارض مرضي:

1- يبحث الدب في الأرض بأظافره مفتشاً عن جذور نبات السرخس ليأكله.


2- تقود دجاجة الديك الرومي صغارها إلى عشبة خاصة لتأكل من أوراقها الحريفة الطعم لتقيها من البرد.


3- الحيوان الذي تلسعه أفعى سامة يسرع في التفتيش عن عشبة خاصة فيأكل من جذورها الحاوية على مادة مضادة لسمِ الأفعى .

4- و الحيوانات التي تصاب بالحمى ترقد في أماكن ظليلة باردة بالقرب من مصدر ماء وتشرب منه وتمتنع عن الأكل حتى تزول منها الحمى.

5-أما الحيوانات التي تصاب بروماتيزم المفاصل فتلجأ إلى الأماكن الدافئة بحرارة الشمس فلا تغادرها حتى تخف أعراض الحمى.

6- قيل إن الثور يميز بطريق الإلهام (الغريزة )بين الحشائش فيعرف ما يوافقه منها فيرعاها ومالا يوافقه فيتركها بالرغم من جوعته وحيوانيته.

7- لوحظ إن كثير من الدواب إذا أكلت نبات الدفلي في ربيعها أضرّ بها.

8- قيل إن ابن عرس إذا أراد قتال حيّة شرسة التجأ إلى نبات الشذاب فيأكل منه ليحميه من هذه الحية.

9- لا حظ إن الحيات حينما تخرج من أوكارها بعد فترة الشتاء تبحث عن نبات الشمر فتأكل منه فتذهب الظلمة العارضة لإبصارها.

10- إن الخطاطيف إذا مرضت أعينها تلجأ إلى حشيشة معينة فيذهب ما أصابها من مرض وألم.

11- الذئب إذا لدغته حية يعمد إلى جذور الترياق فيمضغها فتشفيه.

12- وفأر المسك يضمد جرحه بصمغ الشوكران و يفعل مثل الدب أيضاً وقد يغطي الجرح بنبات التنور الأبيض وغيرها يغطي جرحه بالطين.

13- القردة تحشو الجرح بأوراق النباتات العطرية لأن ما فيها من الزيوت الطيارة يطهر الجراح.

14- الدب الوحشي إذا مرض يأكل من ثمر العليق ليعقب إسهالاً و يمتنع عن الطعام.

15- إذا أصيبت الحيوانات آكلة العشب بالإسهال فإنها تقضم لحاء الأشجار فيوقف الإسهال بما فيه من التانين (القابض).

16- وذوات القرون تبحث طويلاً عن الماء الجيري (الكلسي ) والينابيع والحفر المملوءة بالأملاح المتخلفة من صناعة الفوسفات في أمريكا الجنوبية لأن هذه الأملاح تساعد الإناث على حملها وتساعد نمو القرون.

17- الطيور تبحث عن الجير (الكلسي) فتلقطه و هو يساعد على تكوين قشرة البيض و إذ عزّ وجود الجير تهاجر إلى شطآن البحار لتلتقط فتات المحار و الأمثلة كثيرة.


هذه أمثلة تبين أن الحيوانات قد ألهمتها الطبيعة أن تتداوى من أمراضها ببعض النباتات الدوائية حتى إذا جربها الإنسان ونفعته صارت في العرف و التجربة دواء ناجعاً.

المصادفة والمشاهدة

وهكذا تظهر أهمية المصادفة و المشاهدة على الإنسان: فإذا اضطرته الصدفة أكل نبات أو تذوق عشبة فأثرت عليه تأثيراً خاصاً كإسهال أو إمساك أو مغص أو قيء أو نوم أو هبوط ...الخ كان ذلك بمثابة إعلان عن هذه الصفات الطبية لهذه النباتات. كما حدث حينما تذوق الخس في الصباح وشعر بعده بالراحة والانسجام والهدوء فكرر التذوق وتكرّر معه نفس الشعور وكان ذلك مبدأ استخدام الحشيشة واستعمالها في إضعاف الإرادة من أجل أغراض معينة.


وهناك أمثلة كثيرة تعتبر الصدفة فيها عاملاً مهماً:

أ- لوحظ إن الأرغوث الذي ينمو على الشوفان بصورة طفيلية ، حدوث أعراض في الجلد والأطراف والحمل ، وظهر أنها من اختلاط هذا الطفيلي بدقيق الشوفان وأصبح الأرغوث بعدها مادة طبية.

ب- يحدث عند أكل نبات معين عرض كالإسهال أو الإمساك أو الإجهاض أو الألم مما يفيد في تحديد صفات هذا النبات ويميل الناس إلى الوسائل الطبيعية المجربة التي تثبت فوائدها و لا يميلوا إلى تجربة الجديد والتجديد وهذه غريزة الطفولة ونحن نحتاج إلى غرائز الطفولة المولودة للتغلب على مضاعفات الحياة المدنية الحديثة. فالعودة إلى القواميس الطبيعية كما نشاهدها عند الأطفال والحيوانات ...والذين يعرفون كيف يتتلمذون على النحل و الطيور والقطط والكلاب والماعز والعجول والبقر والثيران والخيول يمكنهم أن يتزودوا بمعلومات طبيعية فيزيولوجية وبيوكيماوية لا وجود لها في كتب الطب المدرسية.

