ابن آوى أسود الظهر

ابن آوى أسود الظهر
Black-backed Jackal[1]
Temporal range: Pliocene[2] - Recent
Canis mesomelas.jpg
التصنيف العلمي
مملكة:
Phylum:
Class:
Order:
Family:
Genus:
Species:
ابن آوى أسود الظهر C. mesomelas
Binomial name
Canis mesomelas
شربر, 1775
Leefgebied zadeljakhals.JPG
نطاق ابن آوى أسود الظهر

ابن آوى الأسود الظهر، و الذي يُعرف أيضا باسم ابن آوى الفضي الظهر حيوان ثديي من رتبة اللواحم و فصيلة الكلبيّات. تقطن هذه الحيوانات منطقتين في إفريقيا يفصل بينهما حوالي 900 كيلومتر، و تضم إحدى هاتين المنطقتين الدول التي تقع في أقصى الجنوب بما فيها جنوب إفريقيا، ناميبيا، بوتسوانا، و زيمبابوي. أما المنطقة الثانية فتقع على طول الساحل الشرقي و تضم كينيا، الصومال، و الحبشة.[4]

يتشابه هذا الإنتشار المميز لهذه الفصيلة مع إنتشار غيره من فصائل الحيوانات المستوطنة في إفريقيا و المتأقلمة مع المساكن الجافة ( من شاكلة العسبار، الثعلب الخفاشي الأذنين، و الدقدق ). يظهر أن السبب وراء اختفاء هذه الفصيلة من المنطقة الواقعة بين شرق إفريقيا و جنوبها يعود إلى عدم وجود أحراج السنط الجافة و السفانا التي تُعد الموطن المفضل للفصيلة في تلك المنطقة، وهذا يفترض بأن هذا النوع من المساكن كان سابقا يربط بين جنوب غرب القارة و القرن الإفريقي.

تمّ العثور على مستحثات لابن آوى الأسود الظهر في عدد من المواقع في إفريقيا الجنوبيّة، وقد بلغ عمرها مليونيّ سنة على الأقل،[5] إلا أنه لم يتم العثور يوما على أي أحافير شمالي الحبشة مما يفترض أن هذه الفصيلة كانت دوما مقصورة على المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

لا تعاني هذه الفصيلة من بنات آوى من خطر الإنقراض حاليّا، لكنها تُضطهد عبر موطنها لأنها تقتل المواشي و الدواجن و تنقل داء الكلب، وفي بعض المناطق يُحاول المزارعون أن يتحكموا بأعداد هذه الحيوانات عن طريق الصيد المنتظم لها بين الحين و الأخر، إلا أنه يظهر بأن هذه الطريقة غير فعّآلة، إذ أنها لا تؤدي إلا إلى تخفيض عدد الجمهرة المحليّة لفترة مؤقتة قبل أن تعود و تزداد أعدادها من جديد. ليس هناك من تجارة بأعضاء ابن آوى ذات أهميّة تُذكر، على الرغم من أن أقسام من أجسادها تُستخدم أحيانا في الطب الإفريقي التقليدي. تحظى بنات آوى السوداء الظهر بالحماية في الكثير من المحميّات عبر موطنها، إلا أنها تبقى غير مدرجة ضمن القائمة الخاصة بالإتفاقية الدولية لحظر الإتجار بالفصائل المهددة ( CITES ) لذا فإنها لا تحظى بأي حماية خارج حدود أي محميّة. يُحتفظ بهذه الفصيلة في بعض المختبرات لإجراء بعض التجارب عليها المتعلقة بإيجاد لقاحات مضادة لداء الكلب.[6]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الوصف الخارجي

صورة جانبية لابن آوى أسود الظهر، لاحظ اللون الأسود الممتد من مؤخر العنق حتى طرف الذيل و الجسد الضارب للحمرة

تُظهر سجلات الأحافير أن ابن آوى الأسود الظهر هو أقدم الأعضاء المنتمين لجنس الكلب ( باللاتينية: Canis = كانيس ).[2]

