إصبع الجليل

المستوطنات اليهودية الجديدة في الجليل الأعلى يعود تأسيسها إلى أواخر القرن 19. وأصبحت تُعرف بإسم "إصبع الجليل" أثناء الحرب العالمية الأولى. اتفاقية سايكس-پيكو وضعت إصبع الجليل ضمن النفوذ الفرنسي بعد سقوط الدولة العثمانية. ولكن عملياً، فقد انسحب البريطانيون منها في مطلع عام 1919، إلا أن الفرنسيين لم يضعوا وجوداً عسكرياً دائماً. وقد سعى القوميون السوريون إلى ضمها إلى المملكة العربية السورية، فاحتجت العشائر المحلية فبقيت منطقة محرمة حتى الترسيم النهائي للحدود في اتفاقية پوليه-نيوكومب في 1924 للحدود الدولية بين فلسطين وسوريا ولبنان

Coordinates: 33°09′44″N 35°36′09″E / 33.162271°N 35.60257°E / 33.162271; 35.60257

إصبع الجليل Galilee Panhandle هو مصطلح سياسي جغرافي يُطلق على منطقة المسار الحدودي الشمالي الشرقي للأراضي الفلسطينية المحتلّة، وذلك نسبة لشكلها الذي يشبه "الإصبع".

ومنطقة "إصبع الجليل" هي من نتاج ترسيم الحدود بين حكومتي الانتداب البريطاني على فلسطين والفرنسي على كل من سورية ولبنان، عام 1923، عقب سبع سنوات من المحادثات الثنائية امتدت بين عامي 1916 و1923، للاتفاق على صيغة مشتركة لترسيم الحدود بينهما وتحديد مناطق نفوذ كل منهما كدولتي انتداب.

ويضمّ "إصبع الجليل" أكثر من خمسة وعشرين مستوطنة إسرائيلية منها الحدودية على الأراضي اللبنانية كـ "المطلة" و"كفار جلعادي" و"تل حي" بشمال غرب هذه البقعة، إضافة لمنطقة مرج الحولة الواقع شمال بحيرة طبريا على مسار نهر الأردن، ويضمّ مستوطنتي "كريات شمونا" القائمة على أراضي بلدة الخالصة الفلسطينية، و"حتسور هجليليت" في الجزء الجنوبي من المرج.

كما تحوي منطقة أقصى الجليل الأعلى داخل الخط الأخضر، منابع عدّة لنهر الأردن إلى الشمال الشرقي من مرج الحولة؛ وهي "بانياس" شرقاً، "دان" الذي ينبع من تل القاضي في الوسط، ونهر الحاصباني الذي ينبع من الجنوب اللبناني ويتجه جنوباً ليتحد بالنهرين السابقين في بحيرة الحولة التي قام الجانب الإسرائيلي بتجفيفها عام 1951.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجغرافية

إصبع الجليل باللون الأحمر
منظر من منحدر المنارة
منظر لمستوطنة كريات شمونة من مستوطنة متسبيه ليران

تمتد منطقة اصبع الجليل كشريط ضيق يمتد من الحدود الإسرائيلية اللبنانية في أقصى الشمال إلى خط وهمي أسفل وادي الحولة، يقع بين مالكية وجونين في الجنوب.[بحاجة لمصدر]


التاريخ

في عام 1920، عدلت معاهدة سايكس بيكو لنقل مناطق الاستيطان اليهودية من أراضي الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان إلى أراضي الانتداب البريطاني على فلسطين.[1] واعتباراً من أبريل 1924، أصبحت منطقة إصبع الجليل تحت السيطرة البريطانية.[2]وجرى التوصل إلى اتفاق يسمح بالزراعة على جانبي الحدود مع توزيع الضرائب بين سلطات الانتداب البريطاني والفرنسي.[3] إذ كانت الحدود إشكالية من الناحية الاستراتيجية والسياسية، إلا أن مصادر المياه في هذه المنطقة كان أمراً حيوياً لتنمية البلاد.[4]

وخلال النكبة الفلسطينة جرت عملية يفتاح في أبريل ومايو 1948، وبموجبها هُجر العرب الذين يعيشون في منطقة الجليل وقراها على يد ميليشات البالماح.[5][6]

الإدارة المدنية 1981-1995

انشأ الجيش الإسرائيلي في مارس 1981 إدارة إصبع الجليل المدنية، وتحديدا وحدة التنسيق في وزارة الحرب، مهمتها إدارة العمليات غير العسكرية في مناطق الضفة الغربية. وكان أول رئيس للإدارة المدنية، المستشرق والخبير بالشؤون الفلسطينية مناحيم ملسون.

وعُين رئيس الإدارة المدنية من طرف الضابط العسكري لمنطقة الضفة الغربية، الذي حل اسميا محل "الحاكم العسكري". بذلك تم إخضاع "الإدارة المدنية" للحكم العسكري، وتشمل مهامها كافة المسؤوليات الإدارية التي كانت تتولاها الحكومة العسكرية حسب القوانين الأردنية والترتيبات الأمنية الإسرائيلية، إلا أنها لم تمنح حق تشريع وإصدار الأوامر العسكرية.

ومن أهداف "الإدارة المدنية" التعامل مع الأمور المدنية المختصة بالسكان المحليين. وكان الهدف المعلن آنذاك التحضير لتنفيذ خطة "الحكم الذاتي"، وحسب القرار "فإن إنشاء الإدارة المدنية هو تطوير لمفاوضات الحكم الذاتي من شأنه أن يسهل تنفيذه بالكامل".

إلا أن مصادر فلسطينية متعددة تؤكد أن لـ "الإدارة المدنية" أهدافًا أخرى، لا سيما فيما يتعلق بإسهامها في عمليات تجنيد العملاء، حيث يربط ضباط الإدارة المدنية بين الخدمات المقدمة للجمهور الفلسطيني وبين العمل لصالح جهاز المخابرات. إلى جانب فتح قنوات اتصالات مباشرة مع الجماهير الفلسطينية عبر جلسات الحوار واللقاءات المكثفة مع رموز المجتمع الفلسطيني عن طريق مناقشة المشاكل اليومية الحياتية للشارع الفلسطيني.

وقامت الإدارة المدنية في سبيل تسهيل تكريس الاحتلال وعملية الضم بمصادرة عشرات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية وقطاع غزة لإقامة مستوطنات جديدة ، حيث شهد مولد الإدارة المدنية انبعاث حركة استيطانية شاملة.

كما قامت "الإدارة المدنية" بمحاولات حثيثة لوقف النمو الديموغرافي والتوسع الجغرافي للفلسطينيين، وذلك عن طريق هدم البيوت حيث كانت سلطة البناء والتنظيم التابعة للإدارة المدنية تقوم بهدم مئات المنازل في كل عام[7][8] يعيش في منطقة إصبع الجليل حوالي 50 ألف مستوطن في أشكال مختلفة من الاستيطان: المدن، والكيبوتس، والموشاف.

بعد اتفاقية أوسلو

بعد تحرير جنوب لبنان

شهدت هذه المنطقة العديد من عمليات ال م ق اوم ة منذ العام 2000، بعد تحرير الجنوب اللبناني وانسحاب جيش الاحتلال:

عملية أسر 3 جنود في كانون الأول من العام 2000.

حرب تموز 2006

وتعرضت المنطقة إلى غارات وهجمات صاروخية من لبنان في أكثر من مرة تحديداً خلال حرب تموز 2006[9][10]وفي نوفمبر 2011، أُطلقت صواريخ على إسرائيل وسقطت بالقرب من الحدود.[11]

تنفيذ عملية الثأر لشهداء القنيطرة عام 2015.

عملية 2020

المنطقة التي استهدفتها صواريخ المقاومة يوليو 2020 حيث قصفت مجموعات المقاومة، أراضي مفتوحة في منطقتي مزارع شبعا والجولان المحتلتين. وتعتبر منطقة مزارع شبعا من أهم المناطق الإستراتيجية، التي تقع أغلبها بين جبل السماق وجبل روس من الشمال ووادي العسل من الجنوب.

أما المنطقة التي تركز فيها القصف بمعظمه، فهي منطقة جبل الروس الذي يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي اسم “هار دوف”، نسبة للنقيب “دوف رودبرغ”، الذي قتل عام 1970 خلال اشتباك مع المقاومة الفلسطينية.

الاشتباه بمجموعة للمقاومة في 27 تموز من العام 2020، عندها قام جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات تمشيط مدفعي، وفارضاً على المستوطنين الاختباء في الملاجئ والغرف المحصنة.

السكان

أثناء الحرب العالمية الأولى تكثف الاستيطان اليهودي المتجدد في شمال الجليل الأعلى، والذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبح يعرف فيما بعد باسم "إصبع الجليل". وبعد سقوط الدولة العثمانية، وضعت اتفاقية سايكس بيكو إصبع الجليل تحت النفوذ الفرنسي. عملياً، بعد انسحاب القوات البريطانية من المنطقة أوائل عام 1919، لم يحافظ الفرنسيون على وجود عسكري دائم هناك، وكان القوميون السوريون يطمحون إلى ضمها إلى المملكة العربية السورية، كما أثارت القبائل المحلية الاضطرابات. وفي ضوء ذلك أصبحت المنطقة محظورة ومتنازع عليها حتى وضع العلامات النهائية للحدود- اتفاقية پوليه-نيوكومب عام 1924 وهو المسار المعروف اليوم باسم الحدود الدولية بين إسرائيل وسوريا ولبنان.

يعيش نحو 50.000 نسمة في إصبع الجليل في أشكال مختلفة من المستوطنات: مدن، كيبوتسات، وموشاڤات. المشاكل التي يواجهها السكان هي المشاكل التي يتميز بها المحيط الجغرافي.

قوات الجيش

اللواء “حيرام”

يتولى اللواء الجغرافي “حيرام-769” التابع للفرقة الجليل، المسؤولية عن هذه المنطقة عسكرياً. بحيث تمتد منطقة مسؤوليته في القطاع الشرقي من الحدود، من منطقة إصبع الجليل، وسلسلة تلال رميم، وصولاً إلى جبل الروس (دوف).

وتتواجد القاعدة المركزية للواء، في معسكر “جيبور” شمال مستوطنة كريات شمونة.

اللواء “برعام”

اللواء الجغرافي “برعام-300” التابع لفرقة الجليل، فهو يتولى المسؤولية عن القطاع الغربي، أي المنطقة الممتدة من الناقورة إلى المالكيةأڤيڤيم”.

قبل العام 2000 كان مقر اللواء المركزي يقع في ثكنة “بيرانيت”، حيث انتقل لاحقاً إلى مستوطنة “شوميرا” القريبة، ليتمركز في القاعدة المحيطة بقلعة بريطانية قديمة.

فرقة الجليل

فرقة الجليل هي الفرقة الجغرافية 91 التي تتبع قيادة المنطقة الشمالية في جيش الإحتلال الإسرائيلي. ويقع مقرها المركزي في ثكنة “بيرانيت”. وهي المسؤولة عن الحدود اللبنانية الفلسطينية بأكملها. تتضمن الفرقة لوائي “برعام” و “حيرام” كألوية جغرافية أساسية. كما تتضمن 3 كتائب احتياط: لواء المشاة “إسكندروني”، فرقة مدرعات “اللحية”، فرقة المدفعية “أديريم”.

كما يتبع لهذه الفرقة 5 وحدات لوجستية واستخباراتية مختلفة المهام.

مراجع

  1. ^ "N. Blanford, The Seven Villages: Origins and Implications" (PDF). Archived from the original (PDF) on 2014-01-08. Retrieved 2017-04-19.
  2. ^ An Empire in the Holy Land: Historical Geography of the British Administration in Palestine, 1917-1929, Gideon Biger, St. Martin's Press, New York, 1994, p.181
  3. ^ An Empire in the Holy Land: Historical Geography of the British Administration in Palestine, 1917-1929, Gideon Biger, St. Martin's Press, New York, 1994, p.58
  4. ^ An Empire in the Holy Land: Historical Geography of the British Administration in Palestine, 1917-1929, Gideon Biger, St. Martin's Press, New York, 1994, p.274
  5. ^ Benny Morris, 1948. A History of the First Arab-Israeli War, Yale University Press, 2008, p.161.
  6. ^ Benny Morris, The Birth Of The Palestinian Refugee Problem Revisited, Cambridge University Press, 2004, pp.249-252
  7. ^ إصبع الجليل والإدارة المدنية - PLS48 فلسطينيو 48
  8. ^ إصبع الجليل
  9. ^ "Peace Building Academy: Lebanon conflict briefing". Archived from the original on 2012-09-11. Retrieved 2012-01-27.
  10. ^ Rocket hits Galilee panhandle
  11. ^ Israel claims rocket attack from Lebanon