الشكرية

قبيلة الشكرية هي قبيله عربيه قرشيه هاشميه يتصل نسبها الي الكرار بن عبدالله الجواد بن جعفر الطيار وتمتد اراضيها وهي بالبطانه من نهر عطبره شرقا الي النيل الازرق غربا وتمتد في اربع ولايات هي كسلا القضارف الجزيره ونهر النيل|



لم يحظ التاريخ القبلي للشكرية بكثير بحث و درس، مما يعد أمرا غربيا بالنظر إلي أهمية هذه القبيلة في شمال السودان. و لعل أهم الدراسات الأكاديمية التي نشرت حول هذه القبيلة هو ما نشره صمويل هيلليسون عام 1920 حول "قصائد الشكرية التاريخية و رواياتها" و ما نشره إستيفان رايشموث حول "انتفاضة أحمد بك أبو سن (1790 – 1870) و الشكرية ضد الحكم الأجنبي" و المنشور في عام 1990. ينسب الشكريه الي الي شكير بن ادريس والذي يتصل نسبه الي الكرار بن عبدالله الجواد بن جعفر بن ابي طالب فهه قبيله قرشيه اصيله ويذكرون في اشعارهم ذلك (نحن الغر ملوك الدار ونسر الجنه جدنا جعفر الطيار)في أيام مملكة الفونج (1504 – 1820) مما هو مذكور في كتاب : "الفونج: مملكة سنار" لمؤلفه أ. ج. س. كرافورد، و كتاب "عصر سنار البطولي" لمؤلفه جاي سبولدنق. يمكن القول بأن الشكرية لم تعد قبيلة ذات شأن يعتد بها في "جزيرة مروي" الواقعة بين نهر أتبرا و النيل الأزرق إلا بعد هزمت بقيادة آل أبو سن همج الفونج و ركابية البطانة في نهاية القرن الثامن عشر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القيادة التاريخية

ينسب الشكرية أنفسهم تاريخيا إلي شكير بن ادريس وهو ينتهي نسبه الي الكرار بن عبدالله الجواد بن جعفر بن ابي طالب ومن احفاد شكير شاع الدين ود التويم و المولود في حوالي العام 1635 ميلادية (1045 هجرية). كان مركز القبيلة في كلكول و الواقعة علي الشاطئ الشرقي للنيل الأزرق مقابل مدينة الكاملين. أسر الفونج شاع الدين و هو صبي صغير في أحد غارتهم و أخذوه إلي سنار في عهد الملك بادي الثاني (بين حوالي 1642 – 1677 ميلادية الموافق ل 1052 – 1088 هجرية). دفع أعمامه فدية مقابل إطلاق سراحه و كان من شروط إتمام صفقة إطلاق سراحه أن يتلقي الصبي قدرا من التعليم في العاصمة. تبرع شاع الدين، و هو بعد في ميعة الشباب، بمهمة إقناع حامية من حراس الملك بادي كانت قد هربت من موقعها بالإستسلام، و استطاع بمعونة رجال قبيلته الشكرية من القبض علي الفارين و تسليمهم للملك بادي. لم يكن شاع الدين قد بلغ سن العشرين عندما كأفاه بادي بتزوجيه من أحدي بناته في حوالي عام 1655 ميلادية / 1065 هجرية). أثمر ذلك الزواج ولدين هما نايل و عبد الكريم. استقر القائد الجديد شاع الدين معززا مكرما في جبل قيلي و التي غدت المدينة الأم لعائلة أبو سن. و لعل شاع الدين كان ما زال يقطن هنالك إبان زيارة الرحالة التركي إيفليا سيلبي إلي أربجي و سنار في حوالي عام 1671 ميلادية (1083 هجرية). خلف شاع الدين ابنه الأكبر نايل و الذي بسط سلطته حتى "أبو دليق" أرض البطاحين شمالا. أنجب نايل عدلان (المولود في حوالي 1680 ميلادية/ 1091 هجرية) و الذي أعقبه محمد الدغيم (المولود في 1710 ميلادية/ 1122 هجرية) بيد أنه لا يعرف الكثير عن فترات حكم كل هؤلاء، رغم أن المؤرخين يعتقدون أن سلطة هؤلاء كانت محدودة نسبيا و لم تتعد أرض البطانة إلي غيرها مثل مناطق الركابيين و البطاحين.

-1705 ميلادية / 1110 -1117 هجرية) الكثير عن شيوخ العبدلاب. كانت هذه الحملات في عهد الملك بادي الثالث (الأحمر) آخر نسل عمارة دنقس المباشرين. ربما يكون الشيخ نايل قد أقام في جبل قيلي.


شيخ عوض الكريم محمد (أبو علي) 1775 – 1779

خلف شيخ محمد الدغيم بن نايل أحد أبنائه ممن قدر له إرساء قواعد عهد ازدادت فيه سلطة الشكرية السياسية. كان ذلك الإبن هو شيخ عوض الكريم محمد و الشهير بأبي علي. قيل في مدح أبي علي أبيات أفادت بصعود نجمه، إذ كان يحظي بحب أهله و بلده، و بجيش عرمرم من أقربائه و عبيده. حاول حكام البلاد الفونج و العرب كسب وده واستقطابه، بيد أنه ثار عليهم و جرعهم الهزائم. تعرض الشكرية في عهد الناظر شيخ عوض الكريم في حوالي 1775/1189 إلي اعتداءات مسلحة من ركابية البطانة في مناطق الكاملين، و الذين كانوا يسيطرون علي مصادر المياه التي يؤمها الشكرية. في عهد ملك الفونج عدلان الثاني (1775 – 1786 ميلادية، 1189 – 1200 هجرية) (والذي لم يكن أكثر من ألعوبة في يد وزيره بادي ود رجب ابن أخت /أخ قائد الفونج العظيم محمد أبوالكيلك) أقدم أحد أبناء شيخ ركابي علي قتل ابن لأبي علي أسمه محمد عندما كان يسقي إبل الشكرية في جبل ماندرا (شرق الكاملين). منع أبو علي قومه من الانتقام ممن قتلوا فلذة كبده لعلمه بتفوق الركابية عسكريا علي الشكرية و لصلتهم بالهمج في سنار. بيد أنه و بالصدفة المحضة و بعد مرور أيام قليلة علي مقتل محمد ابن زعيم الشكرية قابلت ثلة من رجال الشكرية قاتل محمد فأردته قتيلا. رفض الركابية قبول مبدأ الصلح و التهدئة بحكم أن مقتل الرجل كان بحكم النفس بالنفس، و لجأوا إلي سنار يطلبون من حكامها العون لقتال الشكرية. تجمعت قوات سنار و الركابية قرب جبل مندرا لهجوم مشترك ضد الشكرية. قاد علي عوض الكريم أبو سن (أكبر أبناء أبو علي) و أخوه حسن جيش الشكرية في المعركة في 1778/ 1192. أفلح حسن في قتل كرنكا أحد ثلاثة من قواد الهمج و في إجبار قوات الهمج و الركابية المهاجمة علي الفرار، و غنم الشكرية الكثير من نسائهم و خيولهم.

بعد ذلك الانتصار تمدد نفوذ الشكرية شرقا في البطانة إلي نهر أتبرة بينما مضي الفونج و مليكهم يتجرعون كؤوس الهزيمة المذلة. فكر بادي ود رجب في خدعة ماكرة استطاع بها أن يقنع أبو علي و أولاده في حوالي 1779/1193 بقبول دعوة الملك للقاء مصالحة في "أبو حراز" بعيدا عن نهر أتبرة. و ما أن أخذ أبو علي و أولاده مجلسهم كضيوف مكرمين حتى أنقض عليهم من الركابية من قام بقتلهم جميعا. كان أبو علي قد رفض من قبل و بعناد شديد أن يصدق تحذير قريبه علي ود النور من احتمال الغدر بهم في تلك الرحلة الأخيرة. نجح علي ود النور في الفرار من كمين "أبو حراز" و لحق بأهله الشكرية في معسكرهم خارج "أبو حراز" و أخبرهم بما جري ففروا سريعا و معهم مواشيهم إلي جبل قيلي، و منها إلي نهر أتبرة.

المصادر