الإسلام في كنيا

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت

الإسلام هو ديانة ما يزيد 35% من سكان كنيا. الساحل الكيني هو مسلم بالكامل.

كانت بداية وصول الإسلام إلى كينيا مبكرة ، تعود إلى العقد الأخير من القرن الهجري الأول ، وذلك عندما أقام بعض المغامرين من البحارة العرب مركزاً لهم على الجزر المقابلة لساحل شرقي أفريقيا ، ثم بدأت الهجرات الإسلامية لهذا الساحل عندما انتشرت الخلافات في نهاية العصر الأموي .

وكانت الهجرة الأولى لجماعة من مسلمي الشام دب الخلاف بينهم وبين الحجاج بن يوسف الثقفي ،والهجرة الثانية كانت من أهل عمان ، وهم من أزد عمان ، وهكذا ظهرت امارة إسلامية في لامو في شمالي مدينة ممبسة . ثم جاءت هجرة أخرى إلى بر ( الزنج ) وهو الاسم الذي أطلقه العرب على ساحل شرقي أفريقيا ، وكانت في سنة 111هـ - 729 م ، واستقرت في مدينة شنجايا في موضع مدينة ( بورت دنفورد ) وظهرت امارة إسلامية جديدة ، ثم جاءت هجرات من شيراز ، وأسست هذه الهجرات عدداً من المدن الإسلامية على ساحل شرقي أفريقيا منها كاسو ، وكلوا ، وهكذا كثر عدد الهجرات فجاء بنو نبهان من عمان إلى مدينة باتا وتقع في شمال مدينة لامو في كينيا . وهكذا ظهرت امارات إسلامية على سواحل شرقي أفريقيا ، أو كما سمي بر الزنج ، وأصبح المسلمون خليطاُ من الأفارقة ، والشيرازيين ، والعرب ، وأطلق عليهم (السواحليون ) ويدأت تظهر اللغة السواحلية واتخدت من الحروف العربية قاعدة لها .

وانتشرت الدعوة الإسلامية من الساحل إلى الداخل مع تحركات المسلمين في التجارة ، وفي بداية القرن السادس عشر تعرضت الامارات العربية إلى حرب صليبة مدمرة ، شنها البرتغاليون بعد اكتشافهم طريق رأس الرجاء الصالح ، وتعاونت معهم الحبشة في هذه الحرب ضد الإسلام ، فدمر البرتغاليون مدينة زيلع وأغروا على بربرة ، واستمر الصراع فأحرقوا ممبسة خمس مرات ، ودمروا مدينة لامو ، وباتا وقتلوا الشيوخ والنساء والاطفال ولقد شن البرتغاليون حرباً دامت قرنين . ثم تعقبتهم القوة العمانية في الساحل الأفريقي حتي قضت على نفودهم في شرقي أفريقيا ، وقامت دولة إسلامية سيطرت على هذا الساحل ، وهاجرت إليها عناصر عربية عديدة .

وبدأت الصلات الثقافية بين شبه الجزيرة العربية ، وساحل شرقي أفريقيا ، واتسمت بالطابع الديني ، وأرسلت البعثات إلى المدن العربية الإسلامية ، وعاد أبناء شرقي أفريقيا لتعليم الإسلام وقواعده إلى شعوبهم وبرزت مدن إسلامية على الساحل الأفريقي مثل لامو ، وممبسة ، وتانجا وأصبحت مراكز إشعاع للدعوة الإسلامية .

وانتقل الإسلام إلى الداخل فتوغل في كينيا ، وتنجانتقا ، وموزمبيق ، وأوغندا ، ووصل إلى زائير ، وازدهرت التجارة بين الساحل والداخل وأخد الإسلام ينتشر في داخل شرقي أفريقيا مع التجارة ، وظهرت مراكز تجارية مثل كيتوتو ، وساباى وممباس في داخل كينيا ، ومثل طابورة واجيجي في تنجانيقا واتخد العرب والسواحليون منها مراكز استقرار في الداخل ،

ووصل الإسلام إلى كينيا عن طريق محور آخر ، حبث كانت القبائل الصومالية دعامته ، فانتقل الإسلام عن طريقهم إلى شمالي كينيا ، وحيث انتشر بين القبائل التي تعيش في شمالي كينيا ، وامتد نفوذ دولة آل بوسعيد من زنجبار إلى داخل شرقي أفريقيا خلف انتشار الإسلام .