نشأة الطب الشعبي

لاحظ الإنسان الأعشاب الزكية وتمناها لغذائه أو يتخذ منها عطراً ليملأ نفسه انشراحاً. لما لاحظ أن هناك نباتات لا يقربها طير و لا يرعاها حيوان. تحيّر في أمرها !وكان من ملاحظاته أن أغنامه رعت كلأً و لم تمضِ سويعات حتى اعتراها الإسهال. و تكررت الملاحظة. وفي أحد الأيام انتابه الإمساك وكان شديداً فأقض مضجعه وتذكر العشب المسجل فذهب إليه وهو في خوف. قطعت يديه بعض وريقاتها و مضغها بحذر و كان سروره حين جاءه الإسهال. وزال عنه كابوس الإمساك. و بالتأكيد حمل البشرى إلى عشيرته. وبذلك اكتشفت خواص السنامكي وذاع استعماله.

تكررت المشاهدات وتعددت النباتات وكثرت المحاولات و التجارب. وكم كان بعضها مربكاً و قاسياً. بدأ حكماء العشائر يجمعون هذه النباتات و يحتفظن بنتائجها و صفاتها ليُداوا بها المرضى. وكلما كثرت هذه المعلومات وزادت عن الحصر الذهني وخُشيَّ عليها من النسيان أو يموت صاحبها بدأت الحاجة إلى التدوين. فظهرت أول الكتب الطبية. إن أقدم التقاليد الطبية هي من الصين و بلاد سومر ما بين النهرين و مصر و الهند (أما أوربا فكانت في عصور الظلمة).

ففي الصين (في حوالي 3000 إلى 2730) سنة قبل الميلاد ألّف الإمبراطور الصيني ش نونغ موسوعة تحوي على /375/ علاجاً عشبياً منها عشبة الجنسج(Gensing) ونبتة الأفيون ونبتة الافدرا.

والمخططات السومرية (2500سنة ق.م) تعددّ كثيراً من الأدوية التي ترتكز على النباتات كما أن بعض المخطوطات (حوالي 2200سنة ق.م) تسجل ألف نبتة طبية. وفي حوالي (2500سنة ق.م) عدد الآشوريون /250/صنفاً من النباتات الطبية.

كما أن حمورابي (الذي حكم من 1728-1686ق.م) ذكر الكثير من النباتات الطبية. وبالنسبة إلى مصر فإحدى أوراق البردي الأثرية المحفوظة بمتحف برلين توضح بجلاء أول كتاب طبيّ وضعه الملك أتوتيس خليفة الملك تارمر(حينا). وممن نبغ في الطب الشعبي هو الوزير (امنحوتب) وقد عظمّه المصريون و جعلوا تمثاله رمزاً لإله الطب و كان في أيام الأسرة الثالثة قبل المسيح بنحو 3500 وكان عالماً بالفلك و الكيمياء و الهندسة ولد في غنخ تاوي وكان وزيراً للملك زوسر و كان كبير الأطباء ورئيس الكهنة . وفي زمن الملكة حتشبسوت أرسلت بعثة إلى بلاد بنت(الصومال و اليمن )مكونة من أسطول من خمس سفن كبيرة وتسع سفن صغيرة لاستجلاب بذور نباتات المر و الصنل و الخشخاش و غيرها من النباتات الطبيعية المهمة و زَودت البعثة بهدايا نفيسة إلى ملك (بنت) و كبار مملكته و قد جلبت هذه البعثة حوالي /32/نباتاً . وفي عهد تحوتمس الثالث أُدخلت زراعة الرمان و الزيتون و القرطم و العنب و كثير من النباتات الطبية و العطرية . وتدل آثار "بني حسن" و" دهشور" و ما حوته كثير من المقابر المصرية القديمة من نباتات طبية و عطرية و مما يل بعضها :" آس ،أفسنتين، بردقوش، بصل الفأر، بلوط ،بيلسان ،توت ،تين ،ثوم ،جاوي،جوز ، حبة سودة، قميض ، حشيش ،حناء، خروع، خشخاش ،ختميّة ،زعفران ، زنزلخت، زيتون، سليخة ،سماق ،شنبل ،سمسم ،سنط، سنامكي ،شبت، شعير ،شمر ،شوكران، شيبة، صبّار، صفصاف، صنل ، ضرو، عرعر ، عنب، غار، فلفل أسود، قصب النديرة، قرطم ،قرفة ، كافور ،كتان ، كراوية ،كرفس كزبرة ،كمون، لوتس ،لوز،ليمون،مصطكي، مر، صيعة، ونجبيل ،فردين" . لقد اهتم القدماء المصريون بالنباتات الطبية و كانوا يؤلهون النيل و يسمونه "هابي" إي المحسن لمصر وقد رفعوه إلى مصاف الآلهة . وكان الإله "رع" أو "آمون رع" هو خالق النباتات . وفي الأساطير المصرية إن هذه النباتات هي الدموع التي تسقط من عيون الآلهة أو الريق الذي يخرج من أفواههم فإذا دمعت عيون "حوريس" نبتت روائح زكية أما دموع "رشو و تفنوت" ابن و ابنة الشمس فتتحول إلى أشجار البان أما الريق الذي يخرج من "رع" فيخلق البردي. ولقد اشتهر القدماء المصريون باستخدام النباتات الطبية في البخور و العطور و كانت هي الطقوس الأساسية في ديانتهم . فكان الكهنة يحرقون البخور لكي يطردوا الشياطين و الأرواح الخبيثة وكانوا يطلقونه حين الاستعانة بالآلهة و استعطافاً لها ،وكانوا يعتقدون أنه يساعد الروح في صعودها الأخير ... تعود تفاصيل الطب المصري إما إلى ما ذكره علماء اليونان في كتبهم عن علوم المصريين القدماء وذكروا النباتات التي استعملوها و المركبات الطبية التي أخذت عنهم ومن هؤلاء العلماء اليونان ديودور و هيرودوت و سترابون و أرسطو ، ديسكوريدس ، و ثيوفراستوس . أو إلى الكتب المصرية التي بقيت من عهد قدماء المصريين وهي المعروفة بالقراطيس الطبية ، وأشهر هذه القراطيس:

قرطاس برلين الطبي Berlin papyrus:

وجد هذا في حفائر سقارة وهو مكون من عشرين صفحة وقد ذكر جالينوس هذا القرطاس حينما كتب عن قدماء المصريين وتوجد فيه صفات مراهم ، وحقن شرجية ومركبات معظمها من النبات تطرد الديدان و المغص و الحمى و القيء و أمراض القلب .

