أپولونيوس من رودس

(تم التحويل من أپولونيوس الرودسي)
أپولونيوس الرودسي
Ἀπολλώνιος Ῥόδιος
Apollonius Rhodius
Apollonius of Rhodes.jpg
وُلِدَأوائل القرن 3 ق.م.
توفيأواخر القرن 3 ق.م.
المهنةشاعر ملحمي، أمين مكتبة وباحث

أپولونيوس الرودسي Apollonius Rhodius وكذلك يعرف باسم أپولونيوس من رودس Apollonius of Rhodes (باللاتينية؛ باليونانية Ἀπολλώνιος Ῥόδιος Apollṓnios Rhódios)، مطلع القرن 3 ق.م. - ما بعد 246 ق.م.، كان شاعراً وأمين مكتبة الإسكندرية. وأهم ما اشتهر به هو قصيدته الملحمية أرگونوتيكا Argonautica، التي تحكي القصة الأسطورية لسعي جاسون والأرگونوط للحصول على الجزة الذهبية Golden Fleece، والتي تعتبر من أهم الأعمال في تاريخ الشعر الملحمي.

لم يأت أبولنيوس من رودس، وإنما كان مصرياً هلينياً. وقد عاش في رودس جزءاً من عمره، وبينما كان هناك اتخذ اللقب "الرودسي Rhodian".

أبولونيوس الرودسي شاعر وباحث اسكندري ولد في الاسكندرية ومات فيها. يعود لقبه الرودسي إلى تقاعده عن الحياة العامة ولجوئه إلى جزيرة رودس إثر خلاف حاد بينه وبين أستاذه كاليماخوس Callimachus- أبرز شعراء العصر الهليني وباحثيه-على طبيعة الملحمة التقليدية الطويلة، زاده سوءاً كون الأستاذ من مرتبة أدنى من مرتبة التلميذ في مكتبة الاسكندرية التي كان أبولونيوس مديراً لها. وعلى الرغم من انتصار كاليماخوس وانسحاب أبولونيوس إلى جزيرة رودس فإن الغلبة في نهاية المطاف كانت لشعراء الملحمة التقليدية الطويلة على خصومهم من أنصار القصيدة القصيرة. وهكذا عاد أبولونيوس إلى مصر ليغدو قيماً على مكتبة الاسكندرية بين عامي 260-247 ق.م. ولتصبح ملحمته «أرگونوتيكا» Argonautica (قصة بحارة السفينة أرگو) رائعة عصرها بعد أن قام بتنقيحها وتشذيبها في أثناء اغترابه في رودس.

طابع بريدي من اليونان يصور أثينا مع الأرگونوط
الأرگونوط
الأرگونوط
جاسون مع الحية
الأرگونوط

تتألف رائعة أبولونيوس من أربعة كتب يصف الأول والثاني منها رحلة جيسون (ياسون) Jason إلى البحر الأسود على متن السفينة أرگو Argo بصحبة خمسين من أشجع أبطال اليونان بغرض الحصول على الجزة الذهبية المعلقة على شجرة بلوط مقدسة في الأرض الهمجية لكولخيس Colchis. ويتناول الكتاب الثالث منها حصوله على هذه الجزة بمعونة ميديا ابنة ملك كولخيس التي فرت معه عائدة إلى بلاد اليونان في رحلة صعبة وشاقة وطويلة عن طريق نهر الدانوب وبحر الأدرياتيك والبحر المتوسط وصفها الكتاب الرابع والأخير بدقة وإسهاب.

كان أبولونيوس أول شاعر ملحمي يقسم ملحمته إلى كتب؛ وملحمته هي الملحمة الوحيدة التي ترقى في مداها وموضوعها إلى المقارنة بملحمتي هوميروس، ولذا كانت بحق الملحمة العظيمة للحقبة الاسكندرية. تقع أبيات الملحمة التي نظمت على البحر السداسي التفعيلة في 5,834 بيتاً، قدّم فيها أبولونيوس أسطورة آرجو المشهورة على نحو ممتع ومفيد، كفله تبحره في العبادات والعادات والآثار وشروحه الخبيرة للأسماء التي عاد فيها إلى أمهات كتب الثقات التي تشير إليها حواشيه. وربما كان من أبرز عوامل السحر الذي انطوت عليه أن عاطفة الحب قد تسنمت فيها مكانة بارزة، إذ ليس هناك من شاعر يوناني، خلا سافو Sappho، استطاع تصوير يقظة الحب في قلب امرأة شابة، ومتابعة تطوره النفسي عن كثب كما فعل أبولونيوس الذي اتسم تصويره بالحيوية والروعة والسحر والصدق في آن معاً.

لقد كان أبولونيوس سيد من يصف الظلال، ويجدّد في التشبيهات، ويرسم المشاهد المتألقة، ويشير إلى المفارقات الدقيقة في نفوس شخصياته وحياتها. وعلى الرغم من ذلك فإن ملحمته لم تخل من بعض العيوب التي ربما كان من أبرزها افتقارها إلى الوحدة البنيوية والتشخيص المحكم: فكثيراً ما ينحدر السرد فيها إلى مقاطع مفككة لا روح فيها، وجيسون بطلها المركزي يبدو بطلاً غير ملهم، يفتقر إلى الحيوية، وتعوزه طاقة القائد البطولي الجدير بملحمة كهذه.

ويبدو أن سر نجاح هذه الملحمة في عصرها، وما تلاه من عصور، يعود إلى قدرة أبولونيوس على التنقيح المصقول للغة هوميروس ليصف بها عالماً جديداً مفعماً بالعاطفة الرومنسية - الأمر الذي كفل له تقديراً واسعاً في الحقبة الإمبراطورية، وتأثيراً ملهماً في فيرجيل صاحب «الإنيادة».

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأثيره

والحقيقة أن ثمة أصداء واضحة لملحمته في «الفردوس المفقود» Paradise Lost لميلتون وفي «حياة جيسون وموته» of Jason لوليام موريس William Morris ولكن هذه الأصداء غدت خافتة ومحدودة في الأدب الحديث، وهومصير لا تستحقه ولا يستحقه صاحبها الذي كتب قصائد كثيرة على طريقة عصره. وعدداً لا بأس به من المؤلفات تناول فيها أرخيلوخوس، وأنتيماخوس، وهزيودوس وغيرهم.


الهامش

المصادر

عبد النبي اصطيف. "أبولونيوس الرودسي". الموسوعة العربية.

لقب حديث رأس مكتبة الإسكندرية تبعه
إراتوستينس