أنجلو-ساكسون

(تم التحويل من أنگلو-سكسون)
الجوت والأنجلز والسكسون المشتغلون بالبحر، والذين استولوا على إنجلترا في أواسط القرن الخامس الميلادي، (الخريطة العليا)، أصبحوا يعرفون بالأنجلو ـ سكسونيين. وقد كونوا سبع ممالك، (الخريطة السفلى).
The parade helmet found at Sutton Hoo, probably belonging to Raedwald of East Anglia c. 625. Based on a Roman parade-helmet design (of a general class known as Spangenhelm), it has decorations like those in contemporary Swedish helmets found at Old Uppsala (Collection of the المتحف البريطاني)

الأنجلو-سكسون Anglo-Saxons هم أفراد القبائل الجرمانية التي استقرت في إنجلترا خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين. هذه القبائل هي الأنجلز، والسكسون، والجوت. في نحو عام 449م دعا ملك بريطاني يدعى فورتجيرن القبائل الجرمانية للقدوم إلى إنجلترا لمساعدته في رد غزو البقط (البكتز) والأسكتلنديين. لكن النزاع دَبَّ بين الحلفاء، وسرعان ما بدأت القبائل الجرمانية في دحر الوطنيين البريتونيين. وبحلول نهاية القرن السادس الميلادي استولى الأنجلز والسكسون والجوت على كل إنجلترا تقريبًا إلى حدود ويلز وأسكتلندا، واشتقت كلمة إنجلترا من الكلمتين الإنجليزيتين القديمتين أنجل ولاند، اللتين تعنيان مجتمعتين أرض الأنجلز.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

Anglo-Saxons, 500-1000 CE

يغطي تاريخ إنگلترة الأنجلو-سكسونية عموماً إنگلترة في مطلع العصور الوسطى، من نهاية الحكم الروماني وتأسيس عدة ممالك أنگلو-سكسونية في القرن الخامس وحتى الفتح النورماني لإنگلترة على يد النورمان في 1066.


الأصول (400–600)

لا يعرف المؤرخون السبب الأكيد لقدوم الأنجلوسكسونيين إلى بريطانيا. قد يكون السبب هو أن أرضهم أصيبت بالفيضان كثيراً وكان من الصعب أن تنمو المحاصيل، لذا فبحثوا عن أماكن جديدة للاستقرار والفلاحة. تقول بعض المصادر بأن المحاربين السكسونيين جاءوا إلى إنجلترا بعد دعوة. فحينما غادر الرومان في عام 410، لم يكن لبريطانيا جيش قوي يدافع عنها.

سيطر الأنجلوسكسونيون على أغلب بريطانيا، لكنهم لم يفتحوا إسكتلندا وويلز وكورنوال. قسموا البلاد إلى ممالك، كان لكل منها عائلته المالكة الخاصة. سيطرت الممالك الأقوى على الممالك الأضعف في أغلب الأحيان. مع حلول العام 600، كانت الممالك الأنجلوسكسونية الرئيسية السبع هي:

نورثمبريا، ومرسيا، ووسكس، وكنت، وأنگليا الشرقية، وسسكس، وإسكس. كان ملك مرسيا في القرن 8 يدعى أوفا. قام ببناء وخندق حائط أرضي طويل اسمه "خندق أوفا" على حدود ويلز حتى يبعد القبائل الويلزية عن مملكته.

الحكم السباعي (600–800)

الممالك الأنجلو-سكسونية الرئيسية حوالي سنة 600.

كانت هناك سبع ممالك أنجلو-سكسونية رئيسية: نورثمبريا، مرسيا، إيست إنگليا، إسكس، سسكس، كنت ووسكس. وكانت تُعرف بالدولة السباعية. وبحلول عام 829م أخضع إيگبرت، ملك وسكس، الممالك الأخرى، متخذًا الخطوة الأولى نحو الوحدة السياسية على الجزيرة. وقام ألفرد الأكبر، ملك وسكس، بدحر المعتدين الدنماركيين عام 878. وفعل ألفرد الكثير لاستعادة السلام ولتوحيد إنجلترا. وأصبح خلفاؤه أول من استخدم لقب ملك كل بريطانيا.

ترك الأنجلو-سكسون بصماتهم على اللغة الإنجليزية في قواعدها وفي آلاف الكلمات، ربما شملت خُمس ما يستخدم اليوم. ويمكن إرجاع هذه الكلمات إلى اللهجة التي نشأت في وسط إنجلترا، وأصبحت اللهجة الجنوبية اللغة الأدبية الرئيسية لإنجلترا الأنجلو ـ سكسونية، وتستخدم أساسًا في كتابة الشعر.

عصر الڤايكنگ والفتح النورماني (800-1066)

لم يكن هذا الفتح أكثر من فتح سياسي؛ فقد كانت أنظمة الإنجليز والسكسون، ولغتهم، وأساليب حياتهم قد تعمقت أصولها في إنجلترا خلال القرون الستة الماضية تعمقاً لا يستطاع معه فهم نظام الحكم في البلاد أو لغة الإنجليز أو أخلاقهم إلا بدراسة هذه الأصول. ولقد تبدلت في أثناء الفترات الخالية من الأحداث، بين حرب وحرب، وبين جريمة وجريمة، أساليب الحرث والزرع والتجارة، وبعثت الآداب بعثاً جديداً، وأقيم صرح النظام والقانون على مهل.

وليس في التاريخ أساس لذلك القول الخداع وهو أن إنجلترا الإنجليزية السكسونية كانت جنة تنعم فيها عشائر الفلاحين الأحرار بالحياة القروية الديمقراطية. ذلك أن زعماء الجيش الإنجليزي السكسوني قد استولوا على الأرض الزراعية فلم يحل القرن السابع الميلادي حتى كان عدد قليل من الأسر يمتلك ثلثي تلك الأرض(5)، ولم يحل القرن الحادي عشر حتى كانت معظم البلدان ضمن أملاك الملك الخاصة أو أحد النبلاء أو الأساقفة. وفي أثناء الغزو الدنمرقي نزل كثير من الفلاحين عن أملاكهم في نظير حمايتهم، ولم يحل عام 1000 بعد الميلاد حتى كان معظمهم يؤدون إيجاراً من محصولهم أو من كدحهم إلى أحد السادة الملاك(6). وكانت هناك "اجتماعات للمدينة" و "اجتماعات للشعب"، "واجتماعات المائة" وهي اجتماعات كانت مثابة جمعيات أو محاكم للمقاطعة، ولكن لم يكن يسمح بحضورها إلا لملاك الأراضي، وأخذت هذه الهيئات يضعف سلطانها وتقل مرات اجتماعها بعد القرن الثامن، ويحل محل معظمها محاكم النبلاء في ضياعهم. وكانت معظم السلطة الحكومية بإنجلترا في يد إلويتناجموت Witenagemot القومي- "مجلس العقلاء"- وهو جمعية صغيرة إلى حد ما تتألف من النبلاء، والأساقفة، وكبار وزراء التاج، وبغير موافقة هذا البرلمان الأبله لم يكن ملك إنجليزي يختار أو يبق على عرشه، أو يضيف قيراطاً إلى مزارعه الخاصة التي كان يستمد منها إيراده المستديم، ولم يكن في وسعه أن يسن قانوناً، أو يصدر حكماً قضائياً، أو يشن حرباً، أو يعقد صلحاً إلا بموافقته(7). وكان أعظم سند للملكية ضد هذه الهيئة الأرستقراطية هو ما كان بينها وبين الكنيسة من حلف غير رسمي. ذلك أن الدولة الإنجليزية قبل التفتح النورمندي وبعده كانت تعتمد على رجال الدين في كل ما يتصل بالتعليم العام، والنظام الاجتماعي، والوحدة القومية، وبالإدارة السياسية نفسها. وكان القديس دنستان رئيس دير جلاستنبري Clastonbury كبير مستشاري الملكين إدمند Edmund (940-946) وإدرد (946-955)، وقد حمى الطبقتين الوسطى والدنيا من النبلاء؛ وكان جريئاً في نقد الملوك والأمراء، ولذلك نفاه الملك إدويگ Edwig (955-959) من البلاد، ثم أعاده إدجر Edger (959-975) إليها، وهو الذي وضع التاج على رأس إدوارد الشهيد Edward the Martyr (975-978)، وشاد كنيسة القديس بطرس في جلاستنبري، وشجع الفنون والتعليم، وتوفي وهو كبير أساقفة كنتربري في عام 988. وكان أهل إنجلترا يجلونه ويعدونه أعظم قديسيهم قبل توماس بكت Thomes ( Becket.