قرطاس هيرست Herst's papyrus:

وجدته بعثة هيرست في دير البلاص وقد أعطاها إياها أحد الفلاحين وهو من أيام الملك أحينوفس الأول وهو مشابه لقرطاس إيبرس وقد تكررت فيهما بعض الأوصاف و المركبات. ويقسّم العلاج في هذا القرطاس حسب أعضاء الجسم ويشمل طرقاً لطرد الأرواح الشريرة وتعزيمات سحرية تقرأ على الأدوية حين تحفيزها وكانت تضع المراهم في ذلك الوقت من الدهن و زيت الزيتون وقد ذكر طرقاً لعلاج الأسنان و الثدي و كسور العظام و المثانة و عضة التمساح ونهش الحيوانات البرية ،كما أن فيه طريقة لاستعمال دم الثور في معالجة الاتيميا في هذا القرطاس وفيه وصف لترطيب حبوب ولُبَخ ومكمدات ومساحيق و حبائر.

قرطاس لندن:

وهو قرطاس صغير يحوي على أوصاف مكمدات ولبخ ودهانات وتعزيمات سحرية ومعظم مركباته من الشعير و الخس و العسل و خروب ولُبَن الجُميز وطلع النخل و الدهن و الرصاص الأبيض و الحنظل و الهلليليج و السلفون و الأنتيمون.

قرطاس ايبرس George Ebers papyrus:

وايبرس هو من أعظم العلماء و المؤرخين وهو فنان وأديب وقصيص و هو مؤلف رواية (وردة) في تاريخ قدماء المصريين و له باللغة الألمانية كتاب مصر الحديثة و القديمة وهو من أبدع الكتب العالمية وفي سنة 1870م اشترى إيبرس في مصر ملفاً بردياً طوله (60) قدماً وهو مقسم إلى أجزاء و لكل جزء رقم خاص ويبدأ كل قسم منه بالحبر الأحمر ثم بالحبر الأسود وقد كتب هذا القرطاس بنحو /1550/ سنة قبل المسيح(أي أنه كتب في عصر النبي موسى) . وقد رتبت الوصفات الطبية فيه حسب ترتيب أعضاء الحسم . وهو يحوي على /877/ تركيباً طبياً لعلاج : البرص و الجذام و الديدان و الرمد و الجروح و الدمامل و أمراض النساء و لإبادة الحشرات و العقارب و الثعابين و الفئران و لعلاج الشعر و تربيته وتقويته ومنع سقوطه ومنع الشيب ولفطرية الجلد وقد ورد فيه عدد كبير من النباتات كالخروع الذي وصف لعلاج الشعر و الإمساك و استعمل زيته دهناً و مرهماً ونشارة الأبنوس للجروح و أبو النوم و التمر هندي و البردي و التين و الجرجير و اللبن الجميز والحناء و خناق الذئب و الصمغ و الصفصاف و السعد و السفط وزيت الزيتون و الهليلج و العسل و غير ذلك و كذلك في قرطاس إيبرس نجد قطرات للأنف و غرغرة ولبخ و كحل و بخور و غسيل للأذن ودهانات للشعر و مراهم .


قرطاس أدوين سميث:

عُثر على هذا القرطاس سنة 1860 و ترجمه العالم بريستبد و هو يرى أنه كتب منذ خمسة آلاف سنة و إنه من تأليف أمنحوتب ،طول هذا القرطاس /4.7/م و قد تمزق منه حوالي نصف متر وفيه نجد شرح بعض الأمراض و علاج الكسور و الجروح و القروح و بعض التعريفات الطبية ووصفات لإرجاع الشباب . ومما يجب ذكره هو أن في كتب الطب المصري ذكرت نباتات و هي لا تزال تستعمل لنفس الأمراض و نفس الطريقة في الطب الشعبي المصري و العطاري و إن قدماء المصريين هم أول من استعملها.


العرعر: مدر للبول في أمراض الكلى والمثانة و الحصى و لأمراض القلب و مسكن للأوجاع و قد ذكر في قرطاس ايبرس و هيرست.

الحنظل: مسهلاً و طارد للديدان (ايبرس).

البوظة: مدراً للأمعاء وفي الحمى (ايبرس و هيرست).

الصمغ: قابضاً في الإسهال (ايبرس).

بذر الكتان: للآلام وللأورام والتهابات من الظاهر (ايبرس).

كبريت العمود: للجرب.

الخشخاش: لتسكين الألم و لمغص شرباً وموضعياً (ايبرس).

قشر الرمان: لطرد الديدان.

و المر و النعناع و اللبان و العمص و زهر اللوتس والتناوشق.

أما الطب الهندي فيعود إلى (3500 سنة )قبل الميلاد و كانت له صفة رسمية في الكتب الهندوسية الأربع المقدسة. و نجد حتى الآن تعاليم الطب الهندي تمارس في آلاف المستوصفات و فيها أكثر من (8000) علاج نباتي المصدر و هو منتشر في كل جنوب شرق آسيا. ثم جاء الأغريق و كان من أبرزهم أبقراط (459-370ق.م) وكان أشهر الأطباء وفي العصور القديمة وفد سافر إلى بلدان كثيرة باحثاً و مزاولاً مهنة الطب و قد ترك حوالي (4000)دواء و علاج طبي من أصل نباتي ومنهم أيضاً ثيوفراستونس (371-287) و هو تلميذ أرسطو ،و اسكندر المكدوني (356-323ق.م) و كان مغرماً بهذه النباتات و بعد تأسيس كلية الطب في الاسكندرية (332ق.م) بدأ تلاميذ الطب يأتون من اليونان و قد سافر علماء الطب مع الاسكندر إلى الهند .ثم جاءت الدولة الرومانية و قد ألف إلدر الروماني بعد عام 323ق.م /37/ كتاباً ثمانية منها تبحث عن النباتات الطبية. و في القرن الأول للميلاد (77م) وصف ديسقوريدس (وهو اغريقي ولد في الأناضول )ألف الموسوعة الطبية و هي تحوي حوالي 500نبات طبي و قد بقيت هذه الموسوعة لمدة (1500)سنة هي المرجع الأول و قد عاصر بليين الذي ألف كتاباً كبيراً عن التاريخ الطبي ذكر فيه ألف نبات ، وفي سنة 130م ولد جالينوس (130-200م) في مدينة برغام في آسيا الوسطى و بدأ حياته كطبيب في مدرسة الاسكندرية ثم أصبح الطبيب الخاص للإمبراطور الروماني (ماركوس أوريليوس) في روما ،استفاد جالينوس كثيراً من تعاليم ابقراط ونشر معلوماته في /11/مجلداً ، و أصبحت كتاباته الأساس لعلوم الطب لعدة قرون وهو مؤسس علم الصيدلة الجالينوسية. ثم أشرقت شمس الدولة العربية و قد اهتم الأطباء العرب كثيراً بالعقاقير الطبية و تابعوا تعاليم أطباء اليونان و الرومان وزادوا عليها ملاحظاتهم و كان هذا الأساس للممارسة الصيدلانية و كتبوا كتبهم و تمكنوا من نشرها في بلدان البحر الأبيض المتوسط في القرن /7/ بعد الميلاد ثم نشروها في كل أنحاء أوربا بعد مجيئهم إلى اسبانيا و من أعلام العرب.

1- جابر بن حيان (700-765م) و كان أكثر بحوثه في الكيمياء.

2- الرازي (865-925م).

3- ابن سينا (980-1037م) .

4- ابن البيطار (1197-1249م) .

5- ابن بطوطة (1304-1319م) وقد وصف كثيراً من النباتات الطبية و العطرية في أقاصي الشرق.

6-داوود الأنطاكي تذكرته في أواخر العهد العربي ثم اخذ يظهر الغرب.

ويعتبر أبو بكر الرازي (865-925م) أول طبيب عربي استعمل الترجمان و قد قضى فترة كطبيب و معلم في مشفى بغداد و هو يعتبر الطبيب السريري الرائع ووضع عدة كتب منها " كتاب المنصوري" و هو في /24/مجلد للعلوم الطبية و فيه عدد من الوصفات الطبية النباتية. و يعتبر ابن سينا (980-1037) أشهر الأطباء و قد اشتهر و عمره/17/عاماً ثم وصلت شُهرته بغداد وخلال عمله في أصفهان (خلال 7سنوات) أكمل كتابه " قانون الطب" في علم العقاقير والأدوية و فيها يصف /811/مادة طبية نباتية و دواء يشرح تأثيراتها في الجسم و نباتات طبية تعود إلى أصل هندي و صيني و تبتي و فارسي و شرقي و قد استعمل الزئبق إلى جانب النباتات و الأعشاب و كان على معرفة جيدة بالكافور و البابونج و الخزامى و السنامكي و الراوند.