إن أبرز المظاهر الخارجيّة لهذه الحيوانات هي، كما يوحي إسمها، فراء ظهرها الفضي الضارب إلى السواد الذي يمتد على طول الظهر من مؤخر العنق وصولا إلى طرف الذيل. و يكون الصدر و القسم السفلي من الجسد أبيض اللون أو أبيض صدئ، بينما يتراوح لون باقي الجسد من البني الضارب إلى الحمرة و الأسمر، و تكون الذكور أكثر غنى بالألوان من الإناث كما هو الحال في العديد من فصائل الحيوانات من شاكلة البط. يتبدّل لون كسوة هذه الحيوانات في الشتاء، حيث يصبح فراء الذكر البالغ ضارب إلى الحمرة أو حتى ورديّ أحمر قاتم.[4]

يبلغ إرتفاع ابن آوى الأسود الظهر عادة مابين 32 و 42 سنتيمتر ( 14 - 19 إنش ) عند الكتفين، و يصل في طول جسده إلى مابين 45 و 90 سنتيمترا ( 18 - 36 إنشا )، و تصل زنته إلى مابين 7 و 13.5 كيلوغرامات ( 15 - 30 رطل ).[7] [4] تكون الأفراد في القسم الجنوبي من موطن هذه الفصيلة أكبر حجما من تلك الموجودة في القسم الشمالي.

يكون هذا النوع من بنات آوى أنحف من باقي الأنواع بشكل ملحوظ، كما و تكون أذانه كبيرة منتصبة و طويلة كما الخطم الدقيق. تمتلك هذه الفصيلة 42 سنّا ( المعادلة: 3/3-1/1-4/4-2/3=42 )[8] بالإضافة لغدد مفرزة للروائح على الوجه، الشرج، و قرب الأعضاء التناسلية. تمتلك الأنثى مابين 6 إلى 8 حلمات.[7]


السلوك و العادات

تنشط هذه الحيوانات خلال الليل و النهار على حد سواء، إلا أنها في المناطق المأهولة غالبا ما تصبح ليليّة النشاط.[9] تمضي بنات آوى السوداء الظهر معظم فترة نشاطها وهي تبحث عن الطعام أو تقمم الجيف و غيرها من الفضلات، وهي تخبو عندما تتنقل من مكان لأخر في العادة، و أثناء الصيد يتحرّك الفرد من هذه الحيوانات ببطء و يبقي أذنيه منتصبة تحسبا لأي حركة. لإبن آوى الأسود الظهر حواس حادة متطوّرة جيدا، و بشكل خاص حاستيّ السمع و الشمّ، و بحال أجفل ابن آوى فسوف يتراجع لمسافة معينة ومن ثمّ يستدير إلى الوراء على شكل قوس واسع لتحليل رائحة مصدر الإجفال. تتفادى هذه الحيوانات البشر غالبا و لا تُظهر سلوكا عدائيّا تجاه الحيوانات الأكبر منها، كما و يُعرف عنها الدهاء و سعة الحيلة كما الثعالب الحمراء، وهي حيوانات إقليميّة أي أن كل فرد منها يسيطر على حوز خاص به، وهي لا تتصرّف بعدائيّة إلا عندما تدافع عن حدود حوزها، و للأزواج منه مناطق خاصة بها أيضا لكنها تكون أصغر حجما من المناطق الخاصة بالأفراد ( بحوالي 75% ) الذين يبحثون عن شريك لهم.

تعيش بنات آوى السوداء الظهر في أزواج لمدى الحياة، وقد تتجمّع بعض الأحيان في قطعان لتصطاد طرائد أضخم منها بأشواط مثل الغزلان، الإمبالا، و غيرها من الظباء. تفترس النمور و الفهود هذه الفصيلة من بنات آوى، كما و يقتلها البشر في بعض الأحيان للحصول على فرائها أو لاعتبارها حيوانات طفيليّة تقتل الماشية.