الحضارة الأنجلو-سكسونية

الشرائع

ونشأت الشرائع ببطء في هذه الحكومة المفككة. وقد وجدت في القانون الألماني القديم، بعد أن عدل لفظه وظروفه، كفيتها. وبقيت في هذا القانون عادات تبرئة المتهم بشهادة شهود يقسمون بأنه بريء، كما بقيت فيه الدية، والتحكيم الإلهي، ولكن عادة المحاكمة بالاقتتال لم تكن معروفة فيه. وكانت الدية في القانون الإنجيلي (الإنجليزي) تختلف اختلافاً له دلالته. فكانت دية الملك ثلاثين ألف ثرمزاً Thrimsas (نحو 13.000 دولار أمريكي)، ودية الأسقف 15.000، ودية النبيل أو رجل الدين ألفين، ودية الفلاح الحر 266. وكان القانون الإنجليسكسوني يقضي بأن يغرم الإنسان شلناً أو شلنين إذا تسبب في جرح إنسان جرحاً يبلغ طوله بوصة واحدة، وثلاثين شلناً إذا قطع جزءاً من أذن؛ على أننا يجب أن نضيف هنا أن الشلن الواحد كان يكفي لابتياع خروف. وكان قانون إثلبرت يعاقب الزاني بأن يؤدي إلى زوج من زنى بها غرامة ويبتاع له زوجة أخرى(8). وكل من قاوم أمر محكمة من المحاكم نودي به "خارجاً على القانون" فتصادر أملاكه لصالح الملك، ويباح دمه. ولم يكن يسمح بالدية في بعض الحالات، وكانت توقع بدلاً منها عقوبات صارمة: الاسترقاق، والجَلد، والإخصاء، وبتر اليدين أو القدمين، أو الشفة العليا، أو جدع الأنف، أو صلم الأذن، أو إعدام المذنب بشنقه، أو قطع رأسه ، أو حرقه، أو رجمه، أو إغراقه في الماء، أو إلقائه في هوة سحيقة(9).

الاقتصاد

وكان النظام الاقتصادي شبيهاً بالقانون في بدائيته، وكان أقل تقدماً منه في بريطانيا الرومانية. وكانت جهود كثيرة قد بذلت في تقطيع الغابات وتجفيف المناقع، ولكن إنجلترا كانت لا تزال في القرن التاسع تشغل نصفها الغابات، والمروج، والمناقع، وكانت الحيوانات البرية-الدببة، والحلاليف، والذئاب-لا تزال تجوس خلال الغابات، وكان أكثر من يفلح الضياع هم الأسرى أو الأرقاء. وكان الاسترقاق في بعض الحالات مآل المذنبين أو المجرمين، وكان في وسع الأزواج أو الآباء أن يبيعوا أزواجهم أو أبنائهم إذا اضطرتهم الحاجة إلى بيعهم، وكان جميع أبناء الأمة أرقاء ولو كان آباءهم من الأحرار. وكان في مقدور السيد أن يقتل عبده متى أراد، وأن يضاجع أمته ثم يبيعها وهي حامل منه.

ولم يكن من حق العبد أن يرفع قضية إلى محكمة، وإذا قتله غريب ذهبت ديته القليلة إلى مالكه، وإذا أبق ثم قبض عليه كان يستطاع جلده حتى يموت(10) وكانت أهم تجارة في برستل Bristol هي تجارة الرقيق. وكان سكان البلاد كلهم إلا القليلين منهم قرويين، فكانت البلدان كفوراً، والمدن بلداناً غير كبيرة فكانت لندن، وإكستر، ويورك، وتشستر، وبرستل، وجلوسستر، وأكسفورد، ونروج Norwich، وورستر، وونشستر كانت هذه كلها بلداناً صغيرة ولكنها نمت نمواً سريعاً بعد زمن ألفرد، ولما أن جاء الأسقف مليتس في عام 601 ليعظ في لندن لم يجد إلا "عدداً قليلاً من السكان الوثنيين"(11)، في البلدة التي كانت إحدى الحواضر في أيام الرومان، ثم عادت إلى النماء في القرن الثامن بفضل مركزها الحربي المشرف على نهر التاميز، حين أصبحت في عهد كنوت عاصمة البلاد القومية.

وكانت الصناعة تعمل عادة للسوق المحلية، غير أن صناعتي النسيج والتطريز كانتا أكثر تقدماً من سائر الصناعات، وكانتا تصدران منتجاتهما إلى بلاد القارة الأوربية. وكانت وسائل النقل صعبة غير آمنة، والتجارة الأجنبية ضئيلة الشأن. وبقيت الماشية تستعمل أداة للتبادل حتى القرن الثامن، ولكن بعض الملوك سكوا في ذلك القرن نقوداً فضية، منها شلنات ومنها جنيهات؛ وكانت أربعة شلنات في إنجلترا في القرن العاشر تكفي لشراء بقرة وتكفي ستة لشراء ثور(12). وكانت الأجور منخفضة بهذه النسبة نفسها، وكان الفقراء يسكنون في أكواخ خشبية ذات سقف من القش، ويعيشون على الخضر، أما خبز القمح واللحم فكانا طعام الأغنياء أو حفلات أيام الآحاد. وكان الأغنياء يزينون قصورهم الساذجة الخشنة بستائر مصورة، ويدفئون أجسامهم بالفراء، ويجملون أثوابهم بالتطريز، ويزينون أنفسهم بالجواهر.

الأخلاق

ولم تكن العادات والأخلاق ظريفة متأنقة كما أضحت في بعض العصور المتأخرة من تاريخ إنجلترا، فنحن نسمع الشيء الكثير عن الخشونة والفظاظة، والوحشية، والكذب والغدر، والسرقة وغيرها من العادات المتأصلة، ويعترف القراصنة النورمان الذين أغاروا على إنجلترا في عام 1066، ومنهم من لم يكونوا أبناء شرعيين، بأنهم دهشوا من انحطاط المستوى الخلقي والثقافي عند ضحاياهم. وكان جو إنجلترا الرطب يغري الإنجليز- السكسون بالإفراط في الطعام والشراب، وكانت "حفلة الجعة" عندهم من مستلزمات المجتمعات والأعياد. ويصف القديس بنيفاس الإنجليز في القرن الثامن وصفاً بهيجاً لا يخلو من المغالاة فيقول "إن المسيحيين والوثنيين على السواء يأبون أن تكون لهم زوجات شرعيات، ولا يزالون يعيشون عيشة الدعارة والزنى كما تعيش الخيل الصاهقة والحمر الناهقة"(13) وكتب في عام 756 إلى الملك إثلبولد Ethelbald يقول:

"لو أن احتقارك للزواج المشروع كان يهدف إلى الطهارة لكان أمراً محموداً، أما وأنتم منغمسون في الترف، وترتكبون الزنى مع الراهبات أنفسهن، فإن ذلك الاحتقار أمر مرذول يسربلكم العار... ولقد سمعنا أن نبلاء مرسية كلهم تقريباً يحذون حذوكم، فيهجرون أزواجهم الشرعيات، ويرتكبون الفحشاء مع الزانيات والراهبات... خذوا حذركم من هذا... إذا كانت أمة الإنجليز... تحتقر الزواج المشروع، وتسارع إلى الزنى، فلا بد أن يؤدي هذا الاتصال إلى وجود شعب دنيء يحقر الله، وستجر الخراب والدمار على البلاد بهذا التهتك وهذه الأخلاق المرذولة".

وكان من حق الزوج في القرون الأولى من حكم الإنجليز- السكسون أن يطلق زوجته متى شاء وأن يتزوج غيرها. وقد ندد مجمع هرتفورد Hertford الديني (673) بهذه العادة، وعمل نفوذ الكنيسة بالتدريج على تثبيت قواعد العلاقة الزوجية، فارتفعت مكانة النساء ارتفاعاً عظيماً وإن لم يمنع هذا استرقاقهن في بعض الأحيان. ولم يكن النساء يتلقين إلا القليل من التعليم في الكتب، ولكن لم يجدن في ذلك ما يحول بينهن وبين تأثيرهن في الرجال واجتذابهم لهن. فكان الملوك يصبرون كثيراً على مغازلة النساء المتشامخات، ويستشيرون زوجاتهم في السياسة العامة(15). وقد ظلت إثلفلد ابنة ألفرد، وهي ملكة ونائبة عن الملك، جيلاً من الزمان تحكم مرسية حكماً حازماً صالحت، أنشأت فيه المدن، وأحكمت وضع الخطط الحربية، وانتزعت من الدنمرقيين دربي، وليستر، ويورك. ويقول عنها وليم من أهل مالمزبري إنها عانت مشقة كبيرة حين وضعت أول طفل لها، فأبت بعد ذلك عناق زوجها، وقالت إنه لا يليق بابنة ملك أن تستسلم لمتعة وقتية تؤدي بعد حين إلى تلك العواقب المتعبة"(16). وكانت تعيش في مرسية وقتئذ (حوالي 1040) جدجيفا Godgifa زوجة إيرل ليوفريك Earl Leofric. ودارت حول اسمها جديفا Godiva الذي اشتهرت به فيما بعد كثير من القصص الممتعة الجذابة، وأقيم لها تمثال في كوفنتري Coventry .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التعليم

وعانى التعليم، كما عانى كل شيء سواه، الأمرين من جرّاء الفتح الإنجليزي-السكسوني، ثم أخذ ينهض من كبوته على مهل بعد أن اعتنق الفاتحون الدين المسيحي. فقد افتتح بندكت بسكوب Benedict Biscop مدرسة في دير ويرزموث Wearsmouth حوالي عام 660، كان بيد Bede من خريجيها. وأنشأ إجبرت مدرسة ومكتبة في كنيسة يورك (735)، صارت أهم مركز للتعليم الثانوي في إنجلترا، وأضحت إنجلترا في النصف الثاني من القرن الثامن بفضل هاتين المدرستين وغيرهما من المدارس حاملة لواء التعليم في أوربا الواقعة شمال جبال الألب.

ويتجلى إخلاص معلمي الأديرة وظرفهم في شخصية بيد الموقرة The Venerable Bede أعظم علماء زمانه (673-735) وقد لخص هو سيرته تلخيصاً متواضعاً فقال:

بيد خادم المسيح، قس دير الرسولين المباركين، بطرس وبولس، القائم في ويرزموث وجرو. وإذ كنت قد ولدت في إقليم ذلك الدير فقد أدخلني أهلي فيه وأنا في السبعة من عمري لأربى على يدي رئيسه المبجل بندكت بسكوب، ولقد قضيت حياتي كلها بعد ذلك الوقت في هذا الدير، وبذلت كل ما أستطيع من جهد لدراسة الكتاب المقدس، والمحافظة على السنين المتبعة وترتيل الأناشيد اليومية في الكنيسة، وكنت أستمتع على الدوام بتلقي العلم أو بالتدريس أو بالكتابة... حتى عينت شماساً في التاسعة عشرة من عمري، ثم أصبحت قساً في سن الثلاثين... وبقيت من هذه السن إلى التاسعة والخمسين عاكفاً على دراسة الكتاب المقدس والأعمال الآتية...(17).

وكلها باللغة اللاتينية، وتشمل تعليقات على الكتاب المقدس، ومواعظ، وثبتاً بالحوادث العالمية وتواريخها، ورسائل في النحو، والرياضيات، والعلوم، والدين، وأهم من هذا كله كتابه في التاريخ الكنسي للأمة الإنجليزية (731). ويختلف هذا الكتاب الأخير عن معظم تواريخ الأديرة في أنه ليس سجلاً، حافلاً للحوادث؛ وربما كان في الجزء الأخير منه مثقلاً فوق ما يجب بأخبار المعجزات. وأن صاحبه على الدوام سريع التصديق لما لا يصح تصديقه، مدفوعاً إلى هذا بسذاجته البريئة الطاهرة، شأن العقل الحبيس من سن السابعة؛ ولكنه رغم هذا كله قصة واضحة خلاّبة، تسمو في أجزاء متفرقة منها إلى البلاغة البسيطة، كما نرى ذلك في وصفه للفتح الأنجليسكسوني(18). وكانت بيد رجلاً مفكراً حتى الضمير، يعني أشد العناية بتواريخ الحوادث، وهو في العادة دقيق فيما يورده منها؛ يعين المراجع التي يعتمد عليها، ويسعى للحصول على الشواهد من مصادرها الأولى، ويقتبس مما يستطيع الوصول إليه من الوثائق الصحيحة. ومن أقواله في هذا المعنى: "لست أريد أن يقرأ أبنائي أكذوبة واحدة"(19)، ونرجو أن يكون قصده بأبنائه تلاميذه الستمائة الذي علمهم. وقد توفي بعد ست سنين من كتابة سيرته الذاتية السالفة الذكر، والتي جمع في سطورها الختامية كل ما حوته تقوى العصور الوسطى من رقة وإيمان:

"وأتوسل إليك يا يسوع الرحيم أن تمن بفضلك على من عطفت عليه فأسقيته من كلمات علمك العذبة بأن يقبل في يوم من الأيام عليك يا ينبوع الحكمة بأجمعها ويقف على الدوام أمام وجهك".

ويذكر بيد أن الناس في زمانه كانوا يتحدثون في إنجلترا بخمس لغات: الإنجليزية، والبريطانية (الكلتية)، والأيرلندية، والبكتية (الاسكتلندية)، واللاتينية. فأما الإنجليزية فكانت لغة الإنجليز (Angles)، ولكنها لم تكن تختلف عن اللغة السكسونية إلا قليلاً، وكان يفهمها الفرنجة، والنرويجيون والدنمرقيون، فقد كان هؤلاء الأقوام الخمسة يتكلمون لهجات مختلفة من اللغة الألمانية، وقد نشأت الإنجليزية من اللغة الألمانية نفسها.

