الشيخ محمد علي عثمان

الشيخ محمد علي عثمان (ح. 1904 - 30 مايو 1973) زعيم قبلي يمني، كان عضواً في المجلس الجمهوري الذي قام بانقلاب نوفمبر 1968 الذي أطاح بالرئيس عبد الله السلال، بقيادة القاضي عبد الرحمن الإرياني وعضوية الأستاذ النعمان والفريق حسن العمري والشيخ محمد علي عثمان.

أغتيل في مدينة تعز يوم الأربعاء الموافق 30 مايو 1973.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد. ح. 1904 بقرية الحويه من قضاء الحجرية بمحافظة تعز باليمن. وتنقل في طفولته بين جزيرة ميون ومدينة المخاء التي كانت تحت سلطة والده الشيخ علي عثمان. وإثر حروب عدة مع الإدريسي وخروج الأتراك من اليمن ونزاع مع بيت حميد الدين الذين تمكنوا من السيطرة علي إب وتعز والحديدة. أُخذ محمد علي عثمان كرهينة حيث نقل إلي صنعاء ودرس في المدرسة العلمية وتخرج منها. وأجاد علوم اللغة العربية والدين والمنطق والحساب وتعلم اللغة الإنجليزية ذاتياً. وانتقل للعمل مع الدولة بوظيفة مأمور أنبار ( متحصل واجبات ) في عدة مناطق منها العدين ومقبنه وشرعب ثم عين عامل ( مدير ناحية ) في حيفان والحشاء وشرعب والمخاء التي بنى فيها الميناء ومشروع المياه بمنطقة الحالي شرق المدينة وقام بشق الطريق من الحالي الي الميناء وتشجيره والذي لا زال جزء منه قائماً حتي الان بمدخل مدينة المخاء الشرقي. وأبان الاتحاد بين اليمن ومصر، عين وزيراً اتحادياً وعاش في القاهرة مدة فترة عمله. ثم تم إستدعائه إلى الداخل وعين عام 1960م وزيراً للصحة. وظل في هذا المنصب إلى أن توفي الإمام أحمد حميد الدين. وتم تعينه وزيراً للمالية بعد تولي الإمام محمد البدر الحكم بعد والده ولم تدم حكومته طويلاً نظراً لقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.


ارتبط الشيخ محمد علي عثمان بالحركة الوطنية وحركة الضباط الأحرار، وعمل ضد الحكم الامامي. وتم تعينه أول رئيس مجلس السيادة لليمن بعد الثورة ونظراً لموقفه من التدخل المصري باليمن لم يدم في منصبه كثيراً حيث تم تعيين عبد الله السلال رئيساً للجمهورية وعين الشيخ محمد علي عثمان وزيراً مفوضا لليمن لدي السودان. ولكنه رفض العمل وضل في اليمن وتقلد العديد من المناصب منها رئيس لمجلس الشورى. وإثر الخلاف مع الرئيس السلال نظراً لتدخل المخابرات المصرية في الشؤون الداخلية لليمن بشكل فاضح ، تم استدعاء المعارضين للتواجد المصري وللرئيس السلال إلى القاهرة. وسجن معظم السياسين اليمنين بالقاهرة. رفض الشيخ محمد علي عثمان الذهاب معهم إلى القاهرة ولجاء إلى قرية المسراخ ومكث فيها إلى أن استدعي بواسطة حملة عسكرية. حيث رفض المقاومة ونقل الي صنعاء. واحتجز لبضعة أشهر.

وفي نفس العام 1968م تطورت الأحداث خصوصاً بعد نكسة 1967م وعودة السجناء السياسين من مصر وفي مقدمتهم القاضي عبد الرحمن الإرياني والأستاذ النعمان والفريق العمري وآخرين والإفراج عن الشيخ محمد علي عثمان الذي كان قد وضع قيد الإقامة الجبرية بصنعاء. تم إجراء تعديلات حكومية تولي القاضي الارياني نائب رئيس الجمهورية والشيخ محمد علي عثمان نائب لرئيس الوزراء.

وفي 5 نوفمبر من نفس العام تم إزاحة الرئيس السلال بحركة انقلاب أبيض. وتم تشكيل المجلس الجمهوري الذي شغل الشيخ محمد علي عثمان إلى جانب القاضي عبد الرحمن الأرياني والأستاذ النعمان والفريق حسن العمري عضويته. وبعد المصالحة اليمنية بين الجمهوريين والملكيين وانتخاب مجلس شوري. تم إجراء إنتخابات لأعضاء المجلس الجمهوري حيث فاز الشيخ محمد علي عثمان بعضوية المجلس ، وضل فيه إلى أن استشهد بمدينة تعز يوم الأربعاء الموافق 30 مايو 1973م.

وقد كان لاستشهاده أثر كبير نظراً لما كان يتمتع به من شعبية في عموم اليمن. وقد رثاه العديد من الشعراء وفي مقدمتهم الشاعر حسن بن علي السقاف بمرثيته التي بدأها :

يا سامع المذياع إطرق خاشعاً علماً هوى عال المقام يماني

إلى أن يقول في وصف الشهيد:

فكأنك الفاروق في أوصافه بتجرد لسياســـــــــة اللمعاني

وتظل قضية إغتياله لغزاً محيرا حتى الآن. ورغم اتهام مجموعة شملت اثنين من أقربائه إلا أن الوقائع تؤكد أن تنسيقاً تم بين نظامي الشمال والجنوب مع وجاهات شمالية لتدبير عملية الاغتيال وإفساح الساحة السياسية للاعبين جدد باغتياله وإزاحة القاضي عبد الرحمن الارياني والأستاذ النعمان والقاضي عبد الله الحجري.

عرف الشيخ محمد علي عثمان بالدهاء والحنكة السياسية والحلم والقدرة على احتواء الخصوم وتحويلهم إلى حلفاء وبالقدرة علي التعامل مع كافة الأطياف السياسية والفكرية. وكان رجل دولة وصاحب رؤية. فقد رحب بالدعم المصري للثورة اليمنية ولكنه عارض التواجد المصري باليمن حتى لا تصبح اليمن مركز تجاذبات دولية ومسرح صراع دولي وهذا ما حصل بالفعل فقد استمرت الحرب الأهلية باليمن قرابة سبعة أعوام نظراً للتواجد المصري باليمن مدعوماً من المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين ودعم الرجعية العربية والأنظمة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفاء الغرب بالمنطقة للنظام البائد.

وكان يرى أن الحل لن يكون إلا يمنياً وهذا ما حدث إثر المصالحة اليمنية عقب مؤتمر حرض بين الجمهوريين والملكيين مما أدى إلى إنهاء الحرب الأهلية وانخراط الملكيين بالعمل السياسي. وقد خلف المرحوم الشهيد محمد علي عثمان أحد عشر ولد – 6 ذكور وخمس إناث- من ثلاث زوجات.