وعندما فرض الاستعمار الألماني والإنجليزي سيطرتهما على هذه المنطقة عرقلا سريان الدعوة الإسلامية ، وشجع البعثات التنصيرية ، وقاوم المسلمون الاستعمار والتنصير ونشبت الثورات في كينيا منها ثورة وينو في سنة 1890 م ، وثورة المازوري في سنة 1895 م ، وانتشرت الثورات في ساحل كينيا .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المسلمون حاليا

يشكل المسلمون في كينيا حوالي 35% من جملة السكان في كينيا ، أي ما يزيد على 8ملايين مسلم . وينتشرون في القطاع الساحلي في مدن باتا ولامو ومالندي وممبسة . كذلك في داخل كينيا وفي نيروبي وما حولها ، كما ينتشرون في القطاع الكيني المجاور لحدود الصومال وأوجادين ، ومن المسلمين بكينيا جالية هندية باكستانية ، وجالية فارسية ، هذا فضلاً عن الجالية العربية بكينيا . وينتشر الإسلام بين الجماعات التي تشكل غالبية سكان كينيا مثل البانتو ، وبين النيلين الحاميين وبين العناصر الصومالية في شمال شرقي كينيا.كما دخلت قبيلة جلور الإسلام حديثاً في منطقة أتورو قرب مدينة كسومو .


الهيئات الإسلامية

للمسلمين في كينبا العديد من الهيئات ، والجمعيات يزيد عددها عن الخمسين حتي أنها أصبحت تكون إحدى المشاكل الهامة .أخيراً أصبح المجلس الأعلي لمسلمي كينيا يشرف على هذه الهيئات . ولقد تسبب الحكم الاستعماري في أزمات للمسلمين في المجال الاقتصادي ، والثقافي ، فلقد ضعف التعليم الإسلامي في كينيا ، ولم ينشط لمواجهة منافسة البعثات التنصيرية ، والمجال متسع لبث الدعوة الإسلامية ، فنصف سكان كينيا ما زالوا على الوثنية .

التحديات

عندما استقر الاستعمار البريطاني بكينيا ، أخد في مهادنة المسلمين فاستعان بهم في إدارة أمور البلاد ، فعين منهم حكام الأقاليم والولاة ، وكذلك القضاة ، وجباة الضرائب . وكان لهذا أثره السيء في نفوس القبائل الوثنية ، مما جعلهم يربطون بين الاستعمار والموظفين الجدد , كما حدث رد فعل آخر لذا المنصرون الذين ثاروا على تواجد المسلمين في الحكم وعقدوا مؤتمراً كنائسياً في سنة 1318 هـ -1900 م للحد من نفود المسلمين في الحكم . ووضعت السلطات الاستعمارية المسلمين أمام موقف اقتصادي سيء وذلك بمصادرة معظم الأراضي وجعلها ممتلكات للدولة ، كما حدت السلطات من النشاط التجاري للمسلمين فتأثرت أحوالهم الاقتصادية .


ومنحت البعثات التنصيرية فرص الحركة والانتشار ، وأسند لها الإشراف على التعليم ، فشيدت المدارس , والكنائس ، والمستشفيات والحدائق لجذب المواطنين إلى المسيحية ، وطورت التعليم المهني والتعليم العام , ورصدت مبالغ طائلة للتنصير في أفريقيا . وفي هذا الوسط يعمل المسلمين بإمكانيات ذاتية محدودة تعتمد على تبرعات الفقراء المعدميين .

