ابن بابشاذ

ابن بابَشاذ النحوي (ت. 469 هـ/1077م)، هو هو أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ بن داوود بن سليمان بن إبراهيم النحوي الجوهري المصري، نحوي مصري.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اسمه ونسبته

هو أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ بن داوود بن سليمان بن إبراهيم النحوي الجوهري المصري. وقد أشار ابن خلكان إلى أن أصل ابن بابشاذ من بلاد الديلم. وذكر القفطي أن جده أو والده قدم إلى مصر تاجرا وأن أصله من العراق. ووصف الفيروز أبادي في كتاب البلغة ابن بابشاذ بأنه عربي الأصل. كذلك أشار ابن الجزري في ترجمته لأحمد ابن بابشاذ والد طاهر إلى أنه عراقي الأصل. أما تفاصيل هذه التنقلات غير معلوم لدينا. وقد كان والده يمارس مهنة تجارة اللؤلؤ، كما كان أحد القراء المعروفين في القرن الخامس الهجري. ويذكر المقريزي أن والده كان واعظا بمصر. أما كنيته فقد أشار بعض من ترجموا له إلى أن كلمة بابشاذ أعجمية وتعني الفرح والسرور، ولم تكن هذه الكنية خاصة به وحده بل هي كنية للأسرة كلها فيما يبدوا. وضبط الكنية الراجح فيه ابن بابَشاذ بفتح الباء الثانية كما جاءت عند ياقوت الحموي والمقريزي وجاءت كذلك في سبع مخطوطات من مخطوطات المقدمة وشرحها.


سيرته

ولد الطاهر في مصر ولم تحدد لنا سنة الميلاد، ولم توجد في كتب التراجم تفصيلات دقيقة لحياة الرجل، غير أنه ورث عن أباه أمرين: تجارة الجوهر وحب العلم، ودخل بغداد تاجرا وأخذ عن علمائها.

وإذا بحثنا عن أشهر النحاة في ذلك العصر وجدناهم اثنين:

  1. عمر بن ثابت الثمانيني تلميذ ابن جني.
  2. عبد الواحد علي المعروف بابن برهان.

هذان عالما بغداد في ذلك الوقت ولم يثبت صراحة أنه أخذ عنهم شيئا، ولم يكتف بعلماء بغداد بل تلمذ لعلمء بلده مصر أيضا. وكان عارفا بالتفسير والقراءات وتزود من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان مدرسا في مسجد عمر بن العاص للنحو والأدب، وجمع إلى التدريس وظيفة أخرى هي مراجعة مايكتبه الديوان من رسائل، وذلك في عصر الدولة الفاطمية. وفي آخر حياته انقطع عن الناس وأكب علي التعليم والتأليف.

شيوخه

  1. والده، أبو الفتح أحمد ابن بابشاذ الجوهري النحوي.
  2. الواسطي، أبو نصر القاسم بن محمد بن مباشر.
  3. الحوفي، أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد [ت 430هـ].
  4. الخطيب التبريزي، [ت 502هـ ].

تلاميذه

  1. ابن الفحام، أبو القاسم بن أبي بكر عتيق بن أبي سعيد خلف الصقلي.
  2. ابن الحصار، أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد المقرئ.
  3. السعيدي، أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال.
  4. أبو الأَصبع الزهري.

كتبه

وله المصنفات المفيدة، منها:

وجمع له جذاذات كبيرة في النحو، يقال إنها لو بيضت قاربت خمس عشرة مجلدة، وسماها النحاة بعده الذين وصلت إليهم " تعليق الغرفة، وانتقلت هذه التعليقة إلى تلميذه أبي عبد الله محمد بن بركات السعدي، النحوي اللغوي المتصدر موضعه، ثم انتقلت منه إلى صاحبه: أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، ثم انتقلت بعده إلى صاحبه أبي الحسين النحوي المنبوز بثلط الفيل، وقيل: إن كل واحد من هؤلاء كان يهبها لتلميذه ويعهد إليه بحفظها. ولقد اجتهد جماعة من الطلبة في نسخها، فلم يتمكنوا من ذلك. وانتفع الناس بعلمه وتصانيفه.

وكان وظيفته بمصر أن ديوان الإنشاء لا يخرج منه كتاب حتى يعرض عليه ويتأمله، فإن كان فيه خطأ من جهة النحو أو اللغة أصلحه كاتبه، وإلا استرضاه فسيروه إلى الجهة التي كتب إليها، وكان له على هذه الوظيفة راتب من الخزانة يتناوله في كل شهر، وأقام على ذلك زماناً.


أخباره

ويحكى أنه كان يوماً في سطح جامع مصر وهو يأكل شيئاً وعنده ناس، فحضرهم قط فرموا له لقمة، فأخذها في فيه وغاب عنهم ثم عاد إليهم، فرموا له شيئاً آخر ففعل كذلك، وتردد مراراً كثيرة وهم يرمون له وهو يأخذه ويغيب به ثم يعود من فوره، حتى عجبوا منه، وعلموا أن مثل هذا الطعام لا يأكله وحده لكثرته، فلما استرابوا حاله تبعوه فوجدوه يرقى إلى حائط في سطح الجامع، ثم ينزل إلى موضع خال صورة بيت خراب، وفيه قط آخر أعمى، وكل ما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط ويضعه بين يديه وهو يأكله. فعجبوا من تلك الحال، فقال ابن بابشاذ: إذا كان هذا حيواناً أخرس قد سخر الله سبحانه وتعالى له هذا القط، وهو يقوم بكفايته ولم يحرمه الرزق، فكيف يضيع مثلي، ثم قطع الشيخ علائقه واستعفى من الخدمة ونزل عن راتبه ولازم بيته واشتغاله متوكلاً على الله سبحانه وتعالى. وما زال محروساً محمول الكلفة.


وفاته

مات عشية اليوم الثالث من رجب سنة تسع وستين وأربعمائة بمصر، ودفن في القرافة الكبرى، رحمه الله تعالى، وزرت بها قبره، وقرأت تاريخ وفاته على حجر عند رأسه، كما هو ها هنا. وكان سبب موته أنه لما انقطع وجمع أطرافه وباع ما حوله وأبقى ما لا بد له منه، كان انقطاعه في غرفة بجامع عمرو بن العاص، وهو الجامع العتيق بمصر، فخرج ليلة من الغرفة إلى سطح الجامع، فزلت رجله من بعض الطاقات المؤدية للضوء إلى الجامع، فسقط وأصبح ميتاً. وبَابَشاذ: بباءين موحدتين بينهما ألف، ثم شين معجمة وبعد الألف الثانية ذال معجمة، وهي كلمة عجمية تتضمن الفرح والسرور.


المصادر