ثم جاء الغرب الذي أخذ يتدرج في معرفة أهم خواص العقاقير و استخلاص موادها الفعالة و زيوتها العطرية ثم تحليل سرها و تأثيراتها من الناحية العلاجية. و قد صاحب النهضات العلمية و ثبَات اقتصادية وكثير من الحروب كان المهم فيها الاستحواذ على تجارة العقاقير و التوابل والعطور واحتكار بيعها و نقلها. فبعد أن ظلّت هذه التجارة بيد الفينيقيين دهوراً عدة خلفهم العرب و كانت في قوافلهم تنقل العطور و العقاقير من الهند و بلاد البحرين و أفغانستان و إيران إلى مصر وأوربا ثم تصدت البرتغال و انتزعت هذه الكثير من أيديهم وورثتها هولندا وأول كتاب طبي كُتب عن الأعشاب كتبه لييش باللغة الإنكليزية مابين (900-950م) و في القرن التاسع بعد الميلاد تأسست أول مدرسة طبية في مدينة سالرنو في القرن الرابع عشر و الخامس عشر كانت في مدينة مونتبليه مدرسة طبية في فرنسا وكان وليم تيرنر (1551-1568م) أول طبيب إنجليزي يدرّس الأعشاب بشكل علمي. وأول كتاب طبي عن الأعشاب صدر عن جيرارد سنة (1597م) في مجلدين مليئين بالرسوم و في سنة (1652م) أصدر كولبير كتاباً عشبياً كانت أهميته أكثر من كتاب جيرارد. و في القرن (14م) صدرت كتب عن علم الطب عند شعب الأزتيك (في أمريكا الجنوبية) و قد أتلف معظمها من قبل الإسبان و في سنة (1514م) كان هيرنانديز أول طبيب لجزر الأنديز و قد كتب عن علم الطب عند الازتيك و في عام (1552م) صدر كتاب مع رسوم توضيحية عن طبيبين مكسيكيين يشرحان النباتات التي استعملها الأزتيك. و في القرن (17م) اعتمد المهاجرون إلى أمريكا الشمالية على كتاب الأعشاب الطبية لكوليير وكانوا قد أحضروا معهم نباتات أوروبية كما استعملوا نباتات معروفة عند الهنود الحمر ، و في سنة (1718م)بدأ الكنديون تصدير نبات (الجنسنغ) إلى الشرق للتعويض عن النقص في الإنتاج الصيني. استمر التقدم في علم الكيمياء و الفارموكولوجيا في النصف الثاني من القرن (19م) أصبح علم الصيدلة النباتية فراً علمياً قائماً بحد ذاته و نتيجة للتقدم الطبي العلمي عاد الاهتمام من جديد في النباتات و الأعشاب الطبية لفائدتها من الناحية الشفائية و قد نشرت جمعية طب الأعشاب البريطانية بين (1976-1981) مجموعة الأدوية الصيدلانية النباتية البريطانية و يوجد في بريطانيا اليوم "المؤسسة الوطنية للمعالجين بالأعشاب" وهي جمعية معترف بها رسمياً و يشرف على تدريس و تمرين المعالجين بالأعشاب ضمن برامج تمتد إلى أربع سنوات فينال منها الناجحون دبلوماً يخوّلهم الحق في المعالجة بالأعشاب و النباتات بشكل رسمي و الانضمام إلى عضوية الجمعية. كان الطب العربي في نشأته ، و التطبيب في بداية عهده معتمداً على المشاهدة الناتجة عن المصادفة أو ملاحظة الحيوانات كما بينّا فيما سبق . ومن ثم تعاودت التجارب و تكررت وبيّنا كيف أخذت المعلومات المتراكمة بالتدوين عند شعوب مختلفة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإلهام مصدر الحضارة الطبية

إلاّ أن الإلهام كان طريقة أخرى للحصول على معلومات و مصدراً للحضارة الطبية منذ كان من ضمن رسالة الأنبياء و الإرشاد و التوجيه الصحي . ويعتبر ادريس أول من مارس الطب ثم جاء سليمان بخبرته و معرفته بمنافع النباتات و تأثيرها العلاجي ثم ذكر داوود عنايته بالصحة و الإرشاد في سبيل المحافظة عليها ثم جاء موسى ووضع قواعد ثابتة في الصحة و سلامة الأبدان ثم جاء لقمان بوصاياه في الصحة وتوجيهاته في العلاج أما عيسى فقد أشار القرآن إلى شفاء الناس على يديه:" و أبرئ الأكمه و الأبرص و أحي الموتى بإذن الله" كانت الفوضى سائدة في بلاد العرب قبل الإسلام وبمجيء محمد صلى الله عليه و سلم بُعثت روح جديدة في الطب فجاءت أحاديث شريفة موجهة لصحة الأبدان لتمكينها من عبادة الأديان (فكانت القاعدة صلاح الأبدان قبل صلاح الأديان) وله أحاديث في الطب النباتي (راجع كتب الطب النبوي). كما أن في القرآن الكريم آيات بينات فيها توجيه إلى الصحة و الشفاء و الاهتمام بالغداء عامة والنباتات خاصة. وكان لعلماء العرب مؤلفات طبية و هي في حقيقتها كانت قواميس عن النباتات الطبية والأغذية العلاجية وتعتبر هذه القواميس مراجع عربية في الطب و التطبيب ومن أمثلتها:

- كتاب" منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان" لابن علي يحيى بن حزلة البغدادي المتوفى سنة 493هـوهو يمثل ما وصلت إليه الثقافة الطبية في تجربة الأدوية مفردة و مركبة في القرن الخامس الهجري.

- كتاب " الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية" لعبد الله بن أحمد الأندلسي المعروف ابن البيطار و المتوفى سنة 646هـ.

- كتاب "المعتمد في الأدوية المفردة" للملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني المتوفى سنة 694هـ.


لقد قال رسول الله (ص) " ما أنزل الله من داء إلا و أنزل له دواء " (أو شفاء).

ولقد كان الجهّال يظنون أن جميع الأمراض التي تصيبهم كلها من قبل الشيطان وعمل الروح الشريرة لذا كثر السحر وانتشرت التعويذات و سادت الخرافات إلا إن الله سبحانه و تعالى قد ألهم الإنسان منذ النشأة الأولى البحث عن الطعام والغذاء من أجل البقاء والشفاء لأن الشفاء والبقاء من مكونات الطعام والغذاء. و قد أثبتت بالدليل القاطع أن المملكة النباتية غنية بمنتجاتها الثانوية ذات الطعم المر والرائحة العطرية متميزة بنشاطها الحيوي و تأثيرها الفيزيولوجي علاجاً ضد معظم الأمراض المستعصية التي تصيب البشر والحيوانات الأليفة والطيور الداجنة. لقد بعث الله الأنبياء والرسل على بني الإنسان لهديّ الناس وإنارة الطريق وحث الناس ليس فقط للعبادة بل للتأمل في مكونات الكون والعمل على مواصلة البحث لمعرفة أسرار هذا الكون وما يحتوي من كنوز نباتية ومعدنية يمكن الانتفاع بها والاستفادة منها. ولقد قامت حضارات متعاقبة وثقافات متباينة لكثير من الأمم حافلة بالتجارب الميدانية مليئة بالمشاهدات وخاصة في علاج الكثير من الأمراض بواسطة تناول الأعشاب الشعبية البرية والنباتات العطرية التي تعرف بالأدوية ذات الوصفات البلدية. وإضافة إلى التطبيب والمعالجة على أيدي الأنبياء والرسل التي أوصى الله بها إليهم (المسماة بالأدوية الإلهية) و قد قال سيدنا محمد (ص) " لكل داء دواء" و قد هدى الإنسان إلى الشفاء فتناول النبات و الزرع ذات الإفرازات الطبية والمواد الأولية المتميزة بفعاليتها الدوائية وسرعتها العلاجية (والتي تسمى بالأدوية الطبيعية) الناتجة من الأعشاب البرية والنباتات المزروعة والمسماة باسم " النباتات الطبية والعطرية" . لذلك انتشرت استعمالاتها ودُونت فعاليتها عبر القرون والعصور وانتقلت مداولتها وطرق استعمالها من جيل إلى آخر و من قبيلة إلى قبيلة وهناك أمثلة كثيرة.

