الخلافة العباسية في مصر

الدولة العباسية
خلفاء بني العباس في القاهرة
المستنصر بالله الثاني 1261-1262.
الحاكم بأمر الله الأول1262-1302.
المستكفي بالله الثاني1302-1340.
الواثق بالله الثاني1340-1342.
الحاكم بأمر الله الثاني1342-1352.
المعتضد بالله الثاني1352-1362.
المتوكل على الله الأول (أول خلافة) 1362-1377.
المستعصم بالله الأول 1377-1377.
المتوكل على الله الأول (مرة ثانية) 1377-1383.
الواثق بالله الثالث. 1383-1386.
المستعصم بالله الثاني 1386-1389.
المتوكل على الله الأول (مرة ثالثة) 1389-1406.
المستعين بالله الثاني. 1406-1412.
المعتضد بالله الثالث. 1412-1441.
المستكفي بالله الثالث. 1441-1450.
القائم بأمر الله الثاني. 1450-1455.
المستنجد بالله الثاني. 1455-1479.
المتوكل على الله الثاني. 1479-1498.
المستمسك بالله 1498-1509.
المتوكل على الله الثالث 1509-1516.
المستمسك بالله 1516-1516.
المتوكل على الله الثالث 1516-1517.
أحيا بيبرس الخلافة اسمًا لا كيانًا.. في القاهرة

الخلافة العباسية في القاهرة

رُوّع المسلمون بسقوط بغداد حاضرة الخلافة العباسية في (30 من المحرم 656 هـ = 6 من فبراير 1258م) في أيدي المغول الوثنيين بقيادة هولاكو، بعد أن قتلوا الخليفة المستعصم بالله العباسي هو وأهله، واستباحوا المدينة التليدة، فقتلوا السواد الأعظم من أهلها الذين قُدروا بنحو مليون قتيل، وأضرموا النيران في المدينة، وهدموا المساجد والقصور، وخربوا المكتبات وأتلفوا ما بها من كتب إما بإحراقها أو رميها في "دجلة"، وأصبحت المدينة بعد أن كانت درة الدنيا، وزهرة عواصم العالم، أثرًا بعد عين.

وشعر المسلمون بعد مقتل الخليفة المستعصم، وسقوط الخلافة العباسية التي ظلت تحكم معظم أنحاء العالم الإسلامي خمسة قرون بأن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية قريبا، وذلك لهول المصيبة التي وقعت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا بدون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يؤولون كل ظاهرة على أنها تعبير عن سخط الله وغضبه، واتخذوها دليلاً على ما سيحل بالعالم، من سوء لخلوه من خليفة.

ويعد المؤرخ الكبير ابن الأثير سقوط الخلافة كارثة لم يحل مثلها بالعالم من قبل، ويقول: فلو قال قائل منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإلى الآن: لم يبتلَّ العالم بمثلها لكان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقابلها ولا ما يدانيها.

وتداعت الأحداث سريعًا، وتعذر إحياء الخلافة العباسية مرة أخرى في بغداد التي أصبحت قاعدة للمغول الوثنيين، ثم اجتاحت جحافلهم الشام، فسقطت حلب بعد مقاومة عنيفة، واستسلمت دمشق، فدخلها المغول دون مقاومة، ولم يوقف زحفهم المدمر سوى انتصار المسلمين في معركة عين جالوت في (26 رمضان سنة 658هـ = 3 سبتمبر 1260م).

وتعد هذه المعركة من أهم المعارك في تاريخ العالم الإسلامي، بل في تاريخ العالم، إذ أوقفت زحف المغول، وأنزلت بهم هزيمة مدوية أحالت دون تقدمهم إلى مصر وكانوا على مقربة منها، ومنعت زحفهم إلى ما وراءها من بلاد العالم الإسلامي، وأنقذت معالم الحضارة الإسلامية في تلك البلاد من الدمار وأصبحت شاهدة على ما بلغته من مجد وتفوق.

وكان من نتائج هذا النصر المجيد أن أصبح أمر إعادة الخلافة العباسية ممكنًا، فما إن علم السلطان قطز بطل معركة عين جالوت، حين قدم دمشق بوجود أمير عباسي يدعى "أبا العباس أحمد" حتى استدعاه، وأمر بإرساله إلى مصر، تمهيدًا لإعادته إلى بغداد، وإحياء الخلافة العباسية.

ولما تولى بيبرس الحكم بعد مقتل قطز أرسل في طلب الأمير أبي العباس أحمد، الذي كان قد بايعه قطز في دمشق، لكنه لم يحضر، وسبقه إلى القاهرة أمير آخر من أبناء البيت العباسي اسمه "أبو القاسم أحمد" واستعد السلطان الظاهر بيبرس لاستقباله فخرج للقائه ومعه كبار رجال الدولة والأعيان والعلماء، ولما وقع نظر السلطان على هذا الأمير العباسي ترجل عن فرسه إجلالا له، وعانقه، وركب معه يتبعهما الجيش حتى وصلا إلى القلعة، وهناك بالغ السلطان في إكرامه والتأدب معه، فلم يجلس على مرتبة ولا فوق كرسي بحضرة هذا الأمير العباسي.

وفي يوم الإثنين (13 رجب 659 هـ = 19 من يونيو 1260 م) عقد السلطان مجلسا بالديوان الكبير بالقلعة حضره القضاة والعلماء والأمراء، وشيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام، وكبار رجال الدولة، وفي هذا المجلس شهد العرب الذين قدموا مع الأمير العباسي بصحة نسبه، وأقر هذه الشهادة قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز وحكم بصحة نسبه وبايعه بالخلافة، ثم قام بعد ذلك الظاهر بيبرس وبايعه على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وأخذ الأموال بحقها، وصرفها في مستحقتها، ثم قام الحاضرون بمبايعة الخليفة الذي تلقب باسم الخليفة المستنصر بالله.

ولما تمت البيعة قلد الخليفة المستنصر السلطان بيبرس البلاد الإسلامية وما ينضاف إليها، وما سيفتحه الله على يديه من بلاد الكفار، وكتب السلطان إلى النواب والحكام في سائر الولايات التابعة لمصر بأخذ البيعة للخليفة المستنصر، والدعاء له في خطبة الجمعة على المنابر والدعاء للسلطان من بعده، وأن تنقش السكة باسمهما.

شرع السلطان بيبرس في تجهيز الخليفة، وإمداده بكل ما يحتاجه من جند وسلاح ومال، في سبيل إعادة الخلافة العباسية، وإقامتها في بغداد، وخرج السلطان مع الخليفة إلى دمشق، فبلغها في (ذي القعدة 659 هـ = 1261م)، وكان في عزمه أن يمد الخليفة بعشرة آلاف جندي وفارس حتى يتمكن من استعادة بغداد من أيدي المغول، لكن السلطان بيبرس تراجع عن وعده، وأحجم عن المضي في هذا المشروع بعد أن وسوس له أحد أمرائه وخوّفه من مغبة نجاح الخليفة في استرداد بغداد لينازع بعد ذلك السلطان الحكم، فاكتفى بإمداده بقوات قليلة لم تكن كافية لتحقيق النصر على المغول، فانهزم الخليفة، وقُتل هو ومعظم من كان معه، في المعركة التي وقعت بالقرب من الأنبار في (المحرم 660 هـ = ديسمبر 1261م).

تهيأت الأحداث لإحياء الخلافة العباسية مرة أخرى، فأرسل بيبرس في استدعاء الأمير "أبي العباس أحمد" الذي سبق أن بايعه قطز، وكان قد نجا ونحو خمسين فارسًا من الهزيمة التي لحققت بالخليفة السابق، فوصل إلى القاهرة في (ربيع الآخر 660 هـ = مارس 1262م) واحتفل بيبرس بقدومه، وأنزله البرج الكبير بقلعة الجبل، وعقد له في (8 من المحرم 661 هـ = 21 نوفمبر 1262م) مجلسًا عامًا بالديوان الكبير بالقلعة، حيث قرئ نسبه على الحاضرين، بعدما ثبت ذلك عند قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز، ولقب بالحاكم بأمر الله،

وبايعه السلطان على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، فلما تمت البيعة أقبل الخليفة على السلطان، وقُلّد أمور البلاد والعباد، ثم قام الحاضرون بمبايعة الخليفة الجديد، وخُطب له على المنابر في مصر والشام وبهذا الإجراء الذي تم في هذا اليوم أُحييت الخلافة العباسية للمرة الثانية بالقاهرة، غير أن الظاهر بيبرس، لم يفكر في إعداد هذا الخليفة الثاني لاسترجاع بغداد وإحياء الخلافة بها، وإنما استبقاه في القاهرة ليكون على مقربة منه وتحت عينه، وجعل سلطته محدودة، لا تتعدى ذكر اسمه في الخطبة في مصر والأمصار التابعة لها، واستمرت الخلافة العباسية بمصر إلى أن فتحها العثمانيون على يد السلطان "سليم الأول".