الحمية و الصيد

زوج من بنات آوى السوداء الظهر وهي تقمم جيفة فقمة فراء رأس الرجاء الصالح

تُأقلم هذه الحيوانات حميتها لتتلائم و مصادر الطعام المتوافرة في مسكنها، وهي غالبا ما تقمم الجيف، إلا أنها تعد أيضا صيّادة ماهرة، وهي حيوانات قارتة ( آكلة لكل شيء ) و تشمل حميتها: الإمبالا، جراء فقمات الفراء، الغزلان، الغرغر، الحشرات، القوارض، الأرانب البرية، السحالي، الأفاعي، الفاكهة، و العليق، بالإضافة للماشية المستأنسة من شاكلة الخراف و الماعز، و الجيفة. و كما في باقي فصائل الكلبيات الصغيرة فهي تبحث عن طعامها بمفردها أو في أزواج، و عندما تقوم بالبحث عن الطعام تخبو لتنتقل من مكان لأخر. يصطاد ابن آوى الأسود الظهر باللجوء إلى ذات الأساليب النمطيّة التي تلجأ إليها الكلبيّات التي تصطاد طرائد صغيرة مثل القوارض، حيث يقوم ابن آوى بالإصغاء جيدا ليحدد حركة الطريدة في العشب الجاف أو أي نوع من النبات، و ما أن يحدد مكانها حتى يقترب خلسةُ إلى أن يصبح قريبا لدرجة تسمح له بالوثب عليها ليثبتها بقوائمه الأماميّة أو يُخرجها للعراء و يطاردها لمسافة قصيرة قبل أن يمسك بها. تُقتل الطرائد الصغيرة عن طريق عضّة في مؤخر العنق يُرافقها في العادة هزّ عنيف لفصل فقرات العمود الفقري، و على الرغم من حجمه فإن الفرد من هذا النوع من بنات آوى قادر وحده على قتل فرائس تفوقه حجما مثل الغزلان، و عندما يُحاول هذا الحيوان قتل غزال أو أحد فصائل المواشي المستأنسة من شاكلة الخراف و المعز، فإنه يمسكها طويلا من عنقها إلى أن تختنق.

التناسل

تضع الأنثى بطنها في جحر متعدد المخارج مما يسمح للصغار بأن يكون لها عدّة طرق للهرب في حال وجود خطر معيّن، و نادرا ما تلجأ هذه الفصيلة إلى الكهوف أو الصدوع في الصخور حيث يكون هناك غالبا مخرج واحد. يحصل التزاوج بين شهريّ مايو و أغسطس، و تدوم فترة الحمل لحوالي شهرين ( قرابة 60 يوما )، لتلد الأنثى بعدها بطنا يتراوح عدد أفراده بين 3 إلى 6 جراء يزن كل منها مابين 200 إلى 250 غراما، وفي العادة فإن مابين جرو إلى 3 جراء فقط تبقى على قيد الحياة. يتعاون كل من الذكر و الأنثى على حراسة و إطعام الصغار التي تبدأ بالخروج من الجحر عندمل تبلغ 3 شهور، وفي العادة فإن الوحدة الإجتماعية لهذه الحيوانات تتكون من الوالدين و الصغار فقط، و الإستثناء الوحيد على ذلك هو عندما تصطاد هذه الحيوانات في قطيع.[10] تغادر الجراء جحر والديها عندما تبلغ 8 أشهر أي عندما تُعتبر بالغة كافية و قادرة على السيطرة على حوز خاص بها، وفي شهرها الحادي العشر تصل إلى مرحلة النضوج الجنسي؛ وفي الغالب، فإن جروا واحدا يعود إلى والديه ليساعدهما على تربية البطن التالي، وفي هذه الحالة فإن فرص بقاء جميع أفراد البطن تزداد. تعتبر هذه الفصيلة من بنات آوى، كما باقي الفصائل، أحاديّة التزاوج أي أن الفرد منها يكتفي بشريك واحد طيلة حياته. يصل أمد حياة ابن آوى الأسود الظهر إلى 14 سنة في الأسر، إلا أن الحد الأقصى لحياته في البريّة يصل لثماني سنوات.