تنتشر في كينيا حركات التنصير وتصرف مبالغ هائلة تنفيذا لسياسات الحزام الصليبي بإفريقيا لمنع الإسلام من الإنتشار جنوبا,

وهذه السياسات تعكف علها عدة دول قد تتدعي العلمانية !

ويعتبر أشهر متنصر كيني أو مرتد باللفظ الإسلامي هو رئيس أمريكا الأسمر باراك أوباما ...

التعليم

لقد ساد التعليم الإسلامي شرقي أفريقيا قبل استيلاء الاستعمار الأوروبي على المنطقة ، ويحتوى علي مرحلتين ، الأولى مقصورة على تعليم أبناء المسلمين في الكتاتيب , وكانت العربية لغة التعليم في هذه المرحلة المبكرة ، وتشتمل المرحلة الثانية على دراسة الفقه والحديث والتفسير ، واتخدت من المساجد أماكن لها ، حيث كانت تعقد حلقات الدروس .

وعندما احتلت بريطانيا كينيا بدأت النظرة للتعليم التقليدي تتغير ، ورفض المسلمون إلحاق أبنائهم بمدارس الإرساليات ، ولم يطوروا مناهج مدارسهم فبقيت الوظائف مقصورة على غير المسلمين .وضل المسلمون يقاطعون المدارس الحكومية ، ولم يستطع المسلمين إدخال اللغة العربية ، وعلوم الدين في مناهج المدارس الحكومية .

وبعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء معهد ممبسة الإسلامي وتحول إلى معهد فني ، وتأسست مدرسة عربية في مدينة (شيلا ) منذ أكثر من 25 عاماً ، وتفرع منها حوالي 40 مدرسة في أنحاء كينيا ، وتدرس بها علوم الدين واللغة العربية ، وهي في حاجة إلى تطوير مناهجهها ودعمها مادياً .

المؤسسة الإسلامية في نيروبي

أنشئت في سنة 1383 هـ -1963 م بجهود بعض أهل الخير وتعمل في عدة محاور منها : الدعوة الإسلامية عن طريق المحاضرات ، والكتب ، والتعليم من خلال إنشاء المدارس الدينية الحديثة والمناهج المتطورة كذلك إنشاء مدارس تحفيظ القرآن .

وأصبح التعليم الديني اجبارياً في كينيا في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ، ويختار الطالب تعلم ا الإسلام أو المسيحية ، ويحرم من دخول المرحلة التالية إذا رسب في الدين .

مشاكل التعليم الإسلامي في كينيا

  1. إنشاء معاهد لإعداد مدرسين للدين الإسلامي واللغة العربية .
  2. إعداد مناهج موحدة لمادة الدين واللغة العربية .
  3. تنظيم المدارس الخاصة التابعة للجمعيات الإسلامية .
  4. تنظيم المساعدات التي ترسل للجمعيات الإسلامية وإستغلالها لصالح التعليم .

التهميش والإهمال

في مايو 2010، عقدت جامعة گاريسا حفل جمع تبرعات في العاصمة نيروبي، وعبر المشاركون في الحفل عن شعورهم بالغبن، والتهميش والإهمال، وانعدام الخدمات العامة في جميع مرافق الحياة بالإقليم، كالصحة، والتعليم، والبنية التحية، كما أكدوا اهتمام الحكومة بالمناطق الأخرى غير الإقليم الصومالي في المشاريع التنموية.

وقال السياسي البارز الكيني ذو الأصول الصومالية بلي كيرو، في كلمة بالحفل إن "الإقليم هو الوحيد في كينيا الذي تنعدم فيه مؤسسات التعليم العالي، منذ ما يقارب خمسين عاما" مشيرا إلى أن جامعة غاريسا تحمل رسائل مهمة للصوماليين في كينيا، بالاعتماد على أنفسهم، بعد أن يئسوا من وعود الحكومة التي فقدت المصداقية حسب وصفه. وشن كيرو هجوما لاذعا على الحكومة بسبب إهمال الإقليم الذي يعرف "المحافظة الشمالية الحدودية".

ونبه آدم بري دعالي نائب وزير الثروة الحيوانية إلى مشكلة التعليم في الإقليم الصومالي الكيني، مشيرا إلى وجود مدراس ومعاهد إسلامية غير مسجلة لدى الحكومة، وتساءل عن أسباب عدم إنشاء مؤسسات التعليم العالي في الإقليم.

السياسي الكيني بلي كيرو أثناء حفل جامعة گاريسا، نيروبي، 2010.

دعوى قضائية

وهدد دعالي برفع القضية إلى البرلمان ضد وزير التعليم العالي ويليام روتوا إذا لم يتخذ الإجراءات اللازمة حيال الإقليم. وقال رئيس مجلس الجامعة الدكتور حسن عبده أوعلي إن جامعة گاريسا هي الأولى التي تفتح في تاريخ الإقليم الحديث. وأوضح أن من دواعي إنشاء الجامعة وجود أعداد كبيرة من الطلاب الذين يتخرجون سنويا من المدارس والمعاهد الإسلامية في المدن الرئيسية في الإقليم وهو ما يتطلب إنشاء جامعة توفر لهؤلاء الطلاب فرصة التعليم العالي في المجالات الشرعية الدينية.

وعن أسباب تخلف الإقليم في الجانب التعليمي في وقت يشهد العالم ثورة تعليمية، أشار أوعلي إلى أنه يعود إلى التخلف العام الذي يعاني منه الإقليم ليس في الجانب التعليمي فقط وإنما في المجالات الأخرى الحيوية، كالصحة، وخدمات المياه، والطرقات، والبنى التحتية الأخرى.

وعن دور وزارة التعليم العالي الكينية في الجامعة قال إنه "لا توجد علاقة تربطنا بها، وإنما نحاول الآن فتح قنوات اتصال معها بغية تسجيل الجامعة" مشيرا إلى وجود إجراءات طويلة تنتظرهم لإنجاز هذه المهمة.

وأرجع رئيس جامعة گاريسا تخلف الإقليم عن بقية مناطق كينيا للظروف السياسية المحيطة به، والنظرة الأمنية التي ينظرها ساسة كينيا حيال الإقليم.[1]

د. حسن عبده أوعلين، رئيس مجلس جامعة گاريسا

تاريخ الإقليم وقد ضمت كينيا الإقليم الصومالي إلى أراضيها في 1963 ومنذ ذلك الوقت فهو جزء من الأراضي الكينية.

يشار إلى أن الإقليم الصومالي في كينيا المعروف حاليا باسم إقليم شمال شرق كينيا، وسابقا المقاطعة الشمالية الشرقية، كان أحد المستعمرات البريطانية، وقد ألحقته السلطات الاستعمارية بكينيا عام 1948.

لكن سكان الإقليم رفضوا هذا القرار. وفي عام 1963 وافق الصوماليون باستفتاء أجرته كينيا على الانضمام إلى جمهورية الصومال، إلا أن كينيا ألغت هذا الاستفتاء بتعاون بريطاني.

ورفض سكان الإقليم المشاركة في الحكومة الكينية الأولى برئاسة جومو كينياتا التي شكلت عام 1963 وارتكبت مجازر بحق المدنيين لا تزال محفورة في أذهان سكان الإقليم.

وتوترت علاقات الصومال وكينيا بسبب ما جرى، إلا أن منظمة الوحدة الأفريقية نزعت فتيل الأزمة بينهما في 14/9/1967.

ويقدر عدد سكان الإقليم وفق آخر إحصائية أجريت عام 1999 بنحو 962,142 نسمة. وتبلغ مساحته الجغرافية 126,902 كم مربع والذي يقدر بنحو 20% من مساحة البلاد.

المصادر

  • الأقليات المسلمة في أفريقيا – سيد عبد المجيد بكر .