وجدير بالذكر أن الخلافة العباسية لم تكسب في إحيائها كثيرًا، بعد أن صار الخلفاء العباسيون في مصر يفوضون السلاطين المماليك في إدارة شئون البلاد العامة دون تدخل منهم، واقتصر دورهم على حضور حفلات السلطنة وولاية العهد، وتهنئة السلاطين بالشهور والأعياد.

ومنذ أن أقيمت الخلافة العباسية في القاهرة تمتع السلاطين المماليك بمكانة ممتازة بين ملوك العالم الإسلامي؛ باعتبارهم حماة الخلافة والمتمتعين ببيعتها، كما حظيت القاهرة بشهرة دينية علمية واسعة بعد أن صارت حاضرة الخلافة العباسية الجديدة.‏

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الخلفاء العباسيون بالقاهرة

  الخليفة الحياة الحكم سلطان المماليك
الحاكم الفعلي تحته
1 أبو القاسم أحمد المستنصر بالله  ....-1262   1261-1262   الظاهر بيبرس  
2 أبو العباس أحمد الحاكم بأمر الله ....-1302  1268-1302   الظاهر بيبرس و السعيد بركة خان و سلامش وقلاوون و خليل بن قلاوون و الناصر محمد بن قلاوون و العادل كتبغا و لاجين و الناصر محمد بن قلاوون  
3 أبو الربيع سليمان المستكفي بالله  1285-1340   1302-1340   الناصر محمد بن قلاوون و بيبرس الجاشنكير و الناصر محمد بن قلاوون  
4 أبو إسحاق إبراهيم الواثق بالله  ....-....   1340-1342   أبو بكر بن محمد بن قلاوون و الأشرف علاء الدين كوجك  
5 الحاكم بأمر الله الثاني  ....-1352   1342-1352   الناصر شهاب الدين أحمد و الصالح عماد الدين إسماعيل و الكامل سيف الدين شعبان و المظفر زين الدين حاجي و الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن و الصالح صلاح الدين صالح  
6 أبو الفتح أبو بكر المعتضد بالله  ....-1362   1352-1362   الصالح صلاح الدين صالح و الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن و المنصور صلاح الدين محمد  
7 أبو عبد الله محمد المتوكل على الله  ....-1406   1362-1377   المنصور صلاح الدين محمد و الأشرف زين الدين شعبان و المنصور علاء الدين علي  
8 أبو يحيى زكريا المستعصم بالله  ....-....   1377-1377    المنصور علاء الدين علي  
7-2 أبو عبد الله محمد المتوكل على الله ....-.... 1377-1383  الصالح زين الدين حاجى و الظاهر سيف الدين برقوق  
9 أبو حفص عمر الواثق بالله  ....-1386   1383-1386 
8-2 أبو يحيى زكريا المستعصم بالله  ....-....   1386-1389 
7-3 أبو عبد الله محمد المتوكل على الله  ....-....   1389-1406 
10 أبو الفضل العباس المستعين بالله  ....-1430   1406-1412 
11 أبو الفتح داود المعتضد بالله  1380-1441   1412-1441 
12 أبو الربيع سليمان المستكفي بالله  ....-1450   1441-1450 
13 أبو البقاء حمزة القائم بأمر الله  ....-1459   1450-1455 
14 أبو المحاسن يوسف المستنجد بالله  ....-1479   1455-1479 
15 أبو العز عبد العزيز المتوكل على الله  1416-1498   1479-1498 
16 أبو الصبر يعقوب المستمسك بالله  ....-1521   1498-1509 
17 محمد المتوكل على الله  ....-1543  1509-1516
16-2 أبو الصبر يعقوب المستمسك بالله ....-1521 1516-1517


اقرأ أيضا

المصادر

  • أحمد تمام. "الخلافة العباسية.. في القاهرة". إسلام أون لاين.