الصمة القشيري

الصمة بن عبد الله بن الطفيل القشيري (ت. 95هـ/713م) شاعر إسلامي بدوي من شعراء بني أمية.

الصِّمَّة بن عبد الله بن الطفيل بن قرَّة بن هبيرة القشيري، وقشير من بني عامر بن صعصعة، ينتهي نسبها إلى مضر بن نزار.

والصِّمَّة، بكسر الصاد وفتح الميم وتشديدها، تعني الشجاع كالأسد. وتشير المصادر إلى مكانة أسرته المرموقة، فأحد أجداده كان مع وفد قشير على النبي Mohamed peace be upon him.svg، وكساه بُرداً، وولاّه صدقات قومه.

ولد الصِّمَّة في ديار قشير غربي نجد، ويبدو من شعره أن دياره تميزت بوفرة المياه التي ما فتىء يذكرها في شعره من مثل مياه شعبعب. وكان من ذلك أن تولدت بينه وبين موطنه علاقة حب أثيرة لا يعادلها سوى حبه العارم لابنة عمه ريّا، التي ما فتئ يذكرها في شعره، ويحنُّ إليها بعد نزوحه عن دياره، من ذلك أبياته المشهورة التي منها:

حننتَ إلى ريا ونفسُك باعدت      مزارك من ريا وشَعباكما معا

وكان من أسباب نزوحه، أنه خطب ابنة عمه، يقال لها "ريا العامرية بنت عطيف"، فطلب والدها خمسين ناقة مهراً لها، وأسعفه والده في طلبه، بيد أنه لما ساق النوق لاحظ عمه أنها تنقص واحدة، فرفضها إلاّ أن تكون تامة، وامتنع والده عن إجابة شرط عمه، وعلى الرغم من المحاولات التي بذلها الشاعر للتوفيق بينهما لم يفلح. وخطبها أباها لعامر بن بشر الجعفري فزوجه إياها. وكان عامر هذا قصيرا ً قبيحاً فقال الصمة يذم عامر: ً

فإن تنكحوها عامراً لاطلاعكم      إليه يُدهدهكُم برجليه عامرُ

شبه عامر بـ العجل الذي يسوق البعرة ويدحرجها برجليه. فلما بنى بها زوجها وجد بها وجدا شديدا، فزوجه أهله امرأة منهم يقال لها جبرة بنت وحشي فاقام معها مدة يسيرة ثم رحل إلي الشام مُغاضبا ً قومه وخلف زوجته عندهم وأخد يقول شعرا ًفي العامرية من قوله فيها:

لعمري لئن كنتم على النأي والقلى      بكم مثل ما بي إنكـم لـصـديق
إذا زفرات الحب صعدن في الحشا رددن وملم ينهج لـهـن طـريق

وقالت ابنة عمه ريا:

«تالله ما رأيت كاليوم رجلاً باع عشيرته بأبعره.»

استُقبل الصمّة في الشام استقبالاً حسناً، وألحق بالفرسان، ومن ثم التحق بالجيوش الإسلامية التي قاتلت لغزو الديلم، وأمضى بقية حياته جندياً مقاتلاً في سبيل الله، وبقي أوار حبه لابنة عمه مشتعلاً، فخلّف جملة من القصائد الوجدانية المعبرة عن حبّه العميق لريا ولديارها. وتوفي في طبرستان نحو سنة خمس وتسعين للهجرة، وكانت آخر أبياته خلاصة ذلك الحب إذ يقول:

تَعزَّ بِصَبْرٍ لا وَجدِّك لا تَرى      بِشَام الحِمَى أُخْرى الليالي الغوابرِ
كأن فؤادي من تذكُّره الحِمَى وأهلَ الحِمَى يَهفو بها ريشُ طائر

ذكر صاحب الفهرست اسم كتاب يحمل عنوان «الصِّمة بن عبد الله وريا» ويبدو أنه فُقِد.

وقام الشيخ حمد الجاسر بنشر بحث بعنوان «الصمة القشيري طرف من أخبار قبيلته وشعره» في مجلة العرب، ثم قام عبد العزيز محمد الفيصل بجمع ديوانه وتحقيقه.

وشعر الصِّمَّة ليس بالكثير، ولكن جودته تغني عن كثرته، إذ يعد واحداً من أركان مدرسة الغزل العذري في العصر الأموي، ويتميز بجمعه بين الحب الشخصي وحبّ الديار، فغلب على شعره غرضا الغزل والحنين إلى الوطن، ويأتي غرض الوصف في سياقهما، وله نظرات في الحياة مبثوثة في ثناياه، وطغت على شعره المشاعر النفسية الفياضة التي تظهر شخصية مأزومة أثقلها التناقض البارز بين الواقع والطموح.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أقواله و أشعاره

  • من أشعاره غنت السيدة فيروز البيت التالي:

بروحي تلك الأرض ما أطيب الربى     وما أحسن المصطاف والمتربع    
<embed width="120" height="90" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=e67286080500df36a9a" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>
أغنية "إذا كان ذنبي" لفيروز
وأذكـر أيـام الحـمى ثم أنـثـني على كبدي من خشية أن تصدع
وليست عشيات الحمى برواجع إليك ولكن خلي عينيك تدمع
كأنـا خلـقـنا للـنـوى وكأنـما حرام على الأيام إن نتجمع


وأيضا ًمن أشعاره

إذا ما أثتنا الريح ُ من نحو أرضه      أتتْنا بـِرياه فطاب هُبوبُها
أتتنْا بِمسكٍ خالط المسك عَنبرَ وريح خُزامي باكرتها جنوبها

قصيدة كتبها في رحيله عن نجد

أقول لصاحبي والعيس تهوي      بنا بين المنيفة فالضمار
تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَرَارِ
ألا حبذا نفحات نجد ورَيَّا رَوْضِهِ غِبَّ القِطَارِ
وَأهْلُكَ إذْ يَحلُّ الحَيُّ نَجْداً وأنت على زمانك غير زار
شُهُورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا بَأنْصَافٍ لَهُنَّ ولا سَرَارِ
فأما ليلهن فخير ليل وأقصر ما يكون من النهار.


مرئيات

<embed width="320" height="240" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?fid=e67286080500df36a9a" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/</embed>
بروحي تلك الأرض، في أغنية إذا كان ذنبي لفيروز.


المصادر

  • عبد الرحمن عبد الرحيم. "الصِّمَّة القُشيري". الموسوعة العربية.

للاستزادة


الكلمات الدالة: