إيران‌رود

القناة الفارسية - مساران محتملان.

الـقــنـاة الفـارسـية (فارسية: ایران‌رود وتعني "نهر إيران") هي فكرة لشق قناة بين بحر قزوين وبحر العرب. الهدفان الرئيسيان لإيران‌رود هما: أولاً: تحرير روسيا من مضائق الدردنيل وخانق قناة السويس (لتفادي القلاقل السياسية بمصر التي يثيرها الإخوان المسلمون، على حد زعم وليام إنگدال). وثانياً لري صحراء كوير القاحلة في شرق إيران. القناة سيبلغ طولها 1600 كيلومتر، وتسير عبر جبال زاگروس الشاهقة على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر. وتتكلف أكثر كثيراً من 100 مليار دولار.[1]

الفكرة اجترحها مهندسون روس في الفترة 1889-1892. وتبنتها روسيا ثم إيران ثم أخيراً "منظمة تعاون شانغهاي"، ويروج لها المفكر السياسي وليام إنگدال.

من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية، فسوف تكون القناة منافسة لقناة السويس، بكل معاني المنافسة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مساران

وهنا مسارين محتملين للقناة:

  • المسار الغربي: طوله 950 كم، إلا أنه يمر عبر جبال زاگروس الشاهقة، بارتفاع يصل 1800 متر فوق سطح البحر، كما أنه يظل رهينة المرور في مضيق هرمز.
  • المسار الشرقي: طوله 1450-1600 كم، إلا أنه يمر عبر ارتفاعات أقل ويروي صحاري شرق إيران ويتفادى مضيق هرمز.


التاريخ

أقصر مسافة بين بحر قزوين والخليج العربي.

أثار إغلاق الدولة العثمانية المضائق التركية في وجه السفن الروسية خلال حرب القرم (1853-1856) ثم خلال الحرب الروسية العثمانية (1877–1878) شعوراً روسياً جامحاً بالضعف الذي تشكله المضائق كخانق للنشاط والسياسة الروسية، وكمنطلق للمخططات العسكرية المعادية كما تجلي في وصول الأساطيل البريطانية والفرنسية إلى القرم. ثم جاء افتتاح قناة السويس في 1869 كمصدر إلهام للروس، بأن الهندسة وشق القنوات قد يشكل حلاً للمشاكل الجيوستراتيجية.

يقول الخبير الروسي، ألكسي چیچکین: "منذ العقد الأخير في القرن التاسع عشر [في عهد العاهلين ناصر الدين شاه قاجار وألكسندر الثالث من روسيا ]، شكـّل مشروع قناة الشحن "بحر قزوين-الخليج الفارسي" ارتقاءً كبيراً في العلاقات الروسية مع إيران.[2] فبدأ المهندسون الروس في السنوات 1889 في صياغة مبادرة المشروع حتى اكتملت في 1892، ويوفر المحيط الهندي أقصر الطرق للوصول إلى روسيا. وبالتالي فإن أهمية مضيق البوسفور والدردنيل التركيين بالنسبة لروسيا تخـفـُت."[3][4] أدى ظهور مثل هذه الخطة إلى اعراب بريطانيا وفرنسا والنمسا والمجر وألمانيا عن تأييدهم لاقتراح روسيا كبديل يمكـِّن روسيا من الاستغناء عن استخدام مضيق البوسفور والدردنيل. في عام 1878، اقترحت روسيا السيطرة على المضائق التركية على طول الساحل، بنشر قواعد عسكرية روسية.

في 1889، بدأ المهندسون الروس في وضع تصميم للقناة الفارسية كبديل لمرور السفن الروسية عبر المضائق التركية. وقد استمرت الدراسات الروسية حتى عام 1892.[5]

  المسار الغربي (إلى الخليج العربي)
  المسار الشرقي (إلى خليج عمان)

في أواخر القرن التاسع عشر، تم تشكيل مفوضية مشتركية لروسيا وإيران لإنشاء القناة، وكان من المقرر أن تبدأ الإنشاءات في 1904، إلا أن الطرفين لم يتفقا على نظام قانوني يخضع له المشروع والقناة. فقد أصرت روسيا على مبدأ معاملة القناة ككيان خارجي (extraterritoriality) يخضع لحاكمية معاهدة دولية مثلما فرضت الولايات المتحدة على قناة پنما ومثلما فرضت المملكة المتحدة اتفاقية القسطنطينية (1888) على قناة السويس.

