الطفيل الغنوي

الطفيل الغنوي شاعر جاهلي من الفحول المعدودين، ويكنى أبا قران، يقال إنه من أقدم شعراء قيس. وهو من أوصف العرب للخيل.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

قال ابن الكبي: هو طفيل بن عوف بن كعب بن خلف بن ضبيس بن خليف بن مالك بن سعد بن عوف بن كعب بن غنم بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.

ووافقه ابن حبيب في النسب إلا في خلف بن ضبيس فإنه لم يذكر خلفاً وقال: هو طفيل بن عوف بن ضبيس. قال أبو عبيدة: اسم غني عمرو، واسم أعصر منبه، وإنما سمي أعصر لقوله:

قالت عميرة ما لرأسك بعدما فقد الشبباب أتعى بلون منكر
أعمير إن أباك غـير راسـه مر الليالي واختلاف الأعصر

فسمي بذلك.


أخباره

أخبرني هاشم بن محمد بن هارون بن عبد الله بن مالك أبو دلف الخزاعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأنصاري قال: قال لي عمي: إن رجلاً من العرب سمع الناس يتذاكرون الخيل ومعرفتها والبصر بها، فقال: كان يقال إن طفيلاً ركب الخيل ووليها لأهله، وإن أبا دواد الأيادي ملكها لنفسه ووليها لغيره، كان يليها للملوك، وان النابغة الجعدي لما أسلم الناس وآمنوا اجتمعوا وتحدثوا ووصفوا الخيل، فسمع ما قالوه فأضافه إلى ما كان سمع وعرف قبل ذلك في صفة الخيل. وكان هؤلاء نعات الخيل.

أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن، قال حدثني عمي قال: كان طفيل أكبر من النابغة: وليس في قيس فحل أقدم منه. قال: وكان معاوية يقول: خلوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء.

أخبرني عبد الله بن مالك النحوي قال: حدثنا محمد بن حبيب قال: كان طفيل الغنوي يسمى طفيل الخيل لكثرة وصفه إياها. أخبرني محمد بن الحسين الكندي خطيب مسجد القادسية، قال: حدثني الرياشي قال: حدثني الأصمعي قال: كان أهل الجاهلية يسمون طفيلاً الغنوي المحبر؛ لحسن وصفه الخيل .

أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدثني محمد بن يزيد قال: قال أبو عبيدة: طفيل الغنوي، والنابغة الجعدي، وأبو دواد الإبادي، أعلم العرب بالخيل وأوصفهم لها.

أخبرني عمي قال حدثنا محمد بن سعد الكراني قال: حدثنا العمري عن لقيط قال: قتيبة بن مسلم للأعرابي من غني قدم عليه من خراسان: أي بيت قالته العرب أعف؟ قال: قول طفيل الغنوي:

ولا أكون وكاء الزاد أحبسه لقد علمت بأن الزاد مأكول

قال: فأي بيت قالته العرب في الحرب أجود؟ قال: قول طفيل: {{قصيدة|بحي إذا قيل اركبوا لم يقل لـهـم |}عوارير يخشون الردى أين نركب}

قال: فأي بيت قالته العرب في الصبر أجود؟ قال: قول نافع بن خليفة الغنوي:

ومن خير ما فينا من الأ مر أنـنـا متى ما نوافي موطن الصبر نصبر

قال: فقال قتيبة: ما تركت لأخوانك من بالهلة؟ قال: قول صاحبهم:

وإنا أناس ما تزال سوامـنـا تنور نيرآن العدو مناسـمـه
وليس لنا حي نضاف إلـيهـم ولكن لنا عود شديد شكائمـه
حرام وإن صليته ودهـنـتـه تأوده ما كان في السيف قائمه

وهذه القصيدة المذكورة فيها الغناء يقولها طفيل في وقعة أوقعها قومه بطيىء، وحرب كانت بينه وبينهم.

وذكر أبو عمرو الشيباني والطوسي فيما رواه عن الأصمعي وابي عبيدة: أن رجلاً من غني يقال له قيس الندامى ، وفد على بعض الملوك، وكان قيس شيداً جواداً، فلما حفل المجلس أقبل الملك على من حضره من وفود العرب فقال: لأضعن تاجي على أكرم رجل من العرب، فوضعه على رأس قيس وأعطاه ما شاء، ونادمه مدة، ثم أذن له في الانصراف إلى بلده، فلما قرب من بلاد طيىء خرجوا إليه وهم لا يعرفونه، فلقوه برمان فقتلوه، فلما علموا أنه قيس ندموا لأ ياديه كانت فيهم، فدفنوه وبنوا عليه بيتاً.

ثم إن طفيلاً جمع جموعاً من قيس فأغار على طيىء فاستاق من مواشيهم ما شاء، وقتل منهم قتلى كثيرة. وكانت هذه الوقعة بين القنان وشرقي سلمى، فذلك قول طفيل في هذه القصيدة:

فذوقوا كما ذقنا غادة محجـرٍ من الغيظ في أكبادنا والتحوب
فبالقتل قتل والسوام بمـثـلـه وبالشل شل الغائط المتصوب

أخبرني علي بن الحسن بن علي قال: حدثنا الحارث بن محمد، عن المدائني، عن سلمة بن محارب قال: لما مات محمد بن يوسف جزع عليه الحجاج جزعاً شديداً، ودخل الناس عليه يعزونه ويسلونه، وهو لا يسلو ولا يزداد إلا جزعاً وتفجعاً، وكان فيمن دخل عليه رجل كان الحجاج قتل ابنه يو الزاوية، فلما رأى جزعه وقة ثباته للمصيبة شمت به وسر لما ظهر له منه، وتمثل بقول طفيل:

فذوقوا كما ذقنا غداة محجـرٍ من الغيظ في أكبادنا والتحوب

وفي هذه القصيدة يقول طفيل:

ترى العين ما تهوى وفيها زيادة من اليمن إذا تبدو وملهى لملعب
وبيت تهب الريح في حجراتـه بأرض فضاء بابه لم يحـجـب
سماوته أسمال بـردٍ مـحـبـرٍ وصهوته من اتحمي معصـب

أخبرني عيسى بن الحسين بن الوراق قال: حدثنا الرياشي عن العتبي عن أبيه قال: قال عبد الملك بن مروان لولده وأهله: أي بيت ضربته العرب على عصابة ووصفته أشرف جواء، وأهلاً وبناء؟ فقالوا فأكثروا، وتكلم من حضر فأطلوا، فقال عبد الملك: اكرم بيت وصفته العرب بيت طفيلٍ الذي يقول فيه:

وبيت تهب الريح في حجـراتـه بأرض فضاء بابه لـم يحـجـب
سماوته أسمـال بـردٍ مـحـبـرٍ وصهوته من أتحمي معـصـب
وأطنابه أرسان جـردٍ كـأنـهـا صدور القنا من بادىء ومعقـب
نصبت على قومٍ تدر رماحـهـم عروق الأعادي من غريرٍ وأشيب

وقال أبو عمرو الشيباني: كانت فزارة لقبت بني أبي بكر بن كلاب وجيرانهم من محارب، فأوقعت بهم وقعةً عظيمة، ثم ادركتهم عني فاستنقذتهم، فلما قتلت طيىء قيس الندامى، وقتلت بنو عبس هريم بن سنان بن عمرو بن يربوع بن طريف بن خرشةٍ بن عبيد بن سعد بن كعب بن جلان بن غنم بن غني، وكان فارسا حسيباً قد ساد ورأس، قتله ابن هدم العبسي طريد الملك، فقال له الملك ،: كيف قتلته؟ قال: حملت عليه في الكبة، وطعنته في السبة، حتى خرج الرمح من اللبة . وقتل أسماء بن واقد بن رفيد بن رياح بن يربوع بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان، وهو من النجوم، وحصن بن يربوع بن طريف وأمهم جندع بنت عمرو بن الأغر بن مالك بن سعد بن عوف. فاستغاثت غني ببني أبي بكر وبني محارب فقعدوا عنهم، فقال طفيل في ذلك يمن عليهم بما كان منهم في نصرتهم، ويرثي القتلى، قال:

تأوبني هم من الليل مـنـصـب رجاء من الأ خبار ما لا أكـذب
تتابعن حتى لم تـكـن لـي ريبة ولم يك عما خبروا متـعـقـب
وكان هريم من سنـان خـلـيفةً وحصن ومن أسماء لما تغيبـوا
ومن قيس الثاوي برمان بـيتـه ويوم حقيل فا آخر مـعـجـب
أشم طويل السـاعـدين كـأنـه فنيق هجان في يديه مـركـب
وبالسهب ميمون النقيبة قـولـه لملتمس المعروف أهل ومرحب
كواكب دجنٍ كلما انقض كوكب بدا وانجلت عنه الدجنة كوكـب

الغناء لسليم أخي بابويه، ثاني ثقيل عن الهشامي. وهي قصيدة طويلة، وذكرت منها هذه الأبيات من أجل الغناء الذي فيها. ومن مختار مرثيته فيها قوله:

لعمري لقد خلى ابن جندع ثلمةً ومن أين إن لم يرأب الله ترأب
نداماي أمسوا قد تخليت عنـهـم فكيف ألد الخمر أم كيف أشرب
مضوا سلفاً قصد السبيل عليهـم وصرف المنايا بالرجال تقلـب
فديت مـن بـات يغـنـينــي وبـت أسـقـيه ويسـقـينـي
ثم اصطبحنا قهـوة عـتـقـت من عهـد سـابـور وشـيرين

الشعر والغناء لمحمد بن حمزة بن نصير وجه القرعة، ولحنه فيه رمل أول بالبنصر، لا نعرف له صنعة غيره.

قصائده

فنشناهم بأرماح طوال.

ولما التقى الحيان ألقيت العصا.

لحافي لحاف الضيف والبيت بيته.

فهياك والأمر الذي إن تراحبت.

إذا تخازرت وما بي من خزر.

أفي الله أن ندعى إذا ما فزعتم.

وقد حل بالجفرين جفر تبالة.

أظعن بصحراء الغبيطين أم نخل.

وأحمر كالديباج أما سماؤه.

فذب عن العشيرة حيث كانت.

تظل رياح الصيف تنسج بينه.

فما أم أدراص بأرض مضلة.

فإنك إن توضخ بدلوك تحتقر.

أمسى مقيما بذي العوصاء صيره.

أذودهم عنكم وأنتم رئالة.

لعمري لقد زار العبيدي رهطه.

نهوض بإشناق الديات وحملها.

صحا قلبه وأقصر اليوم باطله.

غشيت بِقرا فرط حول مكمل.

أمن رسوم بأعلى الجزع من شرب.

لمن طلل بذي خيم قديم.

لا يمنع الناس مني ما أردت ولا.

تأوبني هم مع الليل منصب.

بالعفر دار من جميلة هيجت.

وأنت ابن أخت الصدق يوم بيوتنا.

وحملت كوري خلف ناجية.

هل حبل شماء قبل البين موصول.

سمونا بالجياد إلى أعاد.

ودار يظعن العاهون عنها.

أو قارح في الغرابيات ذو نسب.

ولم أر هالكا من أهل نجد.

فلا تأمنونا إننا رهط جندب.

إذا دعاهن ارعوين لصوته.

أشاقتك أظعان بجفن يبنبم.

هريت قصير عذار اللجام.

عصيمة أجزيه بما قدمت له.

جزى الله عوفا من موالي جنابة.

يشاركنا فيما أصبنا وإن يكن.

محارمك امنعها من القوم إنني.

ألم تر للحريش بقاع بدر.

وإنا أناس ما تزال سوامنا.

عرفت لليلى بين وقط فضلفع.

وبكل مسترخي الإزار منازل.

نبئت أن أبا شتيم يدعي.

فمشوا إلى الهيجاء في غلوائها.

تذكرت أحداجا بأعلى بسيطة.

وأبيك خير إن إبل محمد.

أبيت اللعن والراعي متى ما.

أما ابن طوق فقد أوفى بذمته.

المصادر

  1. ^ "نسب الطفيل الغنوي وأخباره".