ابن آوى أسود الظهر في أرض عشبيّة جافّة

المسكن

تتواجد بنات آوى السوداء الظهر في مساكن متنوعة عبر إفريقيا، فهي يمكن أن تعيش في المدن الصغيرة و الضواحي، بالإضافة إلى الأراضي الحرجيّة المفتوحة، أراضي الأشجار القمئيّة، السفانا، مناطق الآجام، و الصحاري مثل صحراء ناميب.[11] تميل هذه الحيوانات أن تعيش في المناطق الجافة أكثر من غيرها، وهي غالبا ما توجد في المناطق التي تبلغ نسبة المطر السنويّة فيها بين 100 و 200 سنتيمتر.[12] يُربط بين هذه الحيوانات و بين المناطق المفتوحة، وهي لا توجد في المناطق الغابويّة أو ذات الآجام الكثيفة. وفي المناطق البريّة المفتوحة تعيش هذه الحيوانات على الذبائح التي هجرتها الضواري الكبيرة، أما في الضواحي و القرى فهي تقتات على قمامة البشر، وقد أدّى تطوير الإنسان للأراضي العشبية و تحويلها إلى أراضي زراعيّة، إلى تأمين مصدر غذاء جديد لهذه الفصيلة.

السلالات

هناك سلالاتين مُعترف بهما من هذه الفصيلة:[1]

  • Canis mesomelas mesomelas ( السوداء الظهر، الجنوبيّة )
  • Canis mesomelas schmidti ( الشرقية )

المصادر

  1. ^ أ ب Wozencraft, W. C. (16 November 2005). Wilson, D. E., and Reeder, D. M. (eds) (ed.). Mammal Species of the World (3rd edition ed.). Johns Hopkins University Press. pp. {{{pages}}}. ISBN 0-801-88221-4. {{cite book}}: |edition= has extra text (help); |editor= has generic name (help); Check date values in: |date= (help)CS1 maint: multiple names: editors list (link)
  2. ^ أ ب Macdonald, David (1992). The Velvet Claw. p. 256. 0563208449.
  3. ^ Loveridge & Nel (2004). Canis mesomelas. 2006 القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة للأنواع المهددة. IUCN 2006. استرجعت في 11 May 2006. Database entry includes justification for why this species is of least concern
  4. ^ أ ب ت "Canis mesomelas". Animal Diversity Web. Retrieved 2007-09-13.
  5. ^ The Black backed Jackal Range Description: ICUN red list
  6. ^ Bingham, J., Kappeler, A., Hill, F.W.G., King, A.A., Perry, B.D. and Foggin, C.M. 1995. Efficacy of SAD (Berne) rabies vaccine given by the oral route in two species of jackal (Canis mesomelas and Canis adustus). Journal of Wildlife Diseases 31:416-419
  7. ^ أ ب "Black-backed jackal". Lioncrusher's Domain. Retrieved 2007-09-13.
  8. ^ "Black-backed jackal" (PDF). Canids.org. Retrieved 2007-09-13.
  9. ^ Fox, M. 1971. Behaviour of Wolves, Dogs, and Related Canids. Malabar, Florida: Robert E. Krieger Publishing Company, Inc
  10. ^ Smithers, R. 1983. The Mammals of the Southern African Subregion. Pretoria, Transvaal---Republic of South Africa: University of Pretoria
  11. ^ Ginsberg, J. 1990. Foxes, Wolves, Jackals, and Dogs. Gland, Switzerland: International Union for Conservation of Nature and Natural Resources (IUCN)
  12. ^ Downs, C., J. Bowland, A. Bowland, M. Perrin. 1991. Thermal parameters of serval felis-serval felidae and black backed jackal canidae. Journal of Thermal Biology, 16(5): 277-280

وصلات خارجية

Wikispecies-logo.png
توجد في معرفةالفصائل معلومات أكثر حول: