الطاهر بن حمادوش

الطاهر بن حمادوش
وُلِدَ
توفي
الجنسيةالجزائر جزائري


الشيخ المربي المجاهد الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش ، الجزائري مواطنا، القجالي مولدا ومسكنا، الحسني نسبا، عالم دين جزائري ومن فضلاء ولاية سطيف ، هو أحد شيوخ زاوية قجال العتيقة ، ومن أعلام ومراجع المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي، وأحد كبار شيوخ الطريقة الرحمانية..

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المولد

ولد الشيخ الطاهر بن محمد القجالي الحسني، سنة 1804 ، وقيل سنة 1800 ميلادية، حسب الروايات التاريخية، كانت ولادته بمنطقة قجال الواقعة في ولاية سطيف الجزائرية


نسبه

ينهي نسبه الى آل البيت، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وهو حسني وحسيني فجده عبد الله المحض الكامل، أبوه هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط

شجرة نسبه

هو الشيخ الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش بن إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن محمد بن الحاج حسن بن مسعود القجالي الحسني بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

النشأة

ولد وترعرع في منطقة قجال في أجوائها بين واديها الخصيب، وينابيعها ذات المياه العذبة الزلال، وبساتينها ذات الأشجار المتنوعة، والثمار المختلفة، وحقولها ومزترعها الواسعة التي ظلت خضراء معطاء إلى ما بعد الاستقلال . و شب في عائلة عريقة محافظة متدينة، معروفة بالعلم والفضل، فتربى على يدي والده ونشأ نشأة علمية دينية ، وكانت بداية دراسته في زاوية أجداده العلمية، بقجال على يدي والده


دراسته

حفظ القرآن العظيم، وتعلم مبادئ علوم العربية وعلم المنطق وشي من علم الفقه علي يدي والده، ثم انتقل إلى زاوية الشيخ الحداد بصدوق، فأخذ عن شيوخها علوم الشريعة والحقيقة لسنوات ،ومنها شد الرحال إلى مستغانم التي كان له فيها أقارب وأبناء عمومة، فقضى فيها فترة من الزمن متتلمذا على علمائها و شيوخها، يحضر دروس الفقه والأصول والكلام والحديث والتفسير..وحلقات علوم التصوف..، الى أن حصل على الإجازة في التدريس فرجع الى قجال وشغل كرسي التدريس بزاويتها العتيقة. لقد كانت تلك عادة بيوتات العلم والولاية، يرسلون أبناءهم بعيدا عن مسقط الرأس، من أجل التحصيل العلمي، والتزكية الروحية، وتعويدهم علي السعي والترحال، وتمكينهم من الاتصال بغيرهم، والانفتاح على عوالم أخرى من الناس وعاداتهم، لصقل تجربتهم، وإثراء معلوماتهم، ومعالجة نقائصهم، واستكمال شخصيتهم العلمية، المعنوية والسلوكية، تأهيلا لهم لأداء دورهم الرسالي المستقبلي في الدعوة والتبليغ، والتعليم والإرشاد والتوجيه

نشاطاته

عاش الشيخ الطاهر بن محمد القجالي الحسني، ظروف ما قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر على نهج آبائه وأجداده في الإشراف على الالزاوية تعليما وتسييرا ، وفي القيام بدوره الاجتماعي المتمثل في قضاء حاجات الناس وتوثيق عقودهم، وإصلاح ذات بينهم . كان للشيخ الطاهر مجلس خاص يتكون من أعيان المنطقة، وشيوخ العلم ، وطلبة الزاوية ، يجتمع دوريا وكلما دعت الضرورة للفصل في منازعة أو إصلاح ذات البين، أو تقسيم ميراث، أو عقد زواج، أو عقد بيع أو كراء أو هبة.... وقد ذكر في إحدى وثائقه أعضاء هذا المجلس وهم : الشيخ أحمد السخري - والشيخ محمد مهنة - والشيخ بلقاسم الزايدي - والشيخ سليمان الزايدي- والشيخ محمد الطاهر بن الصيد - والشيخ محمد الصيد - و الشيخ حمدان ولد سي محمد بن الحاج الذويبي - والشيخ محمد السعيد بن سي محمد بن حمدان - والشيخ أحمد المعاوي - والشيخ محمد بن عمر بن اسباع - والشيخ محمد المعمري بن المبارك بن عباس - والشيخ بلقاسم مهنة