الترتيب المقترح لنظام الملكية العامة للقناة (ادارة مشتركة وأسهم متساوية)، إلا أن إيران وروسيا لم يتفقا. وفي النهاية حاول الإيرانيون تحجيم حصة روسيا، كما طالبت إيران روسيا بتقديم ضمانات أمنية وعسكرية وسياسية.

وفي 1908، علّق الطرفان المفاوضات. وقد كان لتركيا وبريطانيا دوراً فعالاً في ذلك بسبب ازدياد الضغوط على طهران حول الوضع القانوني للقناة ومدة الإنشاء.

ويشدد چیچکین أن "اندلاع الحرب العالمية الأولى منع استئناف المباحثات بين إيران وروسيا حول المشروع وتواصل تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا السوڤيتية، مما قلل من اصرار روسيا على سرعة البدء في المشروع. وفي الفترة من 1919 حتى 1923، ارتبطت روسيا السوڤيتية والاتحاد السوڤيتي بحلفين مع كل من تركيا واليونان لإمداد كلاً من البلدين بمعونات اقتصادية وعسكرية. وفي المقابل، وفي سبتمبر 1924، قامت أنقرة أيضاً بالتأكيد للروس أن مضيق البسفور والدردنيل، لن يُستخدما ضد مصالح الاتحاد السوڤيتي".[2]

منذ وفاة مصطفى كمال أتاتورك، رئيس تركيا في نوفمبر 1938، شهد السوڤيت انقلاباً في المواقف التركية، أو بشكل أدق-ارتفعت نبرة الرابطة التوركية في أنقرة بشكل درامي. ويقول چیچکین: "خير دليل كان مشاركة تركيا في المشروع البريطاني-الفرنسي المشترك كـ"وقود" للتعامل مع سياسة الاتحاد السوڤيتي العدوانية في أواسط مارس 1940. فسمحت تركيا حسب الخطة بوصول السفن الحربية البريطانية والفرنسية إلى البحر الأسود. "

في أواخر عقد 1930، مارست بريطانيا وألمانيا وتركيا، بما لهم من نفوذ، تأثيراً على السياسة الخارجية لطهران، مسببين تباطؤ العلاقات التي كانت مضطردة بين إيران والاتحاد السوڤيتي. ونتيجة لذلك، فقد قررت إيران إنهاء "معاهدة الصداقة الروسية الفارسية 1921". وكان البند السادس من المعاهدة ينص على أن للاتحاد السوڤيتي حق التدخل بجنوده في حالة وجود تهديد أمني يواجهه.

ويواصل چیچکین شرحه: "منذ أبريل 1941، استخدمت تركيا عذراً مختلفاً، هو عبور السفن السوڤيتية حاملةً شحنات من العتاد العسكري ومواد أخرى بطريقها إلى يوغسلاڤيا، التي كانت تتعرض للعدوان النازي آنذاك، عبر مضيق البسفور والدردنيل. فأثارت تركيا الكثير من المصاعب التي حدت من الدعم السوڤيتي ليوغسلاڤيا.[2]

وكان جلياً الميل للنازية في تركيا أثناء الحرب العالمية الثانية (1944) على كافة الأصعدة. كل ذلك حدا بالاتحاد السوڤيتي لمعاودة الاهتمام بمشروع قناة "بحر قزوين-الخليج العربي". وضمن ذلك الاهتمام كانت الخطة المشار إليها في خريف 1942 بالتدخل العسكري السوڤيتي بعد وصول القوات البريطانية، في شهري أغسطس وسبتمبر 1941 إلى إيران ووصول محمد رضا پهلوي إلى سدة الحكم كشاهنشاه مناهض للفاشية في طهران، فاكتملت الخطة الأنگلو-روسية".

وفي عقد 1950، مع اشتداد الحرب الباردة، وسيطرة الولايات المتحدة على المضائق التركية، عاد اهتمام الاتحاد السوڤيتي بالوصول إلى المياه الدافئة عبر إيران.

وفي 1966، قدم المهندس الإيراني همايون فرزاد مشروع لنقل مياه الري عبر قناة من بحر قزوين تسير في الجزء الشرقي من إيران. وفي السبعينيات تطور التصميم بفضل مجموعة من مهندسي الهيدرولوجيا الإيرانيين،[6] إلى أن توقفت الدراسات في 1979 بسبب الثورة الإيرانية ثم حرب العراقية الإيرانية.[7]

وفي 1992، عادت الفكرة للحياة حين أشار إليها الرئيس علي هاشمي رفسنجاني في خطاب له أمام الأمم المتحدة بنيويورك،[3][4] وأسمى المشروع لأول مرة إيران‌رود. وفي نفس الوقت، وافقت الحكومة الإيرانية على تخصيص مبلغاً لإجراء الدراسات المبدئية للمشروع،[8] حيث شارك في الفترة 1995-1997 نحو 130 خبير محلي. وجاء الرئيس التالي محمد خاتمي ليواصل تشجيع المشروع، الذي شهد في عهد تغييراً في الجزء الجنوبي من المسار.[7][8] وفي عام 2000، ناقش الرئيس خاتمي المشروع مع خمسين خبير إيراني مقيمين في الولايات المتحدة.[7][8] وفي نفس العام تم تقديم مشروع آخر كإمتداد لمشروع ري صحراء دشت كبير، وهو مد قناة بحرية من الصحراء إلى المحيط الهندي عبر محافظة سمنان.[9]

وفي 2005، صدر تقرير حول تقييم جدوى ربط مياه الشمال (بحر قزوين) بمياه الجنوب (المحيط الهندي)، وتم تقديم إلى البرلمان الإيراني.[9] وقد أظهرت الدراسة أن الخبراء المحليين لديهم المعرفة والخبرة والتكنولوجيا لتنفيذ المشروع، وأن المشروع ممكن تقنياً وقابل للحياة اقتصادياً.[9] فوافق المجلس على إجراء المزيد من الدراسات التفصيلية. المرحلة الأولى (الجزء الشمالي) وهي ري الصحراء انطلقت رسمياً في أبريل 2012 في حضور الرئيس، آنذاك، محمود أحمدي نجاد.[10]

في أبريل 2012، أعلن مجيد نمجو، وزير الطاقة الإيراني، أن الرئيس الإيراني، آنذاك، محمود أحمدي نجاد، قد وافق على المشروع، حين كانت العقوبات الغربية سارية على إيران. وقدِّرت شركة خاتم الأنبياء الهندسية الكبرى (التابعة للحرس الثوري). وقد صرح علاء الدین بروجردي، رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس إيران، أن إيران ستستعين بالخبرة الصينية في شق القناة.[11] تكلفة المشروع آنذاك بنحو 6.5 - 7 مليار دولار. وحسب الوزير فإن المشروع يهدف إلى توفير المياه لأغراض صناعية وزراعية في وسط إيران. وقدّر الوزير حجم المياه التي ستُنقل من بحر قزوين إلى المناطق النائية بنحو 500 مليون متر مكعب كل عام. وأعلن الوزير أن المشروع سيكون عبارة عن مد قناة طولها 600 كيلومتر (وهو أقصر طول ممكن)، منها نحو 350 كم تستخدم مساري نهر كيزلوزه، الذي يصب في بحر قزوين ونهر كرخه (شط العرب) الذي يصب في الخليج العربي.[12][13]

  مقطع طولي للقناة الفارسية

وفي مارس 2016 كشفت طهران عن خطط لإنشاء ممر مائي اصطناعي سيربط لأول مرة بحر قزوين بالخليج العربي. وأعلنت أن المشروع يُنتظر أن يكتمل في عشر سنوات. وللمشروع مزايا اقتصادية وعسكرية هائلة.

المزايا

قناة الڤولگا-الدون الروسية الموجودة بالفعل، تفتح احتمال ربط إيران‌رود بالبحر الأسود وأوروپا.
  • المزايا الجيوسياسية
  • المزايا الاقتصادية
ري صحراء دشت كبير هو أحد مزايا مشروع إيران‌رود.
  • المزايا البيئية
  • المزايا التكنولوجية
    • Expert studies have shown that Iran has experts, experience, technology and resources to independently implement complex project [ 1 ] .
    • The project is multi-purpose and character of the entire system would be used for maritime transport , irrigation and water supply [ 3 ] .
    • The possibility of phased construction of canals - the first irrigation systems [ 8 ] , then the easier part of the route from the Gulf of Oman to the Dasht-e Kavir [ 1 ] , and finally complex Prokop Alborz and ويواصل إلى بحر قزوين [ 5 ] .
  • الربط بمشاريع عملاقة أخرى
    • نظام ري القزوين
    • البحيرات الاصطناعية بالصحراء
  • شق البُرز

طريقا شحن من تركمانستان

في يوليو 2022، قالت وكالة "أورينت" التركمانية إنّ أحد الطريقين الدوليين المقترحين من قبل تركمانستان لنقل البضائع في إطار الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي يمرّ عبر قيرغيزستان، وأوزبكستان، وتركمانستان وإيران، بينما يمرّ الطريق الآخر عبر طاجيكستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وإيران وتركيا.

وعُقد في عشق آباد يوم الاثنين 18 تموز/ يوليو مؤتمر عبور البضائع، وحضره ممثلو دول المنطقة. كما تحدثت وكالة “أورينت” في تقرير آخر عن اتفاق بين تركمانستان، إيران وسلطنة عمان على مرور تجريبي للبضائع هذا الأسبوع. وكانت هذه الدول الثلاث قد وقعت عام 2016 مذكرة تفاهم لإنشاء ممر لعبور البضائع.

وبحسب ممثل بنك التنمية الآسيوي في تركمانستان أرتور أندريسياك، فإنّ الغرض من مؤتمر عشق أباد هو تعريف دول المنطقة بخطط تحديث السكك الحديدية في تركمانستان، بمساعدة مالية من هذا البنك.

وكان بنك التنمية الآسيوي قد وفّر سابقاً إمكانية الربط المباشر لخط السكك الحديدية التركمانية من إيران إلى قزخستان، ومن هناك إلى روسيا، من خلال تجديد جزء من مشاريع السكك الحديدية في تركمانستان، والتي بدأت في عام 2011. ونتيجة لذلك، تضاعف حجم عبور البضائع الأجنبية في هذا البلد، حيث وصل إلى أكثر من سبعة ملايين طن سنوياً.

وعلى مدى العقدين الماضيين، لم تتمكن إيران من تفعيل الممر بين الشمال والجنوب الذي يربط روسيا بالمیاه الخلیجیة، وكذلك الممر بين الشرق والغرب، وهو جزء من مشروع الصين الضخم المسمّى "مبادرة السير والطريق".[14]

الهامش

  1. ^ (بالفرنسية) وليام إنگدال (2016-04-08). "Iran connects Eurasia with Canal Persia". reseauinternational.net.
  2. ^ أ ب ت (فارسي) "آمادگی ایران برای احداث کانال "دریای خزر - خلیج فارس" - قسمت 1" (in الفارسية). سپوتنيك (موقع اخباري). 2016-03-29.
  3. ^ أ ب (فارسي) خبر (2012-04-12). "از خزر تا خلیج فارس با کشتی؟ رویا یاواقعیت؟". Tehran: خبر Online.
  4. ^ أ ب (فارسي) شفاف (2012-04-12). "آیا اتصال خزر به خلیج فارس شدنی است؟". طهران: شفاف.
  5. ^ "Caspian Sea - Persian Gulf canal prospects evaluated negatively in Azerbaijan". http://abc.az/. 2016-03-18. {{cite web}}: External link in |publisher= (help)
  6. ^ (إنگليزية) Igor S. Zonn (2010-01-01). Caspian Sea – Persian Gulf – Canal. Vol. The Caspian Sea Encyclopedia. Berlin: Springer-Verlag. doi:10.1007/978-3-642-11524-0. ISBN 9783642115240. OCLC 503649566. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthor= ignored (|author= suggested) (help)CS1 maint: date and year (link)
  7. ^ أ ب ت (فارسي) Aftabir (2007-10-31). "جستاری درباره طرح اتصال دریای خزر به خلیج فارس". Tehran: Aftabir.
  8. ^ أ ب ت (فارسي) Mahdi Parvinzadeh (2009-11-06). "آموزگار کویر ؛ در گفتگو با استاد پرویز کردوانی". طهران: كايهان. ISSN 1023-0289.
  9. ^ أ ب ت (فارسي) Majlis (2005-12-13). "نظر مرکز پژوهشهای مجلس پیرامون امکان اتصال آبهای شمال و جنوب ایران". طهران: مجلس شورای اسلامی.
  10. ^ (إنگليزية) AFP (2012-04-16). "Iran starts $1-bn project to bring water to desert". Paris: Agence France-Presse.
  11. ^ "قرارگاه خاتم‌‌الانبیا(ص) در حال امکان‎سنجی برای اتصال دریای خزر به خلیج فارس است" (in الفارسية). trend.az. 2012-04-08.
  12. ^ "Iran to Connect Caspian Sea to Persian Gulf". trend.az. 2012-04-08.
  13. ^ "Iran's 'Suez Canal': Tehran Could Connect Caspian Sea and Persian Gulf". سپوتنيك. 2016-03-26.
  14. ^ "تركمانستان تقترح إنشاء طريقين عبور دوليين للبضائع .. يمرّان عبر إيران". جادة إيران. 2022-07-21. Retrieved 2022-07-21.

وصلات خارجية