أ- استخلاص المواد الفعالة طبياً من نبات الافدرا و خاصة مركب الأفدرين المستخدم في علاج الأمراض الصدرية واحتقان الجيوب الأنفية و الربو الشعبي خلال حضارة الصين القديمة.

ب- مركب الخلّين المستخلص من ثمار الخلّة البلدي والمستخدم في علاج المغص الكلوي و تفتيت و تكسير الحصاة الكلسية مع سرعة ادرار البول و توسيع الحالب وذلك في الحضارة الفرعونية القديمة.

ج- مركب الرسيربين المعزول من جذور نبات الراولفيا فقد استخدم أطباء القبائل في إفريقيا والأطباء الهنود من هذه النبتة لعدة قرون لمداواة مرض عقلي "جنون القمر" و قد تمكن الأطباء البريطانيون و ستطاعوا استخلاص مادة الريسيربين من جذورها لمعالجة الأمراض العقلية وبعدها أصبحت هذه المادة مهمة لمعالجة ارتفاع الضغط.


لماذا الطب الشعبي

تعتبر الشعوب الشرقية النبات الطعام والغذاء والكساء وكذلك للعلاج (عقاقير) كما أن بعضها تستعمل كمبيدات للحشرات مثل:

أ- زهرة الأقحوان أو زهرة الربيع أو زهرة الذهب فمادة Pyrettrun فقد تم استخلاصها منها واستعمالها حتى داخل المنازل ضد الحشرات فهي أحسن بكثير من مادة D.D.T السامة للإنسان و الحيوان.

ب- مادة النيكوتين المستخلصة من نبات التنباك سامة للإنسان والحشرات..

ج- بعض المواد التي هي هرمونات و مضادات حيوية وبعضها ضد الحساسية وبعضها مبيدات الحشرات.

ولأهمية النباتات الطبية والعطرية بين الأمم والشعوب المختلفة انتشرت زراعتها في جميع بقاع العالم وتنوعت استخداماتها وكثرت الوصفات البلدية لها لنشاطها وفعاليتها الدوائية ولسرعة شفاءها العلاجية من دون مضاعفات ، وقد تم زرع هذه النباتات على ضفاف النيل أثناء الحضارة المصرية القديمة وبين الرافدين دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين خلال الحضارة البابلية والكلدانية.

والآن تقوم شركات ومؤسسات صناعة الأدوية بتمشيط الأقطار البدائية والأرياف في العالم لتحاول فهم وتفسير الطب المحلي في تلك الأقطار. وهناك أمثلة كثيرة كيف أن بعض الأعشاب لها تأثيرات شفائية ضد السرطان والتاريخ مليء باكتشافات مذهلة عند بعض الحضارات القديم .

وقد بدأ علماء الغرب بالنظر بنظرة مختلفة إلى طب الأعشاب منذ بداية السبعينات وعملوا على إنعاش الطب التقليدي واعتبروا هذا نوعاً أو جزءاً من فلسفة العودة الطبيعية. فأخذت كثير من البلدان النامية تشجع إنعاش الطب الشعبي والتقليدي في بلدانهم واستعمال الأعشاب المختلفة لكونها:

- متوفرة


-زهيدة الثمن.


- تشكل جزءاً من حضارتها.


- كونها جُرّبت على مرّ الأجيال.

- إنها خالية من التأثيرات الضارة والتي توجد بكثرة في الأدوية الصيدلانية المصنعة.

- وبالإضافة إلى أنها تلاقي قبولاً عند المرضى.

وقد تحقق هذا الاهتمام الحديث بالأعشاب الطبية والنتائج المذهلة من خلال عاملين مسرعين:

أ- الشهرة الطويلة لفعالية أدوية من الأعشاب والنباتات وقدرتها على شفاء الكثير من الحالات المرضية.

ب- السموم الموجودة في بعض النباتات و التي اختبرت لأغراض علاجية فإنها يمكنها أن تقتل و يمكنها أحياناً أن تشفي ، فالنباتات التي تحوي على السموم تحفز بحوثاً باعتبار ما يُقر بكميات كبيرة يمكن أن يكون نافعاً بكميات قليلة وإليك بعض الأمثلة:

1- لوبيا كالبار Calabar bean:

تحتوي هذه العشبة على منبه قلوي (Alkaloid) تسمى فيزيوستكمين في السائل السام الذي يستعمل لعلاج مرض الدهن العضلي لمعالجة بعض إصابات العين.

2- شجرة (Pilocarpus):

وهي شجرة في جنوب أمريكا و تعتبرها منظمة الصحة العالمية مصدر أهم الأدوية لعلاج الماء الأزرق.

3- شجرة اكليلية المروج (Spirea):

وهو أساس دواء الأسبرين فمنذ آلاف السنين كان لحاء شجرة الصفصاف الأبيض يستعمل لإزالة الآلام والأوجاع ، وقد استعمل الشراب وعصارة لحاء هذه النبتة لعلاج ارتفاع درجة الحرارة و الروماتيزم وآلام الأسنان و الأذن و [صداع الرأس] و النقرس و قد اكتشف الجزء الفعال في القرن التاسع عشر وسُميّ ساليسين وبعدها تمكن من اكتشاف مشابه و هو حامض السالسيك من عشبة تسمى اكليلية المروج وكان اسمها (Spirea)في ذلك الوقت. وفي عام (1899م) وجد أن مزيج حامض السالسيك مع حامض الخليك يعطي فعالية أكثر وكان أن نتج عن ذلك دواء الأسبرين.

4-نبتة الونكة:

وكان لهذه النبتة شهرة في أنها تشفي داء السكري بواسطة محلول أوراقها و هي لا تزال تستعمل في جزر الهند حتى يومنا هذا. قام فريق بحث كندي سنة (1950) عن بديل لمادة الأنسولين لعلاج السكري ، وقد جربوها على مصل السكر في دم الأرانب فجاءت النتائج سلبية إلا أنهم وجدوا إن جميع الحيوانات التي استعملت للتجارب ماتت بشكل غامض و تبيّن أنها فقدت مناعتها ضد بعض المايكروبات وبعد البحث تبين أن النبتة أثرت على عدد الكريات البيضاء و على النخاع الشوكي لدى الأرانب. وقد صادف أن إحدى الشركات أعطت خلاصة هذه النبتة لفئران مصابة بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) فوجدوا أن حياتها قد طالت أكثر من تلك التي لم تعطى هذه الخلاصة. وحينها تمكنوا من اكتشاف مادة الفنكريستين (Vincristine) و الفينبلاستين (Vinblastine) من هذه النبتة و لكلاهما فعالية في معالجة السرطان و خاصة سرطان الدم.

5- نبتة American maudrnke:

استعملها الهنود الحمر على بعض أنواع السرطانات كما استعملوا غيرها مثل نبتة Blood root وهي نبتة أمريكية من العائلة الخشخاشية وتستعمل هذه النبتة للعلم والمعرفة والأدوية.

6- النباتات الهرمونية:

وفي النصف الثاني من القرن العشرين تم اكتشاف حبوب منع الحمل مما أحدث ثورة في هذا الحقل ويعود الفضل للعالم الأمريكي رسل ماركر الذي كان يبحث عن دواء يُعوّض النقص في هرمون البروجسترون عند النساء والذي يسبب الإجهاض عند بعضهن ، أخذ يبحث في بعض النباتات مثل شجرة يشوع (Yashwa tree) في الصحراء الامريكية ونبتة المتاع الأمريكية التي كانت تستعمل كمقوي و شافي لكل الاضطرابات الصحية وقد استخرجت منها مادة صابونية تدعى Diosgenin والتي تمكن العلماء اليابانين من استخراجها سنة 1937 من جذور نبتة تسمى Yaw وهو نوع من النباتات البطاطية. وقد بين العالم ماركر كيف يمكن تركيب مادة البروجسترون في خمس مراحل من مادة الديوسجنين و تكوين هرمون الذكر التستوسترون في 8 مراحل. وقد تمكن هذا العالم من الحصول على خمس أنواع من هذه العائلة النباتية في المكسيك مما جعلها المصدر الرئيسي لصناعة حبوب منع الحمل. وما زالت نبتة Yaw هي المصدر الرئيسي في الهند والصين و هناك نباتات كثيرة بهذا الغرض مثل فول الصويا و بذر القطن و الحلبة. كما أن هناك نبابتات وأعشاب أخرى يمكن استخلاص منها مواد شبيهة لها لمنع الحمل. من هذه شجرة القطن العادية التي يستخرج من بذرها مادة Gossypul والتي تجرى التجارب عليها لاستعمالها لدى الذكور لمنع الخصوبة وقد استُعملت في الصين لهذه الغرض. كما أن نبتة شرش الزلّوع أحدثَت ضجّةً حيث يُقال أن لها فعالية نشطة مقوية جسدية وجنسية تضاهي دواء Viagra الأمريكي و قد بدأت الشركات العالمية لاستخلاص مواد فعالة منه.


الطب الشعبي والطب التقليدي

إن الاستعمالات الطبية للنباتات محصورة بما يسمى بالطب الشعبي فهناك حوالي 25 ألف نوع من النباتات يستعمل طبياً في الهند وأكثر من 2500 نبتة معترف بها رسمياً والكثير يستعمل محلياً وتجدد الاهتمام بالطب الشعبي في العشرين سنة الأخيرة وتحاول منظمة الصحة العالمية وضع علم النباتات الطبية في الأنظمة الصحية للبلدان النامية بسبب كلفة الأدوية الحديثة. تحاول المنظمة تعزيز الطب النباتي ككيمياء وليس كسحر من خلال تطبيق التحليل العلمي للأدوية النباتية المستعملة ، و يشجع الأهالي في فيتنام على زراعة /12/ نوع من النباتات لكل عائلة من أصل /58/ المعترف فيها هناك كنباتات للطب العائلي. وفي أمريكا يعتمد معظم السكان على النباتات الطبية حيث 95% من الأدوية التقليدية تحضّر من الأعشاب التي يضعها المعالجون وهؤلاء يحضرون فترة التدريب ولديهم معرفة بالنباتات الطبية. قد يقول البعض إن هذا النوع من الطب قديم ورجعي إلا أنه سيبقى في الممارسة وقتاً طويلاً. والطب الشعبي هو في الدرجة الأولى وقائي وليس إسعافي وتعود بدايته كما قلنا إلى أزمان عريقة عندما كان الإنسان والحيوان يعيشان متنقلين ولا يسمح الوقت لأحدها أن يكون مريضاً. لقد أدى الطب الشعبي ولا يزال خدمات كبيرة للإنسان ولقد اعترفت منظمة الصحة العالمية بكل أنواع الطب الشعبي ولكل الشعوب ولا يزال يؤدي خدماته في أماكن لا وجود فيها للطب العصري وفي بعض البلدان نجد عصريون جنباً إلى جنب مع الأطباء التقليديون.

بعض الملاحظات عن طب النباتات:

1- إن طب الأعشاب حقيقة علمية و ليس تدجيلاً أو سحراً و لا مجال لتجاهله.

2- إن بعض البلدان المتقدمة تتجه للاعتراف به رسمياً بالكامل وجعله علماً قائماً بذاته كما في بريطانيا.

3- التأكيد على الناحية العلمية لطب النباتات عن طريق التأكيد على العناصر الكيماوية المتوفرة في كل نبتة.

4- تم التأكيد على الخصائص العلاجية للعناصر الكيماوية للنباتات ثم دراستها و تحليلها.

5- التأكيد على الفوائد الطبية واستعمال الوسائل العلمية للحصول على تلك الفوائد للأعشاب المعروفة منذ آلاف السنين.

6- التركيز على أفضل الطرق لجمع تلك النباتات الطبية وحفظها ووسيلة استخراج العناصر العلاجية المقيدة منها.

7-التأكيد على أن بعض النباتات والأعشاب لها سميّة على جانب آخر إنها مقيدة و إن الاستعمال العشوائي يمكن أن يسبب ضرراً بجرعات كبيرة وإن بعض هذه النباتات لا يجوز استعمالها إلا تحت إشراف الطبيب.

8- التركيز على استعمال بعض النباتات الطبية في المنزل لمعالجة بعض الحالات الطارئة. و إن هذا لا يعني عد استشارة الطبيب أو تجاهل اللجوء إلى وسائل الطب الحديثة في الحالات المستعصية والإسعافية أو الدخول إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل المخبرية الضرورية.

9- كذلك التأكيد أن بعض الحالات المرضية يمكن معالجتها في المنزل أولاً من دون مضاعفات ودون استشارة الطبيب عند كل شاردة وواردة لأن ذلك باهظ الكلفة ودون شراء الأدوية الكيماوية المصنعة الباهظة الثمن والتي تكون متوفرة في النباتات الطبية.

10- حث المسؤولين في وزارة الصحة على تشجيع البحوث على النباتات الطبية والتأكيد على فوائدها ومضارها و الاستفادة من خبرة القرويين في ممارساتهم الطبية الشعبية.

11- تحذير القارئ من الدعاية المغرضة والجاذبة وعدم الانجراف في فوائد بعض المواد المصنعة في الغرب فكثير من الأحيان موجودة في كثير من الأعشاب المحلية.

يا لفت يا ملك البقول وفيصل في البرد تقطع نزلات الشتاء و تفصل

لكن طَبعُ الناس تعشق غالياً ويشيح عن طيب الرخيص الجاهـل

ظلموك و انتقصوا بحقك حقهم و كذلك يفعل من يضيم و يجهـل

باللفت و البصل الطري وزعترٍ في البرد نقمع آفات الشتاء و نقهـر

بالخضروات و برتقال يافعٍ بالليم و الليمون ننصح و نأمـر

ومن الهواء نقيّه و براحة و لآفـة التدخين نمنـع نُنكـر

هذي إليك نصيحتي منظومةً و النصح أغلى ما يقـال و ينشـر

لي في الختام مقالة مأثورة في شكر رب العالمين تذكـر

كم نعمة منه لدينا رحمة ثم السبيـل للهدايـة يسّـر

رباه كم أكرمت عبدك منعماً فجميل صفك واضح ليَّ ظاهر

رباه أنت الملهم الهادي الذي لولاك ما خطرت ببالي أمكـر

لولاك ما جاء الرسول محمد لا الأنبياء و لا المسيح يُبشـر

منك الهداية للجميع منارهم من نور قدسك نستضيء ونبصر

الله أنت الخالق الحيّ الذي يُحيّ الرميم و كل ميت يُنشَر

لولاك ما ظهرت حياة في الثرى لا في البحار و لا الجنين يُصّور

لولاك ما لمعت نجوم في السما لا الشمس ضاءت المنير يُنور

لولاك ما عرفت طيور دربها تسعى لوكر و تطير لتهجر

لا النحل يبلغ الثمار سبيله لولاك لا شجر و زرع يُثمر

لولاك ما دام الوجود هنيئة كل يسبح في علاك و يشكر

و إلى الكرام الحاضرين تحية عما أكـن من الشعـور تُعبـر

إشراق طلعتكم أنار قلوبنا فانبعثت بالإشراق شعـر عبقـر

كم تستريح النفس فيه لمشهد فيـه الحبيب و كل خل يظهـر

سعاداك من بين الحضور عزيزة وصديق فيهم من يصدقه نفخـر

لا أبدل الله الزمان بآخر لا خـلَّ فيه و الصداقـة تُنـدر

للخير إن تسعى فأنت أميرهم للشر إن تسعـى فأنت الأحفـر

فارفعه بين الناس واجعل نسخه بالعـز و التوفيـق يوماً يغمـر

أنت العزيز و من تعز فقد حظي في الأرض اسما لايزول

ويُذكـر أنت العزيز تذل فقد هوى في الأرض دركاً يستذل و يحفـر


المصادر

http://www.aleppo-cult.org