مشاركته في المقاومات الشعبية

شارك الشيخ الطاهر بن محمد بن أحمد القجالي الحسني في معارك الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، وقد أصيبت رجله أثناء معركة مع العدو قرب الجزائر العاصمة ، وكانت جروحه دامية فعجز عن السير وبقي هناك بلا إسعاف حتى تعفن جرحه، ولكن العناية الإلهية أنقذته ؛ حيث عثر عليه أحد رفاق السلاح الناجين فقدم له الإسعافات اللازمة، وأودعه عند أحد سكان المنطقة ، فلما برئ جرحه، وعادت إليه عافيته، رجع إلى بيته بقجال وبقي متخفيا الى أن إنتقل إلى رحمة الله. أما عن المقاومة التي شارك فيها الشيخ الطاهر، فقد ورد في بعض المصادر ما أصابه فيها وموقعها قرب العاصمة . إن مشاركة الشيخ الطاهر في المقاومة مؤكد حسب الوثائق والروايات التاريخية ،ويمكن أن تكون بصفة فردية ،شأنه في ذلك شأن كثير من إخوان الطريقة الرحمانية وشيوخ الزوايا العلمية، الذين كانت قناعتهم بالجهاد أصبحت فرض عين على كل مسلم من اللحظة التي وطئت أقدام الاستعمار أرض الوطن، فدفعهم ذلك إلى شد الرحال إلى ميادين القتال أين ما كانت. ومن المحتمل أن تكون مشاركته مع مقاومة الأمير عبد القادر، في معركة موزاية، في 12 ماي 1840، بالبليدة، ضد فالي. لأن إصابته حسب الروايات كانت قرب الجزائر العاصمة


في مواجهة البلاء

عاش الشيخ الطاهر ظروف الإحتلال الفرنسي، وما تبعه من ممارسات تعسفية خبيثة حاقدة على كل مقومات الشعب الجزائري الدينية والثقافية والاجتماعية، فكانت بداية مكره أن توجه إلى رموز المجتمع الجزائري الدينية، فقام بالاستيلاء على الكثير من المساجد والجوامع وقام بتحويلها الى كنائس وثكنات ومراكز لإدارته الإستعمارية ...كما ضيق على الزوايا العلمية وقام بغلق الكثير منها، وذلك لأن الزوايا كانت تشكل المرجعية الدينية والاجتماعية للمجتمع الجزائري، فالزاوية كانت المدرسة، ومكان العبادة، والمحكمة، ودار الفتوى، ومركز الإرشاد، ومأوى اليتيم، وملجأ الفقير والمسكين، ومقصد عابر السبيل، والزاوية هي التي ترفع عن الأمة غوائل الجهل وغشاوات الوهم ، وهي التي تمدها بمقومات شخصيتها وعناصر هويتها، وفيها يتكون رجالها ، ومنها يتخرج علماؤها، و ينطلق قادة الجهاد وجنود الدفاع عن الوطن والدين..، كان الناس في ذلك الزمان يرجعون الى الزوايا في كل أمور دينهم ودنياهم، فلذلك قام المستعمر بالنيل منها فهي تشكل مرجعية الأمة وهويتها، قام المستعمر الغاشم بتجريد الزوايا من أوقافها ومصادرة أملاك أصحابها التي تمثل بالنسبة إليها عصب الحياة ومدد البقاء، وذلك لطمس هوية الأمة. كان لزاوية قجال أوقاف كثيرة كباقي الزوايا الجزائرية ، انتزعتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية من أصحابها الشرعيين، كما قامت بسلب ومصادرة أملاك أصحابها، وذلك لشل هذا المركز الحيوي، والمؤسسة العتيقة، والنيل منه، فهذه الزاوية كانت من الزوايا السباقة الى المشاركة في المقاومات الشعبية الجزائرية ، حيث أن شيخها الشيخ الطاهر بن محمد، شارك في احدى معاركها

وفاته

بقي الشيخ الطاهر بن محمد في بيته بمنطقة قجال يعاني من تبعات وتداعيات ما أصابه في الحرب مختفيا عن أنظار الاستعمار وأعوانه إلى أن إنتقل إلى رحمة الله تعالى ،سنة 1856 ميلادي حسب بعض الروايات، كما قيل أن وفاته كانت سنة 1871 ميلادي، فدفنه ابنه الشيخ الصديق بمقبرة سيدي مسعود بقجال، وقبره يتوسط قبر أباه الشيخ محمد وابنه الشيخ الصديق حمادوش .

المصادر

• وثائق الزاوية العلمية

• روايات الشيخين عبد الرحمن وعبد العزيز وهما من أحفاد الشيخ الطاهر

• تراجم علماء ولاية سطيف

• مجلة منبر قجال - مجلة فكرية دينية وثقافية تصدرها - زاوية قجال

• منشورات مخبر البحوث و الدراسات في حضارة المغرب الإسلامي - جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية و الأثرية لمنطقة سطيف -الملف التاريخي

• لمعالم - دورية علمية محكمة تعنى بنشر البحوث والدراسات التاريخية والتراثية

المراجع