الأدب

First page of the epic Beowulf

وكان ثمة أدب أنجليسكسوني جدير بالاعتبار من القرن السابع، وليس لنا مصدر نعتمد عليه في تقدير معظمه إلا قطع متفرقة منه لأن جزأه الأكبر قد اندثر بعد أن أدخلت اللاتينية في إنجلترا الحروف اللاتينية (واستبدلتها بحروف شمالي أوربا التي كانوا يكتبون بها من قبل)، وبعد أن دمرت الفتوح الدنمرقية كثيراً من دور الكتب، وحين غمرت الفتوح النورمندية اللغة الإنجليزية بفيض من اللغة الفرنسية. يضاف إلى هذا أن كثيراً من القصائد الأنجليسكسونية كانت قصائد وثنية، وكان يتناقلها جيلاً بعد جيل شعراء مغنون مستهترون بعض الاستهتار في حياتهم وحديثهم، وكان يحرم على الرهبان والقساوسة أن يستمعوا إليهم. ومع هذا فأكبر الظن أن راهباً من رهبان القرن الثامن هو الذي كتب أقدم قطعة بقيت لنا من الأدب الأنجليسكسوني-وهي شرح منظوم لسِفر التكوين ليس فيه من الإلهام كما في الأصل وقد وضع بين أبيات القصيدة ترجمة لقصة ألمانية تروي خروج آدم من الجنة. وهنا تسري في الشعر الحياة، ومن أكبر أسبابها أن الشيطان يصور في صورة الثائر المنفعل المتحدي، ولعل ميلتون Milton قد وجد هنا لمحة بنى عليها وصفه للشيطان في قصيدته. ومن القصائد الأنجليسكسونية ما هو مراث؛ فقصيدة "الجائل" مثلاً تتحدث عن الأيام السعيدة الخالية في قصور الأشراف؛ أما الآن وقد مات النبيل "فقد أقفرت هذه الأرض الثابتة كلها" وأصبح "أكثر ما يثر الأشجان أن نتذكر أسباب السعادة"(20)؛ وليس ثمة تعبير عن هذه الفكرة أجمل من هذا التعبير لا نستثني من ذلك شعر دانتي نفسه. وأكثر ما تتغنى به هذه القصائد القديمة هو الحرب وهي حين تفعل هذا ممتعة قوية. و "أنشودة واقعة ملدون Maldon" (حوالي 1000) لا نرى في هزيمة الإنجليز شيئاً غير البطولة، والمحارب القديم برهتود Byrhteod، وهو واقف أمام جسد سيده القتيل "يبث الشجاعة" في قلوب السكسون حين أحدق العدو بهم بعبارات كعبارات مالوري Malory وتسبقها في الزمن:

كلما نقصت قوانا زادت أفكارنا صلابة، وقلوبنا حدة، وتضاعفت أمزجتنا. وها هو ذا أميرنا مزجى على الأرض؛ لقد قطعوه وأماتوه! ألا فلتحل الأحزان والأشجان أبد الدهر بالرجل الذي يغادر وطيس القتال! لقد تقدمت بي السنون، ولكنني لن أبرح هذا المكان؛ إني أريد أن أرقد إلى جانب مولاي، إلى جانب الرجل الذي أعزه(21).

ونظن أن بيولف Beloeulf أطول القصائد الأنجليسكسونية وأنبلها قد، أنشئت في القرن السابع أو الثامن، واحتفظ بها لنا مخطوط يرجع تاريخه إلى عام 1000 يوجد الآن في المتحف البريطاني. ويبدو أن أبياتها البالغ عددها 3183 بيتاً هي القصيدة بأكملها والشعر غير مقفى ولكنه موزون متجانسة أوائل ألفاظه، مصوغ في لهجة سكسونيا الغربية لا نستطيع أن نفهمها في هذه الأيام. والقصة نفسها كأنها عبث الأطفال، وخلاصتها أن بيولف أمير القيط (القوط؟) في جنوبي السويد يعبر البحر ليطلق سراح هرنجار Hrothgar ملك الدنمرقة من التنين جرندل Grendel؛ وبعد أن يغلب جرندل وأم جرندل نفسها، يعود بطريق البحر إلا قيطلاند Geatland ويحكمها حكماً عادلاً مدة خمسين عاماً. ويظهر وقتئذ تنين ثالث يقذف باللهب ويعيث فساداً في أرض القيط، فيهاجمه بيولف، ويصاب في هذا الهجوم بجرح مميت، فيخف صديقه وجلاف Wiglaf إلى معونته ويتعاونان على قتل التنين. ويموت بيولف من أثر جرحه، وتحرق جثته على كومة الحريق. وليست القصة من السذاجة كما تبدو لنا من روايتنا هذه؛ فالتنين الذي تتحدث عنه آداب العصور الوسطى يمثل الحيوان البري الذي يكمن في الغابات المحيطة بمدن أوربا، وفي وسعنا أن نعفو عن خيال الناس الذين صور لهم الفزع هذه الوحوش في تلك الصورة الخرافية، ولقد نسجوا حولها كثيراً من الأقاصيص يعبرون بها عن شكرهم للرجال الذين تغلبوا على هذه الوحوش حتى أمنت القرى والنجوع شرهم.

وبعض فقرات القصيدة مسيحية الصبغة لا تنسجم مع بقية أجزائها، كأنما أراد ناشر رحيم من الرهبان أن يحفظ هذه القصيدة الوثنية الرائعة بأن يضيع في أجزاء متفرقة منها سطراً يشعر بالتقي والصلاح. غير أن جو القصيدة وحوادثها جو وثني خالص وحوادث وثنية خالصة. ولقد كان الحب، والحياة، والمعارك الحربية على الأرض هي التي تعني بها أولئك "النساء الحسان والرجال البواسل"، ولم يكونوا يعنون بجنة هادئة وراء القبور. ويقول المؤلف في بداية القصيدة بعد أن يدفن سلد Scyld الملك الدنمرقي كما يدفن قراصنة الشمال في قارب يدفع إلى البحر وهو خال من الملاحين: "لا يستطيع الناس أن يقولوا وهم واثقون من الذي تلقى هذا العبء". غير أن جو القصيدة ليس بالجو الوثني المرح، بل تسري فيها من أولها إلى آخرها روح نكدة، وأكثر من هذا أن تلك الروح نفسها لا تبرح الحفلة التي أقيمت في بهو هرثجار. وفي وسعنا أن نلمح ثنايا أبيات القصيدة المتدفقة وما فيها من طرب وتحسر أنين العازف على القيثار:

ثم جلس بيولف على مقعد بجوار البئر... وأخذ يتحدث عن جرحه، وعما يحس به من آلام شديدة أشرف من جرّائها على الموت؛ وأدرك أن منيته قد دنت... ثم طاف حول كومة الدفن رجال أبطال أقران حرب، يريدون أن يعبروا عن أحزانهم، وأن يرثوا الملك، وأن ينشدوا ويتحدثوا عن الرجل؛ فأخذوا يشيدون بكل ما أوتوا من قوة ببطولته في أثناء حياته، ويمتدحون أعماله الباسلة الجديدة... ويقولون إنه كان أعظم ملوك العالم رأفة ورحمة، وأرقهم في معاملة شعبه، وأحرصهم على كسب الثناء... ومن أجل هذا كان خليقاً بالإنسان أن يثني على سيده وصديقه... وأن يحبه بكل قلبه، إذا ما حان أجله، وفارقت روحه جسده، وغادر هذا العالم.

وأكبر الظن أن بيولف أقدم ما بقي لدينا من القصائد في أدب بريطانيا، ولكن كيدمون Coedmon (المتوفى سنة 680) وهو أقدم الأسماء في هذا الأدب. ولسنا نعرفه إلا من فقرة طريفة في كتاب بيد، فقد جاء في كتاب التاريخ الكنسي(23) أنه كان في دير هوتبي Whitby أخ ساذج يجد في الغناء من الصعوبة ما يحمله على الهرب إلى مكان يختبئ فيه كلما جاء دوره في الغناء. وخيل إليه ذات ليلة وهو نائم مستقر في مرقده أن ملكاً قد جاءه وقال له: "غن لي شيئاً يا كيدمون!" فقال الراهب إنه لا يستطيع الغناء، فأمره الملك أن يغن، وحاول كيدمون الغناء، ولشد ما دهش من نجاحه، ولما استيقظ في الصباح تذكر الأغنية، وأعاد غناءها؛ ولهذا أخذ يحاول قرض الشعر ونظم سفري التكوين، والخروج، والأناجيل شعراً "صاغه" كما يقول بيد "بألفاظ عذبة تأخذ بمجامع القلوب". ولم يبق من هذه الأشعار كلها إلا أبيات قليلة ترجمها بيد إلى اللغة اللاتينية. وبعد عام من ذلك الوقت حاول سينولف Cynewuif (ولد حوالي عام 750) وهو شاعر مغن في بلاط نورثمبرلاند أن يخرج هذه الرواية إلى حيز الوجود بأنه ينظم عدة قصص دينية مختلفة-"المسيح" و "أندرياس Andreas" و "يوليانا"، ولكن هذه القصص تبدو، إذا ما قورنت بقصة بيولف المعاصر لها، ميتة لا حياة فيها لكثرة ما بها من الصناعة والمحسنات اللفظية.

ويجيء النثر الأدبي في جميع الآداب بعد الشعر في الترتيب الزمني، لأن العقل ينضج قبل أن تتفتح أزهار الخيال، مع أن الناس ينطقون بالنثر قروناً "وهم لا يعرفون" قبل أن يتسع لهم وقتهم أو يمكنهم غرورهم من أن يصوغوه فناً من الفنون. وأوضح شخصية في نثر إنجلترا الأدبي هي شخصية ألفرد، فتراجمه ومقدماته يضفي عليها الإخلاص والبساطة كثيراً من البلاغة، وهو الذي بذل من الجهد في نشر "ملف الأسقف Bishop's Roll" الذي كان محفوظاً عند قساوسة كنيسة ونشستر، فاستحال على يديه أقوى وأوضح أقسام السجل الأنجليسكسوني أول كتاب قيم في النثر الإنجليزي. وليس ببعيد أن يكون معلمه أسر Asser هو الذي كتب الجزء الأكبر من حياة ألفرد، أو لعل هذه السيرة قد جمعت فيما بعد (حوالي عام 974)؛ ومهما من يكن من شأنها فهي مثل من أقدم الأمثلة على استعداد الإنجليز باللغة اللاتينية في الكتب التاريخية والدينية، على حين أن "القارة" الأوربية التي كانت لا تزال تستحي من أن تكتب هذه المؤلفات الكريمة باللغة "العامية".

الفن

Anglo-Saxon jewellery.
The Pentney hoard.

ولقد وجد الناس بين مشاغل الشعر والحرب من النشاط والوقت ما يمكنهم من تصوير المعاني، وتجميل الأشياء ذات النفع المادي. فقد أنشأ ألفرد مدرسة للفن في أثلني Athelney، واستقدم إليها من جميع الأنحاء رهباناً يحذقون الفنون والصناعات، "ولم ينقطع في أثنائه حروبه الكثيرة" كما يقول أسر "عن أن يعلم عماله في صناعة الذهب وصناعه في جميع الحرف"(25) ولم يقنع دنستان Dunstan بأن يكون من رجال الحكم والقديسين، فأخذ يمارس بجد صناعتي الحديد والذهب، وكان إلى هذا موسيقياً بارعاً صنع لكنيسة جلاستنبري أرغناً ذا مزامير. وقامت في البلاد الصناعات الفنية الدقيقة في الخشب، والمعادن، والميناء المقسمة، واشترك قاطعو الجواهر مع الحفارين في صنع الصلبان المنحوتة والمطعمة بالجواهر في رثول Ruthwetl وبيوكاسل Bewcasle (حوالي عام 700)، وصب تمثال من الشبه للملك كدولو Cadwailo (المتوفى سنة 677) ممتط صهوة جواد بالقرب من لدجيت Ludgate. وكانت النساء ينسجن أغطية الفراش، والأقمشة التي تزدان بها الجدران، والمطرزات، من الخيوط البالغة غاية الدقة(26). وزخرف رهبان وليشستر بالرسوم ذات الألوان الزاهية كتاب أدعية في القرن العاشر. وشادت ونشستر نفسها ويرك كنائس من الحجر منذ عام 635؛ وجاء بندكت بسكوب بالطراز اللمباردي إلى إنجلترا من الكنيسة التي أقامها في ويرزموث عام 674؛ وأعادت كنتربري في عام 950 بناء الكنيسة التي بقيت فيها من أيام الرومان.

العمارة

اعادة إنشاء قصر ملكي أنگلوسكسوني في تشدارـ حوالي عام 1000 م

وينقل لنا بيد أن كنيسة بندكت بسكوب قد ازدانت بالنقوش المصنوعة في إيطاليا، "وأن كل من دخلها، وإن كان جاهلاً لا يعرف شيئاً من العلوم والمعارف، لا يسعه أينما ولى وجهه إلا أن يتأمل مظاهر المسيح وقديسيه التي لا يبلى جمالها... وأن يذكر وهو يرى أمام عينيه صورة يوم الحساب أن من واجبه محاسبة نفسه حساباً عسيراً"(27). وقصارى القول أن القرن السابع قد شهد نهضة في البناء في بريطانيا؛ ذلك أن الأنجليسكسون كانوا قد أتموا فتوحهم، والدنمرقيون لم يبدءوها، وأصبح البناءون الذين كانوا من قبل يبنون بالخشب يجدون لديهم الموارد والعزائم التي تمكنهم من تشييد الأضرحة والمعابد بالحجارة. ولكننا يجب ألا ننكر أن بندكت قد استقدم من غالة البنّائين، وصانعي الزجاج، وصانعي الذهب، وأن الأسقف ولفرد Wilfrid قد جاء بالمثالين والنقاشين من إيطاليا لزخرفة كنيسته التي شادها في هكسهام Hexham في القرن السابع؛ وأن إنجيل لندسفارن Lindisfarne (حوالي عام 730) ذا الزخرف الجميل كان من عمل رهبان أيرلنديين دفعهم فرط زهدهم أو تحمسهم للتبشير إلى تلك الجزيرة القفرة القريبة من ساحل نورثمبرلاند. وقضى مجيء الدنمرقيين على هذه النهضة القصيرة الأجل، ولم يواصل فن العمارة الإنجليزية العود إلى ما بلغه بعدئذ من العظمة والجلال حتى استقر سلطان الملك كنوت في إنجلترا على أساس مكين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

الهامش

المصادر

  • Oppenheimer, Stephen. The Origins of the British (2006). Constable and Robinson, London. ISBN 1-84529-158-1

للاستزادة

  • Whitelock, Dorothy (ed.) (1955) English Historical Documents c. 500–1042, London: Eyre and Spottiswoode
  • Stenton, F. M. (1971) Anglo-Saxon England, 3rd edition, Oxford University Press
  • Bede (1990) Ecclesiastical History of the English People, trans. L. Sherley-Price, London: Penguin Books
  • Campbell, J., et al. (1991), The Anglo-Saxons, London: Penguin Books
  • Lapidge, M., et al. (1999) The Blackwell Encyclopaedia of Anglo-Saxon England, Oxford: Blackwell
  • James, E. (2001) Britain in the First Millennium, London: Arnold
  • Henson, Donald (2006) The Origins of the Anglo-Saxons, Hockwold-cum-Wilton, Norfolk: Anglo-Saxon Books

وصلات خارجية